هل المعاصي في نهارِ رمضان تبطل الصوم ؟
سؤال : هل المعاصي في نهارِ رمضان تبطل الصوم ؟
الجواب : مذهب الإمام الجليل ابن حزم ـ رحمه الله ـ أن المعاصي تفطِّر الصائم ، قال رحمه الله في كتابه العظيم " المحلى " (6/ 177) رقم المسألة (734) ما نصه :
" ويبطل الصوم ـ أيضاً ـ تعمد كل معصية ـ أي معصية كانت ، لا تحاش شيئاً ـ إذا فعلها عامداً ذاكراً لصومه ، كمباشرة من لا يحل له من أنثى أو ذكر ، أو تقبيل غير امرأته وأمته المباحتين له من أنثى أو ذكر ، أو أتيان في دبر امرأته أو أمته أو غيرهما ، أو كذب ، أو غيبة ، أو نميمة ، أو تعمد ترك صلاة ، أو ظلم ، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله .... " أ.هــ .
وهذا مذهب بعض السلف الصالح .
قلت: والإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ لم يعزوا هذا القول ( أن المعاصي تفطِّر الصائم ) لداود ولا لأحدٍ من أصحابه ، والجمهور على خلافه : فرأوا أن المعاصي لا تبطل الصوم ، وإن كانت تخدشه وتصيب منه ، بحسب صغرها أو كبرها .
وذلك أن المعاصي لا يسلم منها أحد ، إلا من عصم ربك ، وخصوصاً معاصي اللسان .
والمختار عندي : أن المعاصي لا تبطل الصوم ، كالأكل والشراب ، ولكنها قد تذهب بأجره ، وتضيع ثوابه .
وقد عدد الإمام الجليل ابن حزم ـ رحمه الله ـ مفسدات الصوم وهي : تعمد الأكل ، أو تعمد الشرب ، أو تعمد الوطء في الفرج ، أو تعمد القيء ، أو تعمد كل معصية ، ثم قال بعد ذلك :
" فمن تعمد ذاكراً لصومه شيئاً مما ذكرنا فقد بطل صومه ، ولا يقدر على قضائه إن كان في رمضان أو في نذر معين ؛ إلا في تعمد القيء خاصة فعليه القضاء ... " . [ المحلى : 6/ 180 ] .
وقال ايضاً ( 6/ 185) :
" ولا قضاء إلا على خمسة فقط : وهم الحائض والنفساء ، فإنهما يقضيان أيام الحيض والنفاس ، لا خلاف في ذلك من أحد ، والمريض والمسافر سفراً تقصر فيه الصلاة ، لقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام ) والمتقيء عمداً ، بالخبر الذي ذكرنا قبل ، ةهذا كله مجمع عليه في المريض والمسافر إذا أفطرا ، وكلهم مطيع لله تعالى ، لاإثم عليهم ، إلا المتقيء وهو ذاكر ، فإنه آثم ولا كفارة عليه " .
وقال أيضاً (1/ 185 ) :
" ولا كفارة على من تعمد فطرا في رمضان بما لم يبح له ، إلا من وطئ في الفرج من امرأته أو أمته المباح له وطؤهما إذا لم يكن صائما فقط ; فإن عليه الكفارة ... " .
فإن قال قائل : ما تأمرون من تعمد ترك صلاة حتى خرج وقتها ، أو تعمد إفساد صوم رمضان ؟
أجاب عن ذلك الإمام ابن حزم في كتابه الجليل " الإحكام " (3/ 58 ـ 59 ) فقال :
" نأمرهم بما أمرهم به ربهم عز وجل ، إذا يقول : " إن الحسنات يذهبن السيئات " ، وبما يقول لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ، إذ يقول : أن من فرط في صلاة فرض جبرت يوم القيامة من تطوعه وكذلك الزكاة وكذلك سائر الأعمال . فنأمره بالتوبة والندم والاستغفار والإكثار من التطوع ، ليثقل ميزانه يوم القيامة ويسد ماثلم منه . وأما أن نأمره بأن يصلي صلاة ينوي بها ظهراً لم يأمره الله عز وجل به ، أو عصراً لم يأت به نص ، أو نأمره بصيام يوم على أنه من رمضان ، وهو من غير رمضان . فمعاذ الله من ذلك فإذن كنا نكون متعدين بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وآمرين له بأن يفعل غير ما أمره الله تعالى به ؛ بل ما قد نهاه عنه .... " . قلت : راجع بقية كلام الإمام فهو نفيس للغاية .
وكتبه لكم / أبو عبدالرحمن عبدالعزيز الحنوط ـ عفا الله عنه ـ
الجواب : مذهب الإمام الجليل ابن حزم ـ رحمه الله ـ أن المعاصي تفطِّر الصائم ، قال رحمه الله في كتابه العظيم " المحلى " (6/ 177) رقم المسألة (734) ما نصه :
" ويبطل الصوم ـ أيضاً ـ تعمد كل معصية ـ أي معصية كانت ، لا تحاش شيئاً ـ إذا فعلها عامداً ذاكراً لصومه ، كمباشرة من لا يحل له من أنثى أو ذكر ، أو تقبيل غير امرأته وأمته المباحتين له من أنثى أو ذكر ، أو أتيان في دبر امرأته أو أمته أو غيرهما ، أو كذب ، أو غيبة ، أو نميمة ، أو تعمد ترك صلاة ، أو ظلم ، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله .... " أ.هــ .
وهذا مذهب بعض السلف الصالح .
قلت: والإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ لم يعزوا هذا القول ( أن المعاصي تفطِّر الصائم ) لداود ولا لأحدٍ من أصحابه ، والجمهور على خلافه : فرأوا أن المعاصي لا تبطل الصوم ، وإن كانت تخدشه وتصيب منه ، بحسب صغرها أو كبرها .
وذلك أن المعاصي لا يسلم منها أحد ، إلا من عصم ربك ، وخصوصاً معاصي اللسان .
والمختار عندي : أن المعاصي لا تبطل الصوم ، كالأكل والشراب ، ولكنها قد تذهب بأجره ، وتضيع ثوابه .
وقد عدد الإمام الجليل ابن حزم ـ رحمه الله ـ مفسدات الصوم وهي : تعمد الأكل ، أو تعمد الشرب ، أو تعمد الوطء في الفرج ، أو تعمد القيء ، أو تعمد كل معصية ، ثم قال بعد ذلك :
" فمن تعمد ذاكراً لصومه شيئاً مما ذكرنا فقد بطل صومه ، ولا يقدر على قضائه إن كان في رمضان أو في نذر معين ؛ إلا في تعمد القيء خاصة فعليه القضاء ... " . [ المحلى : 6/ 180 ] .
وقال ايضاً ( 6/ 185) :
" ولا قضاء إلا على خمسة فقط : وهم الحائض والنفساء ، فإنهما يقضيان أيام الحيض والنفاس ، لا خلاف في ذلك من أحد ، والمريض والمسافر سفراً تقصر فيه الصلاة ، لقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام ) والمتقيء عمداً ، بالخبر الذي ذكرنا قبل ، ةهذا كله مجمع عليه في المريض والمسافر إذا أفطرا ، وكلهم مطيع لله تعالى ، لاإثم عليهم ، إلا المتقيء وهو ذاكر ، فإنه آثم ولا كفارة عليه " .
وقال أيضاً (1/ 185 ) :
" ولا كفارة على من تعمد فطرا في رمضان بما لم يبح له ، إلا من وطئ في الفرج من امرأته أو أمته المباح له وطؤهما إذا لم يكن صائما فقط ; فإن عليه الكفارة ... " .
فإن قال قائل : ما تأمرون من تعمد ترك صلاة حتى خرج وقتها ، أو تعمد إفساد صوم رمضان ؟
أجاب عن ذلك الإمام ابن حزم في كتابه الجليل " الإحكام " (3/ 58 ـ 59 ) فقال :
" نأمرهم بما أمرهم به ربهم عز وجل ، إذا يقول : " إن الحسنات يذهبن السيئات " ، وبما يقول لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ، إذ يقول : أن من فرط في صلاة فرض جبرت يوم القيامة من تطوعه وكذلك الزكاة وكذلك سائر الأعمال . فنأمره بالتوبة والندم والاستغفار والإكثار من التطوع ، ليثقل ميزانه يوم القيامة ويسد ماثلم منه . وأما أن نأمره بأن يصلي صلاة ينوي بها ظهراً لم يأمره الله عز وجل به ، أو عصراً لم يأت به نص ، أو نأمره بصيام يوم على أنه من رمضان ، وهو من غير رمضان . فمعاذ الله من ذلك فإذن كنا نكون متعدين بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وآمرين له بأن يفعل غير ما أمره الله تعالى به ؛ بل ما قد نهاه عنه .... " . قلت : راجع بقية كلام الإمام فهو نفيس للغاية .
وكتبه لكم / أبو عبدالرحمن عبدالعزيز الحنوط ـ عفا الله عنه ـ
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر