إحياء التكافل الاجتماعي.. فريضة
إبراهيم إسماعيل نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 02 - 2013
في عصر النظام السابق كنا نشعر نحن المصريين المغتربين بأن الدولة أسقطتنا من حساباتها عندما كانت تجري انتخابات برلمانية أو رئاسية في بلد عربي ما ونقرأ في الصحف. إعلانات لسفارات تلك البلد تدعو رعاياها إلي الذهاب للسفارة للتصويت, بينما كانت تجري الانتخابات تلو الأخري في مصر دون أن ندعي لممارسة حق التصويت أو يفكر أحد فينا فيطرح اقتراحا بهذا الشأن.
كنا نتساءل لماذا هذا الحيف وهذا الجور ونحن لم نقصر؟, ومع ذلك كانت مصر وستظل نارا متأججة في ضمائرنا وورقة خضراء في أعيننا مهما كان ومهما يكن.
بلدي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
دارت الأيام وقامت الثورة واستبشرنا خيرا وأنصفنا الثوار بإشراكنا في الانتخابات وكنا فخورين بأن دولتنا اعترفت بنا, وأقولها من صميم الفؤاد لم يقصر أي مغترب الآن أو في الماضي تجاه مصر, الجميع كانوا ينتهزون الفرص ويختلقون الذرائع لتحويل ما يستطيعون من عملات اجنبية, ويشهد علي ذلك تقرير مجلس الوزراء الصادر مطلع هذا الشهر الذي يؤكد أن نسبة تحويلات المصريين في الخارج ارتفعت في عام2011 وأيضا في عام2012 بنسبة40%.
ليس هذا تفضلا ولا منة ولا حتي منحة إنه التكافل الاجتماعي الذي نادي به الإسلام, وإنها النفس الطيبة والروح الكريمة لدي المغتربين من المصريين, تشجع علي إحياء قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد مجتمعنا المصري.
وهذه الروح التي ألمسها ممن أقابل من المغتربين تدعوني لأن أقترح علي الحكومة اقتراحا أرجو ألا تتردد في الأخذ به, مفاده الطلب من الدول العربية الشقيقة التي يعمل فيها مصريون باقتطاع أجر يوم من كل مصري لصالح خزينة الدولة وبهدف دعم الاحتياطي النقدي, علما بأن مصر لن تكون هي البادئة, فقد سبقتها السودان إلي هذه الخطوة من قبل ولم نتردد نحن المصريين وقتها في مساعدة هذا البلد الشقيق, فطلبنا من المؤسسات التي نعمل بها معاملتنا معاملة الإخوة السودانيين.
كما أقترح كذلك أن يتم اقتطاع أجر يوم من كل موظف هنا بالدولة, خصوصا من ذوي الرواتب القصوي, ولن يبخل أحد, لأننا شعب قوي الإيمان ندرك معني قول الله تعالي: ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل, ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه, و الله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم سورة محمد, آية.38 وهل هناك أجمل من قول الرسول الكريم في الحديث المتفق عليه: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمي والسهر رواه البخاري ومسلم.
وهذا واجب علي كل فرد عندما يتعرض المجتمع لأوضاع غير عادية يصل فيها التفاوت الاجتماعي إلي حد غير مأمون, وتعجز الدولة بمواردها عن تلبية الحاجات الاجتماعية والقيام بوظائفها وواجباتها تجاه المجتمع, فيجب في رأي معظم فقهاء الإسلام أن تفرض الدولة في أموال الأغنياء ما يحقق ذلك حتي تعود الأوضاع إلي حالتها السوية علي أن تكون في ذلك قوامة بالقسط وأن تكون الدوافع الحقيقية هي خدمة الصالح العام.
وقد ضرب الخليفة عمر بن الخطاب أروع الأمثلة التي أوضحت كيف أن الحاكم الصالح قادر علي أن يحقق العدل والرخاء لأمته من خلال الأمانة والعدالة الفائقة في توزيع أموال الأمة, فلقد قال في عام الرمادة وهو عام المجاعة: و الله الذي لا إله إلا هو, ما أحد إلا و له في هذا المال حق أعطيه أو أمنعه, و ما أحد أحق به من أحد, و ما أنا فيه إلا كأحدكم, و الله لئن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من المال و هو يرعي مكانه.
إن المال إذا لم يستخدم في الصالح العام يرتد وبالا علي صاحبه في الدنيا والآخرة, ولنتدبر قول الله تعالي: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم, سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة سورة آل عمران, آية.180
يا أيها السياسيون في مصر: لا تظنوا أننا بعيدون عما يدور عندكم ويقع منكم, فقلوبنا تتفطر علي ما نراه من شقاق بينكم, فالرجاء ارفقوا بمصر, نريد أن تكون مرجعيتكم جميعا حب مصر نريد ان نسمع أخبارا طيبة, ونحن علي عهد الوفاء بالمساهمة في رفعة بلدنا ونردد مع الشاعر ليل نهار قوله:
يا ساكني مصر إنا لا نزال- علي عهد الوفا وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم- شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة- ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
إبراهيم إسماعيل نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 02 - 2013
في عصر النظام السابق كنا نشعر نحن المصريين المغتربين بأن الدولة أسقطتنا من حساباتها عندما كانت تجري انتخابات برلمانية أو رئاسية في بلد عربي ما ونقرأ في الصحف. إعلانات لسفارات تلك البلد تدعو رعاياها إلي الذهاب للسفارة للتصويت, بينما كانت تجري الانتخابات تلو الأخري في مصر دون أن ندعي لممارسة حق التصويت أو يفكر أحد فينا فيطرح اقتراحا بهذا الشأن.
كنا نتساءل لماذا هذا الحيف وهذا الجور ونحن لم نقصر؟, ومع ذلك كانت مصر وستظل نارا متأججة في ضمائرنا وورقة خضراء في أعيننا مهما كان ومهما يكن.
بلدي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
دارت الأيام وقامت الثورة واستبشرنا خيرا وأنصفنا الثوار بإشراكنا في الانتخابات وكنا فخورين بأن دولتنا اعترفت بنا, وأقولها من صميم الفؤاد لم يقصر أي مغترب الآن أو في الماضي تجاه مصر, الجميع كانوا ينتهزون الفرص ويختلقون الذرائع لتحويل ما يستطيعون من عملات اجنبية, ويشهد علي ذلك تقرير مجلس الوزراء الصادر مطلع هذا الشهر الذي يؤكد أن نسبة تحويلات المصريين في الخارج ارتفعت في عام2011 وأيضا في عام2012 بنسبة40%.
ليس هذا تفضلا ولا منة ولا حتي منحة إنه التكافل الاجتماعي الذي نادي به الإسلام, وإنها النفس الطيبة والروح الكريمة لدي المغتربين من المصريين, تشجع علي إحياء قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد مجتمعنا المصري.
وهذه الروح التي ألمسها ممن أقابل من المغتربين تدعوني لأن أقترح علي الحكومة اقتراحا أرجو ألا تتردد في الأخذ به, مفاده الطلب من الدول العربية الشقيقة التي يعمل فيها مصريون باقتطاع أجر يوم من كل مصري لصالح خزينة الدولة وبهدف دعم الاحتياطي النقدي, علما بأن مصر لن تكون هي البادئة, فقد سبقتها السودان إلي هذه الخطوة من قبل ولم نتردد نحن المصريين وقتها في مساعدة هذا البلد الشقيق, فطلبنا من المؤسسات التي نعمل بها معاملتنا معاملة الإخوة السودانيين.
كما أقترح كذلك أن يتم اقتطاع أجر يوم من كل موظف هنا بالدولة, خصوصا من ذوي الرواتب القصوي, ولن يبخل أحد, لأننا شعب قوي الإيمان ندرك معني قول الله تعالي: ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل, ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه, و الله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم سورة محمد, آية.38 وهل هناك أجمل من قول الرسول الكريم في الحديث المتفق عليه: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمي والسهر رواه البخاري ومسلم.
وهذا واجب علي كل فرد عندما يتعرض المجتمع لأوضاع غير عادية يصل فيها التفاوت الاجتماعي إلي حد غير مأمون, وتعجز الدولة بمواردها عن تلبية الحاجات الاجتماعية والقيام بوظائفها وواجباتها تجاه المجتمع, فيجب في رأي معظم فقهاء الإسلام أن تفرض الدولة في أموال الأغنياء ما يحقق ذلك حتي تعود الأوضاع إلي حالتها السوية علي أن تكون في ذلك قوامة بالقسط وأن تكون الدوافع الحقيقية هي خدمة الصالح العام.
وقد ضرب الخليفة عمر بن الخطاب أروع الأمثلة التي أوضحت كيف أن الحاكم الصالح قادر علي أن يحقق العدل والرخاء لأمته من خلال الأمانة والعدالة الفائقة في توزيع أموال الأمة, فلقد قال في عام الرمادة وهو عام المجاعة: و الله الذي لا إله إلا هو, ما أحد إلا و له في هذا المال حق أعطيه أو أمنعه, و ما أحد أحق به من أحد, و ما أنا فيه إلا كأحدكم, و الله لئن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من المال و هو يرعي مكانه.
إن المال إذا لم يستخدم في الصالح العام يرتد وبالا علي صاحبه في الدنيا والآخرة, ولنتدبر قول الله تعالي: ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم, سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة سورة آل عمران, آية.180
يا أيها السياسيون في مصر: لا تظنوا أننا بعيدون عما يدور عندكم ويقع منكم, فقلوبنا تتفطر علي ما نراه من شقاق بينكم, فالرجاء ارفقوا بمصر, نريد أن تكون مرجعيتكم جميعا حب مصر نريد ان نسمع أخبارا طيبة, ونحن علي عهد الوفاء بالمساهمة في رفعة بلدنا ونردد مع الشاعر ليل نهار قوله:
يا ساكني مصر إنا لا نزال- علي عهد الوفا وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم- شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة- ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر