"أضحية الغلابة"محمد حوش شهرين وجاب بطة وأحمد 3 فرخات وكيلو لحمة للضيوف
السبت، 19 أكتوبر 2013 - 23:03
الأضحية بمفهومها الآخر
كتب حسن مجدى
بين كف أحمر يعلن عن فرحة أسرة بأضحية العيد وطابور فقراء ينتظرون نصيبهم على الأبواب.. يستقرون هم فى عالم تتصدره لافتة عزة النفس والبحث عن ابتسامة تناسب مقاسات جيوبهم الصغيرة، فرخة أو بطة أو حتى أرنب يكفونهم لحجز مكان فى عيد الأضحى بأكلة "زَفَر" تتراص على طبلية صغيرة تتوزع فوقها فرحة العيد بالتساوى على الجميع ممتزجة برأس مرفوعة فى عائلة اختارت الاكتفاء بما لديها، تتبدل فوق ألسنتهم القصص والحواديت عن عيد أضحى ولا يتبدل عنوان يعطونه لأنفسهم "أصحاب أضحية الغلابة".
بجسد نحيف وابتسامة صافية وقف محمد على أبواب محل صغير بقرية البراجيل يشترى أضحية هذا العام، بطة بلدى، عقب رحلة من الفصال كلفته أخيرا 80 جنيها هم "تحويشة" شهرين: "البطة الكاملة أغلى من كيلو لحمة واحد بعشرة جنيه بس، لكن هتكفينى أنا وعيلتى يومين أو ثلاثة لو لمينا أيدينا، والأولاد هيحسوا أنهم ذبحوا وفرحوا غير لما نشترى كيلو من سكات".
أربع أطفال مع 300 جنيه إيجار شقة يجعلون الأضحية الحقيقية حلم بعيد للرجل الثلاثينى يلخصه بكلمه بسيطة تصاحبها ضحكه عالية: "خروف بجد.. أنت عارف الخروف بقى بكام؟!.. ده أنا أعرف ناس بتضحى بأرانب" ويتابع: "أحنا بنحاول نفرح نفسنا بأى حاجة وممكن البطة دية نوزع منها كمان على ناس أغلب".
إلى جوار سلسلة تربط قدم أبنها المصاب بدمور فى خلايا العقل، جلست أم خالد مع أطفالها الثلاثة أمام أضحيتهم هذا العام، فرخة مجمدة، تقول: "ما أتعودتش أمد أيدى لحد، كان الحاج سيد بيبعتلنا اللحمة لحد عندنا ومكناش نعرف غيره، وبعد ما أتوفى مش هنقف على الأبواب، بقالى كذا عيد بدبح فرخة وأشيلها ولو مفيش فلوس بشترى ماسورة عظم وأعمل عليها فتة، على حسب رزق أبو خالد".
أحلام أم خالد تبتعد عن عالم اللحوم وحتى عن عالم الأموال: "عايزة بس حفظات شهرية لخالد.. خالد مبيقدرش يعيش من غيرها بسبب ضمور عقله" تلمع دمعة بين عيونها التى كانت تبتسم وهى تقول: "روحت الشئون الاجتماعية فى قرية المعتمدية ومعايا الشهاداة اللى بتقول أنه محتاج الحفاظات قالولى تبقى تروحى لرئيس الجمهورية يمضيها ليكى".
طريق من عزة النفس يقف أمام يد أحمد على وهى تقبض على ثلاثة فراخ وبجانبهم كيلو لحم، يقول: "آه دول أضحيتى السنة دية ومن سنين على كده.. وكيلو اللحمة ده عشان الضيوف لو جولى يبقى البيت قدامهم فيه لحمة، مينفعش نبقى قدام الضيوف معندناش لحمة فى عيد الأضحى".
يقطع الحديث تداخل صوت أحمد ياسر، صاحب محل الدجاج فى شارع الوحدة بمنطقة إمبابة: "الغريب كمان أن الفراخ سعرها زاد فى العيد ده لدرجة بقت مضيقانا أحنا حتى كتجار، الفراخ البيضة رفعت من 15 لـ17.30 والبلدى من 19 لـ24، وده حتى خلى ناس مش قادرة تضحى بفرخة، بقوا يشتروا هياكل أو أى حاجة يمشوا بيها نفسهم".
منقول للأفادة
السبت، 19 أكتوبر 2013 - 23:03
الأضحية بمفهومها الآخر
كتب حسن مجدى
بين كف أحمر يعلن عن فرحة أسرة بأضحية العيد وطابور فقراء ينتظرون نصيبهم على الأبواب.. يستقرون هم فى عالم تتصدره لافتة عزة النفس والبحث عن ابتسامة تناسب مقاسات جيوبهم الصغيرة، فرخة أو بطة أو حتى أرنب يكفونهم لحجز مكان فى عيد الأضحى بأكلة "زَفَر" تتراص على طبلية صغيرة تتوزع فوقها فرحة العيد بالتساوى على الجميع ممتزجة برأس مرفوعة فى عائلة اختارت الاكتفاء بما لديها، تتبدل فوق ألسنتهم القصص والحواديت عن عيد أضحى ولا يتبدل عنوان يعطونه لأنفسهم "أصحاب أضحية الغلابة".
بجسد نحيف وابتسامة صافية وقف محمد على أبواب محل صغير بقرية البراجيل يشترى أضحية هذا العام، بطة بلدى، عقب رحلة من الفصال كلفته أخيرا 80 جنيها هم "تحويشة" شهرين: "البطة الكاملة أغلى من كيلو لحمة واحد بعشرة جنيه بس، لكن هتكفينى أنا وعيلتى يومين أو ثلاثة لو لمينا أيدينا، والأولاد هيحسوا أنهم ذبحوا وفرحوا غير لما نشترى كيلو من سكات".
أربع أطفال مع 300 جنيه إيجار شقة يجعلون الأضحية الحقيقية حلم بعيد للرجل الثلاثينى يلخصه بكلمه بسيطة تصاحبها ضحكه عالية: "خروف بجد.. أنت عارف الخروف بقى بكام؟!.. ده أنا أعرف ناس بتضحى بأرانب" ويتابع: "أحنا بنحاول نفرح نفسنا بأى حاجة وممكن البطة دية نوزع منها كمان على ناس أغلب".
إلى جوار سلسلة تربط قدم أبنها المصاب بدمور فى خلايا العقل، جلست أم خالد مع أطفالها الثلاثة أمام أضحيتهم هذا العام، فرخة مجمدة، تقول: "ما أتعودتش أمد أيدى لحد، كان الحاج سيد بيبعتلنا اللحمة لحد عندنا ومكناش نعرف غيره، وبعد ما أتوفى مش هنقف على الأبواب، بقالى كذا عيد بدبح فرخة وأشيلها ولو مفيش فلوس بشترى ماسورة عظم وأعمل عليها فتة، على حسب رزق أبو خالد".
أحلام أم خالد تبتعد عن عالم اللحوم وحتى عن عالم الأموال: "عايزة بس حفظات شهرية لخالد.. خالد مبيقدرش يعيش من غيرها بسبب ضمور عقله" تلمع دمعة بين عيونها التى كانت تبتسم وهى تقول: "روحت الشئون الاجتماعية فى قرية المعتمدية ومعايا الشهاداة اللى بتقول أنه محتاج الحفاظات قالولى تبقى تروحى لرئيس الجمهورية يمضيها ليكى".
طريق من عزة النفس يقف أمام يد أحمد على وهى تقبض على ثلاثة فراخ وبجانبهم كيلو لحم، يقول: "آه دول أضحيتى السنة دية ومن سنين على كده.. وكيلو اللحمة ده عشان الضيوف لو جولى يبقى البيت قدامهم فيه لحمة، مينفعش نبقى قدام الضيوف معندناش لحمة فى عيد الأضحى".
يقطع الحديث تداخل صوت أحمد ياسر، صاحب محل الدجاج فى شارع الوحدة بمنطقة إمبابة: "الغريب كمان أن الفراخ سعرها زاد فى العيد ده لدرجة بقت مضيقانا أحنا حتى كتجار، الفراخ البيضة رفعت من 15 لـ17.30 والبلدى من 19 لـ24، وده حتى خلى ناس مش قادرة تضحى بفرخة، بقوا يشتروا هياكل أو أى حاجة يمشوا بيها نفسهم".
منقول للأفادة
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر