ليس من شيم البادية اذلال الضيف أو ابتزازه

سأروي لك قصة بسيطة حدثت معي في حرب 67 التي تسمي بالنكسة .. بدأت القوات المصرية تتوافد علي سيناء وكان يقفون للأستراحة في بعض القري .. كنا ونحن

شباب مهمتنا تقديم التمور والعجوة ومياه الشرب لهم وكنا نشعر بسعادة ونحن نشارك في هذة المهمة .. امكانياتنا محدودة جدا وحالنا علي الله ولكننا لم نبخل بما لدينا وقدمناه لهم بنفس راضية , ويوم النكسة بدأت القوات تتراجع للخلف اولا في بعض سيارات الجيب التي يركبها الضباط فقط وبعض من العسكر .. ثم تلي ذلك بعد يوم العائدين علي أرجلهم ولاحملون طعاما ولا ماء .. وكانت أزمة ومفاجأة للجميع هذة العودة السريعة لجيوشنا فلم تكن لدينا المواد الغذائية الكافية لنا ولكننا كنا نقتسم مع العائدين نصيبنا من الخبز فلو كان نصيبي رغيف كنت اقتسمه مع أحد التائهين وسط الصحراء وبدأنا نجمع في العسكر في النهار ثم نصطحبهم بالليل لآقرب مكان آمن لهم .. كانت الاسلحة يرميها العسكري في الصحراء وسط الرمال وكنا نخاف منها ونضع عليها التراب خوفا من طائرة تكتشفها أو دورية اسرائيلية تمر وتراها ... المحزن أن هؤلاء العسكر عندما وصلوا الي مأمنهم سألوهم أين عهدتكم .. أين سلاحكم .. طبعا لو رد وقال رميته سيحاكم .. فكان أسهل اجابة تحميه البدو أخذوه مني بالقوة مقابل شربة ماء أو رغيف من الخبز... أقسم بالله العلي العظيم هذا ظلم بين سجل علينا ونحن منه براء.. والله اننا نستحق اعتزار رسمي من الجميع علي هذة الاهانة. فليس من شيم البادية اذلال الضيف أو ابتزازه



بقلم :

محمد أبوعزرة