بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله؛
إنّ من عظيم نِعم الرّحمن؛ توفيقه للإنسان لمعرفة نِعمة،
لكيما يُحسن توظيفها؛ فضلاً على شُكرها.
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى:
... إذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة،
وأعطاه من شكره قيداً يُقيّدها به حتى لا تشرُد، فإنها تشرد بــ المعصية وتُقيّد بــ الشكر.
\
/
\
ها هُنا؛ مقال عن الشّكر.
أين الشّاكرون؟
أخي المسلم:
إنّ نعم الله تعالى علينا كثيرة، ومنته جسيمة، وفضله كبير، فكم من خير أرساه!
وكم من معروف أسداه! وكم من بلية دفعها! وكم من نقمة ردها!
" وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ "
[إبراهيم:34].
فضيلة الشكر والشاكرين
أخي الكريم:
1 - أمر الله تعالى عباده بشكره والاعتراف بفضله، قال سبحانه: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ " [البقرة:152].
وقال: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " [لقمان:14].
2 - وأخبر سبحانه أنه لا يعذب الشاكرين من عباده فقال سبحانه: " مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً " [النساء:147].
3 - وبيّن سبحانه أن الشاكرين هم المخصومون بفضله ومنته عليهم من بين عباده فقال سبحانه: " وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ " [الأنعام:53].
4 - وقسّم الله الناس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله قال تعالى: " إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " [الإنسان:3].
وقال سبحانه: " إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا
يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر:7].
5 - وأخبر سبحانه أن حفظ النعم واستمرارها وعدم زوالها وزيادتها مقرون بالشكر فقال عز وجل: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " [إبراهيم:7].
أين إخوتي الشاكرين للنعم؟ أين الحافظون للذمم؟ أين أهل الفضل والكرم؟
6 - وبيّن الله سبحانه أن الشاكرين قليلٌ من عباده، وأن أكثر الناس على خلاف هذه الصفة، قال سبحانه: "وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " [سبأ:13].
7 - وأطلق سبحانه جزاء الشاكرين إطلاقاً، وجعله عليه سبحانه فقال عز وجل: " وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ " [آل عمران:145].
وقال سبحانه"وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " [آل عمران:144].
8 - وأخبر سبحانه أن الشاكرين هم أهل عبادته، وأن من لم يشكره لا يكون من أهل عبادته، فقال سبحانه: وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172].
9 - وأخبر سبحانه أن رضاه في شكره فقال تعالى: "وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر:7].
10 - وبيّن سبحانه أن الشكر هو أفضل الخصال وأعلاها، ولذلك أثنى به على خليله إبراهيم وجعله غاية صفاته،
فقال تعالى: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ.. " [النحل:121،120].
حقيقة الشكر
أخي المسلم الموفق: الشكر من أعلى المنازل وأرقى المقامات، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان؛ نصف شكر ونصف صبر. والشكر مبني على خمس قواعد:
الأولى: خضوع الشاكر للمشكور.
الثانية: حبّه له.
الثالثة: اعترافه بنعمته.
الرابعة: ثناؤه عليه بها.
الخامسة: ألا يستعمل النعمة فيما يكره المنعم.
فالشكر إذن هو: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، وإضافة النعم إلى موليها،
والثناء على المنعم بذكر إنعامه، وعكوف القلب على محبته،
والجوارح على طاعته، وجريان اللسان بذكره.
ثناء نبوي
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى يقول:
" اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر "،
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن " من قالها حين يصبح؛
فقد أدّى شكر يومه، ومن قالها حين يمسي؛
فقد أدّى شكر ليلته"
(أبو داود وحسنه ابن حجر والنووي)
أقسام الشكر
قال الإمام إبن رجب: ( والشكر بالقلب واللسان والجوارح ).
فالشكر بالقلب: الاعتراف بالنعم للمنعم، وأنها منه وبفضله.
ومن الشكر بالقلب: محبة الله على نعمه.
قال بعضهم: إذا كانت القلوب جبلت على محبة من أحسن إليها،
فــــ واعجباً لمن لا يدري محسناً إلا الله كيف لا يميل بكُليّته إليه؟!
................. انتهى. ..............
نفع الرّحمن بما جاء،
ودُمتُم في طاعته سُبحانه.
اللّهمّ أعنّا على ذكرك، وشُكرك وحُسن عبادتك.
والله يحفظكُم،
السّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله؛
إنّ من عظيم نِعم الرّحمن؛ توفيقه للإنسان لمعرفة نِعمة،
لكيما يُحسن توظيفها؛ فضلاً على شُكرها.
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى:
... إذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرّفه نعمته الحاضرة،
وأعطاه من شكره قيداً يُقيّدها به حتى لا تشرُد، فإنها تشرد بــ المعصية وتُقيّد بــ الشكر.
\
/
\
ها هُنا؛ مقال عن الشّكر.
أين الشّاكرون؟
أخي المسلم:
إنّ نعم الله تعالى علينا كثيرة، ومنته جسيمة، وفضله كبير، فكم من خير أرساه!
وكم من معروف أسداه! وكم من بلية دفعها! وكم من نقمة ردها!
" وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ "
[إبراهيم:34].
فضيلة الشكر والشاكرين
أخي الكريم:
1 - أمر الله تعالى عباده بشكره والاعتراف بفضله، قال سبحانه: " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ " [البقرة:152].
وقال: " أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ " [لقمان:14].
2 - وأخبر سبحانه أنه لا يعذب الشاكرين من عباده فقال سبحانه: " مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً " [النساء:147].
3 - وبيّن سبحانه أن الشاكرين هم المخصومون بفضله ومنته عليهم من بين عباده فقال سبحانه: " وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ " [الأنعام:53].
4 - وقسّم الله الناس إلى شكور وكفور، فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله قال تعالى: " إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً " [الإنسان:3].
وقال سبحانه: " إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا
يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر:7].
5 - وأخبر سبحانه أن حفظ النعم واستمرارها وعدم زوالها وزيادتها مقرون بالشكر فقال عز وجل: " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " [إبراهيم:7].
أين إخوتي الشاكرين للنعم؟ أين الحافظون للذمم؟ أين أهل الفضل والكرم؟
6 - وبيّن الله سبحانه أن الشاكرين قليلٌ من عباده، وأن أكثر الناس على خلاف هذه الصفة، قال سبحانه: "وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " [سبأ:13].
7 - وأطلق سبحانه جزاء الشاكرين إطلاقاً، وجعله عليه سبحانه فقال عز وجل: " وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ " [آل عمران:145].
وقال سبحانه"وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " [آل عمران:144].
8 - وأخبر سبحانه أن الشاكرين هم أهل عبادته، وأن من لم يشكره لا يكون من أهل عبادته، فقال سبحانه: وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172].
9 - وأخبر سبحانه أن رضاه في شكره فقال تعالى: "وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ " [الزمر:7].
10 - وبيّن سبحانه أن الشكر هو أفضل الخصال وأعلاها، ولذلك أثنى به على خليله إبراهيم وجعله غاية صفاته،
فقال تعالى: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ.. " [النحل:121،120].
حقيقة الشكر
أخي المسلم الموفق: الشكر من أعلى المنازل وأرقى المقامات، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان؛ نصف شكر ونصف صبر. والشكر مبني على خمس قواعد:
الأولى: خضوع الشاكر للمشكور.
الثانية: حبّه له.
الثالثة: اعترافه بنعمته.
الرابعة: ثناؤه عليه بها.
الخامسة: ألا يستعمل النعمة فيما يكره المنعم.
فالشكر إذن هو: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع، وإضافة النعم إلى موليها،
والثناء على المنعم بذكر إنعامه، وعكوف القلب على محبته،
والجوارح على طاعته، وجريان اللسان بذكره.
ثناء نبوي
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى يقول:
" اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر "،
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن " من قالها حين يصبح؛
فقد أدّى شكر يومه، ومن قالها حين يمسي؛
فقد أدّى شكر ليلته"
(أبو داود وحسنه ابن حجر والنووي)
أقسام الشكر
قال الإمام إبن رجب: ( والشكر بالقلب واللسان والجوارح ).
فالشكر بالقلب: الاعتراف بالنعم للمنعم، وأنها منه وبفضله.
ومن الشكر بالقلب: محبة الله على نعمه.
قال بعضهم: إذا كانت القلوب جبلت على محبة من أحسن إليها،
فــــ واعجباً لمن لا يدري محسناً إلا الله كيف لا يميل بكُليّته إليه؟!
................. انتهى. ..............
نفع الرّحمن بما جاء،
ودُمتُم في طاعته سُبحانه.
اللّهمّ أعنّا على ذكرك، وشُكرك وحُسن عبادتك.
والله يحفظكُم،
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر