صور رائعة من استجابة الصحابة الكرام لله وللرسول
اما بعد ايها المسلمون
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)..
في هذه الاية يخاطب الله المؤمنين المصدقين ، ويامرهم بان يستجيبوا لاوامره واوامر رسوله ، وينتهوا عن معصيته ومعصية رسوله ..
وهذه الاستجابة ستؤدي حتما الى الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة ..هذه الاستجابة ستقود حتما الى يياة العزة والكرامة والنصر والتمكين في الدنيا ، وستقود ايضا الى الحياة الحقيقية في جنات النعيم ..
ايها الاخوة في الله وحول دعوة الله لنا في هذه الاية ، سيدور الحديث في هذا اليوم باذن الله تعالى .
ايها المسلمون : إن دينكم العظيم قد تفضل الله به على البشرية ليكون منهجَ حياة كاملة ، يحي القلوب من الاعتقادات الباطلة ، ويحي العقول من الاهواء المنحرفة ، ويحي البشر حياة كريمة ، كما انه يحي الكون باستغلال خيراته واكتشاف اسراره .
إن الدين الاسلامي دينُ حركة وحيوية ، ويخطىء كثيرا ويتجنى على الاسلام من يقول الدين في القلب ، الدين في المسجد ، ولا علاقة له بالحياة العامة..
أيها الفضلاء : ان معنى الاستجابة لله أن تخضع رغباتك أيها المسلم واهوائك وتصرفاتك لدين الله عز وجل في كل صغير وكبير من امرك ..ولا خيار لك في ذلك إن كنت تزعم انك مسلم ..
لقد جاء النص القراني الكريم واضح كل الوضوح ، ولا يحتاج الى تاويل او تبرير ..يقول سبحانه ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا .. لاحظ كلمة امر ..نكرة وهي تشمل أيَّ امر ولو كان في نظرك بسيطا.. وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا ، أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)
لاحظ ايضا اخي المسلم قوله تعالى ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) فايُّ امر يخالف امر الله تعالى او امر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو ضلال واضح ، مهما كان نبرر فاعله..هذا ما يجب أن يعلم اخوتي في الله ..
وعليه فلا يحق لمسلم أن يتصرف في نفسه او ماله او اهله او مجتمعه بعيدا عن الدين الاسلامي الحنيف ..لان ذلك التصرف سيؤدي حتما الى خلل في الحياة على هذه الارض ...والأمثلة على ذلك واضحة على أرض الواقع .
ويكفينا في ذلك قول الله تعالى مقررا هذه الحقيقة ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)..
اخوة الايمان : ولقد فهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم هذه الحقيقة فكانوا خير الناس في سرعة استجابتهم لأمر ربهم جل وعلا وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتاريخ يشهد بآلاف الامثلة على ذلك .. ولعله من المناسب في هذا اليوم أن نذكر ببعض صور الاستجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
فاولى تلك الصور ..سرعة استجابة الصحابة الكرام في ترك الخمر الذي شبوا عليه ..واختلط في دمائهم وأصبح عادة متاصلة في حياتهم اليومية..يروي لنا هذه الصورة الصحابي الجليل أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْه فيقول ( كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ ُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي فَقَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ .. فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ .. قال ابو طلحة : أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ فَهَرَقْتُهَا ، فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا، وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ ، قال فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ)..استجابة فورية..بعضهم كانت الشربة في فمه فاخرجها من فمه ومجها.. وبعضهم كان الكوب في يده فرماه وقالواجميعا انتهينا يارب ..انتهينا يارب.
أين هذه الصورة المشرقة .. ممن يشرب الخمر ..مع علمه بتحريمها ..بل يتاجر فيها او فيما يؤدي اليها من دخان وغيره..ومع ذلك يزعم انه مسلم ..
الصورة الثانية تحكي سرعة استجابة نساء المسلمين انذاك في لبس الحجاب ، وكيف انهن تحولن من كاشفات للوجوه الى مغطيات لوجوههنن ، حتى اصبحت الواحدة ، لايرى منها شيء .. تروي هذه الصورة أمنا عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا فتقول ( يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ ..لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا )البخاري وفي رواية لابي دواد عن امناْ أُمِّ سَلَمَة رضي الله عنها َانها قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الْأَكْسِيَةِ ..
فأين هذه الصورة المضيئة من واقع نساء المسلمين اليوم ..تبرج وتفسح وانحلال مع علمهن بالنصوص الشرعية التي تحرم ذلك .. ومع ذلك يدعين الاسلام..
الصورة الثالثة تحكي سرعة استجابة الصحابة الكرام وهم في الصلاة عندما أخبروا بأنه قد تم تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة .
يروي هذه الحادثة الصحابي الجليل ْ عَبْدُاللَّهِ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فيقول ( بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا ، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ ) البخاري..انهم لم ينتظروا حتى يكلملوا الصلاة..ويتاكدوا من الخبر ..بل استداروا وهم ركوع في الصلاة خشية أن يقعوا في دائرة معصية الله ورسوله ..
فأين هولاء من الذين يسمعوا اوامر الله تعالى واوامر رسوله تتلى عليهم ليل نهار وهم معرضون عنها ..غير مبالين بها..ومع ذلك يدعون الاسلام ..فالى الله المشتكى
الصورة الرابعة تحكي سرعة ترك أحد الصحابة لشيء يحبه ، لما علم أن فيه معصية لله ولرسوله ..
هذه الحادثة يرويها عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فيقول (رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ ، وَقَالَ يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ.. فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْ بِهِ قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *) البخاري ..
لاحظ اخي : فمع انه من حقه أن ياخذ الخاتم ويستفيد منه الا انه تركه نهائيا حتى لايتذكر المعصية ولاتصاحبه..
فأين هذا ممن يستمر على المعصية ، عن قصد وعلم بتحريمها ، ومع ذلك يزعم أنه مسلم .
الصور الخامسة : تبين الحساسية المرهفة تجاه الكفار .. والحرص الشديد على معاداتهم وعدم موالاتهم ومحبتهم ..
تحكي هذه الصورة أَسْمَاَُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا فتقول ( قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي قَالَ نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ *البخاري
فاين هذه الصورة ممن يحب الكفار ويواليهم ويقربهم ويفضلهم على المسلمين ..ويقول انه مسلم مطيع لله تعالى ..
الصورة الاخيرة ..تكحي اضافة الى سرعة الاستجابة لله تعالى ..صورا عدة من الكرم ..وحب الانفاق في سبيل الله ..و الثقة برسول الله صلى الله عليه وسلم الى غير ذلك من الصور.
يحكي هذه االصورة الصحابي الجليل انس بن مالك رَضِي اللَّهم عَنْهم فيَقُولُ ( كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ تَابَعَهُ رَوْحٌ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ مَالِكٍ رَايِحٌ *البخاري..
فاين هذه الصورة المشرقة .. ممن يجمعون الاموال التي رزقهم الله اياها ، ولا ينفقونها في طرق الخير ..بل يصل الامر ببعضهم الى التعامل بالربا ونحوه ..مع علمه بتحريم ذلك..وربما زعم أن مستجيب لله ولرسوله .
ايها الاخوة في هذه صور قليلة من صور كثيرة من حياة اولئك الابرار..الذين غيروا حياتهم تغييرا جذريا ..استجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
اسال الله تعالى أن يكونوا لنا قدوة حسنة ..وان نكون ممن يهتدي بهداهم ..وان نكون خير خلف لخير سلف ..انه سميع مجيب ..
الخطبة الثانية
الحمد الله ولي الصالحين ..واشهد الا اله الا هو وحده لاشريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين
اما بعد المسلمون:
وبعد أن استعرضنا صورا مختلفة لسرعة استجابة الصحابة لله ولرسوله ، يأتي السؤال المهم والذي يطرح نفسه ..
هل استجبنا لله ولرسوله في واقع حياتنا ؟؟ ام اننا طبقنا بعض تلك الاوامر .. والبعض الاخر تركناه اتباع لاهواءنا ومسايرة للمجتمع.
وحتى تتضح الصورة أكثر فلابد من طرح عدة اسئلة على النفس .. يتبن من خلال الاجابة عليها مدى قرب الواحد منا وبعده عن منهج ربه جل وعلا ..وبالتالي يقوم العاقل بالتوبة الى الله تعالى ، وتصحيح الخطأ في حياته ، ومجاهدة نفسه والشيطان ، ثم الاستقامة على أمر ربه ، حتى اذا وافته المنية والتي لايعلم متى تحل به ، فاذا هو مستجيب لربه تعالى في كل صغير وكبير من أمره.. وبالتالي يرشح نفسه للسعادة الابدية، والحياة الحقيقية ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ايها الاخوة في الله ومن تلك الاسئلة التي تطرح ..
س: هل اصحلنا عباداتنا على وفق ما شرع الله ؟؟ ام اننا اديناها كما يفعل الاخرون ، بدون دليل ولا سؤال ؟؟
س: هل طهرنا قلوبنا من محبة غير الله تعالى ومحبة رسوله ؟؟ ام اننا قدمنا محبة المال والاهل والولد والشهوات وغيرهم على محبة الله ورسوله ؟
س: هل طهرنا اموالنا من المعاملات المحرمة ؟؟ ام أن بعضنا قد لايعرف حلالا من حرام ؟؟ فالربا عنده فوائد ..والرشوة اكرامية..والسرقة فن ومهارة ..وبيع المحرمات تجارة.. ..لايهمه الا جمع المال باي طريق..
س: هل اطعنا الله في اشكالنا وملابسنا ومراكبنا واكلنا ؟؟ ام اننا قلدنا الكفار والملحدين ، وزعم البعض أن هذه امور شكلية لادخل للدين فيها؟؟
س: هل نذرنا انفسنا للدعوة الى الله تعالى وسخرنا اعمالنا ومناصبنا لخدمة هذا الدين ؟؟ ام أن البعض قد تمسك بالمال والمنصب ، وسخره لخدمة مصالحه الشخصية حتى لو أدى الى تنازله عن دينه او شيء منه؟؟
س: هل ربينا اولادنا ونساءنا على طاعة الله تعالى واتقينا الله فيهم ؟؟ ام أن البعض قد اهمل زوجته واولاده يسرحون ويمروحون بلا رقيب ولاحسيب ، يمارسون المنكر ويدعون اليه وهو يوفر لهم الاسباب المعينة عليه ؟؟ بل أن البعض قد تخلى نهائيا عن اهله وكانه ليس زوجة ولا ولد..
ايها الاخوة اسئلة كثيرة تدور في الذهن وتحتاج الى اجابة صادقة ، ليعرف المسلم مدى استجابته لامر الله وامر رسوله ، وليعرف مدى عيشه الحياة السعيدة في هذه الدنيا ..والحصول على الحياة الابدية في جنات النعيم ..
اسال الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ..وان يدلنا على الخير ..وان يعيننا على انفسنا والشيطان أن سميع مجيب ..
اقلو قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
اما بعد ايها المسلمون
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)..
في هذه الاية يخاطب الله المؤمنين المصدقين ، ويامرهم بان يستجيبوا لاوامره واوامر رسوله ، وينتهوا عن معصيته ومعصية رسوله ..
وهذه الاستجابة ستؤدي حتما الى الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة ..هذه الاستجابة ستقود حتما الى يياة العزة والكرامة والنصر والتمكين في الدنيا ، وستقود ايضا الى الحياة الحقيقية في جنات النعيم ..
ايها الاخوة في الله وحول دعوة الله لنا في هذه الاية ، سيدور الحديث في هذا اليوم باذن الله تعالى .
ايها المسلمون : إن دينكم العظيم قد تفضل الله به على البشرية ليكون منهجَ حياة كاملة ، يحي القلوب من الاعتقادات الباطلة ، ويحي العقول من الاهواء المنحرفة ، ويحي البشر حياة كريمة ، كما انه يحي الكون باستغلال خيراته واكتشاف اسراره .
إن الدين الاسلامي دينُ حركة وحيوية ، ويخطىء كثيرا ويتجنى على الاسلام من يقول الدين في القلب ، الدين في المسجد ، ولا علاقة له بالحياة العامة..
أيها الفضلاء : ان معنى الاستجابة لله أن تخضع رغباتك أيها المسلم واهوائك وتصرفاتك لدين الله عز وجل في كل صغير وكبير من امرك ..ولا خيار لك في ذلك إن كنت تزعم انك مسلم ..
لقد جاء النص القراني الكريم واضح كل الوضوح ، ولا يحتاج الى تاويل او تبرير ..يقول سبحانه ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا .. لاحظ كلمة امر ..نكرة وهي تشمل أيَّ امر ولو كان في نظرك بسيطا.. وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا ، أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)
لاحظ ايضا اخي المسلم قوله تعالى ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) فايُّ امر يخالف امر الله تعالى او امر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو ضلال واضح ، مهما كان نبرر فاعله..هذا ما يجب أن يعلم اخوتي في الله ..
وعليه فلا يحق لمسلم أن يتصرف في نفسه او ماله او اهله او مجتمعه بعيدا عن الدين الاسلامي الحنيف ..لان ذلك التصرف سيؤدي حتما الى خلل في الحياة على هذه الارض ...والأمثلة على ذلك واضحة على أرض الواقع .
ويكفينا في ذلك قول الله تعالى مقررا هذه الحقيقة ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)..
اخوة الايمان : ولقد فهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم هذه الحقيقة فكانوا خير الناس في سرعة استجابتهم لأمر ربهم جل وعلا وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتاريخ يشهد بآلاف الامثلة على ذلك .. ولعله من المناسب في هذا اليوم أن نذكر ببعض صور الاستجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
فاولى تلك الصور ..سرعة استجابة الصحابة الكرام في ترك الخمر الذي شبوا عليه ..واختلط في دمائهم وأصبح عادة متاصلة في حياتهم اليومية..يروي لنا هذه الصورة الصحابي الجليل أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْه فيقول ( كُنْتُ قَائِمًا عَلَى الْحَيِّ أَسْقِيهِمْ عُمُومَتِي وَأَنَا أَصْغَرُهُمُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ ُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي فَقَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ .. فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ .. قال ابو طلحة : أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ فَهَرَقْتُهَا ، فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا، وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ ، قال فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ)..استجابة فورية..بعضهم كانت الشربة في فمه فاخرجها من فمه ومجها.. وبعضهم كان الكوب في يده فرماه وقالواجميعا انتهينا يارب ..انتهينا يارب.
أين هذه الصورة المشرقة .. ممن يشرب الخمر ..مع علمه بتحريمها ..بل يتاجر فيها او فيما يؤدي اليها من دخان وغيره..ومع ذلك يزعم انه مسلم ..
الصورة الثانية تحكي سرعة استجابة نساء المسلمين انذاك في لبس الحجاب ، وكيف انهن تحولن من كاشفات للوجوه الى مغطيات لوجوههنن ، حتى اصبحت الواحدة ، لايرى منها شيء .. تروي هذه الصورة أمنا عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا فتقول ( يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ ..لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا )البخاري وفي رواية لابي دواد عن امناْ أُمِّ سَلَمَة رضي الله عنها َانها قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ) خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الْأَكْسِيَةِ ..
فأين هذه الصورة المضيئة من واقع نساء المسلمين اليوم ..تبرج وتفسح وانحلال مع علمهن بالنصوص الشرعية التي تحرم ذلك .. ومع ذلك يدعين الاسلام..
الصورة الثالثة تحكي سرعة استجابة الصحابة الكرام وهم في الصلاة عندما أخبروا بأنه قد تم تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة .
يروي هذه الحادثة الصحابي الجليل ْ عَبْدُاللَّهِ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فيقول ( بَيْنَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا ، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ ) البخاري..انهم لم ينتظروا حتى يكلملوا الصلاة..ويتاكدوا من الخبر ..بل استداروا وهم ركوع في الصلاة خشية أن يقعوا في دائرة معصية الله ورسوله ..
فأين هولاء من الذين يسمعوا اوامر الله تعالى واوامر رسوله تتلى عليهم ليل نهار وهم معرضون عنها ..غير مبالين بها..ومع ذلك يدعون الاسلام ..فالى الله المشتكى
الصورة الرابعة تحكي سرعة ترك أحد الصحابة لشيء يحبه ، لما علم أن فيه معصية لله ولرسوله ..
هذه الحادثة يرويها عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فيقول (رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وسلم خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ فَطَرَحَهُ ، وَقَالَ يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ.. فَقِيلَ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْ بِهِ قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ أَبَدًا وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *) البخاري ..
لاحظ اخي : فمع انه من حقه أن ياخذ الخاتم ويستفيد منه الا انه تركه نهائيا حتى لايتذكر المعصية ولاتصاحبه..
فأين هذا ممن يستمر على المعصية ، عن قصد وعلم بتحريمها ، ومع ذلك يزعم أنه مسلم .
الصور الخامسة : تبين الحساسية المرهفة تجاه الكفار .. والحرص الشديد على معاداتهم وعدم موالاتهم ومحبتهم ..
تحكي هذه الصورة أَسْمَاَُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا فتقول ( قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي قَالَ نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ *البخاري
فاين هذه الصورة ممن يحب الكفار ويواليهم ويقربهم ويفضلهم على المسلمين ..ويقول انه مسلم مطيع لله تعالى ..
الصورة الاخيرة ..تكحي اضافة الى سرعة الاستجابة لله تعالى ..صورا عدة من الكرم ..وحب الانفاق في سبيل الله ..و الثقة برسول الله صلى الله عليه وسلم الى غير ذلك من الصور.
يحكي هذه االصورة الصحابي الجليل انس بن مالك رَضِي اللَّهم عَنْهم فيَقُولُ ( كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ تَابَعَهُ رَوْحٌ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ مَالِكٍ رَايِحٌ *البخاري..
فاين هذه الصورة المشرقة .. ممن يجمعون الاموال التي رزقهم الله اياها ، ولا ينفقونها في طرق الخير ..بل يصل الامر ببعضهم الى التعامل بالربا ونحوه ..مع علمه بتحريم ذلك..وربما زعم أن مستجيب لله ولرسوله .
ايها الاخوة في هذه صور قليلة من صور كثيرة من حياة اولئك الابرار..الذين غيروا حياتهم تغييرا جذريا ..استجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
اسال الله تعالى أن يكونوا لنا قدوة حسنة ..وان نكون ممن يهتدي بهداهم ..وان نكون خير خلف لخير سلف ..انه سميع مجيب ..
الخطبة الثانية
الحمد الله ولي الصالحين ..واشهد الا اله الا هو وحده لاشريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين
اما بعد المسلمون:
وبعد أن استعرضنا صورا مختلفة لسرعة استجابة الصحابة لله ولرسوله ، يأتي السؤال المهم والذي يطرح نفسه ..
هل استجبنا لله ولرسوله في واقع حياتنا ؟؟ ام اننا طبقنا بعض تلك الاوامر .. والبعض الاخر تركناه اتباع لاهواءنا ومسايرة للمجتمع.
وحتى تتضح الصورة أكثر فلابد من طرح عدة اسئلة على النفس .. يتبن من خلال الاجابة عليها مدى قرب الواحد منا وبعده عن منهج ربه جل وعلا ..وبالتالي يقوم العاقل بالتوبة الى الله تعالى ، وتصحيح الخطأ في حياته ، ومجاهدة نفسه والشيطان ، ثم الاستقامة على أمر ربه ، حتى اذا وافته المنية والتي لايعلم متى تحل به ، فاذا هو مستجيب لربه تعالى في كل صغير وكبير من أمره.. وبالتالي يرشح نفسه للسعادة الابدية، والحياة الحقيقية ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ايها الاخوة في الله ومن تلك الاسئلة التي تطرح ..
س: هل اصحلنا عباداتنا على وفق ما شرع الله ؟؟ ام اننا اديناها كما يفعل الاخرون ، بدون دليل ولا سؤال ؟؟
س: هل طهرنا قلوبنا من محبة غير الله تعالى ومحبة رسوله ؟؟ ام اننا قدمنا محبة المال والاهل والولد والشهوات وغيرهم على محبة الله ورسوله ؟
س: هل طهرنا اموالنا من المعاملات المحرمة ؟؟ ام أن بعضنا قد لايعرف حلالا من حرام ؟؟ فالربا عنده فوائد ..والرشوة اكرامية..والسرقة فن ومهارة ..وبيع المحرمات تجارة.. ..لايهمه الا جمع المال باي طريق..
س: هل اطعنا الله في اشكالنا وملابسنا ومراكبنا واكلنا ؟؟ ام اننا قلدنا الكفار والملحدين ، وزعم البعض أن هذه امور شكلية لادخل للدين فيها؟؟
س: هل نذرنا انفسنا للدعوة الى الله تعالى وسخرنا اعمالنا ومناصبنا لخدمة هذا الدين ؟؟ ام أن البعض قد تمسك بالمال والمنصب ، وسخره لخدمة مصالحه الشخصية حتى لو أدى الى تنازله عن دينه او شيء منه؟؟
س: هل ربينا اولادنا ونساءنا على طاعة الله تعالى واتقينا الله فيهم ؟؟ ام أن البعض قد اهمل زوجته واولاده يسرحون ويمروحون بلا رقيب ولاحسيب ، يمارسون المنكر ويدعون اليه وهو يوفر لهم الاسباب المعينة عليه ؟؟ بل أن البعض قد تخلى نهائيا عن اهله وكانه ليس زوجة ولا ولد..
ايها الاخوة اسئلة كثيرة تدور في الذهن وتحتاج الى اجابة صادقة ، ليعرف المسلم مدى استجابته لامر الله وامر رسوله ، وليعرف مدى عيشه الحياة السعيدة في هذه الدنيا ..والحصول على الحياة الابدية في جنات النعيم ..
اسال الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ..وان يدلنا على الخير ..وان يعيننا على انفسنا والشيطان أن سميع مجيب ..
اقلو قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر