شباب عرب أون لاين

منتدى شباب عرب أون لاين يرحب بكم
نتمنى منكم أن أعجبكم هذا المنتدى أن تدعمونا بالتسجيل بالمنتدى لكى نستمر بالدفاع عن أظهار الحقيقة وأنصار المظلومين بكل مكان

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شباب عرب أون لاين

منتدى شباب عرب أون لاين يرحب بكم
نتمنى منكم أن أعجبكم هذا المنتدى أن تدعمونا بالتسجيل بالمنتدى لكى نستمر بالدفاع عن أظهار الحقيقة وأنصار المظلومين بكل مكان

شباب عرب أون لاين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب عرب أون لاين

شباب عرب أون لاين لخدمتكم وللشعب والوطن ونكشف الفاسدين وننصر المظلومين

Like/Tweet/+1

المواضيع الأخيرة

» علاج لإخراج الديدان من المعدة.
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae

» المهندسين خ
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime7/1/2015, 04:18 من طرف زائر

» المهندسين خ
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime7/1/2015, 04:13 من طرف زائر

» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime6/27/2015, 09:30 من طرف زائر

»  طلب مساعده عاجل
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima

» اغاثه
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime6/17/2015, 10:03 من طرف زائر

» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime6/17/2015, 09:59 من طرف زائر

» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن I_icon_minitime6/17/2015, 09:56 من طرف زائر

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 168 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 168 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 441 بتاريخ 8/13/2019, 09:25

Like/Tweet/+1


    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن

    avatar
    شباب عرب أون لاين
    رئيس التحرير
    رئيس التحرير


    الدولة : مصر
    عدد المساهمات : 23173
    تاريخ التسجيل : 27/02/2011
    الموقع : عرب اون لاين

    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن Empty ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن

    مُساهمة من طرف شباب عرب أون لاين 1/22/2013, 12:49

    مذكرات مساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره.. وتكشف يوميات رجال مبارك: أحمد عز الأكثر يأساً.. والعادلى لنجله: بابا فى مهمة ربما تطول.. وحارسه يسأل عن «الجاكوزى»


    الأحد، 20 يناير 2013 - 09:04


    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن Smal520129142544أحمد عز فى طره
    نقلا عن صحيفة «الحياة»



    مع حلول الذكرى الثانية للثورة المصرية تبدأ «الحياة» بنشر سلسلة حلقات يروى فيها مساعد رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون يوميات رموز النظام السابق فى سجن مزرعة «طره» الذى يؤوى خلف قضبانه حكّام مصر السابقين.

    حمدون، الذى عاش بحكم منصبه أدق تفاصيل حياة المسئولين السابقين فى السجن، يوثق فى هذه السلسلة معلومات تُكشف للمرة الأولى عن معيشتهم خلف الأسوار، بعدما تداولت الصحافة والإعلام على مدار العامين الماضيين أخباراً متضاربة عنهم.

    تولى اللواء حمدون، قبل أن يترك الخدمة فى الشرطة المصرية، الإشراف بنفسه على إسكان رموز النظام السابق فى طره ونقلهم إلى أماكن التحقيق أو قاعات المحاكم ثم عودتهم إلى السجن، ويروى عبر 4 حلقات الصعوبات التى واجهها قطاع السجون خلال هذه المهمة.

    وفى الحلقة الأولى يتحدث اللواء حمدون عن حال وزارة الداخلية قبل الثورة و»النشوة» التى بدا عليها وزير الداخلية السابق حبيب العادلى فى احتفال الوزارة بعيد الشرطة يوم 23 كانون الثانى (يناير) 2011، وكيف كان يفكر صانعو القرار داخل وزارة الداخلية فى تلك الأيام التى شهدت حراكاً شعبياً غير مسبوق فى الشارع فى أعقاب نجاح الثورة التونسية.

    يقول اللواء حمدون إن قوات الشرطة نزلت إلى الشارع فى مواجهة التظاهرات بكل ثقلها «يحركها الوازع الضميري» ظناً أن هذه التظاهرات «شغب سرعان ما ينتهي»، لكنها فوجئت بطوفان بشرى يتدفق على ميادين مصر متغلباً على كل الأسلحة، ليحوّل «قيادات الأمس إلى متهمى اليوم».

    ويروى أن مسئول التنظيم السابق فى الحزب الوطنى المنحل رجل الأعمال أحمد عز بدا الأكثر يأساً وسط «إيراد» سجن مزرعة طره اليومى من مسئولى النظام السابق، فيما كان سجانوهم غير مصدقين لما تراه أعينهم.

    ولا ينسى اللواء حمدون كيف ظهر حبيب العادلى فى أول ليلة قضاها فى السجن متماسكاً، وهو يهاتف نجله ومحاميه من داخل مكتب مأمور السجن، فيما سيطر التوتر والقلق وربما الانهيار على مشاعر مساعديه مدير أمن القاهرة المُقال إسماعيل الشاعر ومدير أمن الدولة حسن عبدالرحمن ومساعد أول الوزير للأمن العام عدلى فايد.

    وتلقى المسئول الكبير فى الشرطة سؤالاً لقائد الحرس الخاص بالعادلى العميد محمد باسم لطفى عن «جاكوزى الوزير» باستغراب كبير.

    وينقل حمدون مشاعر الاستياء التى أظهرها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، المدان بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، حين أُجبر على إخلاء زنزانته لإقامة العادلى فيها لكونها الوحيدة الملحق بها دورة مياه مستقلة، لكن مصطفى ما لبث أن استجاب للأمر وتفهم الموقف.

    ويقول اللواء حمدون إن أول طلب للعادلى كان الحصول على مصحف.

    ويروى حمدون أن «السيدة الأولى» سوزان مبارك بكت خلال زيارتها الأولى لنجليها علاء وجمال اللذين أقاما فى زنزانة كان يشغلها سابقاً القيادى الإخوانى خيرت الشاطر.

    ولم يكن قرار محكمة النقض قبول الطعن فى قضية قتل المتظاهرين، نهايةً لفترة مهمة من تاريخ مصر، وربما كان بداية أخرى وفاصلاً جديداً من مسلسل الثورة المصرية. ورغم حلول الذكرى الثانية لانطلاق الثورة التى أطاحت نظام حسنى مبارك، فإن المعلومات عن أحوال رجال حكمه الذين جرى القبض عليهم وتوقيفهم ووضعهم فى السجون بعد تنحى مبارك، بقيت متضاربة، وغالباً ما تُتداوَل من دون توثيق، وكثيراً ما يتأثر ما تبثه الفضائيات أو تنشره الصحف أو تنقله وكالات الأنباء عنهم بالموقف السياسى لمن ينقلها، خصوصاً بعدما تحول بعض الإعلاميين والصحافيين إلى ناشطين سياسيين يتبنون مواقف سياسية بعينها، فصار أنصار النظام السابق مروجين عادة للكلام عن بطش السلطة الجديدة برجال حكم مبارك، ومعاناة هؤلاء، والظروف غير الإنسانية التى يعيشونها، والتنكيل بهم، واختلاق القضايا تلو الأخرى لكل من يبرَّأ منهم أو يُفرج عنه بقرار من المحكمة بكفالة على ذمة القضايا المتهم فيها، و «بيع» المجلس العسكرى إياهم وتخليه عنهم، بينما تتداول وسائل الإعلام «الثورية» المعلومات عن حياة الفنادق التى يعيشها أقطاب الحكم السابق داخل السجون إلى درجة إطلاق بعض وسائل الإعلام اسم «بورتو طرة» على السجن، سخرية من تحوله إلى منتجع سياحي!! وكذلك الطعام الفاخر الذى يتناولونه وأجهزة المكيفات التى تخفف عنهم حر الصيف وبرد الشتاء، وجلسات السمر والاحتفالات التى تنظَّم لهم، والزيارات المفتوحة التى تأتيهم، والهواتف النقالة التى يتواصلون بها مع ذويهم، وأجهزة التلفزيون التى يسهرون أمامها.

    هؤلاء الذين ظلوا على مقاعد الحكم سنوات طويلة وكأنهم يملكون مصر بطولها وعرضها من دون أن يتوقعوا أو يتوقع أحد أن يأتى اليوم الذى سيقبعون فيه خلف الأسوار، يعتقد البعض أنهم مازالوا مؤثّرين فى الأحداث، أو يحركونها، وأنهم يرغبون دائماً فى إفشال الثورة ونشر الفوضى، وأن لهم أتباعاً خارج الأسوار يحركون البلطجية ليهاجموا الجيش والشرطة، ثم الثوار، ثم الإخوان، فينشروا الذعر بين الناس ويقودوا «الثورة المضادة» بهدف تحقيق نظرية مبارك التى قالها قبل أن يرحل: «أنا أو الفوضى».

    وعبر أربع حلقات يفتح مساعد رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون خزائن أسرار «سجن طره» الشهير الذى استقبل رموز نظام مبارك ورجاله، ويضع نقاطاً فوق حروف ظلت طوال هذه المدة تُنشر وتُنثر ناقصةً، فيملأها كل طرف بما يخدم مصالحه أو يحقق أهدافه. ترك اللواء حمدون الخدمة فى الشرطة المصرية العام الماضى وفتح مكتباً للمحاماة، لكنه عاهد نفسه ألاّ يتولى قضية يكون بين أطرافها رجال النظام السابق، سواء لمصلحتهم أو ضدهم، لأنه يعتقد أنه كان طرفاً فى جزء مهم من حياتهم، بل الأهم. وفى شهادته، لا يتناول حمدون أبداً القضايا التى اتُّهموا فيها، سواء ذات العلاقة بقتل الثوار والتصدى للثورة، أو تلك التى تتعلق بالفساد وإهدار المال العام، فمهمته لم تكن البحث أو التحرى أو ملاحقة المعلومات عن أنشطة رجال مبارك قبل أن يأتوا بهم إلى السجن، وإنما سجنهم وتأمينهم فى مكان احتجازهم وحمايتهم من أى مكروه أو مؤامرة، وكذلك بالطبع اتخاذ كل الإجراءات التى تكفل عدم فرارهم أو عبور أسوار السجن إلا وفقاً لقرار من النيابة أو القضاء. وأشرف حمدون أيضاً، ومعه باقى قادة السجون وضباطها وجنود قطاعها، على خروجهم إلى أماكن التحقيق أو قاعات المحاكم، ثم عودتهم لتغلق عليهم الزنازين من جديد. وفى شهادته تحدَّث عما رآه وسمعه، وكذلك ما رآه ولاحظه كـ«سجّان» لسجناء اعتبرتهم الثورة سَجنوا مصر وشعبها ثلاثة عقود، من دون أن يتناول ما يعتقده أو يطرح رأيه فى تاريخ كل واحد منهم أو تصرفاته أو أخطائه، وما إذا كان بريئاً أو مذنباً، لأن واجبه أن يبقيهم خلف الأسوار لا أن يحكم عليهم.

    تقف شهادة اللواء حمدون قبل وصول مبارك نفسه إلى «سجن طره» عندما صدر الحكم عليه من محكمة الجنايات المصرية يوم 2 حزيران (يونيو) العام الماضي، حيث يحتاج رأس النظام السابق إلى حلقات أخرى ومعلومات تربط بين توقيفه أولاً فى مستشفى شرم الشيخ، ثم المركز الطبى العسكرى، ثم سجن طره، وخروجه ورجوعه، ثم خروجه مجدداً إلى مستشفى المعادى.

    كما ترك حمدون موقعه ووصل إلى سن التقاعد قبل أسابيع من وصول مبارك إلى السجن. لكن فى حديث اللواء حضر مبارك فى تصرفات ابنيه علاء وجمال وكلامهما، وفى ماضى رجال حكمه وحاضرهم. كان قرار توقيف مبارك صدر فى اليوم نفسه الذى دخل فيه ابناه علاء وجمال سجن طره، لكن الأب وقتها كان محتجزاً فى مستشفى شرم الشيخ قبل أن ينتقل إلى المركز الطبى العالمى العسكرى فى 3 آب (أغسطس) من العام الماضي، ومنه إلى سجن طره. بعض الذين ذكرهم اللواء حمدون فى حديثه يقضون الآن عقوبات بالسجن بعدما أدينوا فى قضايا أصدر القضاة أحكاماً فيها، مثل أحمد عز وأحمد نظيف وزهير جرانه والمغربى وآخرين مازالت التحقيقات تجرى معهم فى قضايا أخرى، كصفوت الشريف وزكريا عزمى وأنس الفقى، وهم رهن الحبس الاحتياطي، ومنهم من نال البراءة وخرج من السجن، كفتحى سرور، إضافة بالطبع إلى مبارك نفسه، الموجود حالياً فى مستشفى المعادي، وسيعود إلى مستشفى السجن إذا ما رأى الأطباء أن حالته طبيعية، وحبيب العادلي، والاثنان قبل طعنهما فى الحكم بإدانتهما بالمؤبد، وهما ينتظران إعادة محاكمتهما مع علاء وجمال وستة من مساعدى العادلى أمام دائرة قضائية جديدة. لكن أسرار السجن لم تُدفن خلف أسواره.

    «الحياة» تبدأ اليوم نشر الحلقة الأولى من الحوار مع اللواء حمدون، وفيها بعضٌ من خزائن أسرار رجال حكم مبارك خلف أسوار السجن الشهير.

    يتحدث مساعد رئيس قطاع السجون المصرى اللواء محمد حمدون فى الحلقات الأولى من حواره مع «الحياة»، عن حال وزارة الداخلية قبل ثورة 25 (يناير) بأيام، و «النشوة» التى انتابت الوزير السابق حبيب العادلى فى حفل عيد الشرطة قبل اندلاع الثورة بيومين، وكيف بدا مسئول التنظيم فى الحزب الوطنى المنحل، رجلُ الأعمال أحمد عز يائساً ليلة وصوله إلى السجن ضمن أول دفعة من مسئولى النظام السابق يتم ترحيلها إلى سجن طره. السجّان، أو الرجل الذى شهد اللحظات الأولى للزجّ برموز نظام مبارك فى السجن، ينقل حال العادلى فى أولى لياليه فى السجن وحديثه إلى ابنه عبر الهاتف قبل دخوله الزنزانة، وهو يستغرب سؤال حارس العادلى، وهو ضابط فى الشرطة رافقه حتى وصوله زنزانته، لتنتهى مهمته وتبدأ مهمة مصلحة السجون فى تأمينه وتأمين المجتمع منه، عن «جاكوزى السجن» الذى سيستخدمه الوزير السابق!.

    العادلى منتشياً عشية الثورة
    > قبل الثورة بيومين كان حفل عيد الشرطة، وبدا فيه أن لا اكتراث بدعوات التظاهر. الشارع كان يغلى، وحدّة المعارضة تتصاعد، ولكن كيف كان يفكر صانعو القرار فى وزارة الداخلية فى تلك الأيام؟
    - فى 23 كانون الثانى (يناير) من العام 2011، احتفلت وزارة الداخلية بعيد الشرطة فى قاعة المؤتمرات الكبرى بأكاديمية الشرطة فى منطقة التجمع الأول فى القاهرة الجديدة، وحضر الحفل الرئيس السابق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى والوزراء كافة وكبار رجال الدولة. كان احتفالاً مهيباً يليق بالمناسبة، ألقى فيه العادلى كلمة استهلها بالترحيب بالرئيس والحاضرين جميعاً، وأعلن الوصول لمرتكبى حادث تفجير كنيسة القديسين فى الإسكندرية، متهماً جماعة «جيش فلسطين» فى غزة، ليصفق له جميع الحاضرين، وكان حديثه مثار فخر رجال الشرطة الذين ملأوا القاعة، وبدا واضحاً أنهم أرادوا مع وزيرهم أن يثبتوا لرأس النظام أنهم بذلوا جهداً كبيراً فى التعاطى مع هذه الواقعة الخطيرة التى كادت تشعل نار الفتنة فى المجتمع بين عناصر الأمة.

    حاز العادلى إعجاب الجميع، وبدا منتشياً شباباً وحيوية، ثم تحدث مبارك فى تعالٍ ونشوة أيضاً، وشكر رجال الشرطة على ما بذلوه من جهد تجلى فى ضبط الجناة، وظل يتباهى بالقوات المسلحة والجيش القوي. خرج الجميع من قاعة الاحتفال بمعنويات عالية ونشوة أصابت نفوسهم بالعزة والافتخار، وانفض الحفل والجميع يتحدث ويتباهى ويفتخر بما يراه من تقدم للبلد فى المجالات كافة.

    على الجانب الآخر، كان الشارع يغلى فعلاً، وكانت هناك مجموعات من منظمات المجتمع المدنى والقوى الشبابية تعارض مبارك وحكمه وتدعو إلى العصيان، لِما وصلت إليه مصر من تدنٍّ فى الخدمات وانهيار اقتصادى يعانى منه غالبية المصريين من الفقراء وازدياد أعداد العاطلين من فئة الشباب إضافة إلى القهر الفكرى والاستقطاب الدينى وزيادة سطوة جهاز مباحث أمن الدولة والزج بالمزيد من المظلومين فى المعتقلات وتوسيع دائرة الاشتباه وتأثير الانتخابات البرلمانية المزورة. لم يكن سراً أن بعض هؤلاء كان يتهم العادلى نفسه بالضلوع فى حادثة كنيسة القديسين، بدعوى إيهام الرئيس بأن الخطر يحيطه دائماً وأنه يحتاج إليه، أو لترسيخ الإيحاءات لدى الغرب بأن خطر الإسلاميين قائم دائماً، كنا نشعر بأن الأمر مختلف ويتجاوز أساليب المعارضة التى اتبعتها الأحزاب طوال عهد مبارك.

    اختار الداعون للعصيان والتظاهر يومَ عيد الشرطة فى 25 كانون الثانى (يناير) لتنفيذ وعيدهم، وبدأت بوادر التظاهرات يوم 24 من الشهر نفسه بمجموعات صغيرة هنا وهناك، زادت وأصبحت بمثابة الظاهرة يوم 25، وكأن الأقدار تضحك لما فيها من عجائب: تحتفل وزارة الداخلية وتقدم الاحتفالية يومين عن ميعادها الأصلى ليأتى الموعد الحقيقى لها فى 25، ليكون يوم عصيان بدلاً من يوم احتفال، ويأتى اليوم من دون أن يدرى أحد أنه جاءت لحظة التغيير من حال إلى حال، لتنتهى الشرطة فى يوم احتفالها وليمتلئ ميدان التحرير بالبشر عن آخره وتتعاطف معه كل ميادين مصر من أقصاها إلى أدناها هاتفة: «الشعب يريد إسقاط النظام».

    كانت الشرطة نزلت بكل ثقلها يحركها الوازع الضميري، ظناً منها أنه شغب سرعان ما ينتهي، وباتت جميع كتائب وسرايا الأمن فى الميادين وحولها لحماية المنشآت العامة ومحاولة إنهاء هذا العصيان، وإذا بالطوفان البشرى المتزايد الذى أتى من بلدان وميادين مصر يتغلب على كل الأسلحة، وإذا بالشرطة وقواتها تنهك من العمل المتواصل ليل نهار من دون فض هذه الملايين من البشر، حتى يتم انسحابها ليعلن حظر التجوال يوم 28 من الشهر وتختفى قوات الشرطة وتتولى القوات المسلحة عملية حراسة المنشآت الحيوية وتأمين التظاهرات.

    تمر الأيام وكل قادة الشرطة فى أماكنهم ومواقعهم، بعيداً من الميادين الممتلئة بالناس، باستثناء العادلى وبعض مساعديه، بعدما جرت إقالتهم إلى أن يأتى يوم تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وجاء التحول الإعجازى الغريب، وإذا بقيادات الأمس تتحول إلى متهمين، وإذا بمن رأيناهم فى احتفالية يوم 23 وهم قيادات شامخة، نراهم فى مشاهد مغايرة تماماً يدخلون عالماً مجهولاً.

    دفعة السجناء الأولى
    > بعد تنحى مبارك بدأ رموز حكمه فى التساقط. أين كنت؟ وكيف استقبل كل منهم اقتياده إلى السجن؟ وبماذا شعر سجّانوهم؟
    - أثناء قيام قيادات مصلحة السجون بأعمال الحراسة والعمل على تأمينها، خصوصاً بعد حوادث الهجوم على بعض السجون وفرار أعداد من السجناء فى المناطق البعيدة من العاصمة، وأثناء مرورنا على خدمات التأمين كافة يوم 18 شباط (فبراير)، نما إلى علمنا أن هناك قراراً بالقبض على القيادى السابق فى الحزب الوطنى المنحل رجل الأعمال أحمد عز صاحب سيناريو تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخير، أحد أهم أسباب انطلاق التظاهرات، وأيضا رجل الأعمال وزير الإسكان السابق أحمد المغربي، ووزير السياحة السابق زهير جرانه. قضايا «الوزن الثقيل» من هذا النوع قبل الثورة، كنا نعلم بها قبل فترة حتى نستعد جيداً ونجهز الزنازين أو العنابر التى ستحتجز فيها الشخصيات المهمة، لكن مصر بعد الثورة كانت تعيش حالة استثنائية، وفوجئنا بوصول العديد من السيارات بمرافقة قيادات من مديرية أمن حلوان إلى سجن «مزرعة طره»، تقل المسئولين السابقين الثلاثة وهم يرتدون ملابسهم المدنية المهندمة بعدما أنهت النيابة معهم فى ذلك اليوم جلسة تحقيق، وإذا بهم ينزلون من سيارات الترحيلات الواحد تلو الآخر وتبدو عليهم علامات الإرهاق مع دهشة بالغة، أو قل حالة ذهول، وكأنهم فى حلم. لم نكن نحن أيضاً نصدق ما يحدث. هل هؤلاء هم وزراء الأمس وقيادات مصر السياسية والتنفيذية؟ هل ما نراه ونفعله حقيقي؟ هم يتدلون الواحد تلو الآخر مثلهم مثل المتهمين ومعتادى الإجرام!! تحوُّلٌ لا يصدق. مشى المسؤولون الثلاثة فى علياء يشوبه قلق وترقب وصدمة، كانت خطواتهم ثقيلة، كأنهم لا يصدقون وضعهم الجديد ولا يريدون تخطى باب السجن إلى داخله، لكنهم دخلوه واتجهوا وسط حرّاسهم إلى مكتب مأمور السجن العقيد أحمد عبد الرازق آنذاك، ليمتلئ بهم المكان ومعهم ضباط «المأمورية» التابعين لترحيلات مديرية أمن حلوان، كما حضر العديد من قيادات مصلحة السجون، وفى لحظات صمت وسكون من الجميع، بدا المسئولون السابقون الذين تحولوا سجناء لا يصدقون الأمر، وينظرون بعضهم إلى بعض فى حيرة وحسرة، ظلوا يسترقون النظر لأركان الحجرة وزواياها وتفاصيلها فى نظرات غير مرتبة تنم عن توتر دفين سعوا جاهدين إلى إخفائه.

    بدأ مأمور السجن إجراءات تجهيز الزنازين الواحدة تلو الأخرى، وهى مجموعة زنازين انفرادية كان يشغل إحداها هشام طلعت مصطفى، رجل الأعمال المدان بالتخطيط لقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، لا تتعدى مساحة الواحدة منها 4 أمتار مربعة مع باب خارجى يغلَق عليهم فى الساعة الخامسة مساء من كل يوم، وهو ميعاد الغلق العادى للسجون. وسرعان ما تم تجهيز هذه الزنازين بأسرّة عادية عبارة عن سرير فردى طوله 180 سم وعرضه 120 سم مغطى بملاءة بيضاء وبطانية صوف أميري.

    بدأ الكل يضرب كفاً بكف. سبحان الله، هؤلاء كانوا ينامون بالأمس على أسرّة مغطاة بالحرير ومراتب ووسائد من ريش النعام واليوم تبدل الحال من حال إلى آخر.

    وفى لحظات تم تجهيز الزنازين، وبعد أن جرى إثبات حضورهم فى دفاتر «الإيراد العادي»، مثلهم مثل أى مسجون، تم تسليمهم ملابس السجناء الاحتياطيين ليقوموا بارتدائها داخل محبسهم. تبادلوا النظرات فى حيرة، وبدت عليهم علامات الحزن والذهول واليأس، وكان عز أكثرهم غضباً، أو قل يأساً، وإذا بعضهم يطلب من ذويه عبر الهواتف النقالة إحضار ملابس بيضاء، لأن ملابس السجن للحبس الاحتياطى دون المستوى . لم يُظهروا أى مقاومة، بل كانوا فى حال من الاستسلام التام، أقصى أمانيهم ملابس مهندمة، وبمرور الوقت بدوا غير عابئين بالمستوى المعيشى الجديد، فهم أدركوا أن ما ينتظرهم ربما أشد قسوة من العيشة فى الزنازين أو ملابس السجن. توجهوا جماعة وسط الضباط والجنود إلى الزنازين الانفرادية لتزداد المعاناة النفسية لهم بعد أن طلب منهم مأمور السجن ترك تليفوناتهم المحمولة لتوضع مع أماناتهم أو تسلم لذويهم طبقاً للوائح وتعليمات السجون. ولم يبدوا أى اعتراض، بل نفّذوا ما أُمروا به، وتوجهوا جميعاً بعد إتمام إجراءات التفتيش الإدارى إلى محبسهم الانفرادي، كلٌّ إلى زنزانته، لتطبق عليهم تعليمات السجون ولوائحه وتبدأ أمامهم رحلة حياة أخرى.

    كان منتهى أمل أحمد عز السماح له بتحسين وضع زنزانته، بأن يقوم مثلاً، ولو على نفقته الخاصة، بإعادة تركيب سيراميك فى أرضيتها وإعادة طلاء الجدران، هو طلب ذلك صراحة وعلانية من المأمور حينما وصل إلى زنزانته وعاينها، لكن طلبه رُفض طبقاً للوائح السجون، فأدرك أن لا مناص من التعامل مع الوضع الجديد كما هو بعدما فقد نفوذه وبات سجيناً عادياً.

    العادلى متماسك ومساعدوه منهارون
    > حدثنا عن أول ليلة لوزير الداخلية السابق حبيب العادلى فى السجن؟
    - فى اليوم التالى لوصول عز والمغربى وجرانه، أى فى مساء يوم 19 شباط (فبراير)، وفى تمام الساعة التاسعة مساء، توالت الأحداث، وجرى إخبارنا بأن قوة أمنية تقوم بترحيل اللواء حبيب العادلى ومساعديه إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة المُقال، وكذلك حسن عبد الرحمن، مدير أمن الدولة، وعدلى فايد، مساعد وزير الأمن العام الأول، من النيابة العامة إلى سجن المزرعة، وأنهم سيصلون فى غضون ساعة إلى السجن، فتوجه قادة مصلحة السجون وعلى رأسهم اللواء عبد الجواد أحمد مساعد الوزير للقطاع، واللواء منصور الشناوى مدير الإدارة العامة لسجون المنطقة المركزية آنذاك، وآخرون إلى سجن المزرعة، وإذا بموكب سيارات الترحيلات يأتى بالحراسات اللازمة، تتقدمها سيارات النجدة وعربة مدرعات وقادة مديرية أمن حلوان من كبار الرتب، ليتوقف الركب «المهيب» أمام سجن المزرعة، وتجمعت قيادات الشرطة والضباط والأفراد حول سيارات الترحيلات، وبعد توقفها ببرهة نزل من السيارة الأولى، وهى مدرعة من مدرعات الأمن المركزي، اللواء حبيب العادلى يرتدى بدلة كاملة مع ربطة عنق، وتوجه بسرعة وبشكل مباشر ومن دون أن ينظر إلى المكان، إلى داخل السجن، وبرفقته قائد الحرس الخاص به العميد محمد باسم لطفي، وهرول بسرعة إلى مكتب المأمور المجاور للباب العمومى على يمينه تحديداً، وأعطاناً انطباعاً بأنه يعرف المكان جيداً، أو كأنه أتى كى يتفقد أحوال السجن! جلس إلى أقرب مقعد وفى جواره وقف حارسه. اللافت أن العادلى كان مبتسم الوجه واثقاً من نفسه ووضع قدماً على الأخرى وأخذ يتحدث بمجرد جلوسه فى تليفونه المحمول مخاطباً محاميه بصوت حاد يلومه، ظناً منه أنه أساء التصرف أو كان ضعيفاً فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية والقانونية والإدارية التى يمكن أن تمنع حبسه، وأخذا يتبادلان أطراف الحديث، وبعدما أنهى المكالمة مع محاميه اتصل بنجله شريف مداعباً إياه بثقة واقتدار، وسمعناه يقول له: «بابا فى مأمورية بعيدة وربما تطول.. خليك راجل زى ما أنا عارف إنك راجل»، وظل يشدّ أزره، ثم تحدث قليلاً إلى زوجته، وسمعناه يهمس لها طالباً المحافظة على بعض المستندات التى يمكن أن يستفيد منها فى التحقيقات. ثم أغلق الهاتف واستعاد ابتسامته المتصنّعة، وبدأ ينظر إلى الحضور يرصد ردود فعلهم على وجوده معهم!

    أظهر العادلى تماسكاً وسط الضباط، إلى درجة أنه أشاد بالنظام فى السجن، معتبراً أن هذا الأمر أحد إنجازاته!! ولم يتخل عن عليائه، وكأنه ليس مدركا لوضعه الجديد، إلا أنه أبدى انصياعاً للتعليمات فى ذات الوقت، وكأنه أراد أن يُظهر للحضور من مشاهدى واقعة سجنه عكس ما يخفيه من حسرة ظهرت تدريجياً مع تلمس حياته الجديدة.

    كان مساعدوه المتهمون معه فى القضية نفسها نزلوا من مدرعة ثانية مترجلين إلى داخل مكتب المأمور وهم فى ذهول من الموقف وفى حالة من الإعياء الواضح، وبدوا على عكس قائدهم تماماً، إذ كانت أعينهم زائغة، وكان أكثرهم ألماً وحسرة وحزناً اللواء عدلى فايد، مساعد وزير الأمن العام الأول، جلسوا جميعاً على مقاعد متفرقة فى الغرفة، وتوجه مأمور السجن إلى الزنازين لمعاينتها والتأكد من تجهيزها لتستقبل نزلاءها الجدد، وجرى نقل نزيل الزنزانة رقم 1 هشام طلعت مصطفى، إلى زنزانة أخرى أثناء وجود العادلى ومساعديه فى غرفة المأمور، إذ خصصت زنزانته لإقامة العادلى، نظراً لتمتعها بدورة مياه مستقلة. فوجئ هشام طلعت بالقرار، وأبدى استياء شديداً من نقله من محبسه حيث كان أقام فيه فترة طويلة واعتاد العيش فيه، كما أن أقدميته فى السجن تعطيه الحق فى البقاء فى هذا المكان. الحق أن الرجل كان دمث الخلق فى التعامل واستجاب سريعاً وتفهم الموقف بعدما علم بأن العادلى سيحل محله، وتم نقله إلى زنزانة بديلة.

    عاد المأمور إلى مكتبه مرة أخرى وتم إبلاغ النزيل الجديد حبيب العادلى بالتوجه إلى الزنزانة، وما إن بدأ فى التحرك ممسكاً هواتفه المحمولة فى يده، بادره المأمور منبهاً بعدم السماح بالهواتف المحمولة داخل السجن، فرد العادلى مبتسماً: «وإحنا مع التعليمات»، وسلم الهواتف للأمانات بمكتب المأمور تمهيداً لتسليمهما إلى ذويه أو حارسه الشخصى الذى كان يرافقه من لحظة دخوله السجن حتى إغلاق الزنزانة عليه. الطريف أن العميد باسم لطفى قائد حرس العادلى، بادرنى بسؤال غريب ظهر منه كما لو أن هؤلاء يعيشون فى واد آخر غير وزارة الداخلية، إذ قال: «سيادة اللواء، هل يوجد فى السجن جاكوزى لسيادة الوزير؟»، اعتقدت فى البداية أنه يمزح، لكن الموقف لم يكن يحتمل المزاح، كما أن تعبيرات وجهه أكدت أنه كان يتحدث فى جدية، فهمست فى أذنه قائلاً: «سيادة العميد هذا سجن وليس نادياً.. يمكن أن تحضر ملابس بيضاء يرتديها غير ملابس السجن البيضاء، أما الجاكوزى فلا مجال لإحضاره!!». اتجه العادلى مع مجموعة من قيادات السجن والقطاع إلى داخل محبسه، وما إن وصل إلى مكانه الجديد حتى زاغت نظراته . كان أول طلب له الحصول على مصحف، فاستجاب المأمور ووعده بتسليمه المصحف فى غضون دقائق، وهذا ما حدث بالفعل. قلت لنفسى وقتها: «سبحان الله، لقد أصبح القرآن هو أنيسه وكلمات الله هى رفيقه»، وأغلقت عليه الزنزانة وغادرنا جميعاً المكان.

    ثم عاد المأمور ونحن معه مجدداً إلى حجرته، حيث اصطحب مساعدى العادلى إلى داخل «عنبر» واحد جرى سجنهم فيه، كلٌّ له سريره وأدواته المستقلة. كانوا فى طريقهم إلى العنبر وبعد وصولهم إليه يتحسسون الأرض تحت أقدامهم وكأنهم يتمنون ألاّ يصلوها... إنها قيادات طالما أمرت ونهت، تدخل السجن ويغلق عليها باب الزنزانة فى انتظار أوامر ضابط صغير لنيل برهة من ترفيه أو راحة أو حتى فرشاة أسنان!
    avatar
    شباب عرب أون لاين
    رئيس التحرير
    رئيس التحرير


    الدولة : مصر
    عدد المساهمات : 23173
    تاريخ التسجيل : 27/02/2011
    الموقع : عرب اون لاين

    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن Empty رد: ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن

    مُساهمة من طرف شباب عرب أون لاين 1/22/2013, 12:57

    مساعد رئيس قطاع السجون السابق يفتح خزائن أسرار سجن طره.. ويروى تفاصيل أول صلاة جمعة اجتمع فيها رموز نظام مبارك: زكريا عزمى والفقى أسكتتهما الصدمة وسرور وصل مع أنصاره.. والشيخ يصرخ "أنا برىء من الفساد"


    الإثنين، 21 يناير 2013 - 08:11


    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن S12013218952مساعد رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون


    بعدما تحدث عن «الصدمة الأولى» لبعض رجال نظام مبارك، التى ضربتهم فى اللحظات الأولى عند وصولهم إلى سجن طرة، يواصل مساعد رئيس قطاع السجون المصرى السابق اللواء محمد حمدون شهادته على يوميات رموز حكم النظام السابق فى السجن، وفى الحلقة الثانية منها يروى لـ «الحياة» كيف كان اليوم الأول لوزير الإعلام السابق أنس الفقى ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمى فى السجن، وكيف بدا الأخير غير مدرك واقعَه الجديد، فأسكتته الصدمة حتى عن أى طلب. لاحظ اللواء حمدون أن رئيس البرلمان السابق فتحى سرور الوحيد من بين رموز النظام السابق الذى أصر مئات من أنصاره على مرافقته من مقر التحقيقات وحتى أبواب السجن حيث جرى توديعه عند الباب الخارجي. وتحدث عن صرخات رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون أسامة الشيخ الذى بدا طوال فترة سجنه وكأنه يغنى خارج السرب، إذ ظهر أن علاقاته برموز نظام مبارك محدودة، وعلى رغم أن معظمهم كانوا يتحدثون دائماً عن كونهم يحاكمون فى قضايا سياسية تحت غطاء جنائى فإن الشيخ كان يصر على أنه بريء تماماً لأن لا علاقة له بالسياسة أو الفساد.

    ويروى تفاصيل أول صلاة جمعة اجتمع فيها رموز النظام السابق داخل السجن فى مكان واحد، ولماذا كان مسؤولو السجن يخشون وقوع مشاجرات بينهم.

    إلى الحلقة الثانية من حوار «الحياة» مع اللواء محمد حمدون:

    > لماذا اُختير سجن مزرعة طرة تحديداً لرموز النظام السابق أولاً ثم تم توزيع بعضهم على سجون أخرى فى مراحل لاحقة؟

    - سجن المزرعة بات أهم سجن فى مصر واتجهت إليه أنظار العالم قاطبة بعدما بدأ باستقبال رموز النظام السابق، وهو سجن يضم مستشفى أنشئ أيضاً فى عام 1941 أيام الاحتلال البريطاني، ليكون مقراً لعلاج قوات الاحتلال والآن لعلاج النزلاء، وهو مستشفى صغير يضم عنبرين متقابلين، ينزل فى أحدهما الآن الرئيس المخلوع حسنى مبارك وفيه حوالى ست غرف عند مدخله، ويضم عيادات للأسنان والباطنة والأشعة ومكاتب إدارية للأطباء. ولأن رجال النظام السابق احتُجزوا أولاً احتياطياً على ذمة تحقيقات أو محاكمات فكان خروجهم ورجوعهم إلى السجن يتم فى شكل شبه يومى لغالبيتهم وبالتالى احتجنا إلى تجميعهم أولاً فى مكان واحد بعيد نسبياً من باقى السجون التى تقع داخل نطاق منطقة طرة.

    والسجن يضم عنبرين، الأول على يمين الداخل هو العنبر الجنائى للأموال العامة، والثانى أقصى الشمال لعناصر النظام السابق، وأمامه خُصص مكان لزيارة رموز النظام السابق، أنشئ حديثاً بعد زيادة عدد السجناء من الشخصيات المهمة بعد الثورة.

    وجرت العادة فى قطاع السجون على حبس العناصر ذوى النشاط الإجرامى المحدود بعيداً من مرتكبى جرائم القتل والعنف طبقاً لقواعد صارمة للتصنيف فى قطاع السجون حتى لا يختلط الحابل بالنابل والمجرم العنيف بالإنسان العادى الذى وضعته الظروف داخل السجن، علماً أن النزلاء فى سجن المزرعة تطبق عليهم اللوائح والتعليمات نفسها التى تطبق على باقى السجناء من مواعيد فتح الزنازين وغلقها وكذلك الزيارات، ولا توجد استثناءات فى المعاملة أو فى اللوائح المطبقة داخل السجن لأى من النزلاء، فضباط الإدارة ينأون بأنفسهم عن أى لوم بسبب أى قصور فى تطبيق التعليمات، سواء الأمنية أو الإدارية. ومع توالى وصول رموز النظام السابق إلى السجن تم تشديد التعليمات بضرورة الالتزام بألا توجد أية استثناءات فى المعاملة، خصوصاً أن التوقعات كانت تدل على قدوم المزيد من السجناء، وهو ما تم بالفعل. كذلك لأن شيئاً لم يعد من الممكن إخفاؤه وأى تجاوز ستتلقفه وسائل الإعلام وتستغله خصوصاً فى أجواء كانت الشرطة عموماً تعانى من تراث الماضي.

    > بعد القيادات الأمنية سُجن وزير الإعلام أنس الفقى ورموز صحافية وإعلامية، هل اختلفت مشاعرهم عن سابقيهم؟

    - فى مساء يوم 19 شباط (فبراير)، وبعدما تم إيداع حبيب العادلى فى زنزانته حضر إلى السجن عهدى فضلى رئيس مؤسسة «أخبار اليوم» الصحافية السابق بعد أن صدر قرار بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات ووجهت له النيابة العامة تهمة التربح والإضرار بأموال جهة عمله ومصالحها، ونزل من سيارة الترحيلات فى صدمة وفى حال من الصمت لا يظهر من ملامحه إلا بريق عينيه من خلف نظارته. مشى فضلى إلى بوابة السجن ببطء وبدا متعباً، واستقبله مأمور السجن وكالعادة ومثل غيره ممن سبقوه أظهر استسلاماً لوضعه الجديد ولم تكن له أية مطالب، ويبدو أنه كان أيقن أن لا استثناءات، فلو كانت وجدت ما كانت قادته إلى هذا المصير. كما أن المعلومات التى كانت وسائل الإعلام تداولتها عن ظروف سجن المغربى وجرانة ثم العادلى ومساعديه أكدت له أن من كانوا فى مواقع أهم من موقعه سبقوه إلى الزنازين.



    الفقى متماسك والشيخ يصرخ

    وفى 24 شباط حضر أنس الفقى وزير الإعلام السابق ومعه أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق متهمين بقضايا فساد تضم بعض المخالفات المالية، ومرا بالسيناريو نفسه وجرت معهما إجراءات القيد والتسجيل ثم التوزيع على الزنازين. دخلا أولاً مكتب مأمور السجن فى استسلام تام، كان الفقى متماسكاً وصامتاً غالباً لكن، فى المقابل فإن أسامة الشيخ بدا غير مصدق ما يحدث حوله، فظل يقول: «أنا لم أفعل شيئاً مخالفاً أنا كنت دائماً أحافظ على أموال الدولة وكل أملى زيادة دخل الاتحاد... هل هذا مصيرى بعد كل هذا المجهود؟ يعلم الله أننى بريء، بل هم يعلمون أننى كذلك... حسبى الله ونعم الوكيل». كانت تبدو على الرجل علامات الحزن والاكتئاب، وظل طوال فترة وجوده فى غرفة المأمور يدعو الله فك أسره من محبسه، وطالما تحدث خلال شهور سجنه عن أن الأقدار أزاحت به إلى هذا الأسر من دون ذنب أو جريرة وكان دائماً يقول: «أى ذنب اقترفته، بالعكس لقد قمت بتطوير التلفزيون وأصبح تلفزيوناً تتشبه به كل الدول المجاورة»، والحق أن بعض رموز النظام السابق أنفسهم استغربوا وجود الشيخ بينهم ولم يكن بعضهم يخفى تعاطفه، وبعضهم قال لى إنه نجح فى تحقيق ربح للدولة يبلغ 164 مليون جنيه فى آخر شهر رمضان قبل الثورة، وهمس البعض واعتبر أن الشيخ كبش فداء لغيره، لأنه كان مجرد مسؤول إدارى وليس سياسياً.

    أما أنس الفقى فعلى رغم تماسكه إلا أنه كان زائغ النظرات لا يتحدث مع أحد وكأن هول الصدمة سيطر عليه حتى تم نقله مع الشيخ إلى عنبر مجاور لعنبر مساعدى وزير الداخلية الشاعر وفايد وعبدالرحمن وهما فى استسلام تام وإعياء واضح ولم يطلبا سوى أدوية علاجية من ذويهما، وسعى الفقى إلى إظهار أن ما يجرى معه تصفية حسابات وحرص على إخفاء التوتر الذى سيطر عليه، لكنه أحياناً فشل فى الحفاظ على تماسكه، فمشيته إلى الزنزانة كشفت ارتباكه وتوتره وربما خوفه من المصير الذى ينتظره.

    > قضية موقعة الجمل، أسقطت عدداً كيبراً من رموز النظام، دخلوا إلى السجن دفعة واحدة ماذا فعلوا وكيف كان الوضع؟

    - فى يوم 13 آذار (مارس)، بدأت التحقيقات فى موقعة الجمل وكان أول المحبوسين الاحتياطيين هو عبدالناصر الجابرى عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم والعمرانية، وحضر الرجل وكان منهك القوى ووجهه تبدو عليه علامات السواد التى تختلط بالإصفرار، حيث أنزل من سيارة الترحيلات وهو يتمايل من شدة الآلام ويتكئ على بعض أفراد الترحيلات، ودخل مكتب مأمور السجن وهو لا يقدر حتى على الكلام، وطلب شربة ماء وبعض العلاج، وتم إسكانه فى أحد العنابر الملحقة بالعنبر الرئيسى بجوار أسامة الشيخ، وظهر بعد ذلك أنه كان مريضاً وظل أكثر السجناء هدوءاً حتى نقل إلى المستشفى ثم أفرج عنه صحياً حيث توفى هناك.

    فى 9 نيسان (أبريل) حضر فى المساء ماجد الشربينى أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى المنحل محبوساً على ذمة التحقيقات لإتهامه بالتحريض على قتل المتظاهرين فى قضية «موقعة الجمل»، ودخل مكتب المأمور، ومنه إلى زنزانته فى أحد العنابر.

    وبدأت أعداد المسجونين من مسؤولى النظام السابق تتزايد ومعها بالطبع ارتفع مستوى الكآبة والحزن على الوجوه البائسة التى لا حول لها ولا قوة إلا بقايا النظرات والحسرات، ينظر بعضهم إلى بعض فى حزن ويأس، لا يتبادلون كلمات إلا فى الصباح عندما تلتقى الوجوه، إذا تلاقت بكلمة صباح الخير فقط من دون سواها، ومناخ الحزن الكئيب هو السائد بين الجميع ولا يوجد سوى التحرك الصباحى إلى النيابات لاستكمال التحقيقات. حيث فرصة لقاء السجناء بأعضاء الدفاع عنهم أو بعض ذويهم الذين كانوا ينتظرونهم فى مقار النيابات. وبحكم الخبرة كنا ندرك أن الأيام الأولى للسجين هى الأصعب حيث يمر الوقت بصعوبة شديدة، فاليوم الواحد كأنه سنة كاملة، كما أن أسلوب الحياة داخل السجن لا يعتاد عليه السجين خصوصاً مثل هؤلاء إلا بعد فترة حتى لو قبلوا بالأمر الواقع.



    صفوت الشريف يفقد صلابته

    جاء يوم 11 نيسان عندما حضر رئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطنى المنحل صفوت الشريف وكان خبر صدور قرار بحبسه احتياطياً وصل إلى الجميع أو قل إنه كان قراراً متوقعاً، فالشريف كان رمزاً مهماً من رموز نظام مبارك ورجاله ووجوده داخل السجن فى ذلك الوقت أمر منطقي، ومر الشريف كالآخرين بالدورة نفسها ولكن، فوجئنا بأنه رجل عجوز يمشى بصعوبة بالغة وتبدو عليه علامات الكبر والشيخوخة، وجلس فى حجرة المأمور وطلب كوباً من الماء وكل ما صدر عنه نظرات تائهة حزينة إلى أن تم تجهيز زنزانته مع الآخرين وانتقل إليها فى هدوء وسكينة. وبدا الرجل العجوز غير مصدق واقعه الجديد على رغم ما عرف عنه من صلابة، وكان كسابقيه من زملائه مستسلماً، لكنه حريص على «برستيجه» أو هيئته وصورته أمام الناس حتى إنه لم يسعَ إلى الدفاع عن نفسه أو كسب تعاطف من حوله.

    فى اليوم نفسه حضر أيضاً وليد ضياء وشريف والي، وهما من قادة الحزب الوطني، محبوسين 15 يوماً على ذمة التحقيقات فى موقعة الجمل أيضاً، وكانا سجينين مثاليين من حيث إطاعة الأوامر والانضباط حيث تم إسكانهما فى زنزانة واحدة، والغريب أنهما كانا دائماً متفائلين وفى وجههما ابتسامة أثارت اندهاش المحيطين.

    فى مساء 14 نيسان 2011 حضر المحامى المعروف مرتضى منصور من مستشفى القوات المسلحة فى المعادى بعد أن انتابته أزمة قلبية وتم نقله من المحكمة التى كانت تنظر فى قضية موقعة الجمل إلى المستشفى وبعد توقيع الكشف الطبى عليه عُلم أن حالته يمكن أن تعالج فى مستشفى سجن المزرعة وحضر بالفعل فى سيارة إسعاف ودخل بالفعل مستشفى سجن المزرعة لمتابعة حالته الصحية.



    صلاة الجمعة

    وفى صباح يوم الجمعة توجهنا إلى السجن لملاحظة الحال الأمنية وتأدية صلاة الجمعة فى المسجد الملحق بالسجن، وهو عبارة عن مسجد صغير لا تتعدى مساحته المئة متر مربع، موجود فى آخر عنابر الحجز وخلف المستشفى من الناحية الجنوبية، وأثناء وجودى مع مفتش مباحث السجن آنذاك العميد محمود نافع وقبل رفع الأذان بقليل حضر مرتضى منصور من المستشفى حاملاً فى يده سجادة صلاة وصافحناه، وقلت له: «حمدلله على السلامة»، فضحك ورد قائلاً: «أنا متعود على كده على فكرة أن اتحبست علشان بدافع عن الداخلية... عاوز أصلى الجمعة ممكن أصلى فين». كنا على وشك التحرك أنا والسيد مفتش المباحث لتأدية الصلاة فى المسجد طبعاً عندما ظهر مرتضى». وكنا نعلم جيداً مدى الخلاف الفكرى والسياسى بينه وبين غالبية من يؤدون الصلاة فى المسجد فقلنا له: «يا أخ مرتضى هنا فى هذا السجن لا يوجد إلا مسجد واحد فقط وزملاؤك المحبوسون الآن موجودون داخل هذا المسجد لتأدية الصلاة فهل أنت على استعداد أن تصلى معهم». فنظر إلينا نظرة حادة، وقال: «يا بهوات أنا مرتضى منصور أنا أبو الرجالة... هنا حال وفى الخارج حال آخر نحن هنا جميعاً زملاء وأنا أضع الجميع فوق دماغي، ونحن الآن إخوة وحركتنا جميعاً مقيدة»، فوضعت يدى على كتفه وقلت له: «اتفضل يا أستاذ مرتضى»، ووصلنا إلى المسجد وكانت خطبة الجمعة بدأت، فأخّرت خطاى وقدمت مرتضى منصور ومن حضر من المصلين كى أرى وقع المقابلة وردود الأفعال، وإذا بالرجل يتقدم ويصافح الجميع حيث كان يجلس مساعدو وزير الداخلية جنباً إلى جنب على الحائط الأخير فى المسجد فصافحهم منصور وجلس. ومرت صلاة الجمعة الأولى فى هدوء ومن دون صخب وكنا نحسب لمشاجرات توقع بعضنا أن تقع نتيجة خلافات سابقة أو إذا ما ألقى أحدهم باللوم على الآخرين بالتسبب فى سقوط النظام لكن، بدا أن كل واحد منهم يفكر فى مصيره ولا شيء آخر.

    وتتوالى الأحداث ويأتى يوم 19 نيسان ليحضر رجل الأعمال المعروف إبراهيم كامل محبوساً لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق فى موقعة الجمل أيضاً ليأخذ دوره مع زملائه السابقين وفى عنبر منفرد.



    أنصار سرور لا يتركونه

    وفى مساء يوم 20 نيسان حضر رئيس البرلمان السابق فتحى سرور محبوساً لمدة 15 يوماً فى موقعة الجمل وأظهر أنه الرجل الأكثر شعبية بين كل أقطاب النظام السابق، فعندما وصل حوالى الساعة التاسعة مساء، جاء وراءه الكثير من أنصاره من أبناء حى السيدة زينب، حيث امتلأت الساحة أمام مدخل منطقة سجون طرة الرقم (7) على طريق الأوتوستراد بالعشرات الذين حضروا خلفه وانتهى بهم المطاف إلى الوقوف خارج البوابة العمومية للمنطقة ودخل هو فى سيارات الترحيلات إلى حجرة المأمور وجلس متأملاً سائلاً مأمور السجن عن ماهية الملابس التى يمكن ارتداؤها داخل السجن، فأجابه بأنها ملابس السجن الاحتياطى البيضاء، فأوصى مرافقيه بإحضارها، وكانوا أحضروا له فى الحال مرتبة كبيرة من نوع «يانسن» الصحية العريضة، ودخل العنبر مرافقاً لشريف والى ووليد ضياء الدين القياديين فى الحزب الوطنى السابق لحبسهما يوم 11 نيسان فى موقعة الجمل حيث قاما بمساعدته بالفعل فى تجهيز الإقامة وفرش المرتبة ووضع حوائجه فى دولابه الخشبى لكبر سنه وعدم قدرته على خدمة نفسه.

    وحضر أيضاً مساء يوم 21 نيسان رئيس اتحاد عمال مصر السابق حسين مجاور محبوساً فى موقعة الجمل، وكان دائماً مكتئباً، ودأب على التأكيد للضباط أنه «مظلوم» وأنه لم يرتكب ما يستوجب سجنه، وكان حضر معه أيضاً النائب السابق يوسف خطاب متهماً أيضاً فى موقعة الجمل حيث تم إسكانهما سوياً فى عنبر مستقل.

    وفى مساء 17 أيار (مايو) حضر رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب السابق محبوساً 15 يوماً على ذمة التحقيق فى موقعة الجمل، فوضع مع زملائه وكان دائماً يعيش منفرداً حزيناً لا يكلم أحداً إلا عند اللقاء فى مسجد السجن.



    زكريا عزمى فاقداً سطوته

    > فى شهر نيسان أيضاً سُجن رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمى بعدما تحدث إلى برامج الفضائيات من منزله عبر الهاتف عن أنه مستمر فى موقعه، هل ظهر بالقوة نفسها التى تحدث بها قبل أيام من سجنه؟

    - فى يوم 7 من الشهر نفسه تناهى إلى أسماعنا قدوم زكريا عزمى إلى النيابة للتحقيق معه وفى المساء خرجنا إلى الساحة المواجهة للباب الرئيسى للسجن ووجدنا سيارة الترحيلات التابعة لمديرية أمن حلوان، يتقدمها بعض القيادات ووصلت إلى باب سجن المزرعة وبدأ السيناريو نفسه، فتح الحراس الباب الخلفى للسيارة الذى كان قريباً من البوابة العمومية للسجن ونزل رجل الديوان الرئاسى الأول، وبدا هزيلاً ضعيفاً وفى جواره حارسه الذى كان يتكئ عليه، حيث كان مصاباً بالإعياء، وأخذ يلتفت بعينيه إلى اليمين وإلى اليسار ليأخذ ضابط الحراسة بيده قائلاً له: «اتفضل الباب أمامك». لم ينبس الرجل ببنت شفة بل توجه إلى باب السجن ومنه إلى حجرة المأمور، دخل وجلس متكئاً وظل ينظر حوله فى وجوه الجميع وفى حجرة مأمور السجن من أعلى إلى أسفل، ويتأمل ما لم يره قبل ذلك، كل ذلك والمأمور يتخذ إجراءاته فى تجهيز عنبر الإعاشة الخاص «بالنزيل» واتخاذ الإجراءات اللازمة.

    قام زكريا عزمى مستئذناً من مأمور السجن للدخول إلى دورة المياه الملحقة بحجرته، وفى لحظات استسلم للواقع وخرح من دورة المياه إلى عنبر حجزه مرافقاً للمأمور والحراسة اللازمة إلى أن وصل إلى العنبر المخصص له وهو العنبر المجاور لمحمد إبراهيم سليمان، ودخل إلى عنبره بعد أن سلمت له الملابس البيضاء المخصصة للمحبوسين احتياطياً واستأذن المأمور أن يطلب من أهله ملابس بيضاء...

    بدا الرجل أضعف مما هو معروف عنه من سطوة وقوة ونفوذ داخل البلاط الرئاسي، فربما يكون أدرك أن زمن السلطة انتهى وأتى وقت الحساب. ولم يظهر عزمى أى نوع من التمرد على التعليمات واللوائح. واللافت أنه كلما خرج من السجن إلى التحقيقات يعود مكتئباً للغاية وكأنه كان يشعر بأن الفترة المتبقية له فى الدنيا سيقضيها خلف الأسوار.

    الوحيد الذى أراد منذ البداية نقله من سجن المزرعة إلى أى سجن آخر هو وزير الإسكان الأسبق أحمد المغربي، فقد طلب ذلك علانية وهو بدا دائماً ضجراً من هذه «الصحبة» ربما لكونه رجل أعمال كبيراً فى الأصل قبل أن يكون وزيراً، وشعر بأن المنصب التنفيذى أوقع به وقاده إلى ذلك المصير.



    «إيراد طرة»: بدأ بعزّ والعادلي... وانتهى بمبارك



    بعد أسبوع واحد من نجاح الثورة المصرية فى إطاحة الرئيس السابق حسنى مبارك، تحول سجن «طرة» الواقع جنوب العاصمة المصرية، إلى ما يمكن وصفه بمعسكر «تهذيب وإصلاح»، لأركان النظام السابق، فكانت البداية بأصدقاء النجل الأصغر للرئيس السابق جمال، قبل أن يتهاوى رجال الرئيس السابق، وصولاً إلى مبارك نفسه الذى ظل يقبع داخل مستشفى السجن، حتى لقب السجن المطل على نيل القاهرة، بـ «جمهورية طرة»، وفى أحيان أخرى أطلق عليه «بورتو طرة».

    فى مساء يوم الجمعة 18 شباط عام 2011، فوجئ سجناء طرة، بأن ضيوفاً «ثقال الظل» سيقتسمون معهم فراشهم، ففى هذا اليوم صدر قرار بتوقيف كل من: رجل الأعمال الشهير بـ «إمبراطور الحديد» أحمد عز، ووزير الإسكان السابق أحمد المغربى ووزير السياحة زهير جرانة، وسجنهم 15 يوماً على ذمة تحقيقات فى شأن اتهامات متفرقة بـ «الفساد واستغلال النفوذ»، لم تمضِ ساعات قليلة ليكون نزلاء السجن أمام مفاجأة كبرى، فضيفهم هذه المرة بحجم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، ومعه أربعة من مساعديه يتقدمهم مدير جهاز أمن الدولة حسن عبدالرحمن الذى تم حله بعدها، ومدير أمن القاهرة السابق إسماعيل الشاعر ومدير الأمن العام عدلى فايد، إضافة إلى مدير الأمن المركزى أحمد رمزي، على خلفية اتهامهم فى قضية قتل «الثوار»، قبل أن يطلق سراح مساعدى العادلى بعدما برّأهم القضاء من تلك الاتهامات، لم تمضِ أيام طويلة حتى قدم زائرون جدد أو من باتوا يسمون بين سجناء طرة بـ «الإيراد» ففى 19 شباط، زاد إيراد السجناء مع رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق عهدى فاضل الذى أصدرت نيابة الأموال العامة العليا قراراً بحبس السابق 15 يوماً على ذمة تحقيقات بـ «التربح والإضرار بأموال ومصالح جهة عمله»، وفى 24 من الشهر نفسه ألقت الشرطة القبض على وزير الإعلام السابق أنس الفقى والمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون للتحقيقات معهما فى قضايا فساد تضم مخالفات مالية منسوبة إليهما، قبل أن يتم إطلاق سراح الشيخ الشهر الماضي، ليبدأ بعدها بحوالى أسبوعين توافد المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين الشهيرة إعلامياً بـ «موقعه الجمل»، والذين تمت تبرئتهم بقرار من المحكمة فى مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، البداية كانت مع قرار بسجن مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم والعمرانية عبدالناصر الجابري، الذى توفى فى أيلول (سبتمبر) عام 2011، وقبل أن يستمع إلى قرار تبرئته.

    بالتزامن مع ذلك كان جهاز الكسب غير المشروع يجرى تحقيقات مع المقربين من الرئيس السابق ورموز نظامه، فقرر فى 6 نيسان حبس وزير الإسكان السابق إبراهيم سليمان 15 يوماً على ذمة التحقيقات فى قضية اتهامه بالتربح وإهدار المال العام، بعدها بيوم واحد يستقبل سجن طرة زائراً جديداً هو رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي، على ذمة تحقيقات بـ «استغلال النفوذ»، وفى 10 من الشهر نفسه سُجن رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد نظيف على ذمة قضية اللوحات المعدنية للمرور، وفى اليوم نفسه يعود مجدداً توافد المتهمين فى قضية «موقعة الجمل» فحضر أمين التعليم السابق ماجد الشربيني، بعدها بيوم واحد تستقبل «جمهورية طرة» رئيس مجلس الشورى السابق والرجل النافذ صفوت الشريف، قبل أن يحضر القياديان فى الحزب الوطنى «المنحل» وليد ضياء وشريف والي، بعدها بيومين يحضر المحامى المثير للجدل مرتضى منصور والذى أطلق سراحه بعدها بشهور، لكن الطامة الكبرى والتى رسخت بجلاء سقوط النظام السابق، عندما استقبل طرة نجلى الرئيس السابق علاء وجمال فى 13 نيسان، على ذمة تحقيقات بـ «الفساد واستغلال النفوذ»، وهما من كانت سيرتهما ملء السمع والبصر، وفى 19 نيسان يأمر النائب العام بسجن رجل الأعمال إبراهيم كامل والمقرب بشدة من جمال مبارك، والذى عرف عنه إدارة «ملف التوريث» فى العهد السابق، على ذمة التحقيق فى قضية «موقعة الجمل»، بعدها بيوم تكتمل جمهورية طرة بحضور رئيس مجلس الشعب السابق فتحى سرور على خلفية اتهامه بالتورط فى موقعة الجمل أيضاً، بعدها كان نزلاء طرة اعتادوا على استقبال بقايا النظام السابق ومن كان منهم يتخيل أنه سيجاور نجلى مبارك أو حتى رئيسى البرلمان بغرفتيه، ففى 21 نيسان جاء الدور على وزير البترول السابق سامح فهمى و7 من قيادات الوزارة على ذمة التحقيقات فى قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل، وفى اليوم نفسه يحضر نقيب العمال السابق حسين مجاور فى موقعة الجمل، وفى 11 أيار يأمر النائب العام بسجن النائب السابق يوسف خطاب فى موقعة الجمل، قبل أن يجاوره عضو مجلس الشعب السابق رجب هلال حميدة، وفى 4 تموز ينضم وزير الزراعة السابق المهندس أمين أباظة إلى نزلاء طرة على خلفية تحقيقات فى وقائع الفساد، وبعدها بيوم ينضم إليه سلفه يوسف والى الذى كان قريباً من مبارك على ذمة التحقيقات فى شأن «استيراد مبيدات كيماوية مسرطنة»، وفى 14 تموز يؤمر بسجن رئيس الوزراء السابق عاطف عبيد، لينتهى المسلسل بحضور الرئيس السابق مبارك بنفسه إلى طرة، بعدما أمر القضاء بسجنه 25 عاماً على خلفية قضية «قتل الثوار» فى 3 حزيران (يونيو) الماضي، ليكتمل عقد النظام السابق.
    avatar
    شباب عرب أون لاين
    رئيس التحرير
    رئيس التحرير


    الدولة : مصر
    عدد المساهمات : 23173
    تاريخ التسجيل : 27/02/2011
    الموقع : عرب اون لاين

    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن Empty رد: ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن

    مُساهمة من طرف شباب عرب أون لاين 1/22/2013, 13:00

    مساعد رئيس قطاع السجون السابق يفتح خزائن أسرار سجن طره..علاء وجمال مبارك فى زنزانة خيرت الشاطر على سريرين متهالكيْن..وأحمد نظيف وصل خائفاً..وقصة تأدية التحية للسجناء لا أساس لها


    الثلاثاء، 22 يناير 2013 - 08:27


    ننشر المذكرات الكاملة لمساعد رئيس قطاع السجون تفتح خزائن سجن طره وأسرار علاء وجمال والعادلى والشريف وأعوان مبارك الشخصية بالسجن S12013218952رئيس قطاع السجون السابق اللواء محمد حمدون


    فى الحلقة الثالثة من شهادته على يوميات رموز النظام السابق فى السجن، يتحدث مساعد رئيس قطاع السجون المصرى السابق اللواء محمد حمدون إلى صحيفة «الحياة» عن وصول نجلى الرئيس السابق علاء وجمال مبارك إلى «طرة» بعدما كان السجن امتلأ بأقطاب النظام حتى أنه لم تعد هناك أسرة مجهزة لاستقبال المزيد منهم، ما دفع إدارة السجن إلى جلب سريرين لنجلى مبارك من مخازن مستشفى السجن وكانا متهالكين، ويكشف أن القدر جعل علاء وجمال يقيمان فى الزنزانة نفسها التى استضافت نائب مرشد «الإخوان» الرجل القوى فى الجماعة المهندس خيرت الشاطر سنوات عدة. ويروى كيف واجه رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف أزمة فى زنزانته بسبب طول قامته، ويحكى عن أول لقاء جمع نظيف مع ابنته التى ولدت وهو فى السجن حين بكى وحاول زملاؤه من السجناء تهدئته.

    - سُجن رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف فى 10 نيسان (أبريل) 2011، كيف عاش أول ليلة خلف القضبان؟
    - مساء تلك الليلة جاءنا أحمد نظيف محبوساً على ذمة قضية اللوحات المعدنية بعدما خضع لتحقيقات من جانب النيابة استمرت نهاراً كاملاً. أتى الرجل فى العاشرة مساء ضمن موكب سيارات الترحيلات إلى سجن المزرعة، ودخل حجرة مأمور السجن بقامته الطويلة منكسراً حانى الرأس والجبين. والحق أن الرجل كان مهذباً وظل واقفاً بين يدى المأمور الذى كان ينهى الإجراءات من دون أن يجلس إلى أن قال له: «تفضل اجلس»، فجلس نظيف على استحياء من دون أن يتكلم أو يتلفظ بكلمة واحدة، عيناه تحدثتا بما لم ينطق به فمه، إذ ظهر مستسلماً وإلى حد كبير خائفاً مما ينتظره من مصير، وسرعان ما تم تجهيز مكانه فى إحدى الزنازين الملحقة بالعنبر الرئيسي، وعندما وصل إلى عنبره فوجئ بسرير أقصر من طوله، فعندما تمدد على السرير لاحظ أن رجليه أطول من السرير، فقال لحارسه: «هل يمكن أن تُحضروا سريراً أطول من هذا»، فأبلغه الحارس بأن كل الأسرّة «مقاس واحد»، فاضطر الرجل إلى النوم فى وضع القرفصاء، وفى إحدى «الزيارات» جاءت زوجته ومعها ابنته التى ولدت أثناء وجوده داخل السجن، فبكى نظيف بشدة خصوصاً عند انتهاء وقت الزيارة وسعى كل الحضور من زملائه السجناء بل وحتى زوارهم إلى تهدئته.



    أول ليلة لعلاء وجمال مبارك فى السجن
    - بعد نظيف بيومين، جاء دور علاء وجمال مبارك، وتعددت روايات عن سجن نجلى الرئيس السابق، بأى حال كانا؟
    - مرت أيام أقطاب النظام السابق فى سجن طرة إلى أن جاء يوم 13 نيسان 2011 وقتها تأكدنا أن أحداً لم يعد بعيداً من السجن، وأن كرة الثلج تكبر، وفى ذلك اليوم علمنا فى الصباح أن تحقيقات تُجرى مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك داخل مستشفى شرم الشيخ، وكذلك مع نجليه علاء وجمال مبارك فى محكمة شرم الشيخ، بالطبع كانت هناك حال ترقب لقرار النيابة، وفى مساء اليوم نفسه علمنا نبأ صدور قرار بحبس علاء وجمال مبارك وأنه يجرى ترحيلهما من شرم الشيخ إلى سجن المزرعة فى طرة. على الفور قام قطاع السجون فى وزارة الداخلية وإدارة السجن بسرعة بتجهيز الزنزانة، وإذا بالقدر يشاء أن تكون هى الزنزانة نفسها التى سُجن فيها نائب مرشد «الإخوان المسلمين» المهندس خيرت الشاطر. كانت غالبية الأسرة الموجودة فى السجن استعملت ولم يبق شيء منها، وكان لا بد من توفير سريرين حتى ولو من أسرّة المستشفى لنجلى مبارك، فتوجه أفراد الحراسة لإحضار السريرين من مخازن المستشفى، وإذا بهم يحُضرون إلى الزنزانة سريرين قديمين متهالكين عليهما علامات الصدأ والأتربة تكسوهما والأغطية الخاصة بهما، فما كان منى إلا أن نهرت الجنود طالباً منهم تنظيف السريرين قدر الإمكان عملاً بمقولة: «ارحموا عزيز قوم ذل». ومرّ الوقت حتى جاءت الساعة الواحدة صباحاً والكل فى حال من الترقب والانتظار لأكثر من 5 ساعات جرى خلالها نقل الاثنين من شرم الشيخ إلى القاهرة، ووصل نجلا مبارك بطائرة هليكوبتر إلى مطار مستشفى المعادى العسكرى وأحضرتهما سيارات ترحيلات مديرية أمن حلوان وسط حراسة مشددة إلى السجن الذى كان استعد ليلاً لاستقبالهما. كانا منهكين لكنهما أبديا تماسكاً لافتاً، وكان واضحاً أنهما استنفدا جهداً كبيراً فى تحقيقات النيابة، وكانت طبيعية حال الحزن الشديد التى كانا عليها، وبعد الإجراءات الاعتيادية دخلا إلى الزنزانة وهى عبارة عن عنبر يتسع لأسرّة عدة إلا أنهما كانا وحدهما فيه. ورأيتهما صباحاً برفقة وزير الإعلام السابق أنس الفقى وتناولا وجبة الإفطار معه، فى ضيافة هشام طلعت مصطفى، الرجل المتماسك الذى كان يتألم ويتأمل ناظراً إلى عنان السماء من دون إفصاح أو كلام، ولكن عينيه ممتلئتان بالمعانى والعظات وكأنه يتوجه إلى السماء حامداً ربه على ما هو فيه قائلاً سبحان المعز المذل.

    حين كنت ماراً أمام العنبر شاهدت أحد السجناء يحمل صينية عليها أكواب شاى فناداه أنس الفقى قائلاً: «هات اثنين شاى هنا لعلاء بيه وجمال بيه» كأن المشهد ذو مغزى، فمنظر كوب الشاى والملعقة التى تستخدم لوضع السكر فى حال سيئة لكن، هكذا صار الوضع الذى كان على الكل أن يتكيف معه. كذلك، كانت أكواب الشاى هى أقصى ما يمكن أن يقدمه الفقى لعلاء وجمال «احتفاءً» بهما فى أول يوم لهما فى السجن!

    كان نجلا الرئيس السابق قليلَى الكلام والاختلاط بالآخرين، يستحيل أن تجد ابتسامة على وجه أى منهما، فلا يظهران إلا وعلامات الحزن على وجهيهما ولا يتكلمان مع أحد إلا فى أوقات الصلاة، وهما منضبطان من ناحية الالتزام بالتعليمات، وكانا دائماً يتركان ذقنيهما من دون حلاقة، وأتذكر يوماً بعدما حضر صفوت الشريف فى 11 نيسان محبوساً 15 يوماً فى قضية موقعة الجمل وكنا نصلى الجمعة، دخل صفوت الشريف لأداء الصلاة وكان علاء جالساً على كرسي، وإذ به يقف ويسارع بإحضار صفوت الشريف ليجلسه على كرسيه لعدم قدرة الشريف على الجلوس على أرض المسجد. أما الشائعات عن مشاجرات حدثت بين الشقيقين علاء وجمال وأنهما متخاصمان أو أن الأول حمّل الثانى المسؤولية عما جرى فلم أرَ لها دليلاً على أرض الواقع، فقد كانا متلازمين والأجواء فى السجن لم تكن لتسمح بأحاديث من هذا النوع، فالكل فى الهم سواء.

    كانت علاقة جمال وعلاء مبارك فى ما يتعلق بالمعاملة مع زملائهما النزلاء من رموز النظام السابق علاقة عادية كأى مسجون مع زميله، ولم تحدث مشاكل أو احتكاكات بين أى منهما وأى مسجون آخر. ولم تسجل لهما أية وقائع للخروج على اللائحة والنظام العام أو مخالفة قواعد السجون، وكانت علاقاتهما بإدارة السجن كعلاقة المسجون العادى بها، وربما لا يرى أى منهما أحداً من رجال إدارة السجن إلا أثناء الزيارة أو التريّض أو الصلاة. والزيارات الخاصة بهما كانت عادة تتم فى حجرة مأمور السجن، إلا إذا حدثت ظروف تحول دون ذلك فكانت الزيارات تتم فى المكان المخصص لها مع باقى السجناء وأسرهم.

    - واجهتم صعوبات فى نقلهما من السجن إلى مقر المحاكمة؟
    - كان هناك نظام محكم لنقل السجناء عموماً وعلاء وجمال خصوصاً إلى مقر التحقيقات أو المحاكمات. كنا نقوم بإدخال سيارات الترحيلات داخل فناء السجن من البوابات الخلفية لتقل المسؤولين المهمين من الداخل، أما الأقل أهمية فكانت سيارة الترحيلات تنتظرهم أمام بوابته. أتذكر أنه فى ذات يوم كان أحمد عز متوجهاً للنيابة فى بداية حبسه لاستكمال التحقيقات معه وحضرت سيارات الترحيلات بالحرس اللازم من مديرية أمن حلوان، وما إن شوهدت هذه السيارات من الزائرين المنتظرين خارج بوابة سجن المزرعة حتى تجمهر حولها الزوار، ففتحنا البوابة الخلفية للسجن لنقل عز من داخل محبسه إلى سيارة الترحيلات مباشرة وما إن خرجت السيارات حتى تجمع الأهالى حولها قائلين: «الحرامى أهو»، وأخذوا يقذفون السيارة بالطوب والحجارة إلى أن غادرت المكان بأعجوبة. وبالنسبة لحبيب العادلى وعلاء وجمال مبارك، فكان يتم نقلهم فى سيارات الترحيلات من داخل فناء السجن، وعادة من طريق البوابة الرقم 10 وهى البوابة الخلفية للمنطقة المطلة على طريق محور كوبرى طرة، وكانت المأمورية تتحرك مبكراً جداً قبل حضور الزائرين خشية التعرض لهم، وكانوا يستقلون مدرعة مؤمنة من مدرعات الأمن المركزى، بالحراسة المشددة المرافقة لها.ودائما تتولى مديرية أمن حلوان مسؤولية ترحيل أقطاب النظام السابق، لكن علاء وجمال مبارك كانت ترافقهما قوة من الجيش وقوات خاصة من الشرطة. وكان الركب يتحرك من أمام بوابة السجن الخارجية إن كان سيقل إلى النيابة شخصيات أقل أهمية «سياسياً» مثل محمد إبراهيم سليمان أو زهير جرانة أو أحمد المغربى وغيرهم، ولأن إجراءات خروج علاء وجمال ودخولهما كانت تحتاج إلى جهد كبير مع ما فيها من أخطار فإن خروجهما غالباً كان لحضور جلسات محاكمتهما مع والدهما فى قضية قتل المتظاهرين أو التحقيق معهما فى الكسب غير المشروع، أما باقى القضايا التى اتهما فيها فكان فريق من محققى النيابة يحضر إلى السجن ويخضعهما للتحقيق فى حجرة المأمور.

    إبراهيم سليمان يريد «موبايل»
    - المحكومون فى قضايا فساد كثر، هل أظهروا ندماً على ما آلوا إليه؟
    - انضم إلى السجناء فى مساء 6 نيسان محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق لإتهامه بإهدار المال العام ودخل مكتب المأمور وجلس مجهداً، لكن الغريب أن وجهه كان مبتسماً. ونظر إلى أعلى وردد الدعاء: «ربِّ إنى مظلوم وتعلم أنت وحدك بظلمى وستظهر الحقيقة يوماً ما وأنا أعلم أن الخطوات مكتوبة والأنفس معدودة وكل شيء بقدر... لك الحمد فى السراء والضراء وأنت أعلم بما فى القلوب»، ثم نظر إلى مأمور السجن مبتسماً، لكنها ابتسامات أخفى وراءها حزناً وألماً بدوَا على ملامح وجهه، وقال: «يا ترى يا سيادة المأمور هناخذ معنا التليفونات ولا ده ممنوع؟». فرد مأمور السجن: «طبعاً ممنوع حسب تعليمات ولوائح السجن». فرد سليمان: «آه طبعاً عارفين عارفين» وكان تم تجهيز زنزانته فتوجه بصحبة المأمور وقيادات السجن إلى محبسه.

    وفى يوم 21 نيسان حضرت مجموعة من سيارات الترحيلات المقبلة من التجمع الخامس والتابعة لمديرية أمن حلوان، وكانت تضم بداخلها سامح فهمى وزير البترول السابق وباقى قيادات الوزارة الذين أمرت النيابة بحبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات التى أجرتها معهم النيابة فى قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل، وعلى غرار حبس الآخرين تم حبسهم وتسكينهم إلا أن سامح فهمى اختار صديقه زهير جرانة ليكون زميلاً له فى محبسه، حيث كانت الزنازين الانفرادية نفدت وبدأنا فى توزيع السجناء على عنابر تسمح بوجود أكثر من سجين فى كل منها.

    وفى مساء يوم 4 تموز (يوليو) حضر وزير الزراعة السابق أمين أباظة فى وقائع فساد وزارته محبوساً لمدة 15 يوماً. وفى مساء يوم 12 من الشهر نفسه حضر الوزير الأسبق للزراعة يوسف والى محبوساً 15 يوماً على ذمة التحقيقات التى أجريت معه فى شأن الموافقة على إدخال بعض المبيدات الكيماوية التى تستخدم فى الزراعة والتى تبين أنها مسرطنة وتضر بالصحة العامة للمواطنين، وبدا الرجل عجوزاً وكان مريضاً ضعيفاً لا يستطيع الخروج من محبسه إلا قليلاً. ثم حضر رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد محبوساً لمدة 15 يوماً للتحقيق معه فى اتهامه ببيع أراضى الدولة بطريقة غير مشروعة وبسعر أقل من قيمتها السوقية، الأمر الذى ترتب عليه إهدار المال العام للدولة، وامتلأت الساحة بأكثر من ثمانية وثلاثين مسجوناً كانوا بالأمس حكاماً بل أسياداً واليوم أصبحوا مقيدى الحرية محكومين باحثين عن معاملة طيبة أو كلمة رقيقة من سجان أو حارس.


    صلاة الجمعة: عظة وعبرة
    تنوعت التهم التى وجهت إلى مسؤولى النظام السابق ما بين قتل الثوار والفساد المالى بأنواعه، هل ظهر على أحدهم رغبة فى إعلان «توبة» مثلاً أو إبراء ذمة؟

    - بكل وضوح كانوا جميعاً يعتبرون أن ما يجرى معهم محاكمات سياسية أخذت أشكالاً مختلفة، صحيح أنهم كانوا قليلى الحديث عن السياسة أو الثورة إلا أن مشهدهم فى صلاة الجمعة كان يوحى بأن لدى بعضهم قناعة بأن حياته ستمضى فى السجن وأن حصول أحدهم على البراءة فى قضية لا يعنى خروجه وأن السلطة الحاكمة فى البلاد لا تستطيع مواجهة الرغبة الجامحة فى الانتقام منهم.

    كانت صلاة الجمعة فرصة للتأمل. كان النزلاء من رموز النظام السابق يجلسون فى ساحة المسجد الصغير بترتيب معتاد، إذ كان وزير الداخلية السابق حبيب العادلى دائم الجلوس أمام المنبر، متكئاً بظهره على أحد الأعمدة المقابلة للمنبر حتى لا يراه أحد من الجالسين خلفه، بينما كان جمال مبارك يتكئ على أحد جدران المسجد فى جوار الباب، وأحمد نظيف على الحائط المقابل فى أقصى اليمين، أما علاء مبارك فاعتاد أن يجلس فى وسط أرض المسجد ويجلس عادة على يمينه ويساره أنس الفقى وهشام طلعت مصطفى وشريف والى ووليد ضياء وأحمد عز وأحمد المغربى وزهير جرانة وعبدالناصر الجابرى وماجد الشربيني. وذات مرة جلست متكئاً على الحائط الخلفى للمسجد والجو الروحانى يسيطر على المكان واستطلعت الوجوه من اليمين إلى اليسار. أنظر فى الوجوه وأتعجب لهذا الزمن ولهذه الفترة الانتقالية الصعبة، اعتبرها فترة انتقال من حال إلى حال ومن ملك إلى ملك. قلت لنفسي: «سبحان المعز المذل سبحان الخافض الرافع ومغير الأحوال هؤلاء أسياد الأمس وأذلاء اليوم، ها أنذا أقوى واحد فى هؤلاء، أنا سجانهم، منذ أيام كان لا يستطيع أحد أن يقف أمام قصورهم واليوم هم فى محبسهم ضعفاء». وإذا بالخطيب يبدأ الدعاء لترتفع أياديهم الضعيفة فى خشوع وذلة للدعاء ليفك الله كربهم ويرفع الغمة عنهم، وتنتهى صلاة الجمعة ليخرج المصلون الواحد تلو الآخر ويتصافح من يتصافح وسرعان ما ينصرف الجميع كل إلى مكانه.

    كان جمال مبارك يخرج ودائماً ينتظر شقيقه علاء أمام المسجد، إذ كان الأخير يزيد من الصلاة والركعات وكان آخر من يخرج من المسجد فيجد شقيقه جمال ينتظره ليسيرا سوياً إلى حيث زنزانتهما.

    أما حبيب العادلى فاعتاد أن يحمل المصحف فى يده ويداوم على تلاوة القرآن، وكان يميل للعزلة والعزوف عن مكالمة أحد مكتفياً أثناء دخوله المسجد وخروجه بالابتسام.

    - ماذا عن اجتماعات «حكومة طرة» بعد صلاة الجمعة التى ملأ الحديث عنها وسائل الإعلام؟

    - سمعنا فى الإعلام حديثاً أكثره إشاعات، قال البعض إن مسؤولى النظام السابق يعاملون فى السجن معاملة الأكابر والوزراء، وتردد كثيراً مصطلح «حكومة طرة»، وكان هذا كذب وادعاءات ليس لها أى أساس من الصحة. سمعنا مزاعم عن تمييز فى الزيارات، واجتماعات بين المسؤولين السابقين وتخطيط وكل هذا كان ضرباً من خيال. الحقيقة أن السجناء من أقطاب النظام السابق كانوا يعاملون طبقاً للوائح السجون، فتقفل عليهم الزنازين فى الساعة السادسة مساء وتفتح فى السابعة صباحاً ولهم ساعات تريّض يمشون فيها لتحريك الدورة الدموية لمدة ساعتين فى اليوم، بعدها يعودون إلى محبسهم. ومنهم من كان يأكل من كافيتريا السجن وهذا أمر مسموح به طبقاً للوائح السجون ومنهم من كان يُجلب له الطعام يومياً من الخارج وهذا مسموح به أيضاً طبقاً للوائح السجون بالنسبة للسجناء احتياطياً على ذمة التحقيقات. الزيارات كانت أسبوعية حسب التعليمات ويتم تجهيز مكان للزيارة الجماعية لهم كلهم وعندما كانت تمتلئ بهم ساحة الزيارة، كان يُسمح بأن تتم الزيارة فى حجرة مأمور السجن أو ضابط المباحث.

    من الأشياء الغريبة والشائعات المريبة، أنه ذات يوم ملأت الدنيا إشاعة غريبة تقول إن كثيراً من الناس شاهدوا جمال وعلاء مبارك خارج السجن وتحديداً يستقلان سيارة على كوبرى قصر النيل وسط القاهرة لدرجة أن الكثير من أصدقائى بادروا بالاتصال بى ليلاً والعجيب أن كثيراً منهم كان يصدق ويصر على صحة المعلومة، وكنت أبادر بالرد: «يا ناس حرام عليكم الكلام ده، ده كلام فارغ، دى كلها إشاعات مغرضة، طبعاً أنا عارف النظام، غلق السجن وفتح السجن، وغلق بوابة السجن وكذلك الحراسة المشددة الموجودة أعلى الأسوار والحراسة الداخلية والخارجية والمرور الليلى المتكرر من مختلف القيادات... هذا شيء مستحيل». وعلى رغم ذلك وخوفاً من تصديق هذه الإشاعة قمت فوراً يوم انتشار إشاعة كوبرى قصر النيل بسيارتى بالمرور الخارجى حول أسوار السجن ووجدت الأمور عادية والحراسات قائمة وكل شيء على ما يرام، فعدت إلى منزلى وتوجهت صباحاً إلى داخل السجن فى تمام الساعة الثامنة صباحاً بحجة المرور على الخدمات الأمنية الداخلية ودخلت إلى عنبر جمال وعلاء مبارك فى مرور عادي، فوجدتهما جالسين داخل محبسهما ورأيتهما بعينى من دون أن يشعر أحد ما يدور بالداخل، وأكملت خطواتى وعدت وأنا فاقد الثقة فى كل ما يقال من إشاعات وأقاويل هنا وهناك.

    وصل خيال البعض إلى القول إن هؤلاء يعيشون خلف القضبان فى رغد لدرجة وصلت إلى تسمية السجن «بورتو طرة» نسبة إلى منتجع «بورتو مارينا». وكان هذا الأمر شيئاً غريباً مدهشاً، وكذلك الحديث عن أن «حكومة طرة» مجتمعة لتدبير مكيدة أو للتخطيط للهروب، هذا شىء مضحك وغريب ومثير للسخرية أيضاً، كيف يصبح هؤلاء حكومة وهم فى الأسر «أذلاء لا حول لهم ولا قوة». أقول هذا ليس تعاطفاً معهم بل لأننى كنت أعيش بجانبهم بحكم عملي. سمعت ذات مرة من يقول إن «حكومة طرة» اجتمعت قبل مذبحة بورسعيد التى تمت فى مطلع شباط (فبراير) 2012 لتدبير المجزرة، وأثار هذا النبأ سخريتي، فمن سيسمح لهم بالاجتماع وفى أى مكان تم هذا الاجتماع، ومن سمح لهم بالتواصل مع من هم خارج السجن وهناك تعليمات ولوائح السجون التى تحد من تحركهم وتنظم حبسهم، والتى يراقب تنفيذها قيادات الوزارة من مختلف الرتب خلال المرور الذى يتم فى أى وقت. من سيسمح لهم بهذا، وهو أمر ليس فى مصلحة الوزارة ولا قطاع السجون أبداً، ولكنى أظنها من باب السخرية والنكتة فنحن شعب يحب النكات والضحك فى أصعب المواقف.

    هناك من الإشاعات التى ملأت الدنيا أيضاً أن ضباط السجن وقياداته يؤدون التحية العسكرية لحبيب العادلى وعلاء وجمال مبارك ولسوزان مبارك أثناء زيارتها السجن، وهذا طبعاً لم يحدث أبداً، بل كل ما يتم هو المعاملة الإنسانية لهؤلاء من خلال الكلمة الطيبة، ويشهد الله أنى لم أر يد ضابط ترفع لتحية أى من هؤلاء، بل أتذكر عندما زار وزير الداخلية السابق منصور العيسوى سجن المزرعة خاطب مأمور السجن، آنذاك كانت الصحف تنشر كثيراً ادعاءات عن قيام ضباط السجن بأداء التحية للعادلي، ويبدو أن العيسوى أراد السخرية من الأمر فتحدث إلى ضابط فى السجن، مازحه وقال له: «يا أحمد أنت اللى بيقولوا عليك إنك تؤدى التحية لحبيب العادلي»، فأخذ يبتسم.

    وكتب أيضاً أن صفوت الشريف كان يُحكّم مباراة لكرة القدم بين مسؤولى النظام السابق داخل السجن، طبعاً هذه قصة مختلقة ومثيرة للضحك والسخرية أيضاً، فالشريف رجل عجوز يمشى بصعوبة بالغة وقلما يخرج إلا للصلاة أحياناً، أما باقى الوقت فهو يجلس فى زنزانته أو يمشى داخل عنبره من دون مجالسة أحد أو الحديث مع أحد، أما باقى السجناء فكثير منهم فوق الثمانين عاماً والشاب منهم فوق الخامسة والستين، فأى كرة سيلعبونها، ثم أى ظروف نفسية تسمح لهم بذلك، هذا ضرب من الخيال والافتراض المستحيل، ووصلت الإشاعات إلى درجة أن البعض تحدث عن محاولة لاقتحام السجن لتهريب أقطاب النظام السابق أو بعضهم، وكل هذا الحديث إشاعات، لكن نحن كقيادات لم نكن نمرر أى إشاعة مرور الكرام لأنها تمس أموراً أمنية بالغة الحساسية، ولا بد أن تتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة كافة للتأمين، فسرعان ما نقوم بتنشيط إجراءات التأمين الداخلى للسجن ثم تأمين الأسوار بزيادة عدد المجندين المسلحين وتأمين ما هو خارج الأسوار من خدمات أرضية مسلحة ومترجلة، ثم زيادة عدد المدرعات المسلحة التى تمر فى المنطقة المحيطة بالسجن والمنطقة بأكملها، وزيادة تأمين الأسوار الخارجية المطلة على الشوارع المحيطة بالمنطقة. كانت حقيقة إجراءات تأمين يصعب اختراقها.

      الوقت/التاريخ الآن هو 9/22/2024, 01:54