شباب عرب أون لاين

منتدى شباب عرب أون لاين يرحب بكم
نتمنى منكم أن أعجبكم هذا المنتدى أن تدعمونا بالتسجيل بالمنتدى لكى نستمر بالدفاع عن أظهار الحقيقة وأنصار المظلومين بكل مكان

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شباب عرب أون لاين

منتدى شباب عرب أون لاين يرحب بكم
نتمنى منكم أن أعجبكم هذا المنتدى أن تدعمونا بالتسجيل بالمنتدى لكى نستمر بالدفاع عن أظهار الحقيقة وأنصار المظلومين بكل مكان

شباب عرب أون لاين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب عرب أون لاين

شباب عرب أون لاين لخدمتكم وللشعب والوطن ونكشف الفاسدين وننصر المظلومين

Like/Tweet/+1

المواضيع الأخيرة

» علاج لإخراج الديدان من المعدة.
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae

» المهندسين خ
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime7/1/2015, 04:18 من طرف زائر

» المهندسين خ
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime7/1/2015, 04:13 من طرف زائر

» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime6/27/2015, 09:30 من طرف زائر

»  طلب مساعده عاجل
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima

» اغاثه
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime6/17/2015, 10:03 من طرف زائر

» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime6/17/2015, 09:59 من طرف زائر

» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  I_icon_minitime6/17/2015, 09:56 من طرف زائر

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 379 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 379 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 600 بتاريخ 9/22/2024, 12:41

Like/Tweet/+1


    خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان

    avatar
    شباب عرب أون لاين
    رئيس التحرير
    رئيس التحرير


    الدولة : مصر
    عدد المساهمات : 23173
    تاريخ التسجيل : 27/02/2011
    الموقع : عرب اون لاين

    خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان  Empty خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان

    مُساهمة من طرف شباب عرب أون لاين 4/23/2011, 10:04

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الأنبياء مقاماً وأحسن الأنبياء كلاما لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الإصر والأغلال الداعي إلى خير الأقوال والأعمال والأحوالالذي بعثه ربه جل وعلا بالهدىودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاًمنيراً فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة وهدى به من الضلالة وفتح بهأعين عميّاً وآذاناً صمّا وقلوب غلفى وتركنا بأمي وأمي وروحي على المحجة البيضاء ليلهاكنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
    اللهم وكما آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله
    اللهم وأوردنا بفضلك وكرمك ورحمتك حوضه الأصفى واسقنا منه بيد حبيبك شربة هنيئة مريئة لا نرد ولا نظمأ بعدها أبداً وصلى اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
    أما بعد،،،
    فحياكم الله جميعا أيها الأباء الفضلاء وأيها الإخوة والأبناء الأحباب الأعزاء
    وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً
    وأسأل الله الكريم جل وعلا الذي جمعنا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى
    في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه
    وأشهد الله أنني ما جئتكم إلا لله تبارك وتعالى
    فنحن لا نتحرك إلا له لا نريد من أحد جزاءاً ولا شكوراً
    وأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في الأقوال والعمال والأحوال
    إنه ولي ذلك والقادر عليه

    أحبتي في اللههذا هو موضوعي مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك
    فقد شاء الله جل وعلا
    واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق الخلق مختلفين في الأشكال والألوان بل والطبائع
    بل والعقائد والأفكار
    فلا يمكن على الإطلاق أن ترى اثنين على وجه الأرض متفقين في كل شيء . قال تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ(22)} الروم
    فهذا أمر قدري وهذا الاختلاف بين الخلق اختلاف فطري
    فليس الخلاف مقصوراً على الدين والعقائد بل وكذلك في الأفكار في الفهم والاستدلال فدلالة النصوص نوعان : دلالة حقيقية، ودلالة إضافية
    أما الدلالة الحقيقية لأي نص لأي قول فهذه لا تختلف لأنها تابعة لقصد المتكلم
    أما الدلالة الإضافية فهي التابعة لقصد المستمعين وهي تختلف باختلاف أعداد المستمعين
    فأنا أتكلم الآن وبين يدي الآلاف يستمعون ثم يستمع الملايين بعد ذلك عبر شاشة الرحمة
    كل واحد من هذه الملايين له فهمه لدلالات النصوص التي أؤكدها
    فدلالة النصوص بالنسبة للمستمعين دلالة إضافية وليست دلالة حقيقية تختلف باختلاف أعداد المستمعين
    فالناس متفاوتون في فهم النصوص وفهم الأدلة
    ومتفاوتون كذلك في البيان والاستدلال
    فهذا الاختلاف إذن أمر طبيعي، أمر فطري
    الناس تختلف حتى في بصمة الصوت وفي بصمة اليد وفي بصمة القدم
    لا ترى اثنين متفقين في كل شيء بل لا بد أن ترى هذا التباين والاختلاف
    ولكن هل معنى ذلك أيها الأحبة أن نختلف فيم بيننا في أي قضية مطروحة إلى الحد الذي يخرج فيه المتحاورون
    عن أدب الحوار وعن أدب النقاش وعن أصول الحوار
    وأن نقدم العصبية البغيضة وأن نعلي شأنها
    وأن نعلي شأن المصالح الفردية والنزاعات الشخصية بحيث يضيع الحق في هذا الصراخ وفي هذا التطاحن
    الذي نراه الآن على شاشات الفضائيات وعلى الجرائد والمجلات بل وفي الشوارع والطرقات والمجالس والمنتديات
    بحيث يضيع الحق في هذا الضجيج والصراخ والعويل الذي يسمى بالحوار
    الحوار له أصول الحوار له أدب
    وأنا لن أشرق ولن أغرب
    لأن البعض يتصور أن أصول الحوار إنما هي أصول غربية
    وأنا أؤكد لشبابنا وأولادنا
    أن الذي علمنا أصول وأدب الحوار هو نبينا المختار
    فهذه أصولنا نحن وهذه مبادئنا نحن
    أصول الحوار في الإسلام ليست شرقية ولا غربية
    إنما هي أصول محمدية نبوية
    تنبني على العدل والأدب والحكمة وصحة القصد وحسن النية
    واحترام الآخر وعدم إساءة الظن بالآخر وعدم اتهام الآخر
    أصول يبينها لنا ديننا العظيم ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
    ولكن تعالوا بنا لنبدأ هذه الآداب بنقاط محددة سريعة
    ثم لنطوف بكم في هذا البستان المحمدي الجامع الماتع
    لنعلم يقينا أن أو من علم الدنيا أدب وأصول الحوار هو نبينا المختار صلى الله عليه وسلم
    أرى أن أول أدب من الآداب الذي ينبغي أن يتحلى بها المتحاورون أن يتحلى الجميع بحسن النية وصحة القصد وطهارة السريرة والطوية
    ما الهدف من هذه الحوارات الساخنة
    ثم أيساغ ويستساغ أن نطرح الإسلام الآن قضية للحوار والنقاش؟
    أمن المستساغ أن نطرح الإسلام كدين قضية للحوار وللنقاش؟
    والجواب : لا
    الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار
    الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش
    بل الإسلام هو الحاكم على أي قضية تُطرح للحوار والنقاش
    اكرر هذا الكلام لجلاله
    أقول الإسلام ليس قضية مطروحة للنقاش
    لا في فضائية من الفضائيات ولا في مجلس من المجالس
    سواء كان هذا المجلس رسمياً أو غير رسمي
    الإسلام بالقرآن والسنة بأركانه وأصوله وثوابته
    ليس قضية مطروحة للنخبة من المثقفين أو الليبراليين أو العلمانيين أو المفكرين أو الأدباء
    أو حتى العلماء
    الإسلام ليس قضية مطروحة للحوار أو للنقاش
    بل الإسلام هو الحاكم والحكم على أي قضية تطرح للحوار والنقاش
    ومن ثم فينبغي على المتحاورين على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد والمجلات
    أن يعلموا فيما يتحاورون وأن يقفوا عند حدود النقاش والحوار
    فللحوار وللنقاش حدود
    لا ينبغي لأحد مهما علا كعبه ومهما كبر قدره وقيمته وعلمه أن يتجاوز هذه الحدود
    ليجعل من القرآن أو من السنة الصحيحة للنبي عليه الصلاة والسلام أو بركن من أركان الدين أو من الثوابت والأصول في ديننا أن يجعل من هذا كله قضية مطروحة للأخذ والرد وللقيل والقال وللنقاش
    فالمسلمون على وجه الأرض عامة وفي مصر خاصة
    لن يقبلوا أبداً أن يُطرح كتاب ربهم وأن تطرح سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
    للحوار وللنقاش
    مهما علا قدر المتحاورين والمناقشين
    هذا أصل لابد أن يكون واضحاً جلياً راسخاً في القلوب والعقول
    وها أنا ذا أخاطب به الآن النخبة في مصر ليعلم كل أحد في ما يحاور
    وليقف على حدود الحوار والنقاش
    أول أدب أن نصحح النية وأن نحدد الهدف
    أنا أسأل الآن المتحاورين على شاشات الفضائيات ممن يريدون أن يزعزعوا أمن هذا البلد واستقراره بهذه الشائعات والشكوك وإثارة الفتن باسم النقاش وباسم الحوار وباسم الحرية
    لا ينكر أحد أننا نعيش الآن عصر من عصور الحرية لم نتنفس شذاها بهذا العبير من قبل
    ولكن!
    هل معنى ذلك أيها العقلاء وأيها الأوفياء وأيها السادة من المثقفين
    هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية متفلتة من الضوابط الشرعية ومن القيم المنهجية والأخلاقية؟
    هل معنى ذلك أن تكون حريتنا حرية منفلتة من كل قيمنا لمجتمعنا المسلم؟
    هل هذه هي حقيقة الحرية التي ناديتم وتنادون بها ؟
    بئس الحرية إذن!!
    أن يقول كل واحد منا ما يشاء وما يريد حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وعلى حساب المصلحة العليا لهذا البلد والوطن
    بئس الحرية إذن!!
    هذه ليست حرية شرعية
    وليست حرية منضبطة بضوابط القرءان والسنة
    فالإنسان حر في قوله وفعله ما لم يؤذي الآخرين
    فضلا عن أن يكون ضرره واقعاً على المجتمع بأسره
    ألم يقل نبينا الصادق: [لا ضرر ولا ضرار]
    [لا ضرر ولا ضرار]
    والحديث رواه احمد وابن ماجة والحاكم وغيرهم بسند حسن
    بل وهناك من أهل العلم من صححه بمجموع طرقه
    لا ضرر : والضرر هو ما لك فيه نفع وعلى غيرك فيه ضرر
    هذا هو معنى الضرر
    لي مصلحة
    فأنا أريد أن أحقق هذه المصلحة حتى ولو وقع الضرر على الآخرين من الجيران أو من الزملاء أو من الأصدقاء أو من البلد والوطن
    هذا هو معنى الضرر
    والنبي يقول: [لا ضرر ولا ضرار]
    [الضرار] هو ما ليس لي فيه مصلحة ويقع الضرر كله على الغير
    فرسول الله يقول: [لا ضرر ولا ضرار]
    بل يجب أن تقبل الضرر الأقل لتدفع الضرر الأعلى
    بل ينبغي أن نقبل المفسدة الأقل لندرأ المفسدة الأعظم
    هذه الحالة من الفوضى
    يتكلم كل إنسان بما يريد ويضع على مواقع النت ما يريد
    ضع وتكلم لكن!!
    بعدل لكن بحق بإنصاف بصدق بأمانة برجولة بحرص على مصلحة هذا البلد
    بعد نصرتك لدينك ولقرءان ربك وسنة نبيك
    إن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافا دون بينة أو دليل
    يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء
    ثم يمضي أمنا مطمئنا فتصبح الجماعة المسلمة وتُمسي وأعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة
    وإذا كل فرد فيها متهم ومشكوك فيه
    فأنا أرى أن الشعار المرفوع الآن الشعب يريد إسقاط الشعب
    الشعب يشكك في الشعب حتى أصبحنا نشك في كل أحد
    ولا نثق في أي أحد وإذا تكلم أي إنسان
    ها عاوز إيه؟
    قصده إيه؟
    نيته إيه؟
    لأ دا نيته كذا
    وصار الاتهام للنيات وللمقاصد
    فأنا اقول أول أدب ينبغي أن نتحلى به جميعاً
    أن نصدق النية وأن نحسن النية وأن نطهر السريرة والقلوب والطوية
    لنحدد الهدف من هذه الحوارات
    ما الهدف من هذه الحوارات؟
    هل الهدف إثارة الفتنة؟ إثارة البلبلة؟
    هل الهدف أن يتمنى الناس مرة أخرى يوماً من الأيام الماضية أو يوماً من الأيام الفائتة؟
    ما الهدف من الحوار عند الصادقين أن يقدموا مصلحة الدين ثم مصلحة هذا البلد ثم مصلحة هذا الوطن وأن نقدم الأولى فالأولى
    لابد من فقه للأولويات
    ما الذي يحتاجه بلدنا الآن؟
    وما الذي ينبغي أن نطرحه الآن للحوار؟
    وما الذي يجب أن يركز عليه الصادقون المخلصون لتدور عجلة الإنتاج وليترك اقتصاد هذا البلد
    لا نريد أبداً لهذا البلد الأبي أن يمد يده لا لصندوق النقد المراد الأكبر على وجه الأرض
    ولا نريد لهذا البلد أن يمد شعبه الأبي يده لأي دولة من الدول
    بل ولا ينبغي أن ينتظر أهل مصر معونة أمريكية أو معونة أوربية
    لأن مصر زاخرة بالطاقات ومليئة بالإمكانيات والقدرات الهائلة
    لكن!
    يجب على الجميع أن يقدم مصلحة الدين ثم مصلحة البلد
    على مصلحته الشخصية وعلى مصلحته الفئوية الضيقة
    حتى ولو كان ما يُطالب به الآن حق مشروع
    لكن الأوليات ينبغي أن تقدم الآن لتنهض بلدنا من كبوتها
    ولتستفيق مصرنا من رقدتها
    لأن البلد يمر الآن بأزمة حقيقية
    يجب على العقلاء الصادقين أن يعرفوا خطر هذه الأزمة
    وأن يساهم كل صادق بكلمة طيبة وبجهد صادق وبعمل مخلص بناء
    لتدور عجلة التنمية وعجلة الاقتصاد
    لأنه لن تكون كلمتنا من رأسنا إلا إذا كانت لقمتنا من فأسنا
    إن أعظم خدمة يا شباب تقدمونها اليوم لدين الله ولبلدكم
    أن تبدعوا، أن تعملوا، أن تنتجوا، أن تكونوا قادة وسادة
    أن تتحركوا لتديروا دفة التوجيه والعمل في بلدكم
    فسلنا أقل من شباب أوربا ولا من شباب اليابان ولا من شباب أمريكا
    بل أنتم الأطهار
    أنتم المتوضئون
    أنتم الموحدون
    أنتم المتبعون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
    ينبغي أن نكون على مستوى هذا الدين ثم على مستوى وقدر ومكانة مصر
    فمصر كنانة الله في أرضه
    الذي أوصى بها وأهلها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر [إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما]
    فلنحدد الهدف من حواراتنا الكثيرة
    هل الهدف أن نثير البلبلة ؟
    أم الهدف أن نصل للحق
    وأن ننهض ببلدنا من كبوتها
    وأن نخرج مع بلدنا من هذه الأزمة الحالكة
    لو حددنا الهدف لتحددت الكلمات
    وكانت الكلمات وقورة مهذبة مؤدبة صريحة واضحة صادقة
    فالمرحلة يا أحبابي لا تحتمل الاتيكيت الفكري
    ولا تحتمل بما يُعرف بدبلوماسية الحوار
    بل يجب أن يكون المتحاورون من الصدق بمكان ومن الصراحة والوضوح بمكان
    لنقف على أرض صلبة ولنقدم لبلدنا رؤية واضحة
    ثم!
    احترام المحاور واحترام رأي المخالف
    لا ينبغي على الإطلاق أن أحقر رأيك ولا يجوز لك أيضاً أن تنتهك حرمة رأيي
    فلتتحدث ويجب على أن أسمعك
    ولأتحدث ويجب عليك أن تسمعني
    حتى ولو كان المحاور مخالفا لك في الدين مخالفا لك في المعتقد مخالفاً لك في المنهج
    اسمع!!
    نعم اسمع!!
    ألم يعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا الأدب الراقي حين جاءه رجل مشرك كافر أصلي
    يقال له عتبة ابن ربيعة أبو الوليد والحديث رواه الحاكم والبيهقي وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقر الحاكم الذهبي وحسنه الألباني
    حين جاء عتبة ابن ربيعة إلى الحبيب النبي وقال له :
    [يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة في العشيرة والمكان في النسب
    وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم سفهت به أحلامهم وعبت به من مضى من آبائهم وفرقت به جماعتهم]
    اتهامات صريحة ، اتهامات واضحة
    لم يغضب رسول الله ولم ينفعل ولم يتشنج
    ولم يوقف عتبة سيل اتهاماته
    وإنما تركه وواصل عتبه قوله فقال : (وإني جئت أعرض عليك أموراً فاسمع مني
    لعلك تقبل بعضها)
    فقال المصطفى:[قل يا أبا الوليد اسمع]
    [قل يا أبا الوليد اسمع]
    ما هذا الأدب !!
    لم يقل : قل يا عتبة
    لأ [قل يا أبا الوليد]
    لم يقل لن أسمعك فأنت رجل مشرك وأنت كافر أصلي
    جئت تهددني يا عتبة بكلامك التافه هذا؟
    لا والله
    والله ما قال الحبيب كلمة من هذه
    وإنما قال :[قل يا أبا الوليد اسمع]
    (فقال : إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصير أكثرنا مالاً)
    دي رشوة صريحة
    حنديلك اللي انت عاوزة بس تخلى عن هذه الدعوة وعن هذا الدين
    هل قال له النبي : يا عتبة جئت لتشتريني بمالك؟
    هل الطلب النبي من الصحابة أن يقبضوا على عتبة وأن يصوروا هذه الرشوة الخطيرة؟
    (قال له : إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تصير أكثرنا مالاً
    وإن كنت تريد بهذا الأمر شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك) أي جعلناك سيداً (حتى لا نقطع أمراً دونك وأن كنت تريد بهذا الأمر مُلكاً ملكناك علينا وإن كان الذي يأتيك رئياً تراه من الجن ) هذه أيضاً خطيرة لا يقبلها أحد!
    (وإن كان الذي يأتيك رئياً تراه من الجن بذلنا أموالنا في الطب حتى تبرأ)
    فقال له من علم الدنيا الأدب
    [أو قد فرغت يا أبا الوليد]؟
    انظروا إلى أدب الحوار وإلى أدب المحاور
    [أو قد فرغت يا أبا الوليد]؟
    هل أنهيت عرض قضيتك كاملة
    قال (نعم)
    قال: [ فاسمع مني ]
    قال : (قل اسمع)
    والله ما زاد النبي على قراءة آيات من صدر سورة فصلت
    {حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (4) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (5) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِيأَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنبَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ(6) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}
    واسترسل النبي في التلاوة وأرجوا أن تتخيلوا جمال وجلال القرآن حين يتلوه النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام إلى أن بلغ سيدنا رسول الله آية السجدة {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُوَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلالِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)}
    وخر النبي ساجداً لله جل وعلا ثم رفع رأسه ونظر إلى عتبة بن ربيعة وقال : [ها أنت قد سمعت يا أبا الوليد فاصنع ما بدا لك]
    أيها الشباب انظروا إلى عتبة بماذا رجع؟
    رجع ينافح عن هذا الحق!
    رجع يدافع عن هذا الصدق الأبلج
    أخاطب شبابنا الآن لنتعلم هذا الأدب ممن علم الدنيا الأدب
    أعداء الإسلام الآن يترصدون لكل مسلم
    فضلاً عن كل عالم أو داع إلى الله
    ماذا يقول وبماذا يتكلم ليلتقطوا هذا القول
    ولينفخوا فيه ليجعلوا من هذا الخطأ الذي زل فيه محمد حسان أو غيره
    ليجعلوا من هذا الخطأ قطبة ضخمة جدا ليثيروا الشكوك والفتنة والفزع والخوف والرعب
    من الإسلام في صورة المنتسبين إليه والمتحدثين به
    تدبروا هذا
    الهدف هو الإسلام
    لكن!
    لا يجرؤ الكثيرون أن يطعنوا في الإسلام طعناً صريحاً
    فكيف السبيل يطعن في من يتحدثون بالإسلام
    وأنا أقول لا يتحدث أحد باسم الإسلام ويقول أنا الإسلام
    لا
    لا يجرؤ داعي ولا عالم أن يقول أنا الإسلام
    لا
    بل لا يوجد مخلوق على وجه الأرض حجة على الإسلام إلا المصطفى
    فأنا يؤخذ من قولي ويُرد علي وأكبر مني يؤخذ من قوله ويُرد عليه
    كل عالم بل وكل صحابي وكل أحد يؤخذ من قوله ما وافق الحق بدليلة
    ويُرد عليه ما خالف فيه الحق بدليله
    أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي يؤخذ قوله ولا يُرد عليه
    لقول ربنا جل وعلا : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}النجم
    فرد القرءان ورد السنة كفر باتفاق الأمة
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًاأَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا(36)} الأحزابأنشدكم الله يا شباب
    أن تنتقوا الكلمات وأن تختاروا الألفاظ
    لا سيما من يظهر بالسمت الإسلامي
    لأن الكاميرات مسلطة علينا
    ولأن الكل يترصد لنا
    يريد أن يضخم الخطأ ولو كان حبة ليجعل من الحبة قبة
    فانتبه!
    حتى لا تضر دينك من حيث لا تدري
    انتبه حتى لا تسيء إلى بلدك من حيث لا تشعر
    يعود عتبة بعد هذا الأدب لينافح عن المنهج
    ونحن نريد بالأدب وبالكلمة الجميلة الرقراقة وبالجمل المهذبة المختارة
    أن نُقلل حجم الأعداء وأن نُحيد منهم من استطعنا
    ليس من الحكمة يا أحبابي ويا أولادي أن نُكثر سواد أعدائنا
    ليس من الحكمة أن نكثر سواد أعداء هذا الدين
    بل لم تستطع أن تجذبه للدين فحيده حتى لا يكون عدواً شاهراً سيفه على هذا الدين
    كان الشافعي الإمام يقول لأحد تلاميذه وهو الربيع يقول له (يا ربيع أكسو ألفاظك)
    أسألك بالله تدبر هاتين الكلمتين (أكسو ألفاظك) أي ألبس كلماتك وألفاظك ثوب الرقة والحكمة والرفق والأدب واللين
    فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع الرفق من شيء إلا شانه
    نعم قال صلى الله عليه وسلم : [يا عائشة ألا إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره وما لا يُعطي على سواه]
    فالرفق أيها الأفاضل
    يفتح القلوب ويفتح العقول
    وسأبين لكم الآن في حوارات النبي صلى الله عليه وسلم
    كيف حول برفقه ورحمته وأدبه ودينه القلوب والعقول
    من البغض الكامل لشخصه الشريف ولهذا الدين إلى حب جارف فياض
    (دخل عتبة على قومه نظر بعضهم إلى بعض بعد ما نظروا إلى وجه عتبة وقالوا :نحلف لقد جاءكم عتبة بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد ) الوجه تغير يا إخواني
    (ما ورائك يا أبا الوليد) عملت إيه؟
    قال : (يا قوم) اسمع
    ( يا قوم أطيعوني واجعلوها بي دعوا الرجل وما هو فيه) أصبح يدافع وينافح
    (دعوا الرجل وما هو فيه والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو بالشعر) الله اكبر والحق ما شهدت به الأعداء
    (والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن بقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، يا قوم دعوا الرجل وما هو فيه فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم وأن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به . فقالوا :سحرك والله محمد. قال هذا رأيي فاصنعوا ما بدا لكم)
    أيها الأحبة
    انظروا إلى نتيجة الرفق
    نتيجة الاحترام للآخر ولو كان مشركاً ولو كان كافراً أصلياً
    انظروا كيف تحول عتبة هو لم يسلم بهذا الحوار
    لكن انظروا كيف تحول من مهاجم عتيد عنيد إلى منافح مدافع عن هذا المنهج الفريد
    يروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : (بعث رسول صلى الله عليه وسلم خيل قبل نجد فجاءت برجل من أهل اليمامة يقال له ثمامة ابن أثال) الرجل دا كان سيد اليمامة ، كان سيد قومه في اليمامة
    (فقبض عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأدخلوه المسجد النبوي وقيدوه وربطوه في سارية) أي في عمود من أعمدة المسجد النبوي
    وخرج الحبيب النبي بوجهه الأزهر الأنور وبخلقه الضافي
    فوجد ثمامة ابن أثال مربوط في عمود من أعمدة المسجدً فاقترب منه والله ما سبه والله ما شتمه والله ما نهره والله ما قهره والله ما أساء إليه بكلمة وهو من ؟
    هو المحارب المعاند
    هو الذي يصب جام غضبه على الإسلام ورسوله هو العدو اللدود
    الآن بين يدي رسول الله
    لم يقل يا عمر أسرع يا عمر أقطع رقبة هذا المجرم أو المشرك
    لا هذه ألفاظنا نحن
    هذه كلماتنا نحن
    أما صاحب الخلق والله ما أساء إليه بكلمة
    وإنما اقترب منه وقال له:
    انظروا إلى أدب الحوار وإلى كلمات الحوار
    [ماذا عندك يا ثمامة]
    الله
    [ماذا عندك يا ثمامة]
    فقال له عندي خير يا محمد
    يا محمد !
    هكذا بلا أدب وبلا إجلال وبلا تقدير وبلا احترام
    لم يقل حتى عندي خيراً يا أبا القاسم
    هذا
    عندي خير محمد
    اسمع قال انقلب إلى صيغة التهديد والوعيد
    ثمامة يهدد النبي نفسه ويقول له
    إن تقتل تقتل ذا دمٍ
    يعني خلي بالك أوعى تفتكر إنك لو قتلتني سيضيع دمي هدراً
    بل ستُطالب قبيلتي بدمي ولن يضيع أبداً
    إن تقتل تقتل ذا دمٍ
    سيطالب أهله بدمه
    وإن كنت تريد مالاً
    فسل تعطى من المال ما شئت
    يا دي المصيبة على المال
    كله بالفلوس كله بيشترى بالمال
    وإن كنت تريد مالاً فسل تعطى من المال ما شئت وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر
    فنظر إليه النبي وانصرف وفي غير رواية الصحيحين
    أمر النبي الصحابة وقال : [أحسنوا إلى ثمامة] أحسنوا إليه صلى الله عليه وسلم
    ودخل النبي عليه في اليوم الثاني
    الله استنا هنا دا ثمامة راجل مشرك
    أيوة
    في المسجد!!
    هو ينفع المشرك يدخل المسجد؟
    نعم ما لم يدخل للإساءة إليه أو لامتهان قدسيته وطهارته
    وقد شاء النبي أن يبقى ثمامة في المسجد النبوي
    ليسمع ثمامة القرءان من رسول الله في كل الصلوات الجهرية
    وليرى ثمامة كيف يُعامل سيد البرية خير البرية بعد الرسل والأنبياء
    وليسمع ثمامة الفقه والعلم والأدب والخُلُق
    النبي أراد لثمامة أن يتربى في ثلاثة أيام على هذا المنهج القرآني والنبوي
    يدخل عليه في اليوم التالي [ماذا عندك يا ثمامة]
    (قال عندي ما قلت لك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دمٍ وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعطى منه ما شئت
    فتركه صلى الله عليه وسلم إلى اليوم الثالث ودخل عليه [ماذا عندك يا ثمامة]
    قال :عندي ما قلت لك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دمٍ وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعطى من المال ما شئت
    فرد صاحب الخلق وقال : [أطلقوا ثمامة لا نريد مالاً ولا جزاءاً ولا شكوراً أطلقوا ثمامة]
    فانطلق ثمامة إلى بستان قريب ونزل إلى بئر ماء فاغتسل
    الله دا اتعلم!!
    دا تفقه!!
    علم أنه لمن أراد أن يدخل الإسلام بعد الكفر أن يغتسل فراح واغتسل
    ثم عاد إلى النبي في المسجد النبوي وهو بين أصحابه كالقمر تُحيط به النجوم ووقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال


    اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله


    ثم التفت إلى الحبيب وقال : يا رسول الله
    والله ما كان على الأرض وجها أبغض إلى من وجهك فأصبح وجهُكَ الآن أحب الوجوه كلها إليّ
    يا رسول الله والله ما كان على الأرض دينً أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ
    يا رسول الله والله ما كان على الأرض بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك الآن أحب البلاد كلها إليّ
    لقد أخذتني خيلك وأنا أريد العمرة فماذا تأمرني يا رسول الله أو بماذا تأمرني
    فأمره فبشره النبي
    قال الحافظ ابن حجر [أي بخيري الدنيا والآخرة]
    أو بمغفرة الذنب
    وأمره أن يؤدي العمرة على الإسلام والتوحيد
    أنظروا كيف حول أدب النبي وحواره الراقي مع ثمامة كيف حول البغض في قلب ثمامة إلى حب جارف
    كيف حول القسوة والغلظة والفظاظة وحب الانتقام في قلب ثمامة إلى إلى هذا الود الحاني
    وإلى هذه الكلمات الرقراقة الباكية
    هذا هو الحوار وتلك أصوله وهذه آدابه
    أيها الأحبة
    ثم من من أعظم آداب الحوار الإقناع
    أقنعني وأنا أقنعك
    ليس بالصوت العالي وليس بالصوت المرتفع ولا بالضجيج
    ولا بالصراخ ولا بالعويل ولا بالسباب ولا بالشتائم ولا باتهام النيات والنيل من الكلمات وإنما بالحجة ، بالبرهان ، بالكلمة المقنعة
    أنا أعجب لأدب الحوار في القرآن
    انظروا إلى حوار إبراهيم مع أبيه آذر
    قال تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا(41)}
    اسمعوا إلى الإقناع والحجة
    { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا(42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا(43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا(44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا(45)}مريم
    انظروا إلى الحجة انظروا إلى الإقناع والدليل والبرهان
    فرد الصوت المرتفع ردد الغلبة للأقوى :{ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ}مريم
    هذا هو منطق البطش والظلم والإرهاب والإرهاب الفكري والطغيان والاستبداد
    { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا(46)}مريم
    فماذا كان الرد؟
    {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ}
    فلنتعلم هذا الأدب يا أولادي لأنني ألمح بعد الثورة تفلتاً عند كثير من شبابنا في حواره مع من يكبرونهم سناً
    أرى تفلتاً في الحوار
    أرى تفلتاً من القيم
    فقد يتحدث الآن شاب مع والد له
    بلغة الفظاظة والاستعلاء والأنا
    هذا ليس من الدين
    قد يتعامل شاب مع رجل قد أتاه الله مكانة في الدنيا ومنزلة في الدنيا
    تتكلم معه بلا أدنى أدب
    هذا ليس من الدين
    وإنما رد الخليل على والده المُهدد والمتوعد
    {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)}مريم
    وانظروا إلى الثمرة الأخرى
    ثمرة بر إبراهيم بوالده
    أن رزقه الله ابن باراً به حين قال إبراهيم بعد ذلك بعد ما تجاوز الثمانين من عمره
    حين خاطب ولده إسماعيل
    {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىفِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى (102)}الصافات
    انظروا إلى الإقناع
    {فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} لم يفرض عليه ولم يتهدده ولم يتوعده
    {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ(102)}الصافات
    وأحب أن أذكر في هذا الموطن في كل مناسبة أذكرها بكلمات رقراقة أقول فيها :
    أرأيتم قلبا أبويا يتقبل أمرا يأباه ؟
    أرأيتم ابنا يتلقى أمرا بالذبح ويرضاه ؟
    ويجيب الابنبلا فزع
    افعل ما تؤمر أبتاه
    لن أعصى لإلهي أمرا
    من يعصي يوما مولاه ؟
    لن أعصى لإلهي أمرا
    من يعصي يوما مولاه ؟
    واستل الوالد سكينا
    واستسلم ابن لرداه
    ألقاه برفق لجبين
    كى لا تتلقى عيناه
    وتهز الكون ضراعات
    ودعاء يسمعه الله
    تتضرع للرب الأعلى
    أرض وسماء ومياه
    ويجيب الحق ورحمته
    سبقت في فضل عطاياه
    صدقت الرؤيا لا تحزن
    يا إبراهيم فديناه
    الإقناع وها هو نبينا يعلمنا هذا الأدب الراقي
    ولكن أذكر بالحديث بعد جلسة استراحة فوالله ما انتبهت للوقت إلا اللحظة
    أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الأدب
    وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوالْأَلْبَابِ(18)}الزمر



      الوقت/التاريخ الآن هو 11/22/2024, 06:28