بسم الله الرحمن الرحيم
البعث والنشور في الكتاب المسطور والعلم المنظور
البعث والنشور في الكتاب المسطور والعلم المنظور
قال تعالى :
" وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ , قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ" [ يس: 78-79] .
صدق الله العظيم
أساسيات البحث :
1- بداية خلق الانسان - الظلمات الثلاث :
يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ
[ الزمر: 6]
2 - عجب الذنب .. مركز التخليق واعادة التركيب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
" كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب "
أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ
3- عبارة )يَا بَنِي آدَمَ( تكرر ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات :
1- يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الاعراف :26]
2- يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
[الاعراف :27]
3- يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
[ الاعراف : 31 ] .
4- يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [ الاعراف : 35 ] .
5- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [ الاعراف : 172]
6- وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [ الاسراء : 70 ]
7- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [ يس : 60 ]
4- كلمة (الْبَعْثِ) تكررت في القران ثلاث مرات و (يَوْمِ الْبَعْثِ) مرتان في نفس الآية :
1- يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ , ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[ الحج : 5-6 ]
2- وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [ الروم : 56 ]
3- وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [ الروم : 56 ]
5- كلمة (النُّشُورُ) تكررت في القران ثلاث مرات:
1- وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ [ فاطر:9].
2- هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:15] .
3- وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا [ الفرقان: 3] .
6ـ علم الاجنة :
إن الطبقات الاساسية والاولية الثلاث لتكوين الانسجة والاعضاء المختلفة للجسد في بداية تكوين الجنين من خلال الشريط الاولي Primitive Streak هي:
1- الطبقة الداخلية (الاندودرم) Endoderm .
2- الطبقة الوسطى (الميزودرم) Mesoderm.
3- الطبقة الخارجية (الاكتودرم) Ectoderm .
7- الورم العصعصي المتعدد الانسجة Sacrococcygeal teratoma
ان منشأ العصعص (عجب الذنب) هو ما تبقى من خلايا الشريط الاولي (العقدة الاولية) Primitive Node والورم الذي ينشأ منه يحتوي عادة على خلايا من مختلف الانسجة Teratoma ويسمى ايضا بالجنين المشوه! وفي ذلك دليل على قدرة هذا الجزء لتكوين مختلف انسجة وأعضاء الجسم مستقبلا لاحتوائه على خلايا جذعية كاملة القدرة Pluripotent Stem Cells .
المقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد!
فقد اكد الله عز وجل في القران الكريم , والمصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف - على ركن الايمان باليوم الاخر والبعث والنشور يوم القيامة تأكيدا كثيرا! وذلك بعد التاكيد على ركن الايمان الاول - الايمان بالله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له )توحيد الربوبية الالوهية). حيث ان المشركين في جزيرة العرب عند نزول القران كانوا لا ينكرون وجود الله عز وجل وانه خالقهم وخالق السماوات والأرض كما ورد ذلك واضحا في قوله سبحانه وتعالى :
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [الزخرف : 87 ]
وقوله تعالى:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [ لقمان : 25 ]
وبالرغم من اعترافهم بوجوده سبحانه وتعالى فإنهم كانوا يشركون معه في عبادتهم آلهة أُخرى ليقربوهم إليه كما يزعمون .كما قال تعالى :
(أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )[الزمر:3]
والامر المهم ان المشركين كانوا لا يؤمنون قطعيا بيوم المعاد ويوم القيامة والبعث والنشور كما جاء ذلك على لسانهم في القرآن الكريم في ثلاث آيات (وكما سنفصله لاحقا في محور البعث والنشور في الكتاب المسطور ) وذلك في قوله تعالى :
1- وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ [ الانعام : 29 ]
2- إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ [ المؤمنون : 37 ]
3- وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ[الجاثية : 24 ]
لذلك اهتم الباري عز وجل بتوضيح هذا الركن الأساس والتأكيد عليه بآيات كريمة متعددة وبأساليب بلاغية غاية في التصوير الفني الرائع والبياني المؤثر والمقنع وتوظيف كافة الأدلة والأمثلة الحسية لتوضيح مفهوم البعث والنشور ليس للعرب في وقت نزول القرآن فحسب وإنما للناس أجمعين وفي كل زمان ومكان . وكذلك أقسم الباري عز وجل بذاته العلية (ونادرا ما يقسم الله بذاته في القران الكريم) على حقيقة البعث والنشور لأهميته وحتمية وقوعه وذلك في ثلاث آيات كريمات أيضا داحضا ادعاء الكافرين بعدم وقوعه والتصديق به ـ في الثلاث الآيات المذكورة أعلاه ـ وذلك في قوله تعالى :
1- وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ [يونس : 53 ] .
2- وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ : 3] .
3- زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن :7]
وقد ضرب المشركون مثالا قاصرا ومحدودا بزعمهم انه مادي وعلمي يحتجون به بعدم وقوع البعث والنشور, ورد على لسانهم في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى :
(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وهِيَ رَمِيمٌ ) [يس:7]
وهذا الزعم والمنطق ينطبق على هؤلاء الماديون والكافرون (الدهريون) في كل زمان ومكان , والذي يدل على جهلهم وتكذيبهم بالبعث والنشور اعتمادا على علمهم القاصر دون التدقيق والرجوع إلى العلم الصحيح كما جاء في قوله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )[يونس: 39] .
لذلك نجد ان القران الكريم يرد عليهم مباشرة ويفحم حجتهم بقوله تعالى قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) [ يس: 79] .
وقد ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية مايلي : ( يعلم العظام في سائر اقطار الارض و ارجائها ، اين ذهبت ، واين تفرقت وتمزقت وقد ورد عن الرسول الكريم هذه الحادثة وبالفاظ كثيرة منها قوله : " إن رجلا حضره الموت ، لما أيس من الحياة أوصى أهله : إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا ، ثم أوروا نارا ، حتى إذا أكلت لحمي ، وخلصت إلى عظمي ، فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار ، أو راح ، فجمعه الله فقال : لم فعلت ؟ قال : من خشيتك ، فغفر الله له ) [1] .
كذلك يضرب لهم القرآن الكريم عدة امثلة من واقعهم المادي الملموس وبغاية الوضوح والاثبات لافهامهم واقامة الحجة عليهم (كما سنذكره لاحقا في الامثلة التي ذكرها القران الكريم لتوضيح عقيدة البعث والنشور) لبيان وتفسير هذه الحقيقة الجوهرية في رده على مثالهم القاصر الذي ضربوه ! كما قال تعالى : ( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان : 33] .
ونحن في عصر العلم والمعرفة والتكنولوجيا ولغة الارقام نستطيع ان نوظف هذه الامور للبرهان والتاكيد على هذه الحقيقة الايمانية الغيبية والمفصلية والتي أقسم الله بحدوثها, ولو اننا كمؤمنين وكمسلمين نؤمن بها ونسلم لها . لان ذلك من اركان الايمان الغيبية قال تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ) [ البقرة : 3] ولكننا في نفس الوقت يجب علينا معاشر الاطباء والعلماء من كافة التخصصات (الشرعية منها والتجريبية) ان نوظف معطيات وحقائق العلم ماتوصل اليه وماسيتوصل اليه مستقبلا لبيان واثبات هذه الحقيقة , حيث اصبحت العلوم الكونية والتجريبية في خدمة العلوم الشرعية وصولا لتعزيز اركان الايمان في نفوس المسلمين واقامة الحجة على غيرهم , قال تعالى :
( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[ النحل : 102 ]
و قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) [النساء : 174] .
ومن اهم الاشارات العلمية في بيان واثبات هذه الحقيقة هو ماورد عن المصطفى "صلى الله عليه وسلم" في احاديث نبوية عن عجب الذنب منها الاحاديث الاتية :
1- قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما تنبت البقل وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب فيه يركب الانسان يوم القيامة " أخرجه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود والنسائي .
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب " أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ
3- عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " وإن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم يا رسول الله ؟ قال عجب الذنب . رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجة واحمد في المسند وأخرجه مالك .
الاستنتاجات من الاحاديث النبوية الصحيحة اعلاه الحقائق التالية [2]:
1- ان عجب الذنب عنصر اساس يتخلق ويتكون منه الجنين .
2- ان عجب الذنب او قسما منه لا نعرف مقداره ) لايبلى) .
3- ومن هذا القسم او البذرة يركب الخلق يوم القيامة .
وقد جاءت الابحاث الطبية والعلمية الحديثة واثبتت صحة ذلك ، من خلال علم الاجنة والتجارب التي اجريت على الخيط او الشريط الاولي Primary Streak في الجنين الذي يتكون في الايام الاولى من عمره حيث يتشكل عظم العصعص (عجب الذنب) من نهايته (العقدة الاولية) Primary Node ويتم برمجة خلايا الجسم وتميزها من خلاله ولذلك يسمى ايضا المنظم الاولي The Primary Organizer .
وكذلك ان عجب الذنب او قسما منه لا يبلى ويكون مقاوما للمؤثرات الخارجية كالسحق والحرارة والغليان )كما سنُفصل ذلك لاحقا) .
فان ثبوت الاستنتاجان الاول والثاني علميا يكون دليلا كافيا للقبول والتصديق بالاستنتاج الثالث (فيه يركب الخلق يوم القيامة ) والذي هو من الامور الغيبية التي نؤمن بها والتي هي احد اركان الايمان . فلما تحقق وثبت ما أخبرت عنه الآيات والاحاديث الاخرى في امور علمية كونية عديدة كانت من الغيب في زمن الرسالة و أصبحت حقائق العلم تكتشف صحتها الواحدة تلو الاخرى للتقدم الحاصل فيه وفي وسائله ، فقد لزم عقلا ومنطقا صحة وثبوت ما اخبرت به من امور لازالت في عالم الغيب كالبعث والنشور والحساب والعقاب والجنة والنار، وبذلك يكون قد تحقق الطرف الاول (الجانب المادي) من المعادلة وثبتت صحته فلابد أن يكون الطرف الثاني (الجانب الغيبي ) صحيحا ايضا [3].
وبذلك يتحقق لنا صحة امر المعاد وينتفي الشك والنكران من البعث والنشور وننتقل من مرحلة علم اليقين الى مرحلة عين اليقين وكأننا نشاهده! . حيث قرب القران الكريم مفهوم يوم المعاد والبعث والنشور الى الاذهان بضرب كثير من الامثلة التوضيحية من واقع المشاهدة وباساليب تصويرية مختلفة وكانها مشاهد متحركة تتمثل واقعا.
وقد وفقنا الله عز وجل لاكتشاف منظومة رقمية رائعة تعتمد على العددين (3) و (7) ومضاعفاتها واللَذين هما من الاعداد الفردية الاولية لهما علاقة بتكرار عبارات البعث والنشور واحياء الموتى والايات المتعلقة بهذا الموضوع في القران الكريم بصيغها المختلفة مكررة في معظمها (ان لم يكن في جميعها!) ثلاث او سبع مرات! وذلك في تناسق وتطابق لذكر الله عز وجل عن خلق الانسان في بطن امه في ظلمات ثلاث في قوله تعالى :
(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ) [ الزمر : 6] .
وكذلك مراحل خلق الانسان في سبع مراحل (سلالة من طين , النطفة , العلقة , المضغة , العظام , الاكساء باللحم, والنشأة)[4] واتبعها بمرحلة الموت ثم بمرحلة البعث والنشور كما ورد في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ[المؤمنون:12-16]. وكذلك وردت فيه عبارة ) يا بني آدم) وهو الإنسان الآدمي المعني بالبعث والنشور والايمان به والذي جاء ذكره في الحديث النبوي الشريف عن عجب الذنب في قوله صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم ياكله التراب الا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب) وردت هذه العبارة مكررة سبع مرات في القرآن الكريم ! (كما جاء في اساسيات البحث اعلاه الفقرة رقم 3) ، مما يضيف إعجازا آخرا له علاقة بالإعجاز العددي والرقمي حيث تمثل هذه المنظومة من الآيات الكريمات المتعلقة بهذا الموضوع وتفاصيله لوحة فنية رائعة ومتناسقة ذات العلاقة بالعددين (3) و (7) وبصورة دقيقة ومحكمة وكأن الباري عز وجل أراد من خلال ذكر هذه الايات الكريمات في كتابه المعجز ان يضيف لنا ( معاشر المسلمين في عصر العلم والتكنولوجيا والأرقام) دليلا وبرهاناًُ آخر في مجال الاعجاز العددي له علاقة بخلق الانسان والبعث والنشور . ويحقق لنا التطابق والتناسق بين القرآن والكون بما فيه الإنسان فالذي انزل القران هو الذي خلق الكون والانسان ، فالقرآن يقود الى الكون والكون يقود الى القرآن ويفسر احدهما الاخر!![5]
فضلا عن الادلة المذكورة من علم الأجنة وغيره من المؤشرات العلمية والطبية بخصوص اثبات هذا الركن الايماني الغيبي (البعث والنشور) والتي سنوردها لا حقا والله اعلم بمراده .
اللهم علمنا ماينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما
اللهم ارحمنا فوق الارض , وارحمنا تحت الارض , وارحمنا يوم العرض!
البعث والنشور في الكتاب المسطور:
يقول الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي :
(اعلم يا اخي المسلم ان قيام الساعة – وما يتبعها من احداث كالبعث والنشور – من اخطر الاخبار الغيبية التي اخبر عنها الخالق جل جلاله على الاطلاق . فمن اجل خطورة هذا الحدث العظيم من هذي النواحي كلها ، يظل القران يخبر الانسان عنه وينذره اياه في تاكيد متوال لا ينقطع ، ولا تكاد تمر على صحيفة من هذا الكتاب العظيم الا وتجد فيها حديثا عن يوم المعاد وتنبيها للانسان اليه . ولن تجد خبرا حفل به كتاب الله تعالى في تاكيد شديد له بشتى الأساليب العربية المختلفة كخبر يوم القيامة ولن تجد فيه تنبيها الى عظيم وتحذير الى خطير وبتفنن عجيب في النظم والاسلوب كتنبيه الناس الى يوم القيامة وتحذيرهم فيما يلاقونهم ....
فلا جرم ان هذه الاخبار المنذرة والمنبهة والمحذرة في كتاب الله تعالى هو اعظم دليل وبرهان على قيام الساعة ويوم القيامة وكل مايتبع ذلك من احداث – كإحياء الموتى والحساب - ...
ولنتأمل طائفة من هذه الآيات بقلب متيقض وعقل متدبر ولننتبه الى ما فيها من فنون التأكيد المختلفة بشتى الوجوه والأساليب التي تخاطب في الإنسان وجدانه وعقله ومشاعره ) والتي سنذكر قسما منها لاحقا .
ثم يستطرد البوطي قائلا : ( انظر إلى هذه الآية وتأمل في المؤكدات الشديدة التي كأنما غمست الآية فيها غمسا :
(اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) [النساء : 87]
وانظر الى هذه الايات الاخرى التي سيقت مساق الحجاج والنقاش لتبديد مايطوف بذهن الانسان من عوامل الريب والشكوك حول امكان وقوع هذا الامر العظيم – ومنه احياء الموتى والبعث والنشور – باسلوب معجز يتجلى به سلطان الربوبية وبنفس التأكيد الذي رايته بالاية السابقة : ( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ، أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا) [ مريم : 66- 67]
واحيانا اخرى ، يظهر في مكان هذه الاساليب كلها اسلوب آخر هادئ . انه اسلوب النظر العلمي ولفت العقل الى ما ينبغي ان ينتبه اليه من مذاهب التامل والفكر ، في قالب تعليمي كأنه درس من استاذ لتلاميذه وليس إخبارا من اله عظيم لعباده! وذلك في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) [ الحج : 5-7] .
وأما في حالات كثيرة اخرى فان الحديث عن يوم القيامة واحداثه ياتي باسلوب تصويري من شانه ان يبدد ما بينه ومابين الناس من حجب الغيب ومسافات الزمن . وينقلهم الى جو هذه الاحداث حتى ولكأنهم يشاهدونها بأعينهم! كقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ، قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ، إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ) [يس :51- 53] .
فهذا دليل ما بعده دليل على قيام الناس بعد موتهم لرب العالمين)[6]
وسنذكر ادناه اهم الآيات الكريمة التي جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل بخصوص البعث والنشور واحياء الموتى وتكرارها الثلاثي والسباعي فيه .
اولا : بداية الخلق ودورة الحياة والممات والإحياء
1- بداية الخلق )خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَ ( تكررت في القران الكريم ثلاث مرات:
1. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء :1]
2. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الاعراف : 189]
3. خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [ الزمر : 6]
2- الحمل والولادة )بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ( تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :
1- وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل : 78 ]
2- خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [ الزمر : 6]
3- الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [ النجم : 32] .
3- دورة الحياة والممات والإحياء (أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :
1. كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة :28]
2. وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ [ الحج : 66 ]
3. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [ الروم : 40 ] .
ثانيا : البعث والنشور
1- قسم الباري عز وجل بنفسه على وقوع البعث والنشور) وَرَبِّي ) وردت ثلاث مرات في القران الكريم :
1- وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ [يونس : 53 ]
2- وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ : 3 ]
3- زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [ التغابن : 7 ]
2- الامر بالبعث والنشور بالنفخ الاخير في الصور )وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) وردت ثلاث مرات في القران الكريم :
1- وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا [ الكهف : 99 ]
2- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ [ يس: 51 ]
3- وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ [ الزمر 68]
3- ايحسب الانسان ان يموت دون بعث ونشور)أَفَحَسِبْتُمْ – أَيَحْسَبُ) وردت ثلاث مرات في القران الكريم :
1- أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [ المؤمنون : 115]
2- أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ , بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ [القيامة:3-4 ]
3- أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى , أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى , ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى , فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى , أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [36-40]
4- عبارة( وَمِنْ آيَاتِه) في احياء الموتى والبعث والنشور وردت ثلاث مرات في القران الكريم :
1- وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ
[ الروم : 25]
2- وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ فصلت : 39 ]
3- وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ
[ الشورى : 29 ]
5- الكافرون يشككون بالبعث والنشور في عبارات )أإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) و (أَئِنَّا لَمَدِينُونَ) و (أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) وجواب القرآن عليهم بعدها مباشرة ، وردت سبع مرات في القران الكريم :
1- وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا [ الاسراء :49 ]
- قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا , أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا [الاسراء 50- 51 ] .
2- ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا [ الاسراء : 98 ]
- أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا [ الاسراء : 99 ]
3- وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا [ مريم : 66 ] .
- أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا , فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا , ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا , ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا
[ مريم : 67 - 70 ]
4- وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ [ السجدة : 10 ]
- قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [ السجدة : 11 ]
5- أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ , أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ [ الصافات : 16 - 17 ]
- قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ , فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ , وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ , هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [ الصافات : 18 -21 ]
6- يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ , أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ [ الصافات:52-53] .
- قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّ
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر