مساجد ومكاتب متخصصة وسماسرة لزواج السوريات بأكتوبر والشيخ زايد والهرم والزيتون.. والمهر يبدأ بـ 500 جنيه للمطلقة و2000 جنيه للبكر
رجال الدين: زواج اللاجئات السوريات «اغتصاب شرعى» باسم الدين.. ورجال القانون: اتجار بالبشر.
زواج السترة!!.. لفظ أطلقة سماسرة عملية زواج المصريين من الفتيات السوريات الهاربات من جحيم الموت على يد السفاح بشار الأسد، ليكسبوا هذا الزواج صفة شرعية، واجتماعية، إلا أن رجال الدين أطلقوا عليه لفظ «اغتصاب شرعي» باسم الدين، أما رجال القانون فقد وصفوه بأنه جريمة اتجار بالبشر يعاقب عليها القانون.
الفتيات السوريات الهاربات من جحيم الدبابات النظامية ونيران الأسلحة الكيماوية لجأن إلى حضن الكنانة طلبًا للأمن والأمان إلا أنهن وقعن في أسر سماسرة النصب والاحتيال وتجار الزواج العرفي من المصريين والسوريين أنفسهم الذين اتخذوا من هذه العملية حرفة للتكسب والتربح على حسام الضحايا، فراحوا ينصبون شباك الغدر للفتيات الثكالى والمكلومات في أزواجهن وأولادهن وذويهن بل وأوطانهن ويقنعونهن بالقبول بزواج السترة حتى تجد من يأويها ويحميها وينفق عليها، وهو ما حدث بالفعل حيث رضخت الكثير من الفتيات السوريات لطلبات هؤلاء السماسرة طلبا للسترة، بعد أن وجدن أنفسهن طريدات شريدات بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب، وبعد أن منعتها عفتها وعروبتها وكرامتها أن تأكل بثديها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تموت الحرة ولا تأكل بثديها".
أما الغريب والمثير أن أغلب سماسرة وتجار هذه الحرفة من السيدات السوريات اللاتي اتخذن من هذه المهنة وسيلة للتكسب والتربح وجمع المال.
اللاجئون السوريون يفضلون 6 أكتوبر والباحثون عن عمل يفضلون الهرم والأثرياء يفضلون الرحاب
في البداية نبدأ بكشف خريطة اللاجئين السوريين في مصر والتي تختلف باختلاف طبقات السكان إلا أن معظم السوريين يفضلون مدينة 6 أكتوبر أما الباحثون عن عمل فيفضلون الهرم وفيصل أما طبقة الأثرياء فيفضلون مدينة نصر ومدينة الرحاب.
أما مفوضية اللاجئين في مصر فقد ذكرت أن معظم اللاجئين يرتكزون في مدينة 6 أكتوبر خاصة ميدان الحصري، حيث يتواجد بشكل دائم المنسق العام للجالية السورية إبراهيم الديري والذي يتولى توزيع السوريين على الشقق السكنية في جميع أحياء المدينة، ويتواجد السوريون أيضًا في منطقتي الهرم وفيصل ومدينة العبور ومدينة نصر وخاصة عزبة الهجانة ومدينة الرحاب، كما يقيم سوريون في أحياء أخرى بالقاهرة، وبعدد من مدن الإسكندرية ودمياط وبورسعيد وبعض مدن الدلتا والفيوم.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن 14,375 سوريًا مسجلين لديها داخل مصر، وقد أشارت السلطات المصرية إلى وجود ما يقرب من مائة ألف سوري في مصر في نهاية 2012، فيما أعلن السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية أن عدد اللاجئين السوريين في مصر بلغ حاليًا ما بين 100 ألف إلى 120 ألف سوري.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السوريين الموجودين في مدن الإسكندرية بلغ 6 آلاف سوري في حين يوجد 2600 في دمياط وجمصة ورأس البر، كما أن مركز تسجيل اللاجئين السوريين في الزمالك يشهد يوميًا تسجيل ما بين 50 إلى 100 سوري.
زواج السترة
ونبدأ رحلة البحث عن المتاعب لاقتحام أوكار ومكاتب زواج السترة، حيث كانت البداية من مدينة 6 أكتوبر، والتي تعد مدينة اللاجئين السوريين، والتي تضم شبكة شبه منظمة لإدارة عملية زواج اللاجئات السوريات من المصريين مقابل الحصول على عمولة أو سمسرة أو ما يطلقون عليه «أتعاب» الزواج مبررين عملهم بأنه «سترة» للفتيات السوريات.
تقول منى المالحى 32 سنه أرملة من ريف دمشق: هربت أنا وأسرتي من جحيم الموت وألسنة الأسلحة الكيماوية التي يطلقها علينا جنود بشار الأسد ليل نهار وأثناء هروبنا من ريف دمش خرجت علينا عصابات و"شبيحة" الأسد وقاموا بخطف جميع الرجال والشباب الذين كانوا معنا تحت تهديد السلاح رغم أنهم كانوا عزل لا يحملون أي نوع من أنواع الأسلحة سوى أطفالنا الصغار وملابسنا فقط ولكنهم لم يرحموهم ومن قاومهم قاموا بقتله أمام أعييننا وكان زوجي أول من استشهد أمام عيني لمجرد أنه اعترض جنود بشار وطلب منهم أن يأذنوا لنا بالرحيل.
وأضافت المالحي، لم يكتفوا بقتل زوجي بل قاموا بسحب جثته على الأرض وساروا به لأكثر من مائة متر وهم يمثلون بجثته أمام أبنائه وأمه وأخوته، وبعد أن طاردونا بالأسلحة الحية اضطررنا للفرار منهم متجهين إلى مصر بلد الأمن والأمان، وبعد رحلة شديدة من التعب والعناء دامت نحو شهر تقريبًا، وصلنا إلى مدينة 6 أكتوبر التي استقررنا بها بعد أن فقدنا معظم شبابنا وأزواجنا وذوينا تقريبًا، ونظرًا لأننا وصلنا إلى مصر لا نملك أي شيء توجهنا إلى الجمعية الشرعية بمدينة 6 أكتوبر طلبًا في المساعدة، وتعرفت في الجمعية على سيدة سورية تدعى "سوزان" ومعها صديقة مصرية تدعى "أنوار" وعرضوا علي الزواج من رجل مصري مقابل أن يوفر لي منزلًا ويتكفل بكل مطالبي ومصروفات إعاشتي، وأن يتحمل كافة أعباء الحياة الزوجية، بشرط التنازل عن المهر ومؤخر الصداق، وهو عرف مصري وإسلامي قديم يعجز المصريين عن الزواج، ولكني رفضت في بداية الأمر تقديرًا ووفاءً لزوجي ولكني تحت ضغط وإلحاح وإغراءات سوزان وصديقتها وتحت ضغط ظروف الحياة الصعبة في مصر اضطررت لقبول العرض، وبالفعل تزوجت على سنة الله ورسوله من شاب يبلغ من العمر 40 سنة بعد أن وفر لي شقة وخصص لي مصروفًا شخصيًا ألف جنيه شهريًا، وأنا الآن أعيش معه بدون أي مشاكل وهو يعامل أسرتي وأولادي معاملة طيبة جدًا، ويحاول بكل أمانة أن يسترضيني أنا وأولادي.
عريس سعودى
أما "سناء" 29 سنة فلها رأي آخر، حيث ترى أن زواج المصريين من السوريات هو استغلال لظروفهن وتؤكد أنها وقعت ضحية لهذا الزواج غير الشرعي من وجهة نظرها، حيث تقول بعد أن طالت قذائف عناصر النظام السوري منزلي في حمص، هربت إلى مصر مع أختيها الاثنتين بعد أن أقنعتها أسرة سورية بالانضمام للعيش معها وتوفير وظائف مناسبة لنا.
وتضيف، بمجرد أن وطأت قدماي محافظة القاهرة، بدأت رحلة البحث عن وظيفة، بينما كانت تقوم الأسرة السورية بمهمتها في البحث عن عريس مناسب لي ولشقيقتي، ولكني رفضت الفكرة في بادئ الأمر، وبعد محاولات عديدة باءت بالفشل في الحصول على وظيفة، وبعد أن فشلت في توزيع عينات من الأكل السوري في القاهرة وبعد أن تقدمت لوظيفة في روضة أطفال مقابل 500 جنيه مصري، وبعد أن شعرت أن صاحب المكان يتاجر بقضيتي ويشحذ علىّ، لذلك كان الحل الوحيد أمامي هو قبول فكرة الزواج من الشاب السعودي رغم علمي أن السلطات السعودية ترفض التصديق حاليًا على عقود الزواج الخاصة بالسعوديين من أجانب.
وتضيف «سناء» التي غلبتها دموعها وهي تروي تجربتها بعد أن تنازلت عن جميع حقوقها مقابل تسلم ورقة الطلاق للعريس السعودي: «قبلت الزواج من رجل أعمال سعودي، لديه قرية سياحية، عرفتنى عليه الأسرة السورية، وتغاضيت عن كل حقوقي مقابل وعده لي بالرجوع مرة أخرى لوطني، وبعد زواجنا اختلفت طريقة معاملته لي وكأنني جارية اشتراها بثمن بخس، فرفضت المعاملة بهذا الشكل واعترضت، فبدأ يضربني ويحرقني ويشوه جسمي».
فلم أتحمل الإهانة التي تعرضت لها وقررت الهروب إلى 6 أكتوبر وفوجئت بنفس الأسرة السورية تعرض علي حل الأزمة مع رجل الأعمال السعودي مقابل التنازل عن جميع حقوقي والموافقة على العريس الجديد الذي رشحته لي، وهو شاب مصري يعمل دكتورًا ولكني رفضت العرض، وما زلت أعيش بين نيران الجوع والتشرد والتسول ونيران العريس الذي تطاردني به الخاطبة "سوزان".
عريس لجنة الإغاثة
أما عبير فواز 34 عامًا، فأكدت أن رحلتها مع زواج السترة بدأت منذ قدومها مصر وتحديدًا من لجنة الإغاثة حيث قالت: اتجهت إلى لجنة الإغاثة لمساعدتي في الحصول على تبرعات شهرية، ولكني فوجئت بعدد من عروض الزواج الكثيرة التي قدمتها لي اللجنة، مضيفة، استضافتني صديقة مصرية في منزلها لحين حل مشكلتي مع الإغاثة، ولكني كلما اتصلت باللجنة اكتشفت أن بعض أعضائها يحاول إقناعي بضرورة الزواج من مصري بدلًا من العيش وحيدة، ولكنني كنت أرفض الزواج وأستغرب إصرارها على إقناعي ونحن في حالة حرب.
وأضافت بعد فشل محاولات لجنة الإغاثة إقناعي بالزواج من شباب مصري، كان الحل الآخر الذي وضعوه أمامي هو توفير وظيفة لي مع أحد المسئولين عن جمع التبرعات للجيش الحر، مقابل 100 دولار ولكني رفضت كل العروض وكل الإغراءات وقلت لكل من قدم لي عروض الزواج المغرية أن بلادنا في حالة حرب وأنني لن أقبل الزواج أو العرس إلا بعد تحرير بلادي من أذناب بشار الأسد.
وتقول منار زنان سورية 33 عامًا إحدى السوريات المقيمات بمصر إن مشكلة زواج السوريات من مصريين تفاقمت، وأصبحت ظاهرة غير مرغوب فيها بالمرة، وما يحدث هو استغلال لظروف الفتيات السوريات الاقتصادية، وأحوالهن المعيشية المتردية".
وأضافت "المشكلة بدأت منذ أن نزحت العائلات السورية إلى مصر كلاجئين، فتلقفتنا السلطات المصرية، ووضعتنا في "مساكن" بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر، وهذه الأماكن غير آدمية، وتتعرض فيها الأسر للمساومة على تزويج بناتهن من قبل العاطلين والبلطجية، أو المشايخ السلفيين الذين كانوا يأتون لمساعدتنا ماديًا ومعنويًا ويقومون بحمايتنا وكان أغلبهم يعرض علينا الزواج بحجة حمايتنا وتحصين نسائنا، وهو الأمر الذي اضطررنا للهروب من هذه المساكن إلى مدينة 6 أكتوبر.
وأشارت إلى أن أكثر العوامل التي أدت إلى تفاقم الأزمة هو فتوى بعض الشيوخ السلفيين الذين توافدوا على بيوت العائلات السورية، ونصحوهم بتزويج بناتهم من أجل "الستر" وبحجة أن ظروفهم المعيشية سيئة، مضيفة أن المهور التي تدفع في مثل هذه الزيجات قليلة ولا تتعدى خمسة آلاف جنيه.
مهر منار
أما منار الزايدي 48 سنة من سوريا فقد أكدت، أنها متزوجة من مصري منذ 25 عامًا، وقد دفع فيها مهرًا تعدى مائة ألف جنيه، وأكرمها ولم يتزوج عليها، مضيفة أن هناك فتيات سوريات أقدمن على الانتحار لما يرونه من هدر لكرامتهن بهذا الزواج المهين.
وأضافت، ليست كل الزيجات واحدة وليس كل الشباب المصري واحد وليست كل الفتيات السوريات واحدة، ولقد تابعت عددًا من الزيجات لسوريات من مصريين خلال شهر واحد وقد ذهبت إلى أسرهن للتحدث معهم وإقناعهم بعدم التمادي في هذه الزيجات خاصة أن عقود الزواج لم توثق رسميًا، بل كانت عقودًا عرفية مما يجعل الأمر يمثل خطورة فيما بعد عند إنجاب الأطفال، مؤكدة أن هذه الزيجات تتم بعد تدخل سماسرة بين العائلات السورية وبين المصريين الراغبين في الزواج من سوريات، مضيفًا أن هذه الزيجات هي للمتعة فقط، لذلك فهي لا تستمر، ويتم الطلاق سريعًا.
وأكدت أن السماسرة يستهدفون العائلات السورية الفقيرة، والتي ليس لها عائل، مشيرة إلى أن هناك مصريين يتبرعون في البداية ببيوت ومؤن لهذه العائلات، ثم يطلبن منهن الزواج بعد ذلك.
وقالت يسرا منصور وهي إحدى الفتيات السوريات اللاجئات اللاتي تزوجن من مصري، أنها جاءت إلى مصر مع عائلتها المكونة من أربعة أفراد عقب الثورة السورية بشهرين، وأقاموا في مدينة السادس من أكتوبر، وتم عرض الزواج عليها من شيخ بأحد المساجد القريبة من المنطقة التي تعيش بها، وقد رآها في محل البقالة الذي كانت تعمل به، لمساعدة أسرتها، ثم تفاجأت به في بيتها في اليوم الثاني.
وأضافت، في البداية ترددت عن قبول الزواج لأنه يكبرني بـ 15 عامًا، ولكن عائلتي ضغطت علي، نظرًا لظروفنا المعيشية المتدهورة، مشيرة إلى أنها قبلت الزواج به على مضض، وأنه دفع لأهلها مهرًا لم يتجاوز 3 آلاف جنيه مصري، وأحضر لها خاتمًا ذهبيًا.
وأشارت يسرا إلى أنها منذ اليوم الأول لزواجها الذى لم توثق أوراقه، اكتشفت أنها الزوجة الثالثة، ولهذا ثارت وغضبت، وطلبت الطلاق، وبالفعل تم تطليقي، وانتقلت للإقامة فى منطقة أخرى مع أسرتي وما زالت أرفض أي عرض للزواج، وتطالب سارة بتدخل السلطات المصرية لحماية السوريات من هؤلاء السماسرة.
عفة السوريات
نازك زمزم 41 سنة من ريف حلب أكدت أن الفتيات السوريات معروف عنهن العفة والشرف وكل ما يقال عن بيعهن لأجسادهن ظلم وكذب ومحض افتراء والناس جمعيهم يعرفون أننا نعاني من قلة الأموال وأننا تركنا كل ما نملك وجئنا إلى هنا لننقذ أنفسنا وأولادنا من بطش شبيحة بشار الأسد، فمن هنا بدأت الشائعات تظهر وتنتشر.
وأضافت أن المرأة السورية تقبل الزواج من أشقائها المصريين، ولكنها لا تقبل الانحراف ولم يعرف هذا الأمر عن المرأة السورية ولذلك فنحن نقبل الزواج إذا كان على سنة الله ورسوله، وإذا تم بطريقة قانونية، وليس فيه إسفاف أو استغلال لظروف الفتاة السورية، مؤكدة أن معظم المصريين يقدرون الأسر السورية ويحترمونها ويقدمون لنا كل الدعم والمساعدة وبدون أي مقابل.
ويقول محمود باقي 29 عامًا سوري مقيم أيضًا في مدينة 6 اكتوبر أن البنات السوريات أطهر بنات على وجه الأرض وأنا شخصيًا أحمد الله أن ما يقال عنهن أنهن يريدنا أن يتزوجن أشرف لهن من يقال عنهن أنهن بائعات هوى.
وتقول سحر حمامي سورية 55 عامًا يشرفني زواج بنات سوريا من أشقائهن المصريين وهذا أشرف من أن يبعن أجسادهن كما تفعل بعض النساء المنحرفات وأنا شخصيًا أريد زوجًا لابنتي من مصر بدلًا من أن نكون بمفردنا وأنا لا مانع عندي أن أزوج ابنتي لرجل مصري يكون لديه إقامة وأنا لا أخجل من هذا الشيء فابنتي جميلة، وأنا كل يوم أنزل معها وأسأل أي سيدة إذا كان لديها ابن يريد الزواج من ابنتي أم لا فنحن نريد العفاف والطهر والاستقرار ولا نريد المتعة الحرام ولا نبيع الهوى للمصريين والمصريون يعلمون ذلك جيدًا، لأنهم معروف عنهم الشهامة من دون كل الشعوب العربية.
السوريون بالرحاب
ومن مدينة 6 أكتوبر إلى مدينة الرحاب لا يختلف الأمر كثيرًا، حيث تقول دراهم سليمان 26 عامًا لقد جئت إلى مصر أنا وأمي وشقيقتي وأخي الصغير وبدأنا نسأل عن مكان يأوينا فقام سائق التاكسي باصطحابنا إلى مدينة الرحاب هنا ولكننا فوجئنا بأن أقل سعر لإيجار الشقة خمسة آلاف جنيه إلا أننا وافقنا على الفور ودفعنا كل ما نملك فنحن هنا في مصر منذ ما يقرب من الشهرين ولكن للأسف الحياة والمعيشية هنا غالية جدًا، ونفذت كل الأموال التي كانت معنا فاضطررنا إلى مد أيدينا أنا وأمي وشقيقتي فكل من يرانا نصعب عليه ونثير عطفه فيساعدنا ونحن وجدنا الحنان من المصريين فقد قرر صاحب الشقة عندما علم بظروفنا بأن يمنحنا السكن بدون إيجار.
أما عن قصة زواج السوريات من مصريين فأنا لا أعترض عليها مادامت على سنة الله ورسوله وأنا بالفعل أبحث عن شاب متدين يتقي الله فيّ وفي أسرتي.
الخاطبه أم محمود: السورية عفيفة تطلب الستر ومهرها يبدأ بـ 500 جنيه والأسعار تتفاوت حسب إمكانيات العروسة
ومن جانبها تقول الخاطبة "أم محمود" وهي سيدة مصرية مسئولة عن تزويج الفتيات السوريات بالزيتون أنها بدأت العمل في هذا الأمر منذ قدوم السوريات إلى مصر بعد أن وجدت عددًا كبيرًا منهن يتسولن في الشوارع بعد أن فقدت الأسر السورية كل ما تملك في سوريا.
وأضافت كانت هناك بعض الأسر المصرية تتعرض للخطر من قبل البلطجية وكنت أساعدهم في الحصول على المساعدات والسكن والعمل، ولكن بعض الأسر السورية هي التي عرضت علي البحث عن عريس لابنتها حتى تسترها وتعفها وتكفيها ذل السؤال والتسول، وهو ما دفعني لقبول هذا الأمر وبالفعل بدأت رحلة البحث عن عريس لكل فتاة سورية ويساعدني في هذا العمل العديد من السيدات السوريات اللاتي يعملن معي في نفس العمل.
وأضافت أم محمود أن معظم الزيجات التي تقوم بها تتم على سنة الله ورسوله ومعظمها زيجات ناجحة جدًا لأن -على حد وصفها – معظم الزبائن والعرسان من الشخصيات المحترمة – كما تقول- مضيفة، أن معظم زبائني من المشايخ والشباب العاطل عن العمل، ولكني أرفض إتمام أي زيجة قبل أن يوفر للعروسة السورية جميع طلباتها.
وأكدت أن الفتاة السورية بسيطة ولا تطلب إلا الستر ومهرها يبدأ من 500 جنيه إلى 5000 جنيه، وعن سبب تفاوت الأسعار تقول إن السبب هو تفاوت الأعمار والمؤهل الدراسي والشكل العام، وأنها لديها من الفتيات السوريات الكثير، وهي من تتولى أمرهن وتسكنهن لديها في منزلها وتقوم بالبحث عن العريس المناسب وتزوجه للفتاة المناسبة فالفتاة من سن 20 عامًا إلى 30 عامًا غير التي تتعدى الثلاثين من العمر والفتاة البكر غير المطلقة أو الأرملة، وهناك من الفتيات من تريد الزواج من رجل يرعاها ويرعى أسرتها وهناك من الفتيات من ليس لها أحد سوى الله.
أما الخاطبة السورية نورهان زنان سورية 33 عامًا وتقيم بمنطقة الزيتون فقد أكدت أنها بالفعل تعمل على مساعدة الأسر السورية على العيش الكريم، وأنها تتدخل بالفعل لإيجاد الرجل المناسب من المصريين للفتاة المناسبة من السوريين لتخفيف أعباء الأسر السورية، ولحمايتها من الطامعين والبلطجية، مؤكدة أن ما تتقاضاه نظير هذه الخدمة بسيط جدًا وأنها ليس هدفها التربح والتكسب بقدر مساعدة الأسر السورية، مضيفة أتمنى أن أجد لنفسي عريسًا مصريًا يتقي الله فيّ ويوفر لي إقامة ويسترني وهذا كل ما أطلبه من الله.
وتقول رودينا خالد سورية تقيم في منطقة الزيتون 19 عامًا أعيش هنا أنا وأمي ولكن أمي تعمل في أحد المنازل خادمة وأتمنى أن أجد العريس المصري المناسب الذي يوفر لي متطلبات الحياة اليومية في ظل هذه الظروف الصعبة التي أعيش فيها.
سوريات مدينة نصر ضحايا بلطجية شباب عزبة الهجانة
تركنا مدينة 6 أكتوبر والرحاب والزيتون وتوجهنا إلى مدينة نصر وتحديدًا عزبة الهجانة، حيث يعيش راشد أبو مالك أحد السوريين مع زوجته وبناته الثلاث تحدث إلينا بنبرات يعلوها الحزن والانكسار متذكرًا المشاهد التي تملؤها الدم والتى مازالت عالقة في ذهنه وكان متحفظًا بعض الشي في الحديث معنا خوفًا من أن يتتبعه شبيحة الأسد خاصة أنهم يتتبعون النازحين في كل مكان – كما يقول أبو مالك – والذي قال: هربت من مدينة حلب منذ 4 أشهر وجئت إلى مصر بعد ما شاهدت مناظر الدماء والتدمير والخراب داخل بلدتي وصور الجثث ملقاة في كل الطرقات وأصبحنا نتنقل من مدينة إلى أخرى هربًا من المذابح التي حدثت ومازالت تحدث كل يوم من جانب شبيحة الأسد.
وأضاف أصبح أمامي أحد الخيارين إما الموت أو الهروب بأبنائي وأول شيء بدر في ذهني هو الفرار إلى مصر عندما تذكرت الآية الكريمة " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "، ومثلما توقعت من كرم وحسن معاملة دخلت مصر فاستقبلني المصريون بالحب والحفاوة و الترحاب.
وتقول زوجته كنا نشاهد مذابح السوريين يوميًا وأمام أعيننا وخوفًا من أن يأتي علينا الدور في القتل أو الاغتصاب من قبل شبيحة الأسد قررنا الهروب من بلدتنا ومن القتل الذي كان ينتظرنا تاركين بيوتنا وذوينا بين يدي الله وهربنا من مدينة إلى أخرى وأخيرًا وصل بنا المطاف إلى أرض الكنانة مصر إلا أن مشاهد المذابح لم تفارق خيالي أنا و بناتي وزوجي إلى الآن، ومازلنا نفيق على كوابيس مفزعة جراء ما شاهدناه في سوريا.
وأضافت لم يجبرنا أحد من المصريين على تقديم أي تنازلات مقابل مساعدتنا أما قصة زواج المصريين من سوريات فلا تؤرقنا، لأنها لم تعرض علينا من الأساس، كما أننا نعتبر أنفسنا في حمى أشقائنا المصريين، ولا نخشى منهم أي غدر أو خيانة بل إن جميع المصريين لنا مصدر أمن وأمان.
أما إياد منذر وهو مواطن سوري من مدينة حمص عمره 37 عامًا يقول استخدام نظام الأسد الوحشية وهدم لمنازلنا وتدمير البنية التحتية لمعظم المدن السورية جعلنا نهرب من مدينة إلى أخرى خاصة أننا أصبحنا لا نستطيع الحصول على الأدوية والمواد الغذائية، بسبب إغلاق جميع المحال التجارية والصيدليات وقطع التيار الكهربائي علاوة على انتشار الجثث في الشوارع والطرقات وهو ما ينذر بكارثة ظهور مرض الطاعون داخل سوريا، ومن ثم توقفت كل مظاهر الحياة، وأصبحت حمص وغيرها من مدن سوريا عبارة عن مدن أشباح.
ويقول عبد الله أنس 52 عامًا سوري يعيش مع زوجته واثنين من أبنائه في مصر فتحدث إلينا قائلًا جئنا إلى مصر منذ 3 أشهر، مؤكدًا أن الشقة التي تأويه هو وأسرته يدفع إيجارها أحد المواطنين المصريين من أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة الذين يشعرون بمعاناتنا، وهذا إن دل على شيء يدل على كرم الشعب المصري، لافتًا إلى الدور الكبير والفعال الذي تقوم به مصر تجاه أشقائهم السوريين.
وتابع حديثه قائلًا نحن أسرة ميسورة الحال كنت أمتلك عددًا من المحال التجارية وكانت الأمور تسير بشكل مستقر إلى أن حدثت الثورة السورية وفوجئنا بشبيحة بشار يقتلون الشباب والأطفال والنساء وينهبون البيوت والمحال فضلًا عن قصفهم لمنازلنا بالصواريخ وسقوط العديد من البيوت على رأس ساكنيها وأصبحنا محاصرين حتى تمكنا من الهروب.
وانتقلنا من بلدة إلى أخرى إلى أن وصل بنا المطاف إلى مصر يستطرد كلامه قائلًا على الرغم من أننا نشعر بالأمان والراحة والطمأنينة داخل مصر إلا أنني أعاني من بعض المشكلات البسيطة وأهمها على الإطلاق أن ابني الأكبر كان طالبًا في كلية الشريعة جامعة دمشق، وبسبب فرارنا من سوريا تاركين كل ما نملك لم نستطع إحضار كافة المستندات التي تثبت ذلك لم أتمكن من إلحاق ابني بكلية الشريعة داخل مصر.
ويقول سليمان أبو فراس سوري 34 عامًا بعد الهروب من جحيم بشار أقمت فى إحدى المخيمات التركية، ولم أشعر بالآدمية فضلًا عن برد الشتاء القارص الذي لم يرحمنا إلا أنني قررت مع مجموعة أخرى من السوريين النزوح إلى مصر بعد أن تم التنسيق مع لجنة الإغاثة السورية.
وعن رأيه في زواج السوريات من المصريين يقول أبو فراس الرجل السوري يستطيع أن يعمل ويكفل نفسه وأسرته في أي مكان وأي بلد لكن المرأة السورية قد تقع ضحية للنصب أو الاختطاف، متسائلًا هل هناك حماية لها أكثر من الزواج؟
مشيرًا إلى أنه لو كان هناك حالات فردية من الزواج بغرض المتعة فأنا ألوم على الفتيات وعائلتهن التي لم تتحر عن الزوج أولًا قبل الموافقة وأنا أستطيع أن أؤكد أنه لو كان هناك زواج بين مصريين وسوريات فسوف يكون بغرض السترة والحماية وإعانتهم على صعوبات الحياة وليس في هذا عيب ولا حرام.
وتقول عائشة سعدون إحدى حرائر سوريا نحن كنا نعيش في مقبرة داخل سوريا فجثث السوريين منتشرة في شوارع سوريا بشكل غير آدمي حتى أصبحت هذه الجثث وجبة للكلاب الضالة التي تنهش فيهم.
وأضافت والدموع تنهمر من عينيها: كنت أعيش مع زوجي في مدينة درعا لكن لم آمن على حياتي وسط المجازر اليومية المتكررة للسوريين خاصة بعد مقتل زوجي واثنين من إخوتي حيث كانوا مشاركين في المقاومة الشعبية، وقتلوا على يد الموالين لبشار تكمل عائشة فقررت الهروب إلى الحدود الأردنية، حيث توجد مخيمات اللاجئين تاركة كل شيء خلفي، ولم آخذ معي سوى ملابسي التي كنت أرتديها وما استطعت حمله.
وتؤكد عائشة أن بعض السوريين لا يريدون الحديث عن قصصهم، بسبب معاناتهم نتيجة ما عاشوه من صدمات، وكذلك ما يزال يوجد لدى بعض الأشخاص الآخرين بعض من أفراد أسرهم وأقربائهم في سوريا وهم يخافون على حياتهم.
وتقول عائشة محمود سورية مقيمة في مصر إن المصريين استقبلونا بترحاب وحفاوة بل وساعدوا الكثير منا في إيجاد فرص عمل وشقق سكنية بعكس ما حدث في ليبيا عند دخول السوريين إلى أراضيها للعمل هناك لكنهم لم يتمكنوا من ذلك وواجهوا صعوبات كثيرة، مضيفًا أن الاتجار بالسوريين يتم في كثير من الدول العربية إلا مصر، وأن القصص التي تتردد بشأن زواج المصريين من سوريات مجرد أساطير وحكايات لا أساس لها من الصحة وأن الظاهرة طبيعية، بسبب التقارب الشديد بين الشعبين المصري والسوري ولا تتعدى نسبتها 1% فقط من نسبة اللاجئين السوريين في مصر.
عريس الفيس بوك يطارد بنات سوريا
ومن جانبها أكدت الدكتورة ريما الكاشف – لاجئة سورية بمدينة 6 أكتوبر أن ظاهرة زواج السوريات من المصريين انتشرت بين العائلات السورية في جميع الدول العربية وليس في مصر فحسب، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، فبجانب عدد الصفحات التي خرجت تسجل اعتراضها على الاتجار بالقضية السورية، انتشر أيضًا عدد من الصفحات التي توفر زواج السوريات اللاجئات، والتي كان لها دور كبير في كشف مدى انتشار الظاهرة على أرض الواقع.
وأضافت أن جميع الأسر السورية تعاني من هذه الأزمة خاصة بعد أن تم الترويج لها بشكل مبالغ فيه وأكثر من الحقيقة، مؤكدة أن الشعب المصري شعب مضياف وكريم ولا يقبل مساومة السوريات على شرفهن ولا يقبل استغلال السوريات ولكن سماسرة زواج المتعة أو كما يطلقون عليه زواج السترة هم من أساءوا إلى الشعبين المصري والسوري بعد أن روجوا الإشاعات ونشروا الأكاذيب وروجوا الحكايات والقصص حول هذا الأمر، مؤكدة أن هناك حالات زواج كثيرة بالفعل تتم عن طريق صفحات الفيس بوك وهي ما تكون دائمًا زيجات غير موفقة وقد تنتهي دائمًا بالفشل والانفصال.
وأضافت نحن لا نعارض العلاقة الشرعية المبنية على أسس قانونية، ولكننا نعارض استغلال ظروف السوريات والاتجار بهم ونرحب بكل شيء لا يخالف الدين والقانون.
وأضافت أن السلطات المصرية تسمح لنا بممارسة الأنشطة السياسية والمدنية بل والإقامة في منازل آدمية بعكس ما يحدث للاجئين في معظم الدول الأخرى تكون في مخيمات على الحدود في أحوال معيشية صعبة، ويأتي عليهم الشتاء القارس في هذه المخيمات، كما قام الرئيس محمد مرسي بإصدار قرار رئاسي بمعاملة الطلاب السوريين مثل الطلاب المصريين بجانب أن السلطة المصرية مؤيدة للثورة السورية، كما أن دخول السوريين إلى مصر لا يحتاج إلى تأشيرة دخول، ومن ثم يعيشون في مصر بشكل طبيعي لمدة ثلاثة شهور كسياح وبعد ذلك يقننوا إقامتهم بشكل قانوني من خلال إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الخارجية دون صعوبات كما توجد العديد من الجمعيات الخيرية التي لها مجهود واضح في مساعدة اللاجئين السوريين في مصر تعمل على توفير مسكن ودخل شهري منتظم بل وأحيانا تعمل على توفير وظائف، أما قصة عروض الزواج من مصرين إلى سوريات فهو أمر طبيعي وقد يحدث في سوريا نفسها حيث كان يعمل لدينا شاب مصري وتقدم لخطبة فتاة سورية قبل الثورة.
ومن جانبه أعرب الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس الشورى، عن قلقه إزاء عدم تنظيم أوضاع اللاجئين السوريين في مصر كما يحدث في تركيا والأردن وعدم تجميعهم في أماكن محددة لضمان حمايتهم وتقديم الخدمات لهم ومتابعة وفرز السوريين القادمين إلى مصر الذين قد يمثل البعض منهم خطورة على باقي اللاجئين أو على الأمن القومي المصري من خلال معلومات قدمها إلى لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى.
مشاكل السوريين
أما عن المشاكل التي يواجهها السوريين في مصر، فقد أكد محمد الديري، رئيس المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين السوريين في مصر، أن اللاجئين السوريين في مصر يواجهون عددًا من المشاكل والتحديات منها على المستوى الاقتصادي تراجعت المساعدات المقدمة من قبل مفوضية اللاجئين من 400 دولار شهريًا إلى 400 جنيه مصرى بعد تزايد أعداد اللاجئين خاصة أن مصر تعاني من أزمة اقتصادية خانقة.
وأضاف من المشاكل أيضًا التي تواجه السوريين في مصر انتشار ظاهرة زواج اللاجئات السوريات من مصريين الأمر الذي دفع العديد من منظمات المرأة في مصر إلى إصدار بيانات تنتقد فيها هذه الظاهرة التي تعد جريمة ضد المرأة، فضلًا عن أن العديد من العائلات السورية يشعرون بالاستياء من هذه الظاهرة واصفين إياها بأنها نوع من أنواع الاستغلال الجسدي، لأن هذه الزيجات تكون في الكثير من الأحيان رخيصة و بأقل التكاليف ولا تضمن حقوق المرأة السورية.
وأضاف لقد انتشرت مؤخرًا عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي توفر زواج السوريات اللاجئات، والتي كان لها دور كبير في انتشار الظاهرة على أرض الواقع.
كما أصدر المجلس القومي للمرأة بيانًا أكد فيه رفضه بأن تكون مصر أداة رخيصة تحت ما يسمى بزواج السوريات اللاجئات في محاولة لحل مشاكلهن مع بلادهم، لافتًا إلى أن ذلك يعد جريمة ترتكب في حق المرأة تحت ستار الدين مضيفًا أن تلك الظاهرة تعتبر ضد الإنسانية.
وفي محاولة للتصدي لتلك الظاهرة قرر عدد من الناشطين والحقوقيين السوريين في مصر التوعية بخطورة الأمر وضرورة توثيق الزواج بشكل رسمي وتم إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وبالفعل تم التواصل مع عدد كبير من الحالات داخل مصر.
"الأوقاف": زواج المصريين من السوريات باطل
وعلى الجانب الآخر حذر علماء الدين من الانسياق وراء الدعوة إلى الزواج من السوريات اللاجئات إلى مصر والدول العربية، هربًا من بطش النظام السوري، تحت دعوى نصرتهن وسترتهن وعفتهن!.
وأكد علماء الدين أن ما يطلق عليه "زواج السترة" والذي نادى به البعض هو استغلال باسم الدين ويخالف المقصد الإسلامي من الزواج الذي يحقق السكن والمودة والرحمة ولا تتوافر فيه شروط صحة عقد النكاح في كثير من الوجوه كما أن هذا الزواج يشوبه البطلان، حيث إنه يتم تحت ضغط الظروف العصيبة التي وضعت فيها الأسر السورية.
حيث أكد الشيخ علي طه وكيل وزارة الأوقاف أن الزواج جائز شرعًا إذا تحققت فيه الأركان اللازمة لعقده من إيجاب وقبول وصداق وشهود وإشهار، وهو سنة مؤكدة من سنن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرص عليها وطالب بها المسلمين فى أكثر من حديث شريف منها قال - صلى الله عليه وسلم - "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أى وقاية، كما قال صلى الله عليه وسلم فى حديثه الطويل" "ولكنى أقوم وأفتر وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس مني".
وأشار طه إلى أن أي غرض للزواج دون ما أمر به الشارع الحكيم يعتبر غير صحيح، موضحًا أن الحملات التي شنها بعض الأشقاء لمناصرة ثورة سوريا من خلال الزواج باللاجئات السوريات بدعوى السترة هي من قبيل استغلال الأزمة باسم الدين.
وشدد على أن الزواج جائز شرعًا إذا تحققت فيه الأركان اللازمة ولم يكن فيه استغلال لحاجة المرأة السورية التي نزحت من جحيم النار الذي عانته في بلدها فلا يصح أن نستغل معاناتها بزواج غير متكافئ أو باستغلال ظروفها القاسية فهن بناتنا وأخواتنا من المسلمات، وواجبنا أن نصون حقوقهن وألا تكون هذه المعاناة سببًا في استغلال ظروفهن بزواج فيه إضرار بهن، فمن أراد أن يقدم على الزواج فعليه أن يتقي الله وأن يعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة.
وعليه فإن زواج السوريات من المصريين باطل إذا شابه إكراه أو استغلال لظروفهن العصيبة.
منقول عن المصريون
رجال الدين: زواج اللاجئات السوريات «اغتصاب شرعى» باسم الدين.. ورجال القانون: اتجار بالبشر.
زواج السترة!!.. لفظ أطلقة سماسرة عملية زواج المصريين من الفتيات السوريات الهاربات من جحيم الموت على يد السفاح بشار الأسد، ليكسبوا هذا الزواج صفة شرعية، واجتماعية، إلا أن رجال الدين أطلقوا عليه لفظ «اغتصاب شرعي» باسم الدين، أما رجال القانون فقد وصفوه بأنه جريمة اتجار بالبشر يعاقب عليها القانون.
الفتيات السوريات الهاربات من جحيم الدبابات النظامية ونيران الأسلحة الكيماوية لجأن إلى حضن الكنانة طلبًا للأمن والأمان إلا أنهن وقعن في أسر سماسرة النصب والاحتيال وتجار الزواج العرفي من المصريين والسوريين أنفسهم الذين اتخذوا من هذه العملية حرفة للتكسب والتربح على حسام الضحايا، فراحوا ينصبون شباك الغدر للفتيات الثكالى والمكلومات في أزواجهن وأولادهن وذويهن بل وأوطانهن ويقنعونهن بالقبول بزواج السترة حتى تجد من يأويها ويحميها وينفق عليها، وهو ما حدث بالفعل حيث رضخت الكثير من الفتيات السوريات لطلبات هؤلاء السماسرة طلبا للسترة، بعد أن وجدن أنفسهن طريدات شريدات بلا مأوى ولا مأكل ولا مشرب، وبعد أن منعتها عفتها وعروبتها وكرامتها أن تأكل بثديها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "تموت الحرة ولا تأكل بثديها".
أما الغريب والمثير أن أغلب سماسرة وتجار هذه الحرفة من السيدات السوريات اللاتي اتخذن من هذه المهنة وسيلة للتكسب والتربح وجمع المال.
اللاجئون السوريون يفضلون 6 أكتوبر والباحثون عن عمل يفضلون الهرم والأثرياء يفضلون الرحاب
في البداية نبدأ بكشف خريطة اللاجئين السوريين في مصر والتي تختلف باختلاف طبقات السكان إلا أن معظم السوريين يفضلون مدينة 6 أكتوبر أما الباحثون عن عمل فيفضلون الهرم وفيصل أما طبقة الأثرياء فيفضلون مدينة نصر ومدينة الرحاب.
أما مفوضية اللاجئين في مصر فقد ذكرت أن معظم اللاجئين يرتكزون في مدينة 6 أكتوبر خاصة ميدان الحصري، حيث يتواجد بشكل دائم المنسق العام للجالية السورية إبراهيم الديري والذي يتولى توزيع السوريين على الشقق السكنية في جميع أحياء المدينة، ويتواجد السوريون أيضًا في منطقتي الهرم وفيصل ومدينة العبور ومدينة نصر وخاصة عزبة الهجانة ومدينة الرحاب، كما يقيم سوريون في أحياء أخرى بالقاهرة، وبعدد من مدن الإسكندرية ودمياط وبورسعيد وبعض مدن الدلتا والفيوم.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن 14,375 سوريًا مسجلين لديها داخل مصر، وقد أشارت السلطات المصرية إلى وجود ما يقرب من مائة ألف سوري في مصر في نهاية 2012، فيما أعلن السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية أن عدد اللاجئين السوريين في مصر بلغ حاليًا ما بين 100 ألف إلى 120 ألف سوري.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السوريين الموجودين في مدن الإسكندرية بلغ 6 آلاف سوري في حين يوجد 2600 في دمياط وجمصة ورأس البر، كما أن مركز تسجيل اللاجئين السوريين في الزمالك يشهد يوميًا تسجيل ما بين 50 إلى 100 سوري.
زواج السترة
ونبدأ رحلة البحث عن المتاعب لاقتحام أوكار ومكاتب زواج السترة، حيث كانت البداية من مدينة 6 أكتوبر، والتي تعد مدينة اللاجئين السوريين، والتي تضم شبكة شبه منظمة لإدارة عملية زواج اللاجئات السوريات من المصريين مقابل الحصول على عمولة أو سمسرة أو ما يطلقون عليه «أتعاب» الزواج مبررين عملهم بأنه «سترة» للفتيات السوريات.
تقول منى المالحى 32 سنه أرملة من ريف دمشق: هربت أنا وأسرتي من جحيم الموت وألسنة الأسلحة الكيماوية التي يطلقها علينا جنود بشار الأسد ليل نهار وأثناء هروبنا من ريف دمش خرجت علينا عصابات و"شبيحة" الأسد وقاموا بخطف جميع الرجال والشباب الذين كانوا معنا تحت تهديد السلاح رغم أنهم كانوا عزل لا يحملون أي نوع من أنواع الأسلحة سوى أطفالنا الصغار وملابسنا فقط ولكنهم لم يرحموهم ومن قاومهم قاموا بقتله أمام أعييننا وكان زوجي أول من استشهد أمام عيني لمجرد أنه اعترض جنود بشار وطلب منهم أن يأذنوا لنا بالرحيل.
وأضافت المالحي، لم يكتفوا بقتل زوجي بل قاموا بسحب جثته على الأرض وساروا به لأكثر من مائة متر وهم يمثلون بجثته أمام أبنائه وأمه وأخوته، وبعد أن طاردونا بالأسلحة الحية اضطررنا للفرار منهم متجهين إلى مصر بلد الأمن والأمان، وبعد رحلة شديدة من التعب والعناء دامت نحو شهر تقريبًا، وصلنا إلى مدينة 6 أكتوبر التي استقررنا بها بعد أن فقدنا معظم شبابنا وأزواجنا وذوينا تقريبًا، ونظرًا لأننا وصلنا إلى مصر لا نملك أي شيء توجهنا إلى الجمعية الشرعية بمدينة 6 أكتوبر طلبًا في المساعدة، وتعرفت في الجمعية على سيدة سورية تدعى "سوزان" ومعها صديقة مصرية تدعى "أنوار" وعرضوا علي الزواج من رجل مصري مقابل أن يوفر لي منزلًا ويتكفل بكل مطالبي ومصروفات إعاشتي، وأن يتحمل كافة أعباء الحياة الزوجية، بشرط التنازل عن المهر ومؤخر الصداق، وهو عرف مصري وإسلامي قديم يعجز المصريين عن الزواج، ولكني رفضت في بداية الأمر تقديرًا ووفاءً لزوجي ولكني تحت ضغط وإلحاح وإغراءات سوزان وصديقتها وتحت ضغط ظروف الحياة الصعبة في مصر اضطررت لقبول العرض، وبالفعل تزوجت على سنة الله ورسوله من شاب يبلغ من العمر 40 سنة بعد أن وفر لي شقة وخصص لي مصروفًا شخصيًا ألف جنيه شهريًا، وأنا الآن أعيش معه بدون أي مشاكل وهو يعامل أسرتي وأولادي معاملة طيبة جدًا، ويحاول بكل أمانة أن يسترضيني أنا وأولادي.
عريس سعودى
أما "سناء" 29 سنة فلها رأي آخر، حيث ترى أن زواج المصريين من السوريات هو استغلال لظروفهن وتؤكد أنها وقعت ضحية لهذا الزواج غير الشرعي من وجهة نظرها، حيث تقول بعد أن طالت قذائف عناصر النظام السوري منزلي في حمص، هربت إلى مصر مع أختيها الاثنتين بعد أن أقنعتها أسرة سورية بالانضمام للعيش معها وتوفير وظائف مناسبة لنا.
وتضيف، بمجرد أن وطأت قدماي محافظة القاهرة، بدأت رحلة البحث عن وظيفة، بينما كانت تقوم الأسرة السورية بمهمتها في البحث عن عريس مناسب لي ولشقيقتي، ولكني رفضت الفكرة في بادئ الأمر، وبعد محاولات عديدة باءت بالفشل في الحصول على وظيفة، وبعد أن فشلت في توزيع عينات من الأكل السوري في القاهرة وبعد أن تقدمت لوظيفة في روضة أطفال مقابل 500 جنيه مصري، وبعد أن شعرت أن صاحب المكان يتاجر بقضيتي ويشحذ علىّ، لذلك كان الحل الوحيد أمامي هو قبول فكرة الزواج من الشاب السعودي رغم علمي أن السلطات السعودية ترفض التصديق حاليًا على عقود الزواج الخاصة بالسعوديين من أجانب.
وتضيف «سناء» التي غلبتها دموعها وهي تروي تجربتها بعد أن تنازلت عن جميع حقوقها مقابل تسلم ورقة الطلاق للعريس السعودي: «قبلت الزواج من رجل أعمال سعودي، لديه قرية سياحية، عرفتنى عليه الأسرة السورية، وتغاضيت عن كل حقوقي مقابل وعده لي بالرجوع مرة أخرى لوطني، وبعد زواجنا اختلفت طريقة معاملته لي وكأنني جارية اشتراها بثمن بخس، فرفضت المعاملة بهذا الشكل واعترضت، فبدأ يضربني ويحرقني ويشوه جسمي».
فلم أتحمل الإهانة التي تعرضت لها وقررت الهروب إلى 6 أكتوبر وفوجئت بنفس الأسرة السورية تعرض علي حل الأزمة مع رجل الأعمال السعودي مقابل التنازل عن جميع حقوقي والموافقة على العريس الجديد الذي رشحته لي، وهو شاب مصري يعمل دكتورًا ولكني رفضت العرض، وما زلت أعيش بين نيران الجوع والتشرد والتسول ونيران العريس الذي تطاردني به الخاطبة "سوزان".
عريس لجنة الإغاثة
أما عبير فواز 34 عامًا، فأكدت أن رحلتها مع زواج السترة بدأت منذ قدومها مصر وتحديدًا من لجنة الإغاثة حيث قالت: اتجهت إلى لجنة الإغاثة لمساعدتي في الحصول على تبرعات شهرية، ولكني فوجئت بعدد من عروض الزواج الكثيرة التي قدمتها لي اللجنة، مضيفة، استضافتني صديقة مصرية في منزلها لحين حل مشكلتي مع الإغاثة، ولكني كلما اتصلت باللجنة اكتشفت أن بعض أعضائها يحاول إقناعي بضرورة الزواج من مصري بدلًا من العيش وحيدة، ولكنني كنت أرفض الزواج وأستغرب إصرارها على إقناعي ونحن في حالة حرب.
وأضافت بعد فشل محاولات لجنة الإغاثة إقناعي بالزواج من شباب مصري، كان الحل الآخر الذي وضعوه أمامي هو توفير وظيفة لي مع أحد المسئولين عن جمع التبرعات للجيش الحر، مقابل 100 دولار ولكني رفضت كل العروض وكل الإغراءات وقلت لكل من قدم لي عروض الزواج المغرية أن بلادنا في حالة حرب وأنني لن أقبل الزواج أو العرس إلا بعد تحرير بلادي من أذناب بشار الأسد.
وتقول منار زنان سورية 33 عامًا إحدى السوريات المقيمات بمصر إن مشكلة زواج السوريات من مصريين تفاقمت، وأصبحت ظاهرة غير مرغوب فيها بالمرة، وما يحدث هو استغلال لظروف الفتيات السوريات الاقتصادية، وأحوالهن المعيشية المتردية".
وأضافت "المشكلة بدأت منذ أن نزحت العائلات السورية إلى مصر كلاجئين، فتلقفتنا السلطات المصرية، ووضعتنا في "مساكن" بطريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر، وهذه الأماكن غير آدمية، وتتعرض فيها الأسر للمساومة على تزويج بناتهن من قبل العاطلين والبلطجية، أو المشايخ السلفيين الذين كانوا يأتون لمساعدتنا ماديًا ومعنويًا ويقومون بحمايتنا وكان أغلبهم يعرض علينا الزواج بحجة حمايتنا وتحصين نسائنا، وهو الأمر الذي اضطررنا للهروب من هذه المساكن إلى مدينة 6 أكتوبر.
وأشارت إلى أن أكثر العوامل التي أدت إلى تفاقم الأزمة هو فتوى بعض الشيوخ السلفيين الذين توافدوا على بيوت العائلات السورية، ونصحوهم بتزويج بناتهم من أجل "الستر" وبحجة أن ظروفهم المعيشية سيئة، مضيفة أن المهور التي تدفع في مثل هذه الزيجات قليلة ولا تتعدى خمسة آلاف جنيه.
مهر منار
أما منار الزايدي 48 سنة من سوريا فقد أكدت، أنها متزوجة من مصري منذ 25 عامًا، وقد دفع فيها مهرًا تعدى مائة ألف جنيه، وأكرمها ولم يتزوج عليها، مضيفة أن هناك فتيات سوريات أقدمن على الانتحار لما يرونه من هدر لكرامتهن بهذا الزواج المهين.
وأضافت، ليست كل الزيجات واحدة وليس كل الشباب المصري واحد وليست كل الفتيات السوريات واحدة، ولقد تابعت عددًا من الزيجات لسوريات من مصريين خلال شهر واحد وقد ذهبت إلى أسرهن للتحدث معهم وإقناعهم بعدم التمادي في هذه الزيجات خاصة أن عقود الزواج لم توثق رسميًا، بل كانت عقودًا عرفية مما يجعل الأمر يمثل خطورة فيما بعد عند إنجاب الأطفال، مؤكدة أن هذه الزيجات تتم بعد تدخل سماسرة بين العائلات السورية وبين المصريين الراغبين في الزواج من سوريات، مضيفًا أن هذه الزيجات هي للمتعة فقط، لذلك فهي لا تستمر، ويتم الطلاق سريعًا.
وأكدت أن السماسرة يستهدفون العائلات السورية الفقيرة، والتي ليس لها عائل، مشيرة إلى أن هناك مصريين يتبرعون في البداية ببيوت ومؤن لهذه العائلات، ثم يطلبن منهن الزواج بعد ذلك.
وقالت يسرا منصور وهي إحدى الفتيات السوريات اللاجئات اللاتي تزوجن من مصري، أنها جاءت إلى مصر مع عائلتها المكونة من أربعة أفراد عقب الثورة السورية بشهرين، وأقاموا في مدينة السادس من أكتوبر، وتم عرض الزواج عليها من شيخ بأحد المساجد القريبة من المنطقة التي تعيش بها، وقد رآها في محل البقالة الذي كانت تعمل به، لمساعدة أسرتها، ثم تفاجأت به في بيتها في اليوم الثاني.
وأضافت، في البداية ترددت عن قبول الزواج لأنه يكبرني بـ 15 عامًا، ولكن عائلتي ضغطت علي، نظرًا لظروفنا المعيشية المتدهورة، مشيرة إلى أنها قبلت الزواج به على مضض، وأنه دفع لأهلها مهرًا لم يتجاوز 3 آلاف جنيه مصري، وأحضر لها خاتمًا ذهبيًا.
وأشارت يسرا إلى أنها منذ اليوم الأول لزواجها الذى لم توثق أوراقه، اكتشفت أنها الزوجة الثالثة، ولهذا ثارت وغضبت، وطلبت الطلاق، وبالفعل تم تطليقي، وانتقلت للإقامة فى منطقة أخرى مع أسرتي وما زالت أرفض أي عرض للزواج، وتطالب سارة بتدخل السلطات المصرية لحماية السوريات من هؤلاء السماسرة.
عفة السوريات
نازك زمزم 41 سنة من ريف حلب أكدت أن الفتيات السوريات معروف عنهن العفة والشرف وكل ما يقال عن بيعهن لأجسادهن ظلم وكذب ومحض افتراء والناس جمعيهم يعرفون أننا نعاني من قلة الأموال وأننا تركنا كل ما نملك وجئنا إلى هنا لننقذ أنفسنا وأولادنا من بطش شبيحة بشار الأسد، فمن هنا بدأت الشائعات تظهر وتنتشر.
وأضافت أن المرأة السورية تقبل الزواج من أشقائها المصريين، ولكنها لا تقبل الانحراف ولم يعرف هذا الأمر عن المرأة السورية ولذلك فنحن نقبل الزواج إذا كان على سنة الله ورسوله، وإذا تم بطريقة قانونية، وليس فيه إسفاف أو استغلال لظروف الفتاة السورية، مؤكدة أن معظم المصريين يقدرون الأسر السورية ويحترمونها ويقدمون لنا كل الدعم والمساعدة وبدون أي مقابل.
ويقول محمود باقي 29 عامًا سوري مقيم أيضًا في مدينة 6 اكتوبر أن البنات السوريات أطهر بنات على وجه الأرض وأنا شخصيًا أحمد الله أن ما يقال عنهن أنهن يريدنا أن يتزوجن أشرف لهن من يقال عنهن أنهن بائعات هوى.
وتقول سحر حمامي سورية 55 عامًا يشرفني زواج بنات سوريا من أشقائهن المصريين وهذا أشرف من أن يبعن أجسادهن كما تفعل بعض النساء المنحرفات وأنا شخصيًا أريد زوجًا لابنتي من مصر بدلًا من أن نكون بمفردنا وأنا لا مانع عندي أن أزوج ابنتي لرجل مصري يكون لديه إقامة وأنا لا أخجل من هذا الشيء فابنتي جميلة، وأنا كل يوم أنزل معها وأسأل أي سيدة إذا كان لديها ابن يريد الزواج من ابنتي أم لا فنحن نريد العفاف والطهر والاستقرار ولا نريد المتعة الحرام ولا نبيع الهوى للمصريين والمصريون يعلمون ذلك جيدًا، لأنهم معروف عنهم الشهامة من دون كل الشعوب العربية.
السوريون بالرحاب
ومن مدينة 6 أكتوبر إلى مدينة الرحاب لا يختلف الأمر كثيرًا، حيث تقول دراهم سليمان 26 عامًا لقد جئت إلى مصر أنا وأمي وشقيقتي وأخي الصغير وبدأنا نسأل عن مكان يأوينا فقام سائق التاكسي باصطحابنا إلى مدينة الرحاب هنا ولكننا فوجئنا بأن أقل سعر لإيجار الشقة خمسة آلاف جنيه إلا أننا وافقنا على الفور ودفعنا كل ما نملك فنحن هنا في مصر منذ ما يقرب من الشهرين ولكن للأسف الحياة والمعيشية هنا غالية جدًا، ونفذت كل الأموال التي كانت معنا فاضطررنا إلى مد أيدينا أنا وأمي وشقيقتي فكل من يرانا نصعب عليه ونثير عطفه فيساعدنا ونحن وجدنا الحنان من المصريين فقد قرر صاحب الشقة عندما علم بظروفنا بأن يمنحنا السكن بدون إيجار.
أما عن قصة زواج السوريات من مصريين فأنا لا أعترض عليها مادامت على سنة الله ورسوله وأنا بالفعل أبحث عن شاب متدين يتقي الله فيّ وفي أسرتي.
الخاطبه أم محمود: السورية عفيفة تطلب الستر ومهرها يبدأ بـ 500 جنيه والأسعار تتفاوت حسب إمكانيات العروسة
ومن جانبها تقول الخاطبة "أم محمود" وهي سيدة مصرية مسئولة عن تزويج الفتيات السوريات بالزيتون أنها بدأت العمل في هذا الأمر منذ قدوم السوريات إلى مصر بعد أن وجدت عددًا كبيرًا منهن يتسولن في الشوارع بعد أن فقدت الأسر السورية كل ما تملك في سوريا.
وأضافت كانت هناك بعض الأسر المصرية تتعرض للخطر من قبل البلطجية وكنت أساعدهم في الحصول على المساعدات والسكن والعمل، ولكن بعض الأسر السورية هي التي عرضت علي البحث عن عريس لابنتها حتى تسترها وتعفها وتكفيها ذل السؤال والتسول، وهو ما دفعني لقبول هذا الأمر وبالفعل بدأت رحلة البحث عن عريس لكل فتاة سورية ويساعدني في هذا العمل العديد من السيدات السوريات اللاتي يعملن معي في نفس العمل.
وأضافت أم محمود أن معظم الزيجات التي تقوم بها تتم على سنة الله ورسوله ومعظمها زيجات ناجحة جدًا لأن -على حد وصفها – معظم الزبائن والعرسان من الشخصيات المحترمة – كما تقول- مضيفة، أن معظم زبائني من المشايخ والشباب العاطل عن العمل، ولكني أرفض إتمام أي زيجة قبل أن يوفر للعروسة السورية جميع طلباتها.
وأكدت أن الفتاة السورية بسيطة ولا تطلب إلا الستر ومهرها يبدأ من 500 جنيه إلى 5000 جنيه، وعن سبب تفاوت الأسعار تقول إن السبب هو تفاوت الأعمار والمؤهل الدراسي والشكل العام، وأنها لديها من الفتيات السوريات الكثير، وهي من تتولى أمرهن وتسكنهن لديها في منزلها وتقوم بالبحث عن العريس المناسب وتزوجه للفتاة المناسبة فالفتاة من سن 20 عامًا إلى 30 عامًا غير التي تتعدى الثلاثين من العمر والفتاة البكر غير المطلقة أو الأرملة، وهناك من الفتيات من تريد الزواج من رجل يرعاها ويرعى أسرتها وهناك من الفتيات من ليس لها أحد سوى الله.
أما الخاطبة السورية نورهان زنان سورية 33 عامًا وتقيم بمنطقة الزيتون فقد أكدت أنها بالفعل تعمل على مساعدة الأسر السورية على العيش الكريم، وأنها تتدخل بالفعل لإيجاد الرجل المناسب من المصريين للفتاة المناسبة من السوريين لتخفيف أعباء الأسر السورية، ولحمايتها من الطامعين والبلطجية، مؤكدة أن ما تتقاضاه نظير هذه الخدمة بسيط جدًا وأنها ليس هدفها التربح والتكسب بقدر مساعدة الأسر السورية، مضيفة أتمنى أن أجد لنفسي عريسًا مصريًا يتقي الله فيّ ويوفر لي إقامة ويسترني وهذا كل ما أطلبه من الله.
وتقول رودينا خالد سورية تقيم في منطقة الزيتون 19 عامًا أعيش هنا أنا وأمي ولكن أمي تعمل في أحد المنازل خادمة وأتمنى أن أجد العريس المصري المناسب الذي يوفر لي متطلبات الحياة اليومية في ظل هذه الظروف الصعبة التي أعيش فيها.
سوريات مدينة نصر ضحايا بلطجية شباب عزبة الهجانة
تركنا مدينة 6 أكتوبر والرحاب والزيتون وتوجهنا إلى مدينة نصر وتحديدًا عزبة الهجانة، حيث يعيش راشد أبو مالك أحد السوريين مع زوجته وبناته الثلاث تحدث إلينا بنبرات يعلوها الحزن والانكسار متذكرًا المشاهد التي تملؤها الدم والتى مازالت عالقة في ذهنه وكان متحفظًا بعض الشي في الحديث معنا خوفًا من أن يتتبعه شبيحة الأسد خاصة أنهم يتتبعون النازحين في كل مكان – كما يقول أبو مالك – والذي قال: هربت من مدينة حلب منذ 4 أشهر وجئت إلى مصر بعد ما شاهدت مناظر الدماء والتدمير والخراب داخل بلدتي وصور الجثث ملقاة في كل الطرقات وأصبحنا نتنقل من مدينة إلى أخرى هربًا من المذابح التي حدثت ومازالت تحدث كل يوم من جانب شبيحة الأسد.
وأضاف أصبح أمامي أحد الخيارين إما الموت أو الهروب بأبنائي وأول شيء بدر في ذهني هو الفرار إلى مصر عندما تذكرت الآية الكريمة " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "، ومثلما توقعت من كرم وحسن معاملة دخلت مصر فاستقبلني المصريون بالحب والحفاوة و الترحاب.
وتقول زوجته كنا نشاهد مذابح السوريين يوميًا وأمام أعيننا وخوفًا من أن يأتي علينا الدور في القتل أو الاغتصاب من قبل شبيحة الأسد قررنا الهروب من بلدتنا ومن القتل الذي كان ينتظرنا تاركين بيوتنا وذوينا بين يدي الله وهربنا من مدينة إلى أخرى وأخيرًا وصل بنا المطاف إلى أرض الكنانة مصر إلا أن مشاهد المذابح لم تفارق خيالي أنا و بناتي وزوجي إلى الآن، ومازلنا نفيق على كوابيس مفزعة جراء ما شاهدناه في سوريا.
وأضافت لم يجبرنا أحد من المصريين على تقديم أي تنازلات مقابل مساعدتنا أما قصة زواج المصريين من سوريات فلا تؤرقنا، لأنها لم تعرض علينا من الأساس، كما أننا نعتبر أنفسنا في حمى أشقائنا المصريين، ولا نخشى منهم أي غدر أو خيانة بل إن جميع المصريين لنا مصدر أمن وأمان.
أما إياد منذر وهو مواطن سوري من مدينة حمص عمره 37 عامًا يقول استخدام نظام الأسد الوحشية وهدم لمنازلنا وتدمير البنية التحتية لمعظم المدن السورية جعلنا نهرب من مدينة إلى أخرى خاصة أننا أصبحنا لا نستطيع الحصول على الأدوية والمواد الغذائية، بسبب إغلاق جميع المحال التجارية والصيدليات وقطع التيار الكهربائي علاوة على انتشار الجثث في الشوارع والطرقات وهو ما ينذر بكارثة ظهور مرض الطاعون داخل سوريا، ومن ثم توقفت كل مظاهر الحياة، وأصبحت حمص وغيرها من مدن سوريا عبارة عن مدن أشباح.
ويقول عبد الله أنس 52 عامًا سوري يعيش مع زوجته واثنين من أبنائه في مصر فتحدث إلينا قائلًا جئنا إلى مصر منذ 3 أشهر، مؤكدًا أن الشقة التي تأويه هو وأسرته يدفع إيجارها أحد المواطنين المصريين من أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة الذين يشعرون بمعاناتنا، وهذا إن دل على شيء يدل على كرم الشعب المصري، لافتًا إلى الدور الكبير والفعال الذي تقوم به مصر تجاه أشقائهم السوريين.
وتابع حديثه قائلًا نحن أسرة ميسورة الحال كنت أمتلك عددًا من المحال التجارية وكانت الأمور تسير بشكل مستقر إلى أن حدثت الثورة السورية وفوجئنا بشبيحة بشار يقتلون الشباب والأطفال والنساء وينهبون البيوت والمحال فضلًا عن قصفهم لمنازلنا بالصواريخ وسقوط العديد من البيوت على رأس ساكنيها وأصبحنا محاصرين حتى تمكنا من الهروب.
وانتقلنا من بلدة إلى أخرى إلى أن وصل بنا المطاف إلى مصر يستطرد كلامه قائلًا على الرغم من أننا نشعر بالأمان والراحة والطمأنينة داخل مصر إلا أنني أعاني من بعض المشكلات البسيطة وأهمها على الإطلاق أن ابني الأكبر كان طالبًا في كلية الشريعة جامعة دمشق، وبسبب فرارنا من سوريا تاركين كل ما نملك لم نستطع إحضار كافة المستندات التي تثبت ذلك لم أتمكن من إلحاق ابني بكلية الشريعة داخل مصر.
ويقول سليمان أبو فراس سوري 34 عامًا بعد الهروب من جحيم بشار أقمت فى إحدى المخيمات التركية، ولم أشعر بالآدمية فضلًا عن برد الشتاء القارص الذي لم يرحمنا إلا أنني قررت مع مجموعة أخرى من السوريين النزوح إلى مصر بعد أن تم التنسيق مع لجنة الإغاثة السورية.
وعن رأيه في زواج السوريات من المصريين يقول أبو فراس الرجل السوري يستطيع أن يعمل ويكفل نفسه وأسرته في أي مكان وأي بلد لكن المرأة السورية قد تقع ضحية للنصب أو الاختطاف، متسائلًا هل هناك حماية لها أكثر من الزواج؟
مشيرًا إلى أنه لو كان هناك حالات فردية من الزواج بغرض المتعة فأنا ألوم على الفتيات وعائلتهن التي لم تتحر عن الزوج أولًا قبل الموافقة وأنا أستطيع أن أؤكد أنه لو كان هناك زواج بين مصريين وسوريات فسوف يكون بغرض السترة والحماية وإعانتهم على صعوبات الحياة وليس في هذا عيب ولا حرام.
وتقول عائشة سعدون إحدى حرائر سوريا نحن كنا نعيش في مقبرة داخل سوريا فجثث السوريين منتشرة في شوارع سوريا بشكل غير آدمي حتى أصبحت هذه الجثث وجبة للكلاب الضالة التي تنهش فيهم.
وأضافت والدموع تنهمر من عينيها: كنت أعيش مع زوجي في مدينة درعا لكن لم آمن على حياتي وسط المجازر اليومية المتكررة للسوريين خاصة بعد مقتل زوجي واثنين من إخوتي حيث كانوا مشاركين في المقاومة الشعبية، وقتلوا على يد الموالين لبشار تكمل عائشة فقررت الهروب إلى الحدود الأردنية، حيث توجد مخيمات اللاجئين تاركة كل شيء خلفي، ولم آخذ معي سوى ملابسي التي كنت أرتديها وما استطعت حمله.
وتؤكد عائشة أن بعض السوريين لا يريدون الحديث عن قصصهم، بسبب معاناتهم نتيجة ما عاشوه من صدمات، وكذلك ما يزال يوجد لدى بعض الأشخاص الآخرين بعض من أفراد أسرهم وأقربائهم في سوريا وهم يخافون على حياتهم.
وتقول عائشة محمود سورية مقيمة في مصر إن المصريين استقبلونا بترحاب وحفاوة بل وساعدوا الكثير منا في إيجاد فرص عمل وشقق سكنية بعكس ما حدث في ليبيا عند دخول السوريين إلى أراضيها للعمل هناك لكنهم لم يتمكنوا من ذلك وواجهوا صعوبات كثيرة، مضيفًا أن الاتجار بالسوريين يتم في كثير من الدول العربية إلا مصر، وأن القصص التي تتردد بشأن زواج المصريين من سوريات مجرد أساطير وحكايات لا أساس لها من الصحة وأن الظاهرة طبيعية، بسبب التقارب الشديد بين الشعبين المصري والسوري ولا تتعدى نسبتها 1% فقط من نسبة اللاجئين السوريين في مصر.
عريس الفيس بوك يطارد بنات سوريا
ومن جانبها أكدت الدكتورة ريما الكاشف – لاجئة سورية بمدينة 6 أكتوبر أن ظاهرة زواج السوريات من المصريين انتشرت بين العائلات السورية في جميع الدول العربية وليس في مصر فحسب، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، فبجانب عدد الصفحات التي خرجت تسجل اعتراضها على الاتجار بالقضية السورية، انتشر أيضًا عدد من الصفحات التي توفر زواج السوريات اللاجئات، والتي كان لها دور كبير في كشف مدى انتشار الظاهرة على أرض الواقع.
وأضافت أن جميع الأسر السورية تعاني من هذه الأزمة خاصة بعد أن تم الترويج لها بشكل مبالغ فيه وأكثر من الحقيقة، مؤكدة أن الشعب المصري شعب مضياف وكريم ولا يقبل مساومة السوريات على شرفهن ولا يقبل استغلال السوريات ولكن سماسرة زواج المتعة أو كما يطلقون عليه زواج السترة هم من أساءوا إلى الشعبين المصري والسوري بعد أن روجوا الإشاعات ونشروا الأكاذيب وروجوا الحكايات والقصص حول هذا الأمر، مؤكدة أن هناك حالات زواج كثيرة بالفعل تتم عن طريق صفحات الفيس بوك وهي ما تكون دائمًا زيجات غير موفقة وقد تنتهي دائمًا بالفشل والانفصال.
وأضافت نحن لا نعارض العلاقة الشرعية المبنية على أسس قانونية، ولكننا نعارض استغلال ظروف السوريات والاتجار بهم ونرحب بكل شيء لا يخالف الدين والقانون.
وأضافت أن السلطات المصرية تسمح لنا بممارسة الأنشطة السياسية والمدنية بل والإقامة في منازل آدمية بعكس ما يحدث للاجئين في معظم الدول الأخرى تكون في مخيمات على الحدود في أحوال معيشية صعبة، ويأتي عليهم الشتاء القارس في هذه المخيمات، كما قام الرئيس محمد مرسي بإصدار قرار رئاسي بمعاملة الطلاب السوريين مثل الطلاب المصريين بجانب أن السلطة المصرية مؤيدة للثورة السورية، كما أن دخول السوريين إلى مصر لا يحتاج إلى تأشيرة دخول، ومن ثم يعيشون في مصر بشكل طبيعي لمدة ثلاثة شهور كسياح وبعد ذلك يقننوا إقامتهم بشكل قانوني من خلال إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الخارجية دون صعوبات كما توجد العديد من الجمعيات الخيرية التي لها مجهود واضح في مساعدة اللاجئين السوريين في مصر تعمل على توفير مسكن ودخل شهري منتظم بل وأحيانا تعمل على توفير وظائف، أما قصة عروض الزواج من مصرين إلى سوريات فهو أمر طبيعي وقد يحدث في سوريا نفسها حيث كان يعمل لدينا شاب مصري وتقدم لخطبة فتاة سورية قبل الثورة.
ومن جانبه أعرب الدكتور محمد جمال حشمت، عضو مجلس الشورى، عن قلقه إزاء عدم تنظيم أوضاع اللاجئين السوريين في مصر كما يحدث في تركيا والأردن وعدم تجميعهم في أماكن محددة لضمان حمايتهم وتقديم الخدمات لهم ومتابعة وفرز السوريين القادمين إلى مصر الذين قد يمثل البعض منهم خطورة على باقي اللاجئين أو على الأمن القومي المصري من خلال معلومات قدمها إلى لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى.
مشاكل السوريين
أما عن المشاكل التي يواجهها السوريين في مصر، فقد أكد محمد الديري، رئيس المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين السوريين في مصر، أن اللاجئين السوريين في مصر يواجهون عددًا من المشاكل والتحديات منها على المستوى الاقتصادي تراجعت المساعدات المقدمة من قبل مفوضية اللاجئين من 400 دولار شهريًا إلى 400 جنيه مصرى بعد تزايد أعداد اللاجئين خاصة أن مصر تعاني من أزمة اقتصادية خانقة.
وأضاف من المشاكل أيضًا التي تواجه السوريين في مصر انتشار ظاهرة زواج اللاجئات السوريات من مصريين الأمر الذي دفع العديد من منظمات المرأة في مصر إلى إصدار بيانات تنتقد فيها هذه الظاهرة التي تعد جريمة ضد المرأة، فضلًا عن أن العديد من العائلات السورية يشعرون بالاستياء من هذه الظاهرة واصفين إياها بأنها نوع من أنواع الاستغلال الجسدي، لأن هذه الزيجات تكون في الكثير من الأحيان رخيصة و بأقل التكاليف ولا تضمن حقوق المرأة السورية.
وأضاف لقد انتشرت مؤخرًا عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي توفر زواج السوريات اللاجئات، والتي كان لها دور كبير في انتشار الظاهرة على أرض الواقع.
كما أصدر المجلس القومي للمرأة بيانًا أكد فيه رفضه بأن تكون مصر أداة رخيصة تحت ما يسمى بزواج السوريات اللاجئات في محاولة لحل مشاكلهن مع بلادهم، لافتًا إلى أن ذلك يعد جريمة ترتكب في حق المرأة تحت ستار الدين مضيفًا أن تلك الظاهرة تعتبر ضد الإنسانية.
وفي محاولة للتصدي لتلك الظاهرة قرر عدد من الناشطين والحقوقيين السوريين في مصر التوعية بخطورة الأمر وضرورة توثيق الزواج بشكل رسمي وتم إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وبالفعل تم التواصل مع عدد كبير من الحالات داخل مصر.
"الأوقاف": زواج المصريين من السوريات باطل
وعلى الجانب الآخر حذر علماء الدين من الانسياق وراء الدعوة إلى الزواج من السوريات اللاجئات إلى مصر والدول العربية، هربًا من بطش النظام السوري، تحت دعوى نصرتهن وسترتهن وعفتهن!.
وأكد علماء الدين أن ما يطلق عليه "زواج السترة" والذي نادى به البعض هو استغلال باسم الدين ويخالف المقصد الإسلامي من الزواج الذي يحقق السكن والمودة والرحمة ولا تتوافر فيه شروط صحة عقد النكاح في كثير من الوجوه كما أن هذا الزواج يشوبه البطلان، حيث إنه يتم تحت ضغط الظروف العصيبة التي وضعت فيها الأسر السورية.
حيث أكد الشيخ علي طه وكيل وزارة الأوقاف أن الزواج جائز شرعًا إذا تحققت فيه الأركان اللازمة لعقده من إيجاب وقبول وصداق وشهود وإشهار، وهو سنة مؤكدة من سنن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حرص عليها وطالب بها المسلمين فى أكثر من حديث شريف منها قال - صلى الله عليه وسلم - "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أى وقاية، كما قال صلى الله عليه وسلم فى حديثه الطويل" "ولكنى أقوم وأفتر وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس مني".
وأشار طه إلى أن أي غرض للزواج دون ما أمر به الشارع الحكيم يعتبر غير صحيح، موضحًا أن الحملات التي شنها بعض الأشقاء لمناصرة ثورة سوريا من خلال الزواج باللاجئات السوريات بدعوى السترة هي من قبيل استغلال الأزمة باسم الدين.
وشدد على أن الزواج جائز شرعًا إذا تحققت فيه الأركان اللازمة ولم يكن فيه استغلال لحاجة المرأة السورية التي نزحت من جحيم النار الذي عانته في بلدها فلا يصح أن نستغل معاناتها بزواج غير متكافئ أو باستغلال ظروفها القاسية فهن بناتنا وأخواتنا من المسلمات، وواجبنا أن نصون حقوقهن وألا تكون هذه المعاناة سببًا في استغلال ظروفهن بزواج فيه إضرار بهن، فمن أراد أن يقدم على الزواج فعليه أن يتقي الله وأن يعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة.
وعليه فإن زواج السوريات من المصريين باطل إذا شابه إكراه أو استغلال لظروفهن العصيبة.
منقول عن المصريون
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر