ليس الإنسان وحده يصوم بل العديد من الكائنات تصوم
<BLOCKQUOTE class="postcontent restore">
ليس الإنسان وحده من يصوم بل هناك العديد من الكائنات تصوم ...
ودون مقدمات ... أترككم مع الموضوع ..
متمنيا ً أن يكون عند حسن ظنكم ..
وراجياً لكم الفائده من خلال المطالعة والقراءة والتأمل
في مخلوقات الله عزوجل ... وبسم الله نبدأ ...
صيام قنفد النمل الشوكي
[/center]
</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE class="postcontent restore">
ليس الإنسان وحده من يصوم بل هناك العديد من الكائنات تصوم ...
ودون مقدمات ... أترككم مع الموضوع ..
متمنيا ً أن يكون عند حسن ظنكم ..
وراجياً لكم الفائده من خلال المطالعة والقراءة والتأمل
في مخلوقات الله عزوجل ... وبسم الله نبدأ ...
صيام قنفد النمل الشوكي
يعتبر قنفد النمل الشوكي أحد أفراد مجموعة الحيوانات اللبونة، أي التي تغذي صغارها بإفرازات لبنية، وهي من الحيوانات الثديية البدائية، وتمتاز بوجود مسلك واحد لإخراج الفضلات وكذلك التكاثر، ففيها شبه بالزواحف والطيور من هذه الناحية، وموطن هذه الحيوانات غينيا الجديدة، وهي تفضل المعيشة في المناطق الجبلية، فكثير ما تسكن على ارتفاع مائتي مقر فوق مستوى سطح البحر، كما أنها تفضل الأماكن الموحشة والغابات المظلمة الرطبة، ولعل كل هذا يرجع إلى عاداتها الغذائية، فهي تتغذى على الحيوانات الصغيرة كالحشرات والنمل وغيرها؛ حيث تقوم بالتقاط المواد الغذائية عن طريق مناقيرها الأسطوانية الرفيعة من مخابئها، مع ملاحظة أن النمل هو غذاؤها المفضل والأساسي، وللفرد منها لسان طويل تكسوه مادة لزجة، فحينما يمد الحيوان لسانه داخل الأنفاق الأرضية، يخرج وعليه كمية وفيرة من هذه الحشرات. فيقوم القنفد سعيدًا بالتهامها، وحتى لا يتأذى اللسان بلدغ هذه الحشرات فإن الله قد زوده بجلد سميك لا يتأثر بوخز هذه الحشرات، ومن الطريف أن القنافد تخلط أغذيتها هذه بكميات من الرمل والتراب والأعشاب الجافة، وهذه المواد تساعد على هضم الحشرات وتفتيت أجسامها.
وتستطيع هذه الحيوانات أن تصوم عن تناول الطعام لمدة تزيد على الشهر، دون أن يُحدث ذلك تأثيرًا على نشاطها وحيويتها، ودون أن تعتريها مظاهر الهزال والضعف، والسر وراء ذلك أن هذه الحيوانات نهمة في تغذيتها، فهي تظل تتغذى على ما يصادفها ليلاً أو نهارًا، الأمر الذي يترتب عليه تكوين مخزون احتياطي من المواد الدهنية، التي تشكل عبئًا على أجسامها، فحينما ينضب معين الغذاء عند كثرة أعدادها، أو عند ارتحالها إلى مناطق أخرى، فإنها تصمد أمام هذه الظروف فتصوم عن الطعام صيامًا إجباريًّا، فرب ضارة نافعة، فتستعيد رشاقتها وقدرتها على الحركة، وتلك آية من آيات الله في خلقه.
صيام العناكب
العناكب جمع عنكبوت، وهي أنواع من الحيوانات قريبة الشبه بالحشرات، حيث تنتمي إلى شعبة مفصليات الأرجل، وتمتاز العناكب عن الحشرات بأن أجسامها مقسمة إلى منطقتين فقط وأن الفرد منها له أربع أزواج من الأرجل المفصلية، وأن لها ثلاثة أزواج من المغازل التي تفرز الحرير الذي تستخدمه في بناء أعشاشها وبيوتها والممرات التي تتحرك عليها، وفي القرآن الكريم سورة تحمل اسم العنكبوت، وفيها يقول الله تعالى: "مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " (العنكبوت: 41).
كما كان للعنكبوت دور في عملية الإخفاء والتمويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبي بكر وهما في الغار استعدادًا للهجرة إلى المدينة المنورة، فقد شارك العنكبوت بصنع شبكة من النسيج على فم الغار، الأمر الذي جعل الكفار يقولون عندما وصلوا إلى الغار: إن هذا العنكبوت قد عشش على فم الغار قبل أن يولد محمد.
وتمارس بعض أنواع العناكب صيامًا لا تتناول خلاله أي لون من الطعام، ويتمثل هذا الصيام أثناء فترة وضع البيض وحضانته، فقد تلاحظ أن إناث هذه الأنواع تقوم بصنع خيمة من الحرير إبان فترة وضع البيض، ثم تضع بها البيض، وهنالك فإن عليها أن تقيم إقامة دائمة في هذه الخيمة لا تغادرها طوال فترة حضانة البيض، علمًا بأن هذه الفترة تختلف في طولها باختلاف الأنواع، وعلى أي حال فإن هذه العناكب تظل صائمة لا تتناول شيئًا من الطعام، الأمر الذي يسبب لها الضعف والنحول فتبدو هزيلة.
ويطلق على هذا الصيام "الصيام الوظيفي" أي الفسيولوجي، فهي تقوم بتجهيز بعض السوائل اللازمة لتغذية صغارها بعد نفسها عن طريق نشاط بعض الغدد الخاصة بذلك، ذلك لأن هذه الصغار لا تستطيع تحصيل غذائها بأنفسها، وتظل في تناول هذه السوائل حتى تكبر وتعتمد على أنفسها في تحصيل غذائها من البيئة المحيطة، وحينئذ تقوم الأم بالتحلل من صيامها، وتستأنف رحلة حياتها العادية، مضيفة بذلك آية عجيبة تدل على قدرة الله في خلقه، فليس للصدفة في ذلك كله أي دور، وإنما هي سنة الله في خلقه.
يتبـــــــــــــع :
[/center]وتستطيع هذه الحيوانات أن تصوم عن تناول الطعام لمدة تزيد على الشهر، دون أن يُحدث ذلك تأثيرًا على نشاطها وحيويتها، ودون أن تعتريها مظاهر الهزال والضعف، والسر وراء ذلك أن هذه الحيوانات نهمة في تغذيتها، فهي تظل تتغذى على ما يصادفها ليلاً أو نهارًا، الأمر الذي يترتب عليه تكوين مخزون احتياطي من المواد الدهنية، التي تشكل عبئًا على أجسامها، فحينما ينضب معين الغذاء عند كثرة أعدادها، أو عند ارتحالها إلى مناطق أخرى، فإنها تصمد أمام هذه الظروف فتصوم عن الطعام صيامًا إجباريًّا، فرب ضارة نافعة، فتستعيد رشاقتها وقدرتها على الحركة، وتلك آية من آيات الله في خلقه.
صيام العناكب
العناكب جمع عنكبوت، وهي أنواع من الحيوانات قريبة الشبه بالحشرات، حيث تنتمي إلى شعبة مفصليات الأرجل، وتمتاز العناكب عن الحشرات بأن أجسامها مقسمة إلى منطقتين فقط وأن الفرد منها له أربع أزواج من الأرجل المفصلية، وأن لها ثلاثة أزواج من المغازل التي تفرز الحرير الذي تستخدمه في بناء أعشاشها وبيوتها والممرات التي تتحرك عليها، وفي القرآن الكريم سورة تحمل اسم العنكبوت، وفيها يقول الله تعالى: "مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " (العنكبوت: 41).
كما كان للعنكبوت دور في عملية الإخفاء والتمويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه أبي بكر وهما في الغار استعدادًا للهجرة إلى المدينة المنورة، فقد شارك العنكبوت بصنع شبكة من النسيج على فم الغار، الأمر الذي جعل الكفار يقولون عندما وصلوا إلى الغار: إن هذا العنكبوت قد عشش على فم الغار قبل أن يولد محمد.
وتمارس بعض أنواع العناكب صيامًا لا تتناول خلاله أي لون من الطعام، ويتمثل هذا الصيام أثناء فترة وضع البيض وحضانته، فقد تلاحظ أن إناث هذه الأنواع تقوم بصنع خيمة من الحرير إبان فترة وضع البيض، ثم تضع بها البيض، وهنالك فإن عليها أن تقيم إقامة دائمة في هذه الخيمة لا تغادرها طوال فترة حضانة البيض، علمًا بأن هذه الفترة تختلف في طولها باختلاف الأنواع، وعلى أي حال فإن هذه العناكب تظل صائمة لا تتناول شيئًا من الطعام، الأمر الذي يسبب لها الضعف والنحول فتبدو هزيلة.
ويطلق على هذا الصيام "الصيام الوظيفي" أي الفسيولوجي، فهي تقوم بتجهيز بعض السوائل اللازمة لتغذية صغارها بعد نفسها عن طريق نشاط بعض الغدد الخاصة بذلك، ذلك لأن هذه الصغار لا تستطيع تحصيل غذائها بأنفسها، وتظل في تناول هذه السوائل حتى تكبر وتعتمد على أنفسها في تحصيل غذائها من البيئة المحيطة، وحينئذ تقوم الأم بالتحلل من صيامها، وتستأنف رحلة حياتها العادية، مضيفة بذلك آية عجيبة تدل على قدرة الله في خلقه، فليس للصدفة في ذلك كله أي دور، وإنما هي سنة الله في خلقه.
يتبـــــــــــــع :
صيام قراد الماشية
يعتبر القراد واحدًا من أهم الأكاروسات التي تتطفل على كثير من الحيوانات، كالإبل والغنم والبقر والجاموس، حيث تتغذى على دماء هذه الحيوانات، فهي غنية بالمواد الغذائية اللازمة لحياتها، ويكمن خطر هذه الطفيليات في إضرارها بصحة الحيوان كثيرًا، كما أنها تنقل له بعض الأمراض الخطيرة، فلو أن قرادًا من هذه الأنواع لدغت إنسانًا فإنها قد تصيبه بالشلل، وهذا الأمر يدل على خطورتها، ومن المعلوم أن إناث القراد هذه تضع بيضها في التربة على هيئة كتل كبيرة، وبعد انقضاء فترة الحضانة لهذا البيض فإنه يفقس عن يرقات بكل منها ثلاثة أزواج من الأرجل، وما إن تجد هذه الأفراد عائلها المفضل حتى تتعلق به، حيث تغرس خرطومها في جلده بصورة تعتبر مضرب المثل، فيقولون: تعلق فلان بفلان كالقراد، وعلى الفور تسحب هذه اليرقات وجبة شهية من دم هذا المسكين، فتنمو وتنسلخ وتتطور إلى الحورية، والحورية طول له أربعة أزواج من الأرجل، وهي وإن كانت تشبه الأفراد اليافعة إلا أنها أصغر منها حجمًا، وما إن تظفر الحورية بوجبة غذاء شهية من دم العائل حتى يكتمل نموها فتصل إلى الطور اليافع، وهنا نلاحظ أن أجسام الإناث تمتاز بجلودها المطاطة، التي تتسع عند امتلائها بالدم، وعندما تعب الأنثى من دم عائلها إلى حد أن جسمها يصبح أشبه بالبالون، فإنها تترك عائلها هذا إلى حين، حيث تنزل إلى التربة معلنة بذلك بدء صوم من نوع غريب يمكننا أن نطلق عليه "صيام التربص"، وفي هذه الأثناء تضع بيضها في التربة، وقد تطول فترة الصيام هذه لأزمنة غير معلومة، ولكنها على أي حال مرتبطة بقدوم العائل من جديد، وعليه فقد زود الله هذه المخلوقات بحاسة شم قوية وحاسة سمع قوية كذلك، حتى أنه ليضرب بها المثل فيقال: "أسمع من قراد"، فهي تسمع الإبل القادمة من مسيرة عدة أيام، كما تشم رائحتها كذلك، فإذا ما أقبلت العوائل فإنها تنهي صومها سريعًا بتناول وجبة ساخنة من دماء هذه العوائل، فتبارك الله أحسن الخالقين.
تنبيه هام : بالمرفقات صورة تبين حجم حشرة القراد
بالنسبة إلى عود الثقاب .... سبحان الله
صيام الفقمة (فيل البحر)
الفقمة نوع من الحيوانات الثديية الضخمة، التي تعيش في البحار، وتتغذى على اللحوم، وتقضي هذه الحيوانات فصل الشتاء بأكمله في البحار سابحة، وفي نهاية شهر أغسطس من كل عام تهرع إلى الشاطئ، حيث تكون على وشك التزاوج، فتعسكر على الشاطئ عدة أشهر، وتقوم الذكور باختيار الإناث المفضلة، وقد يستحوذ الذكر الواحد على نحو ثلاثين أنثى، وعندئذ يدخل في نوع خاص من الصيام يطلق عليه صيام التكاثر، ويمتد هذا الصيام عدة أسابيع، تظل فيها الذكور الصائمة ساهرة على حراسة الإناث الشابة، أما الإناث المسنة فإنها تكون حوامل وتضع صغارها في غضون أيام قلائل.
وتظل الصغار تحظى برعاية الأمهات لها فيكسى جسمها بفراء صوفي أسود، تترسب أسفله طبقة دهنية سميكة، وعلى الحيوان الصغير أن يستبدل هذا الفراء بسترة جديدة تناسب حياة الماء عندما يعود إليه، ويلزم الحيوان أن ينسلخ من هذا الجلد القديم، فينفصل عن أمه، ويدخل في مرحلة من الصيام لا يشرب فيها ماء ولا يذوق طعامًا، بل يظل مستلقيًا على الشاطئ، وتستمر فترة الصيام هذه ستة أسابيع كاملة، تنتهي بحلول شهر يناير، وهنالك يحين موعد فطرها، وقد تبدل جلدها الصوفي بجلد يناسب حياة الماء، فتنزل إلى لجة الماء معتمدة على الله، معلنة انقضاء الصيام، فتقبل على الطعام والشراب بشهية وبنهم، فلا تلبث أجسامها أن تكتنز بالدهن فتبدو ممتلئة الأجسام، ومن هنا صح أن يطلق عليها أفيال البحر، وتقضي الشتاء كله على هذا الحال، حتى إذا ما ولى الشتاء وانقضى ودعت حياة البحر لتأخذ حمامات شمسية على الشاطئ، وحينئذ تكون قد بلغت حد النضج الجنسي فتتزاوج وتتكاثر، وتصوم وتفطر من جديد.
يتبـــــــــــــع :
[center]صيام السناجيب
السناجيب جمع سنجاب، وهي مجموعة من الحيوانات التي تتبع رتبة القوارض، وهي حيوانات تشبه الجرذان، وتمتاز القوارض بصفة عامة بأسنانها القاطعة عديمة الجذور، فهي في نمو مستمر طوال حياتها، ولذلك فإن هذا النمو يعوض الأجزاء التي تتآكل منها نتيجة القرض المستمر للغذاء، وهذه القواطع مكسوة بنوع من المينا يتآكل باستمرار، بحيث تكون أجزاؤها العلوية حادة وقاطعة، وهذه الحيوانات نباتية التغذية.
وتمتاز السناجيب الأرضية بأنها تأكل بنهم زائد خلال فصل الخريف، الأمر الذي يترتب عليه أن تسمن بصورة ملحوظة، وكأنها تستعد لأمر عظيم، وعندما يحمل فصل الشتاء فإنها تدخل في نوع عجيب من الصيام، حيث لا تستطيع أن تمارس الحركة، أو النشاط، فتتخذ لأنفسها مخابئ مريحة ومناسبة داخل الكهوف أو الأخشاب المجوفة وتنام نومًا عميقًا، وتتكور على أنفسها، وكأنها قد ودعت الدنيا ومن فيها، ويختلف هذا النوع من النوم عن النوم المعهود، فلا توقظها الأصوات المرتفعة أو الهزات العنيفة، فقد دخلت في حالة بيات أو نوم شتوي، وتبطؤ فيها العمليات الحيوية، فتتنفس ببطء شديد وتريح عضلاتها، وتستريح أيضًا أمعاؤها ومعداتها، وترتاح أيضًا أعينها نظرًا لإطباق جنونها، وبمرور وقت الشتاء تستهلك مخزونها الدهني، حتى إذا ما ولى فصل الشتاء أدراجه، وبدأت الحرارة تدب في الأجسام من جديد، إذا بهذه الحيوانات تستيقظ من رقادها الطويل، متثائبة متمطية، وقد بدت أجسامها نحيلة رشيقة، فتتحرك هنا وهناك سعيًا وراء رزق الله الذي تتناوله في خفة ورشاقة، معلنة بذلك إباحة الفطر وانتهاء الصيام، فتمثل لها هذه الأيام أيام عيد.
وهذه العادة الفطرية تقرب لأذهاننا وعقولنا فوائد الصيام الذي افترضه الله على عباده المؤمنين كل عام.
صيام الجرذان النوامة
الجرذان النوامة مجموعة من الثدييات التي تنتمي إلى رتبة القوارض، وهي حيوانات اجتماعية، تعيش في جماعات أو على الأقل في أزواج، وتعنى الإناث بتربية الصغار، وتعيش في أوروبا وآسيا الوسطى والجنوبية وفي إفريقيا، هذا فضلاً عن الأنواع التي تستوطن أستراليا وغينيا الجديدة، وغالبًا ما تعيش هذه الحيوانات في مناطق التلال والجبال والغايات والغتامن والبساتين، وتعيش هذه الجرذان فوق الأشجار في فصل النشاط، وتتخذ لأنفسها أوكارًا بين الأفرع والأغصان، أما في الشقاء فإنها تتخذ لأنفسها أوكارًا أرضية بين جذور الأشجار؛ وذلك حتى تقضي فصل الشتاء في هذه الأوكار الأرضية.
وهذه الحيوانات حيوانات ليلية النشاط، تقضي بياض النهار في أوكارها، ولا تبرحها إلا عند المساء وفي غشاوة الفجر سعيًا وراء تحصيل الرزق، وهي تتغذى على الثمار والبذور المختلفة، كما أن منها أنواعًا تأكل الحشرات، والبيض وصغار الطيور، فهذه المصادر توفر لها البروتين، أما المواد النباتية فتوفر لها الكربوهيدرات، وإذا كانت القوارض بصفة عامة تمتاز بوجود الأعور فإن هذه الجرذان تشد عن هذه القاعدة فلا يوجد بها هذا العضو.
وعندما تنخفض درجة الحرارة في بداية فصل الشتاء فإن هذه الجرذان تنوي الصيام، وتدخل في بيات شتوي، فيعتريها الخمول والكسل، وتدخل في شبه غيبوبة، حتى إنها لا تكاد تحس بما حولها، وربما يكون ذلك بسبب كمية الدهن المخزنة في أجسامها، ويتم استهلاك هذا الدهن خلال فترة الصيام، وبانقضاء فصل الشتاء وحلول الدفء فإن هذه الجرذان تستيقظ من نومها، وتفتح عيونها على ما حولها، ثم تتحرك بحذر منهية صيامها بتناول ما يصادفها من طعام.
يتبـــــــــــــع :
[center]الحشرات التي تفضل الصيام على قمم الجبال
من الطريف في عالم الحشرات ما يشاهد من ميل بعض أنواع الخنافس إلى قضاء وقت الشتاء؛ حيث البرد القارس على قمم الجبال، فبمجرد أن تحس ببرودة الجو، وأن تباشير الشتاء قد أقبلت فإنها تهرول إلى قمم الجبال، وكأنها بهذا تنادي بني جنسها قائلة: "من يسبح معي ضد التيار".
ومعلوم أن قمم الجبال والأماكن المرتفعة في البلاد الأوروبية تكون شديدة البرودة إلى حد أن تكتسي بالثلوج؛ فتنخفض درجات حرارتها إلى نحو 30م تحت الصفر، ولا شك أن هذه الحشرات ستصادف هذه الظروف القاسية؛ فهي - وإن كانت أجسامها ممتلئة بكميات من الدهن - تستطيع الاعتماد عليها خلال فترة بيات وصيام تستغرق فصل الشتاء، غير أن هذه البرودة لا بد أن تؤثر فيها، وتجعلها بحاجة أخرى إلى كمية من الوقود الذي يمدها بالدفء، وبخاصة في أواخر الشتاء؛ حيث يكون مخزونها الغذائي قد أوشك على النضوب وإحساسها بالبرودة يصبح شيئًا ملموسًا؛ فماذا تفعل هذه الحشرات التي لم يَحِن بعد وقت إفطارها؟ هل تستسلم لتلك الظروف، أم أن الله سبحانه قدر لها وسيلة مناسبة تخرج بها من هذا المأزق الحرج؟
نعم، إن الله سبحانه وتعالى الذي وصف صنعته بالحُسن، ووصفها بدقة التدبير وإحكام التقدير – قد أعطى كل مخلوق من الوسائل ما يجعله يشق طريق حياته على نحو مُرضٍ؛ فلم تشأ عناية الله أن تتخلى عن هذه الحشرات. كما لم تتخلَّ عن غيرها؛ حيث تتم بداخل أجسامها عملية هامة إبان نزوحها إلى قمم الجبال، ألا وهي أنها تأكل في هذه الفترة بشراهة، وتخزِّن الكميات الزائدة عن احتياجاتها على هيئة دهون.
وفي نفس الوقت فإنها تمتنع عن شرب الماء فتقل نسبة الماء في أجسامها، ويتحول الماء الحر الذي كان موجودًا بسوائل أجسامها إلى نوع آخر من المياه، وهو الماء المرتبط، وهو عبارة عن نوع من المياه التي تذوب فيها بعض المكونات الغذائية وتجعلها كثيفة القوام؛ ولهذه الصورة من المياه فائدة هامة، ألا وهي إكساب هذه الحشرات القدرة على تحمُّل درجات الحرارة المنخفضة؛ فلا تتجمد المياه بداخل أجسامها عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي.
وإذا حدث ما لا تحمد عقباه من انخفاض درجة الحرارة إلى حدود ليس في مقدورها تَحمُّلها فإننا نجد رحمة الله بهذه المخلوقات تكسبها خاصية أخرى على درجة كبيرة من الأهمية؛ حيث يكون في مقدور هذه الحشرات أن تحصل على طاقة حرارية مذهلة؛ وهو ما بداخل أجسامها من الماء، ومعلوم أن هذه الحرارة هي الحرارة الكامنة للماء، فإذا ما انخفضت درجة حرارة الوسط المحيط إلى 30م تحت الصفر المئوي، فإن هذه الحشرات تقوم بتحرير طاقة الماء فترتفع درجة حرارة أجسامها إلى الصفر المئوي، أي ترتفع 30م، ولا تتكرر هذه العملية إلا مرة واحدة، وتكفي هذه الحشرات لإتمام صومها في ذلك المنتجعات الشتوية فتبارك الله القائل: (إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر 49.
صيام البزاقات
البزاقات تنتمي إلى مجموعة الرخويات، وهي حيوانات واسعة الانتشار، منها ما يعيش في المياه العذبة، ومنها ما يعيش في المياه المالحة، ومنها ما يعيش في البيئة الأرضية، ولقد أخذت هذه التسمية بناء على رخاوة أجسامها، ومنها ما يحمل بينه على ظهره، فحينما يحل الخطر فإنه يدخل هذا البيت، وتمتاز البزاقات بأن لكل فرد منها صدفة أثرية على ظهرها، وهذه الصدفة مطمورة في البرنس، وهذه الحيوانات تفضل الأماكن الرطبة من التربة، كما تقوم بدفن أنفسها في الطبقة السطحية من التربة أثناء النهار، ثم تعاود النشاط ليلاً، وهي إنما تفعل ذلك تفاديًا للحرارة والجفاف وضوء النهار، وتتغذى البزاقات على المواد العضوية الموجودة بالتربة، بما في ذلك الأنسجة النباتية الحية.
وتقبل البزاقات على غذائها بنهم شديد حتى أن أجسامها تكتنز بالدهن، وإذا ما حل الصيف فإنها تشعر بالخطر، ولذلك فإنها تدخل في بيات صيفي، وتستمر صائمة حتى فصل الخريف، ويستوي في ذلك الذكر والأنثى، وقد هدى الله هذه الحيوانات إلى صنع غلالة رقيقة من مادة جيلاتينية تحيط بجسمها لكي تحافظ على ما به من رطوبة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هذه المواد الجيلاتينية تجعل طعم الحيوان غير مستساغ لدى أعدائه، وبخاصة تلك التي تحاول التهامه، ولولا هذه الوسائل لانقرضت هذه الأنواع نظرًا لأعدائها الكثيرة، كالطيور البرية والضفادع والجرذان، وأفضل أوقات افتراس هذه البزاقات من قبل أعدائها وقت الغسق، أو عند طلوع الفجر، وعقب المطر الغزير، وبخاصة في الأجواء الرطبة.
وعندما تقبل بشائر الخريف فإن هذه البزاقات تخرج من بياتها هذا معلنة انتهاء صومها، باحثة عن طعامها بعد أن تكون قد تخلصت من تلك المواد الدهنية.
وبهذا فإن الله تعالى يضع بين أيدي عباده الكثير من الأمثلة التي تدل على تنوع الحياة، كما تدل على وحدة الخلاق العليم.
المشاركة التالية : لبعض أنواع البزاقات ...
يعتبر القراد واحدًا من أهم الأكاروسات التي تتطفل على كثير من الحيوانات، كالإبل والغنم والبقر والجاموس، حيث تتغذى على دماء هذه الحيوانات، فهي غنية بالمواد الغذائية اللازمة لحياتها، ويكمن خطر هذه الطفيليات في إضرارها بصحة الحيوان كثيرًا، كما أنها تنقل له بعض الأمراض الخطيرة، فلو أن قرادًا من هذه الأنواع لدغت إنسانًا فإنها قد تصيبه بالشلل، وهذا الأمر يدل على خطورتها، ومن المعلوم أن إناث القراد هذه تضع بيضها في التربة على هيئة كتل كبيرة، وبعد انقضاء فترة الحضانة لهذا البيض فإنه يفقس عن يرقات بكل منها ثلاثة أزواج من الأرجل، وما إن تجد هذه الأفراد عائلها المفضل حتى تتعلق به، حيث تغرس خرطومها في جلده بصورة تعتبر مضرب المثل، فيقولون: تعلق فلان بفلان كالقراد، وعلى الفور تسحب هذه اليرقات وجبة شهية من دم هذا المسكين، فتنمو وتنسلخ وتتطور إلى الحورية، والحورية طول له أربعة أزواج من الأرجل، وهي وإن كانت تشبه الأفراد اليافعة إلا أنها أصغر منها حجمًا، وما إن تظفر الحورية بوجبة غذاء شهية من دم العائل حتى يكتمل نموها فتصل إلى الطور اليافع، وهنا نلاحظ أن أجسام الإناث تمتاز بجلودها المطاطة، التي تتسع عند امتلائها بالدم، وعندما تعب الأنثى من دم عائلها إلى حد أن جسمها يصبح أشبه بالبالون، فإنها تترك عائلها هذا إلى حين، حيث تنزل إلى التربة معلنة بذلك بدء صوم من نوع غريب يمكننا أن نطلق عليه "صيام التربص"، وفي هذه الأثناء تضع بيضها في التربة، وقد تطول فترة الصيام هذه لأزمنة غير معلومة، ولكنها على أي حال مرتبطة بقدوم العائل من جديد، وعليه فقد زود الله هذه المخلوقات بحاسة شم قوية وحاسة سمع قوية كذلك، حتى أنه ليضرب بها المثل فيقال: "أسمع من قراد"، فهي تسمع الإبل القادمة من مسيرة عدة أيام، كما تشم رائحتها كذلك، فإذا ما أقبلت العوائل فإنها تنهي صومها سريعًا بتناول وجبة ساخنة من دماء هذه العوائل، فتبارك الله أحسن الخالقين.
تنبيه هام : بالمرفقات صورة تبين حجم حشرة القراد
بالنسبة إلى عود الثقاب .... سبحان الله
صيام الفقمة (فيل البحر)
الفقمة نوع من الحيوانات الثديية الضخمة، التي تعيش في البحار، وتتغذى على اللحوم، وتقضي هذه الحيوانات فصل الشتاء بأكمله في البحار سابحة، وفي نهاية شهر أغسطس من كل عام تهرع إلى الشاطئ، حيث تكون على وشك التزاوج، فتعسكر على الشاطئ عدة أشهر، وتقوم الذكور باختيار الإناث المفضلة، وقد يستحوذ الذكر الواحد على نحو ثلاثين أنثى، وعندئذ يدخل في نوع خاص من الصيام يطلق عليه صيام التكاثر، ويمتد هذا الصيام عدة أسابيع، تظل فيها الذكور الصائمة ساهرة على حراسة الإناث الشابة، أما الإناث المسنة فإنها تكون حوامل وتضع صغارها في غضون أيام قلائل.
وتظل الصغار تحظى برعاية الأمهات لها فيكسى جسمها بفراء صوفي أسود، تترسب أسفله طبقة دهنية سميكة، وعلى الحيوان الصغير أن يستبدل هذا الفراء بسترة جديدة تناسب حياة الماء عندما يعود إليه، ويلزم الحيوان أن ينسلخ من هذا الجلد القديم، فينفصل عن أمه، ويدخل في مرحلة من الصيام لا يشرب فيها ماء ولا يذوق طعامًا، بل يظل مستلقيًا على الشاطئ، وتستمر فترة الصيام هذه ستة أسابيع كاملة، تنتهي بحلول شهر يناير، وهنالك يحين موعد فطرها، وقد تبدل جلدها الصوفي بجلد يناسب حياة الماء، فتنزل إلى لجة الماء معتمدة على الله، معلنة انقضاء الصيام، فتقبل على الطعام والشراب بشهية وبنهم، فلا تلبث أجسامها أن تكتنز بالدهن فتبدو ممتلئة الأجسام، ومن هنا صح أن يطلق عليها أفيال البحر، وتقضي الشتاء كله على هذا الحال، حتى إذا ما ولى الشتاء وانقضى ودعت حياة البحر لتأخذ حمامات شمسية على الشاطئ، وحينئذ تكون قد بلغت حد النضج الجنسي فتتزاوج وتتكاثر، وتصوم وتفطر من جديد.
يتبـــــــــــــع :
[center]صيام السناجيب
السناجيب جمع سنجاب، وهي مجموعة من الحيوانات التي تتبع رتبة القوارض، وهي حيوانات تشبه الجرذان، وتمتاز القوارض بصفة عامة بأسنانها القاطعة عديمة الجذور، فهي في نمو مستمر طوال حياتها، ولذلك فإن هذا النمو يعوض الأجزاء التي تتآكل منها نتيجة القرض المستمر للغذاء، وهذه القواطع مكسوة بنوع من المينا يتآكل باستمرار، بحيث تكون أجزاؤها العلوية حادة وقاطعة، وهذه الحيوانات نباتية التغذية.
وتمتاز السناجيب الأرضية بأنها تأكل بنهم زائد خلال فصل الخريف، الأمر الذي يترتب عليه أن تسمن بصورة ملحوظة، وكأنها تستعد لأمر عظيم، وعندما يحمل فصل الشتاء فإنها تدخل في نوع عجيب من الصيام، حيث لا تستطيع أن تمارس الحركة، أو النشاط، فتتخذ لأنفسها مخابئ مريحة ومناسبة داخل الكهوف أو الأخشاب المجوفة وتنام نومًا عميقًا، وتتكور على أنفسها، وكأنها قد ودعت الدنيا ومن فيها، ويختلف هذا النوع من النوم عن النوم المعهود، فلا توقظها الأصوات المرتفعة أو الهزات العنيفة، فقد دخلت في حالة بيات أو نوم شتوي، وتبطؤ فيها العمليات الحيوية، فتتنفس ببطء شديد وتريح عضلاتها، وتستريح أيضًا أمعاؤها ومعداتها، وترتاح أيضًا أعينها نظرًا لإطباق جنونها، وبمرور وقت الشتاء تستهلك مخزونها الدهني، حتى إذا ما ولى فصل الشتاء أدراجه، وبدأت الحرارة تدب في الأجسام من جديد، إذا بهذه الحيوانات تستيقظ من رقادها الطويل، متثائبة متمطية، وقد بدت أجسامها نحيلة رشيقة، فتتحرك هنا وهناك سعيًا وراء رزق الله الذي تتناوله في خفة ورشاقة، معلنة بذلك إباحة الفطر وانتهاء الصيام، فتمثل لها هذه الأيام أيام عيد.
وهذه العادة الفطرية تقرب لأذهاننا وعقولنا فوائد الصيام الذي افترضه الله على عباده المؤمنين كل عام.
صيام الجرذان النوامة
الجرذان النوامة مجموعة من الثدييات التي تنتمي إلى رتبة القوارض، وهي حيوانات اجتماعية، تعيش في جماعات أو على الأقل في أزواج، وتعنى الإناث بتربية الصغار، وتعيش في أوروبا وآسيا الوسطى والجنوبية وفي إفريقيا، هذا فضلاً عن الأنواع التي تستوطن أستراليا وغينيا الجديدة، وغالبًا ما تعيش هذه الحيوانات في مناطق التلال والجبال والغايات والغتامن والبساتين، وتعيش هذه الجرذان فوق الأشجار في فصل النشاط، وتتخذ لأنفسها أوكارًا بين الأفرع والأغصان، أما في الشقاء فإنها تتخذ لأنفسها أوكارًا أرضية بين جذور الأشجار؛ وذلك حتى تقضي فصل الشتاء في هذه الأوكار الأرضية.
وهذه الحيوانات حيوانات ليلية النشاط، تقضي بياض النهار في أوكارها، ولا تبرحها إلا عند المساء وفي غشاوة الفجر سعيًا وراء تحصيل الرزق، وهي تتغذى على الثمار والبذور المختلفة، كما أن منها أنواعًا تأكل الحشرات، والبيض وصغار الطيور، فهذه المصادر توفر لها البروتين، أما المواد النباتية فتوفر لها الكربوهيدرات، وإذا كانت القوارض بصفة عامة تمتاز بوجود الأعور فإن هذه الجرذان تشد عن هذه القاعدة فلا يوجد بها هذا العضو.
وعندما تنخفض درجة الحرارة في بداية فصل الشتاء فإن هذه الجرذان تنوي الصيام، وتدخل في بيات شتوي، فيعتريها الخمول والكسل، وتدخل في شبه غيبوبة، حتى إنها لا تكاد تحس بما حولها، وربما يكون ذلك بسبب كمية الدهن المخزنة في أجسامها، ويتم استهلاك هذا الدهن خلال فترة الصيام، وبانقضاء فصل الشتاء وحلول الدفء فإن هذه الجرذان تستيقظ من نومها، وتفتح عيونها على ما حولها، ثم تتحرك بحذر منهية صيامها بتناول ما يصادفها من طعام.
يتبـــــــــــــع :
[center]الحشرات التي تفضل الصيام على قمم الجبال
من الطريف في عالم الحشرات ما يشاهد من ميل بعض أنواع الخنافس إلى قضاء وقت الشتاء؛ حيث البرد القارس على قمم الجبال، فبمجرد أن تحس ببرودة الجو، وأن تباشير الشتاء قد أقبلت فإنها تهرول إلى قمم الجبال، وكأنها بهذا تنادي بني جنسها قائلة: "من يسبح معي ضد التيار".
ومعلوم أن قمم الجبال والأماكن المرتفعة في البلاد الأوروبية تكون شديدة البرودة إلى حد أن تكتسي بالثلوج؛ فتنخفض درجات حرارتها إلى نحو 30م تحت الصفر، ولا شك أن هذه الحشرات ستصادف هذه الظروف القاسية؛ فهي - وإن كانت أجسامها ممتلئة بكميات من الدهن - تستطيع الاعتماد عليها خلال فترة بيات وصيام تستغرق فصل الشتاء، غير أن هذه البرودة لا بد أن تؤثر فيها، وتجعلها بحاجة أخرى إلى كمية من الوقود الذي يمدها بالدفء، وبخاصة في أواخر الشتاء؛ حيث يكون مخزونها الغذائي قد أوشك على النضوب وإحساسها بالبرودة يصبح شيئًا ملموسًا؛ فماذا تفعل هذه الحشرات التي لم يَحِن بعد وقت إفطارها؟ هل تستسلم لتلك الظروف، أم أن الله سبحانه قدر لها وسيلة مناسبة تخرج بها من هذا المأزق الحرج؟
نعم، إن الله سبحانه وتعالى الذي وصف صنعته بالحُسن، ووصفها بدقة التدبير وإحكام التقدير – قد أعطى كل مخلوق من الوسائل ما يجعله يشق طريق حياته على نحو مُرضٍ؛ فلم تشأ عناية الله أن تتخلى عن هذه الحشرات. كما لم تتخلَّ عن غيرها؛ حيث تتم بداخل أجسامها عملية هامة إبان نزوحها إلى قمم الجبال، ألا وهي أنها تأكل في هذه الفترة بشراهة، وتخزِّن الكميات الزائدة عن احتياجاتها على هيئة دهون.
وفي نفس الوقت فإنها تمتنع عن شرب الماء فتقل نسبة الماء في أجسامها، ويتحول الماء الحر الذي كان موجودًا بسوائل أجسامها إلى نوع آخر من المياه، وهو الماء المرتبط، وهو عبارة عن نوع من المياه التي تذوب فيها بعض المكونات الغذائية وتجعلها كثيفة القوام؛ ولهذه الصورة من المياه فائدة هامة، ألا وهي إكساب هذه الحشرات القدرة على تحمُّل درجات الحرارة المنخفضة؛ فلا تتجمد المياه بداخل أجسامها عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي.
وإذا حدث ما لا تحمد عقباه من انخفاض درجة الحرارة إلى حدود ليس في مقدورها تَحمُّلها فإننا نجد رحمة الله بهذه المخلوقات تكسبها خاصية أخرى على درجة كبيرة من الأهمية؛ حيث يكون في مقدور هذه الحشرات أن تحصل على طاقة حرارية مذهلة؛ وهو ما بداخل أجسامها من الماء، ومعلوم أن هذه الحرارة هي الحرارة الكامنة للماء، فإذا ما انخفضت درجة حرارة الوسط المحيط إلى 30م تحت الصفر المئوي، فإن هذه الحشرات تقوم بتحرير طاقة الماء فترتفع درجة حرارة أجسامها إلى الصفر المئوي، أي ترتفع 30م، ولا تتكرر هذه العملية إلا مرة واحدة، وتكفي هذه الحشرات لإتمام صومها في ذلك المنتجعات الشتوية فتبارك الله القائل: (إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر 49.
صيام البزاقات
البزاقات تنتمي إلى مجموعة الرخويات، وهي حيوانات واسعة الانتشار، منها ما يعيش في المياه العذبة، ومنها ما يعيش في المياه المالحة، ومنها ما يعيش في البيئة الأرضية، ولقد أخذت هذه التسمية بناء على رخاوة أجسامها، ومنها ما يحمل بينه على ظهره، فحينما يحل الخطر فإنه يدخل هذا البيت، وتمتاز البزاقات بأن لكل فرد منها صدفة أثرية على ظهرها، وهذه الصدفة مطمورة في البرنس، وهذه الحيوانات تفضل الأماكن الرطبة من التربة، كما تقوم بدفن أنفسها في الطبقة السطحية من التربة أثناء النهار، ثم تعاود النشاط ليلاً، وهي إنما تفعل ذلك تفاديًا للحرارة والجفاف وضوء النهار، وتتغذى البزاقات على المواد العضوية الموجودة بالتربة، بما في ذلك الأنسجة النباتية الحية.
وتقبل البزاقات على غذائها بنهم شديد حتى أن أجسامها تكتنز بالدهن، وإذا ما حل الصيف فإنها تشعر بالخطر، ولذلك فإنها تدخل في بيات صيفي، وتستمر صائمة حتى فصل الخريف، ويستوي في ذلك الذكر والأنثى، وقد هدى الله هذه الحيوانات إلى صنع غلالة رقيقة من مادة جيلاتينية تحيط بجسمها لكي تحافظ على ما به من رطوبة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن هذه المواد الجيلاتينية تجعل طعم الحيوان غير مستساغ لدى أعدائه، وبخاصة تلك التي تحاول التهامه، ولولا هذه الوسائل لانقرضت هذه الأنواع نظرًا لأعدائها الكثيرة، كالطيور البرية والضفادع والجرذان، وأفضل أوقات افتراس هذه البزاقات من قبل أعدائها وقت الغسق، أو عند طلوع الفجر، وعقب المطر الغزير، وبخاصة في الأجواء الرطبة.
وعندما تقبل بشائر الخريف فإن هذه البزاقات تخرج من بياتها هذا معلنة انتهاء صومها، باحثة عن طعامها بعد أن تكون قد تخلصت من تلك المواد الدهنية.
وبهذا فإن الله تعالى يضع بين أيدي عباده الكثير من الأمثلة التي تدل على تنوع الحياة، كما تدل على وحدة الخلاق العليم.
المشاركة التالية : لبعض أنواع البزاقات ...
يتبـــــــــــــع :
[/center]
</BLOCKQUOTE>
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر