يقضون أمام شاشات الانترنت أسبوعيا عشرات الساعات وهم يشاهدون الأفلام الجنسية، يعيشون في عالم تصوراتهم الجنسية الخاصة بهم ويدمرون حياتهم العائلية والمهنية. فمتابعة الأفلام الإباحية لها تأثير على الدماغ مشابه لتعاطي الكوكايين. ورغم ذلك فان عدد المتعاطين لهذا النوع الحديث من الإدمان في تنام مستمر.
المدمنون على الأفلام الإباحية التي توفرها مواقع على شبكة الإنترنت ليسوا فقط من الشباب العازبين، وإنما بينهم الكثير من المتزوجين، رجالا ونساء، يعترفون بان الأمر كان بالنسبة لهم في البداية "مجرد رغبة" في الخروج من ملل الحياة الزوجية ورتابتها، فتحول الأمر معهم إلى إدمان لا يستطيعون التخلص منه، حتى أن البعض منهم يمارسون هوسهم هذا حتى في مكاتب العمل وأثناء ساعات الدوام.
فيلم كل 39 ثانية
وقد أثبتت دراسات إحصائية أن الأمر ليس ظاهرة فردية بل اجتماعية واسعة. فقد أظهرت إحصاءات أجريت في عام 2008 انه يتم إنتاج فيلم إباحي جديد في العالم كل 39 ثانية، وفي كل شهر يتم سحب مليار ونصف المليار فيلم إباحي من الانترنت، والصناعة في هذا المجال هي واحدة من أكثر الصناعات جنيا للأرباح في العالم، والطلب على خدماتها في تنام مستمر، نظرا لانتشار خدمة الانترنت وسهولة الوصول الى تلك الأفلام. غير أن الإشكالية القائمة في هذا المجال هي ترافق ذلك مع نمو عدد الأشخاص الذين يعانون من إشكالات لم يكن العالم يعرفها قبل 15 عاما.
هروب من العمل
يصف الدكتور النفسي الأميركي فيكتور كلين، الذي أعد كتابا عن الإدمان على الأفلام الإباحية على الانترنت، الأشخاص المدمنين في هذا المجال بأنهم أشخاص يشعرون بحاجة ماسة إلى متابعة هذا النوع من الأفلام، حتى في مكان العمل ويقضون ما معدله 11 ساعة أسبوعيا على الأقل في المشاهدة.
وبالنظر لكون الإدمان لدى هؤلاء الأشخاص ليس ناجما عن الإرادة وفي تنام مستمر، فان هذا الأمر يبدأ عاجلا أم آجلا بتدمير حياتهم الخاصة وأعمالهم وأيضا العلاقات الزوجية والعائلية، لأن تأثير متابعة الأفلام الجنسية على الدماغ- حسب المختصين- مشابه للإدمان على الكوكايين.
من جهتها تقول الطبيبة النفسية زدينا دوشكوفا بان الإدمان على الأفلام الإباحية على الانترنت ينطبق على الشخص المهووس بمتابعة هذه الأفلام وغير القادر على السيطرة على توقه وشغفه، الأمر الذي يؤثر في حياته كلها، كما هو الأمر لدى الناس المدمنين على أشياء أخرى بسبب هروبهم من الحياة الواقعية.
أما الدوافع لهذه الحالة فيمكن أن تكون عدم رضاهم عن حياتهم الجنسية ووجود إشكالات مع الشريك الحياتي أو في مجال العمل وأيضا في البحث عن محرضات جنسية جديدة.
وتضيف: "وكما في الأنواع الأخرى من الإدمان، فان التوق لمادة الإدمان تكبر مع مرور الوقت ويحتاج المدمن إلى كميات أكبر كي يرضي نفسه ويضطر للخضوع لكل شيء من أجل الحصول على هذا الأمر. وبالتالي يدمر حياته كلها".
تأنيب الضمير
لا يقتصر الإدمان على متابعة الأفلام الإباحية على الانترنت على الرجال فقط، وإنما يصيب النساء أيضا، وإن كان بنسب أقل بكثير من تلك التي لدى الرجال. ووفق إحصائيات معهد التجديد الجنسي يعاني من الإدمان على أفلام الانترنت الإباحية 4 ملايين شخص بالغ في الولايات المتحدة وحدها، بينهم 680 ألف امرأة.
أما السبب الذي يتكرر للجنوح نحو هذا الأمر- حسب المدمنين- فهو الرغبة بإبعاد الملل أو الشعور بالضيق.
وعلى خلاف المدمنين على الجنس "بالممارسة" فان متابعي أفلام الجنس لا يبحثون عن الجنس نفسه وإنما عن الشعور بالإثارة أو التهيج أو بسبب الرغبة بممارسة العادة السرية، لأنهم لا يلتقون إلا بشكل قليل مع شريكاتهم في غرف الدردشة عبر مواقع الانترنت الإباحية.
وتؤكد الدكتورة دوشكوفا أن المدمنين على هذه الأفلام يعانون من تأنيب الضمير كما هو الأمر لدى المدمنين على الكحول. فمجرد الانتهاء من صدى العملية يحل الشعور بالخجل واتهام الذات بالخضوع لذلك، الأمر الذي يعمق الشعور بالإحباط وخيبة الأمل، وبالتالي يعالجون أنفسهم بالمزيد من دفقات الأفلام الإباحية وشرب الكحول وتعاطي المخدرات.
مخدرات في غرفة الجلوس
ومع تنامي الإدمان على الأفلام الإباحية تنهار الحياة الخاصة للمدمن حيث يهمل العائلة ويمضي معها وقتا أقل.
كما تتأثر العلاقات بشكل سلبي نتيجة حقيقة انه يتوجب عليه إخفاء هوسه ، كما أن عملية سحب الأفلام من مواقع الانترنت المدفوعة الثمن يؤدي أيضا إلى تداعيات مالية.
المختصون النفسيون ينبهون إلى أن السقوط في بئر الإدمان على الانترنت هو أسهل بكثير مما يبدو للكثيرين للوهلة الأولى، فالمواد الإباحية تشكل %12 من جميع صفحات الانترنت ولذلك يتم بسهولة اجتذاب هذه المواد خلال ثوان إلى غرف الجلوس المريحة في المنازل كما توجد آلاف الصفحات التي يمكن أن تكون المشاهدة فيها مجانية.
وتنبه الطبيبة النفسية دوشكوفا إلى أن الأفلام الإباحية على الانترنت هي واحدة من أكثر أنواع المخدرات سهولة في الوصول إليها ومن الرغبة غير الضارة في الأصل بتنويع الحياة الجنسية يمكن للإنسان أن يصبح مدمنا.
وتؤكد بان التخلص من الإدمان على هذه الأفلام يصعب على صاحبه القيام به بدون مساعدة من الأطباء المتخصصين وعادة ما يتم الطلب من شركاء المدمن المساعدة في هذا المجال، حيث يتم البحث عن سبب هذا الإدمان ثم العمل على التخلص منه.
وتضيف أن المشكلة الأكبر في موضوع الإدمان تكمن عادة في مدى استعداد المدمن للاعتراف بأنه مدمن لأننا نصادف في أغلب الأحيان حالات تتوقف فيها عن العمل مختلف المجالات بالنسبة لهذا الشخص أما هو فلديه شعور بأنه يتحكم بإدمانه وأنه يمكن له متى أراد التوقف، وبالتالي فان لا شيء جدي الطابع يحدث، مما يعني أنه إذا لم يرد هو التغيير بنفسه فان أفضل أنواع العلاج لا تنفع معه.
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر