أسماء في الذاكرة *الصحابيات الجليلات*
بحث كامل يتناول سيرة مختصرة ل 23 صحابية جليلة
أين موقع نساء الأمة من هؤلاء؟
نساء يعتز بهنّ الاسلام وعقمت أرحام الأمهات أن تنجبهنّ من جديد
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وبعد
انّ الذي دعاني للكتابة عن الصحابيات الجليلات رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ لأنهنّ قدوة حسنة
ونبراسا يضيء الطريق أمام النساء والشابات المسلمات اللواتي يبحثن عن الفضيلة، والفضيلة بنظري ليست تجنب الرذيلة فحسب، بل هي أيضا ألا نشتهيها وتكون متأصلة فينا، لأنّه عليها يقوم كل شيء حسن، وما خطاب المولى عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: وانك لعلى خلق عظيم الا لأن الفضيلة جزء لا يتجزأ من حسن الخلق الذي هو صلب الدين القويم الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده
وانه ليسعدني ويشرفني بأن أقدم هذه السلسلة المباركة في حياة الصحابيات الجليلات ، وأسأله تعالى أن يتقبّل مني هذا العمل وأن يجعله برحمته خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعكم به باذن الله تعالى ونكون جميعا هادين مهتدين لا ضالين ولا مضلين برحمته أرحم الراحمين, الأرحم والأرأف سبحانه وتعالى من الأم على وليدها سبحانه وتعالى عما يشركون.
انّ الهدف من عرض سيرة بعض الصحابيات الجليلات لتدرك نساءنا وبناتنا وأخواتنا كيف كنّ هؤلاء يعبدن الله عزوجل حق عبادته ,وكيف كنّ يخلصن العمل لله سبحانه وتعالى، وكيف كنّ يطعن النبي صلى الله عليه وسلم طاعة عمياء، وكيف كنّ يطعن أزواجهنّ ويحفظن بيوتهم في غيبتهم ويحافظن على أموالهم ليعرفن كيف كان السلف الصالح يعرف أوامر ونواهي وحدود القرآن الكريم كمعرفتهنّ بآبائهنّ وأبناءهنّ، وكيف كنّ رضي الله عنهّ فيما بينهنّ كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
لقد كنّ رضي الله عنهّ يقمن بكل هذا طعما ورغبا في أن يتحقق فيهنّ قوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، وقوله صلىالله عليه وسلم نحوا من هذا: اذا صلت المرأة فرضها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أيّ الأبواب الثمانية شئت، لأجل هذه البشارة النبوية الغالية كنّ رضي الله عنهنّ يتسابقن فيما بينهنّ ويتنافسن في الوصول الى هذا الكمال الانساني الرائع، وجميعهنّ رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ بقين يسرن في قافلة الخيرالى أن وافاهنّ الأجل ونفوسهنّ آمنة مطمئنة مؤمنين بقول الله تبارك وتعالى:
واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين (أي حتى الموت).
ان ما يترتب على المرأة المسلمة وخاصة في هذا العصر, وبعدما كثرت فيه الفتن، واجب كبير في قراءة السيرة العطرة لهؤلاء الصحابيات الجليلات، لتدرك في أي الطريق هي تسير! فان وجدت نفسها تسير مع التيار الذي سرن رضي الله عنهّ فيه, وعلى النهج الذي رسمه القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف فلتتابع مسيرها على بركة الله عزوجل، ولتحجز لنفسها مكانا في قافلة المؤمنات الصادقات المخبتات أينما حللن وأقمن في بقاع الأرض مشرقها ومغربها، ونوره تبارك وتعالى يعمّ الأكوان كلها، كما في قوله تعالى في آية النور:
نور على نور، يهدي لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس ، والله بكل شيء عليم.
وان وجدت نفسها بعكس هذا المنهج التربوي الكريم, فلا زال الوقت أمامها في الرجوع الى الله تعالى رجوعا صادقا بتوبة نصوح صادقة تعقد فيها الصلح مع الله تبارك وتعالى , عسى أن يرحمنا جميعا برحمته، فالتوبة وكما ورد في الحديث الشريف تقبل من العبد ما لم يغرغر أو مالم تشرق الشمس من مغربها.
واياك أختي في الله من التسويف، فلا يدري أحدنا متى يوافيه الأجل، وقد أهلك التسويف من كان قبلنا، واننا نبتهل الى الله ونتضرع اليه سبحانه وتعالى بأن يحفظ نساء المسلمين وبنات المسلمين، وأن ينتفعن من هذه السيرة العطرة لهذه الثلة من الصحابيات الجليلات رضي الله عنهنّ، وكلنا أمل بالله تعالى في أن نفوز جميعا برضوانه سبحانه وتعالى ، ومن ثمّ شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
والله من وراء القصد، وهو يهدي الى سواء السبيل.
والآن وبعون الله عزوجل أبدأ الحديث عن بعضهنّ وعمّن تيسّر لي جمع بعضا من سيرهنّ ومناقبهنّ رضي الله عنهنّ أجمعين حسب تسلسل أسمائهنّ الأبجدي، سائلين المولى عز وجل أن يجمعكنّ ويجمعنا بهنّ يوم القيامة في مستقر رحمته اخوانا على سرر متقابلين وعلى منابر من نور باذن الله تعالى
أولا: السيدة الفضلى أم هانىء بنت أبي طالب الهاشمية رضي الله عنها
مثال يحتذى وقدوة حسنة لنساء وفتيات المسلمين
هي
* ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخت الامام علي رضي الله عنه.
* من راويات الحديث وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم 46 حديثا.
* السيدة الفاضلة المشهورة بكنيتها أم هانىء رضي الله عنها.
* المرأة الراجحة العاقلة الثاقبة عقلا وهدى تعد نبراسا يضيء الطريق أمام السالكات طريق الهدى , وتأخذ بأيدي نساءنا وفتياتنا الى طريق الصلاح والفلاح, وكم نحن بأحوج اليها في هذا الزمن الذي يموج بتيارت شتى من الفتن, وطرق الغواية المبثوثة من صحون فضائية الى غرف الدردشة, مرورا بالهواتف الخليوية التي باتت جزءا لا يتجزأ من الحياة حتى لغدت في متناول جميع أفراد ةالأسرة صغارا وكبارا دون ان ندرك أنه لعنة العصر لمن يسيء استخدامه.
وأم هانىء رضي الله عنها أسوة حسنة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر, أسوة حسنة للنساء والفتيات المسلمات اللواتي يبحثن عن الفضيلة.
انها رضي الله عنها زوجة ترعى حق الزوج كما أمر الله عزوجل, وأم ترعى حق أبناءها بكل تفاني واخلاص, ترعاهم في العناية الشاملة, والتربية الاسلامية الصحيحة, وتوفق بين عنايتها لزوجها وبين عنايتها لأولادها بحيث لا يطغى حق الزوج على الأبناء ولا حق الأبناء على الزوج, وتخشى ان عنيت بأولادها أكثر أن تضيّع حق زوجها, وان عنيت بزوجها اكثر من الأولاد أن تضيّع حق أبناءها.
انها تدرك أنّ للزوج حقوقا تختلف عن حقوق الأبناء, وللأبناء حقوقا تختلف عن حقوق الزوج.
ان كل ذلك لدليل حاسم على فطنتها ومعرفتها بشئون الحياة, وانها قد سبرت أغوارها, وخبرت أسرارها, فهي لا تقبل التفريط في الأولاد, ولا الاهمال في تربيتهم, ورعاية شئونهم, كما أنها لا تقبل أن يكون ذلك كله على حساب حقوق الزوج, وهي في ذلك تخشى الله عزوجل, حيث ترنو لأن تعطي كل ذي حقه, وامرأة بهذه المستويات هي بحق مثال يحتذى, وقدوة حسنة لبعض نساء المسلمين اللائي يقصرن في حق الزوج.
اسلامها رضي الله عنها
كانت رضي الله عنها متزوجة من هبيرة بن وهب المخزومي , وكان شاعرا, وقد ولدت له أربعا من الذكور: عمر..هانىء.. يوسف, وجعدة, وهي من فضلى نساء عصرها, تأخر اسلامها الى يوم فتح مكة في رمضان سنة ثمان للهجرة, وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة قد تقدّم لعمه أبو طالب ليخطبها لنفسه, الا أنّ عمه أبو طالب زوّجها لهبيرة بن أبي وهب, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: زوّجت هبيرة وتركتني؟ فقال له عمه: يا ابن أخي! انّا قد صاهرنا اليهم, والكريم يكافىء الكريم.
يوم فتح مكة هرب زوجها هبيرة الى نجران, وقال حين فرّ من مكة معتذرا من فراره هذه الأبيات:
لعمرك ما وليت ظهري محمدا..................وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل
ولكنني قلبت أمري فلم أجد .................. لسيفي غناء ان ضربت ولا نبلي
وقفت فلما خفت ضيقة موقفي .................رجعت لعود كالهزير الى الشبل
ولما بلغه اسلام أم هانىء رضي الله عنها وهي لا زالت على ذمته, قال:
وعاذلة هبّت بليل تلومني ................. وتعذلني بالليل ضلّ ضلالها
وتزعم أني ان أطعت عشيرتي .................سأردى وهل يرديني الا زوالها
فان كنت قد تابعت دين محمد....................وعطفت الأرحام منك حبالها
فكوني على أعلى سحيق بهضبة .................. ململة غبراء يبس بلالها
أخت الرجال رضي الله عنها
يوم فتح مكة دخل النبي صلى الله عليه وسلم منزلها وصلى فيه ثمان ركعات الضحى, بعد ذلك لجأ اليها الحارث بن هشام مستجيرا بها, فدخل عليها أخوها علي رضي الله عنه, وأخبرته خبر الحارث بن هشام, فنهض علي رضي الله عنه وهرع الى سيفه فاستله من غمده ليقتل الحارث, فقالت له: يا ابن أم! اني قد أجرته! وعندما لم يسمع كلامها وثبت اليه وقبضت على يديه وأحكمت قبضتها عليه بحيث لم يعد يستطع أن يرفع قدمه عن الأرض, أو يفلت يده منها, وقالت: والله لا تقتله وقد أجرته, وفي هذه الأثناء وهما بين مد وجزر, اذ دخل عليهما النبي صلى الله عليه وسلم, وعندما رات رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدخل عليهما قالت : يا رسول الله! ألا ترى أني أجرت الحارث بن هشام, وعلي يريد قتله, فردّ عليها صاحب الخلق الكريم والقلب الرحيم صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت, ولا تغضبي عليّا, فانّ الله يغضب لغضبه, خلي سبيله وأطلقي سراحه. وبعدماامتثلت لأمر النبي صلى الله عليه وسلم, قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه ممازحا اياه: يا علي! غلبتك امرأة! فاعترف علي بصلابة وقوة ورباطة جأش اخته أم هانىء رضي الله عنهما وقال: والله يا رسول الله ما قدرت أن أرفع قدمي من الأرض, فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لقوله رضي الله عنه..
منقوووول
بحث كامل يتناول سيرة مختصرة ل 23 صحابية جليلة
أين موقع نساء الأمة من هؤلاء؟
نساء يعتز بهنّ الاسلام وعقمت أرحام الأمهات أن تنجبهنّ من جديد
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وبعد
انّ الذي دعاني للكتابة عن الصحابيات الجليلات رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ لأنهنّ قدوة حسنة
ونبراسا يضيء الطريق أمام النساء والشابات المسلمات اللواتي يبحثن عن الفضيلة، والفضيلة بنظري ليست تجنب الرذيلة فحسب، بل هي أيضا ألا نشتهيها وتكون متأصلة فينا، لأنّه عليها يقوم كل شيء حسن، وما خطاب المولى عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: وانك لعلى خلق عظيم الا لأن الفضيلة جزء لا يتجزأ من حسن الخلق الذي هو صلب الدين القويم الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده
وانه ليسعدني ويشرفني بأن أقدم هذه السلسلة المباركة في حياة الصحابيات الجليلات ، وأسأله تعالى أن يتقبّل مني هذا العمل وأن يجعله برحمته خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعكم به باذن الله تعالى ونكون جميعا هادين مهتدين لا ضالين ولا مضلين برحمته أرحم الراحمين, الأرحم والأرأف سبحانه وتعالى من الأم على وليدها سبحانه وتعالى عما يشركون.
انّ الهدف من عرض سيرة بعض الصحابيات الجليلات لتدرك نساءنا وبناتنا وأخواتنا كيف كنّ هؤلاء يعبدن الله عزوجل حق عبادته ,وكيف كنّ يخلصن العمل لله سبحانه وتعالى، وكيف كنّ يطعن النبي صلى الله عليه وسلم طاعة عمياء، وكيف كنّ يطعن أزواجهنّ ويحفظن بيوتهم في غيبتهم ويحافظن على أموالهم ليعرفن كيف كان السلف الصالح يعرف أوامر ونواهي وحدود القرآن الكريم كمعرفتهنّ بآبائهنّ وأبناءهنّ، وكيف كنّ رضي الله عنهّ فيما بينهنّ كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
لقد كنّ رضي الله عنهّ يقمن بكل هذا طعما ورغبا في أن يتحقق فيهنّ قوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة، وقوله صلىالله عليه وسلم نحوا من هذا: اذا صلت المرأة فرضها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أيّ الأبواب الثمانية شئت، لأجل هذه البشارة النبوية الغالية كنّ رضي الله عنهنّ يتسابقن فيما بينهنّ ويتنافسن في الوصول الى هذا الكمال الانساني الرائع، وجميعهنّ رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ بقين يسرن في قافلة الخيرالى أن وافاهنّ الأجل ونفوسهنّ آمنة مطمئنة مؤمنين بقول الله تبارك وتعالى:
واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين (أي حتى الموت).
ان ما يترتب على المرأة المسلمة وخاصة في هذا العصر, وبعدما كثرت فيه الفتن، واجب كبير في قراءة السيرة العطرة لهؤلاء الصحابيات الجليلات، لتدرك في أي الطريق هي تسير! فان وجدت نفسها تسير مع التيار الذي سرن رضي الله عنهّ فيه, وعلى النهج الذي رسمه القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف فلتتابع مسيرها على بركة الله عزوجل، ولتحجز لنفسها مكانا في قافلة المؤمنات الصادقات المخبتات أينما حللن وأقمن في بقاع الأرض مشرقها ومغربها، ونوره تبارك وتعالى يعمّ الأكوان كلها، كما في قوله تعالى في آية النور:
نور على نور، يهدي لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس ، والله بكل شيء عليم.
وان وجدت نفسها بعكس هذا المنهج التربوي الكريم, فلا زال الوقت أمامها في الرجوع الى الله تعالى رجوعا صادقا بتوبة نصوح صادقة تعقد فيها الصلح مع الله تبارك وتعالى , عسى أن يرحمنا جميعا برحمته، فالتوبة وكما ورد في الحديث الشريف تقبل من العبد ما لم يغرغر أو مالم تشرق الشمس من مغربها.
واياك أختي في الله من التسويف، فلا يدري أحدنا متى يوافيه الأجل، وقد أهلك التسويف من كان قبلنا، واننا نبتهل الى الله ونتضرع اليه سبحانه وتعالى بأن يحفظ نساء المسلمين وبنات المسلمين، وأن ينتفعن من هذه السيرة العطرة لهذه الثلة من الصحابيات الجليلات رضي الله عنهنّ، وكلنا أمل بالله تعالى في أن نفوز جميعا برضوانه سبحانه وتعالى ، ومن ثمّ شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
والله من وراء القصد، وهو يهدي الى سواء السبيل.
والآن وبعون الله عزوجل أبدأ الحديث عن بعضهنّ وعمّن تيسّر لي جمع بعضا من سيرهنّ ومناقبهنّ رضي الله عنهنّ أجمعين حسب تسلسل أسمائهنّ الأبجدي، سائلين المولى عز وجل أن يجمعكنّ ويجمعنا بهنّ يوم القيامة في مستقر رحمته اخوانا على سرر متقابلين وعلى منابر من نور باذن الله تعالى
أولا: السيدة الفضلى أم هانىء بنت أبي طالب الهاشمية رضي الله عنها
مثال يحتذى وقدوة حسنة لنساء وفتيات المسلمين
هي
* ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخت الامام علي رضي الله عنه.
* من راويات الحديث وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم 46 حديثا.
* السيدة الفاضلة المشهورة بكنيتها أم هانىء رضي الله عنها.
* المرأة الراجحة العاقلة الثاقبة عقلا وهدى تعد نبراسا يضيء الطريق أمام السالكات طريق الهدى , وتأخذ بأيدي نساءنا وفتياتنا الى طريق الصلاح والفلاح, وكم نحن بأحوج اليها في هذا الزمن الذي يموج بتيارت شتى من الفتن, وطرق الغواية المبثوثة من صحون فضائية الى غرف الدردشة, مرورا بالهواتف الخليوية التي باتت جزءا لا يتجزأ من الحياة حتى لغدت في متناول جميع أفراد ةالأسرة صغارا وكبارا دون ان ندرك أنه لعنة العصر لمن يسيء استخدامه.
وأم هانىء رضي الله عنها أسوة حسنة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر, أسوة حسنة للنساء والفتيات المسلمات اللواتي يبحثن عن الفضيلة.
انها رضي الله عنها زوجة ترعى حق الزوج كما أمر الله عزوجل, وأم ترعى حق أبناءها بكل تفاني واخلاص, ترعاهم في العناية الشاملة, والتربية الاسلامية الصحيحة, وتوفق بين عنايتها لزوجها وبين عنايتها لأولادها بحيث لا يطغى حق الزوج على الأبناء ولا حق الأبناء على الزوج, وتخشى ان عنيت بأولادها أكثر أن تضيّع حق زوجها, وان عنيت بزوجها اكثر من الأولاد أن تضيّع حق أبناءها.
انها تدرك أنّ للزوج حقوقا تختلف عن حقوق الأبناء, وللأبناء حقوقا تختلف عن حقوق الزوج.
ان كل ذلك لدليل حاسم على فطنتها ومعرفتها بشئون الحياة, وانها قد سبرت أغوارها, وخبرت أسرارها, فهي لا تقبل التفريط في الأولاد, ولا الاهمال في تربيتهم, ورعاية شئونهم, كما أنها لا تقبل أن يكون ذلك كله على حساب حقوق الزوج, وهي في ذلك تخشى الله عزوجل, حيث ترنو لأن تعطي كل ذي حقه, وامرأة بهذه المستويات هي بحق مثال يحتذى, وقدوة حسنة لبعض نساء المسلمين اللائي يقصرن في حق الزوج.
اسلامها رضي الله عنها
كانت رضي الله عنها متزوجة من هبيرة بن وهب المخزومي , وكان شاعرا, وقد ولدت له أربعا من الذكور: عمر..هانىء.. يوسف, وجعدة, وهي من فضلى نساء عصرها, تأخر اسلامها الى يوم فتح مكة في رمضان سنة ثمان للهجرة, وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة قد تقدّم لعمه أبو طالب ليخطبها لنفسه, الا أنّ عمه أبو طالب زوّجها لهبيرة بن أبي وهب, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: زوّجت هبيرة وتركتني؟ فقال له عمه: يا ابن أخي! انّا قد صاهرنا اليهم, والكريم يكافىء الكريم.
يوم فتح مكة هرب زوجها هبيرة الى نجران, وقال حين فرّ من مكة معتذرا من فراره هذه الأبيات:
لعمرك ما وليت ظهري محمدا..................وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل
ولكنني قلبت أمري فلم أجد .................. لسيفي غناء ان ضربت ولا نبلي
وقفت فلما خفت ضيقة موقفي .................رجعت لعود كالهزير الى الشبل
ولما بلغه اسلام أم هانىء رضي الله عنها وهي لا زالت على ذمته, قال:
وعاذلة هبّت بليل تلومني ................. وتعذلني بالليل ضلّ ضلالها
وتزعم أني ان أطعت عشيرتي .................سأردى وهل يرديني الا زوالها
فان كنت قد تابعت دين محمد....................وعطفت الأرحام منك حبالها
فكوني على أعلى سحيق بهضبة .................. ململة غبراء يبس بلالها
أخت الرجال رضي الله عنها
يوم فتح مكة دخل النبي صلى الله عليه وسلم منزلها وصلى فيه ثمان ركعات الضحى, بعد ذلك لجأ اليها الحارث بن هشام مستجيرا بها, فدخل عليها أخوها علي رضي الله عنه, وأخبرته خبر الحارث بن هشام, فنهض علي رضي الله عنه وهرع الى سيفه فاستله من غمده ليقتل الحارث, فقالت له: يا ابن أم! اني قد أجرته! وعندما لم يسمع كلامها وثبت اليه وقبضت على يديه وأحكمت قبضتها عليه بحيث لم يعد يستطع أن يرفع قدمه عن الأرض, أو يفلت يده منها, وقالت: والله لا تقتله وقد أجرته, وفي هذه الأثناء وهما بين مد وجزر, اذ دخل عليهما النبي صلى الله عليه وسلم, وعندما رات رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدخل عليهما قالت : يا رسول الله! ألا ترى أني أجرت الحارث بن هشام, وعلي يريد قتله, فردّ عليها صاحب الخلق الكريم والقلب الرحيم صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت, ولا تغضبي عليّا, فانّ الله يغضب لغضبه, خلي سبيله وأطلقي سراحه. وبعدماامتثلت لأمر النبي صلى الله عليه وسلم, قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه ممازحا اياه: يا علي! غلبتك امرأة! فاعترف علي بصلابة وقوة ورباطة جأش اخته أم هانىء رضي الله عنهما وقال: والله يا رسول الله ما قدرت أن أرفع قدمي من الأرض, فضحك النبي صلى الله عليه وسلم لقوله رضي الله عنه..
منقوووول
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر