(حواء)
وعناصر اختيار الزوج المناسب
محمد حسين فضل الله
أن للفتاة، كما للشاب، الحق في أن تطلب الأشياء الذاتية،
باعتبارها انسانة لها أحاسيس ومشاعر وطريقة في التفاعل مع الانسان الآخر.
فلها أن تطلب، في عملية اختيارها، الانسان الجميل، أو الانسان المقبول من حيث الشكل،
لأنها لا تطيق أن تعيش مع انسان قبيح الشكل،
تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى للرجل.
ولها أن تطلب الانسان الذي يمثل الكفاية الحياتية من حيث إمكانياته المادية.
ولها أن تطلب الشخص الذي يملك مستوى ثقافياً معيناً أو مستوى اجتماعياً معيناً.
إن الاسلام لا يقف أمام رغبة المرأة في تحديد المواصفات الذاتية للرجل الذي تريد أن تختاره،
باعتبار أن مسألة الزواج هي مسألة اختيار ناشئ عما يفكر فيه الانسان في حياته.
ولكن الاسلام الذي يحترم إرادة المرأة والرجل في هذا المجال يحاول أن يوجه رغباتهما ..
ليؤكد أن هذه المواصفات التي قد تنجذب إليها المرأة أو الرجل لا تمثل القيمة الكبيرة،
بحيث يجعلانها في قمة اهتماماتهما، فتكون الخط الصحيح في حياتهما.
إن مثل هذه الأمور لا تعتبر أساساً في ثبات الحياة الزوجية.
فالجمال، مثلاً، شيء طبيعي في الرغبة، لا سيما في مجال الرغبة الحسية.
ولكن قد يذهب الجمال بفعل التشويه، أو بفعل أي وضع من الأوضاع. وربما يذهب المال، وربما يصاب الانسان بنكسة مالية أو بخسارة كبيرة.
وقد يفقد مركزه الاجتماعي مثلاً، وتضعف ثقافته بفعل عدم الممارسة.
إن هذه الأمور ليست من الأمور التي تمثل العناصر الثابتة التي يمكن أن تتحرك في داخل الحياة الزوجية لتضمن سلامتها. هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فإن الزواج يمثل علاقة خاصة، لأنه يمثل أسلوباً من أساليب حركة العلاقات الانسانية في ما يتصرف به كل فريق تجاه الفريق الآخر على مستوى احترام حقوقه،
وعلى مستوى احترام مشاعره، وعلى مستوى طريقة إدارة المعنى الانساني في داخل هذه العلاقة، وما، إلى ذلك.
إن هذه المسألة تتصل بالجانب الأخلاقي في شخصية الزوج أكثر مما تتصل بالجانب المادي.
فقد يغرق الزوج زوجته بالمال أو بتلبية الرغبات الحسية،
ولكنه لا يحسن التعامل معها بشكل إنساني جيد من خلال غياب الجانب الانساني في تعامله.
إن حياتها سوف تتحول إلى جحيم.
وكذلك عندما لا يكون الانسان متديناً يخاف الله فإنه من الممكن جداً أن ينعكس عدم تدينه على طريقة تعامله مع زوجته التي يستضعفها في البيت،
عندما لا يكون هناك شخص آخر معهما يحمي الزوجة من الزوج.
كما انه يستطيع أن يدمر حياتها بطريقة أو بأخرى من خلال طبيعة إثارة المشاكل والقضايا وما إلى ذلك بشكل سلبي في الحياة الزوجية.
لهذا ركز الاسلام في توجيه المرأة على الارتفاع برغباتها إلى الجانب الذي يمس عمق إنسانية العلاقة وعمق ثباتها،
وهو (الخلق والدين).
فقد قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم :
(إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)
الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني ،
على أساس أن الزيجات التي تتحرك خارج هذا النطاق هي زيجات لا بد من ن تفرز الكثير من المشاكل ومن الخلافات ومن الفساد في العلاقات الزوجية.
لا أريد أن أقول: إن على المرأة أن تنظر إلى الخلق والدين ولا تنظر إلى الأشياء الأخرى.
وإنما أريد أن أقول: إن الفكر الاسلامي، في ما نفهمه من أمثال هذه الأحاديث،
يدعو المرأة، عندما تريد أن تنظر إلى الجوانب الأخرى ألا تعتبرها الأساس،
بل عليها أن تنظر إلى العناصر التي تمس طبيعة العلاقة الزوجية ..
من حيث هي علاقة إنسانية اجتماعية تحتاج إلى الأخلاق التي تحكم نظرة كل من الزوجين للآخر وتصرفه نحوه،
وإلى الالتزام الديني الذي يمثل الضابطة التي تضبط تصرفات الزوج في الخط الشرعي نحو المرأة.
للمرأة الحق في أن تطلب الرجل الجميل والرجل الغني والرجل الذي يملك مركزاً اجتماعياً والذي يملك مركزاً ثقافياً،
ولكن عليها أن تضع أمامها، إلى جانب هذه العناصر، عنصري الخلق والدين ..
لأنهما هما اللذان يساهمان في نجاح الحياة الزوجية حتى ولو افتقر الرجل أو ذهب جماله أو فقد مركزه الاجتماعي.
إن الأخلاق والدين يمكن أن يمثلا الأساس في هذا المجال.
وهذا المعنى الذي يؤكده الاسلام في الرجل يؤكده في المرأة.
فقد ورد في بعض الأحاديث أن هناك من سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من أتزوج؟
قال صلى الله عليه وسلم:
(تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها )
ثم قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم الناصح الأمين الذي هو أولى بنا من أنفسنا:
(فاظفر بذات الدين تربت يداك).
انطلاقاً من هذا التعبير، أيضاً، لا بد للرجل من ألا يجعل جمال المرأة ومالها الأساس.
ولذلك ورد في الحديث: (
من تزوج امرأة لمالها ولجمالها سلبه الله مالها وجمالها ).
الدين إذن هو الأساس في شخصية المرأة في العلاقة الزوجية،
والدين هو أساس في الرجل في مسألة العلاقة الزوجية،
والأخلاق هي نوع من أنواع الفكر الديني في تفاصيله.
وإضافة إلى ما سبق، نريد أن نؤكد حقيقة،
وهي أن المرأة التي تطلب الجمال والثقافة والمال والمركز في الرجل، إلى جانب الخلق والدين،
هي امرأة غير منحرفة إسلامياً.
كما أن الرجل الذي يطلب في المرأة المتدينة الجمال والمال والثقافة والموقع الاجتماعي ،
هو انسان ليس منحرفاً إسلامياً.
فالانحراف هو أن يكون الجمال كل شيء، أو أن يكون المال كل شيء،
أو أن يكون المركز الاجتماعي كل شيء،
بحيث تكون الأخلاق والدين حالة هامشية في البحث عن الشريك في الحياة الزوجية.
وعناصر اختيار الزوج المناسب
محمد حسين فضل الله
أن للفتاة، كما للشاب، الحق في أن تطلب الأشياء الذاتية،
باعتبارها انسانة لها أحاسيس ومشاعر وطريقة في التفاعل مع الانسان الآخر.
فلها أن تطلب، في عملية اختيارها، الانسان الجميل، أو الانسان المقبول من حيث الشكل،
لأنها لا تطيق أن تعيش مع انسان قبيح الشكل،
تماماً كما هو الحال بالنسبة إلى للرجل.
ولها أن تطلب الانسان الذي يمثل الكفاية الحياتية من حيث إمكانياته المادية.
ولها أن تطلب الشخص الذي يملك مستوى ثقافياً معيناً أو مستوى اجتماعياً معيناً.
إن الاسلام لا يقف أمام رغبة المرأة في تحديد المواصفات الذاتية للرجل الذي تريد أن تختاره،
باعتبار أن مسألة الزواج هي مسألة اختيار ناشئ عما يفكر فيه الانسان في حياته.
ولكن الاسلام الذي يحترم إرادة المرأة والرجل في هذا المجال يحاول أن يوجه رغباتهما ..
ليؤكد أن هذه المواصفات التي قد تنجذب إليها المرأة أو الرجل لا تمثل القيمة الكبيرة،
بحيث يجعلانها في قمة اهتماماتهما، فتكون الخط الصحيح في حياتهما.
إن مثل هذه الأمور لا تعتبر أساساً في ثبات الحياة الزوجية.
فالجمال، مثلاً، شيء طبيعي في الرغبة، لا سيما في مجال الرغبة الحسية.
ولكن قد يذهب الجمال بفعل التشويه، أو بفعل أي وضع من الأوضاع. وربما يذهب المال، وربما يصاب الانسان بنكسة مالية أو بخسارة كبيرة.
وقد يفقد مركزه الاجتماعي مثلاً، وتضعف ثقافته بفعل عدم الممارسة.
إن هذه الأمور ليست من الأمور التي تمثل العناصر الثابتة التي يمكن أن تتحرك في داخل الحياة الزوجية لتضمن سلامتها. هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فإن الزواج يمثل علاقة خاصة، لأنه يمثل أسلوباً من أساليب حركة العلاقات الانسانية في ما يتصرف به كل فريق تجاه الفريق الآخر على مستوى احترام حقوقه،
وعلى مستوى احترام مشاعره، وعلى مستوى طريقة إدارة المعنى الانساني في داخل هذه العلاقة، وما، إلى ذلك.
إن هذه المسألة تتصل بالجانب الأخلاقي في شخصية الزوج أكثر مما تتصل بالجانب المادي.
فقد يغرق الزوج زوجته بالمال أو بتلبية الرغبات الحسية،
ولكنه لا يحسن التعامل معها بشكل إنساني جيد من خلال غياب الجانب الانساني في تعامله.
إن حياتها سوف تتحول إلى جحيم.
وكذلك عندما لا يكون الانسان متديناً يخاف الله فإنه من الممكن جداً أن ينعكس عدم تدينه على طريقة تعامله مع زوجته التي يستضعفها في البيت،
عندما لا يكون هناك شخص آخر معهما يحمي الزوجة من الزوج.
كما انه يستطيع أن يدمر حياتها بطريقة أو بأخرى من خلال طبيعة إثارة المشاكل والقضايا وما إلى ذلك بشكل سلبي في الحياة الزوجية.
لهذا ركز الاسلام في توجيه المرأة على الارتفاع برغباتها إلى الجانب الذي يمس عمق إنسانية العلاقة وعمق ثباتها،
وهو (الخلق والدين).
فقد قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم :
(إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)
الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني ،
على أساس أن الزيجات التي تتحرك خارج هذا النطاق هي زيجات لا بد من ن تفرز الكثير من المشاكل ومن الخلافات ومن الفساد في العلاقات الزوجية.
لا أريد أن أقول: إن على المرأة أن تنظر إلى الخلق والدين ولا تنظر إلى الأشياء الأخرى.
وإنما أريد أن أقول: إن الفكر الاسلامي، في ما نفهمه من أمثال هذه الأحاديث،
يدعو المرأة، عندما تريد أن تنظر إلى الجوانب الأخرى ألا تعتبرها الأساس،
بل عليها أن تنظر إلى العناصر التي تمس طبيعة العلاقة الزوجية ..
من حيث هي علاقة إنسانية اجتماعية تحتاج إلى الأخلاق التي تحكم نظرة كل من الزوجين للآخر وتصرفه نحوه،
وإلى الالتزام الديني الذي يمثل الضابطة التي تضبط تصرفات الزوج في الخط الشرعي نحو المرأة.
للمرأة الحق في أن تطلب الرجل الجميل والرجل الغني والرجل الذي يملك مركزاً اجتماعياً والذي يملك مركزاً ثقافياً،
ولكن عليها أن تضع أمامها، إلى جانب هذه العناصر، عنصري الخلق والدين ..
لأنهما هما اللذان يساهمان في نجاح الحياة الزوجية حتى ولو افتقر الرجل أو ذهب جماله أو فقد مركزه الاجتماعي.
إن الأخلاق والدين يمكن أن يمثلا الأساس في هذا المجال.
وهذا المعنى الذي يؤكده الاسلام في الرجل يؤكده في المرأة.
فقد ورد في بعض الأحاديث أن هناك من سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
من أتزوج؟
قال صلى الله عليه وسلم:
(تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها )
ثم قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم الناصح الأمين الذي هو أولى بنا من أنفسنا:
(فاظفر بذات الدين تربت يداك).
انطلاقاً من هذا التعبير، أيضاً، لا بد للرجل من ألا يجعل جمال المرأة ومالها الأساس.
ولذلك ورد في الحديث: (
من تزوج امرأة لمالها ولجمالها سلبه الله مالها وجمالها ).
الدين إذن هو الأساس في شخصية المرأة في العلاقة الزوجية،
والدين هو أساس في الرجل في مسألة العلاقة الزوجية،
والأخلاق هي نوع من أنواع الفكر الديني في تفاصيله.
وإضافة إلى ما سبق، نريد أن نؤكد حقيقة،
وهي أن المرأة التي تطلب الجمال والثقافة والمال والمركز في الرجل، إلى جانب الخلق والدين،
هي امرأة غير منحرفة إسلامياً.
كما أن الرجل الذي يطلب في المرأة المتدينة الجمال والمال والثقافة والموقع الاجتماعي ،
هو انسان ليس منحرفاً إسلامياً.
فالانحراف هو أن يكون الجمال كل شيء، أو أن يكون المال كل شيء،
أو أن يكون المركز الاجتماعي كل شيء،
بحيث تكون الأخلاق والدين حالة هامشية في البحث عن الشريك في الحياة الزوجية.
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر