من كتاب بريق الجمان بشرح أركان الإيمان
الفصل الثاني
الكفر
المبحث الأول : بيان حقيقة الكفر
الكفر لغة : الستر والتغطية ، والعرب تقول للزارع كافر ، لانه يكفر البذر المبذور في الارض بتراب الارض
التي أثارها ، ومنه قول الله عز وجل [ كمثل غيث اعجب الكفار نباته ] الحديد : 20 ، والكفر في اصطلاح
الشرع هو نقيض الإيمان ، وعدم الإيمان بالله تعالى ، ومذهب أهل السنه والجماعة : كما أن الإيمان قول وعمل
واعتقاد ، كذلك يكون الكفر قول وعمل واعتقاد .
المبحث الثاني : بيان انواع الكفر
أولاَ : اقسامه باعتبار حكمه :
وينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : كفر اكبر مخرج عن الملة وهو مضاد لأصل الإيمان ، وموجب للخلود في النار .
القسم الثاني : كفر اصغر ، وهو يضاد كمال الإيمان الواجب ، وهو موجب لاستحقاق الوعيد ولا يخرج من الدين
وهناك فروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر ، اهمها :
1- الكفر الأكبر يخرج من الملة ويحبط الاعمال ، والكفر الاصغر لايخرج من الملة ، ولا يحبط الاعمال
2- الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار ، والكفر الاصغر اذا دخل صاحبه النار لايخلد فيها .
3- الكفر الأكبر يبيح الدم والمال بخلاف الكفر الأصغر .
4- الكفر الأكبر يوجب العداوة الخالصه بين صاحبه وبين المؤمنين ، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته
واما الكفر الأصغر فإنه لاينمع الموالاة مطلقا .
ثانياَ : اقسامه باعتبار بواعثه واسبابه :
وينقسم إلى خمسة أنواع :
القسم الأول : كفر التكذيب : وهو اعتقاد كذب الرسل عليهم السلام ، وهذا القسم قليل في الكفار .
القسم الثاني : كفر الإباء والإستكبار مع التصديق : مثل كفر ابليس ، فانه لم يجحد امر الله تعالى
ولا قابله بالانكار ، وانما تلقاه بالاباء والاستكبار .
القسم الثالث : كفر الإعراض : فإنه يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يصدقه
ولا يكذبه ، لا يواليه ولا يعاديه .
القسم الرابع : كفر الشك : فإنه لايجزم بصدقه ولا بكذبه ، بل يشك في امره .
القسم الخامس : كفر النفاق : فهو ان يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب ، فهذا هو النفاق الأكبر.
ثالثا : اقسامه باعتبار كونه طارئا ام اصليا :
الكفر باعتبار كونه طارئا ام اصليا ينقسم إلى نوعين :
القسم الأول : الكفر الاصلي : وهو كفر من لم يدخل في دين الاسلام اصلا ، ولم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
القسم الثاني : الكفر الطارئ : وهو كفر من انتسب إلى دين الاسلام ثم ارتد عنه ، والمرتد هو الراجع إلى دينه الاول بعد دخوله في الإسلام .
المبحث الثالث : ضوابط تكفير المعين
الحكم بكفر رجل مسلم هو من الخطورة بمكان ، ولا ينبغي ان يتجاسر عليه المسلم ، وقد عد بعض العلماء
تكفير المسلم من المكفرات المناقضة للإيمان ، فالواجب في هذا الباب هو الحذر الشديد من التسرع في
التكفير ، والعصمة من ذلك بإذن الله تعالى هو باتباع منج اهل السنه والجماعه في هذا الباب ، وقد بين
اهل السنه والجماعه في ذلك ضوابط مستنبطه من النصوص الشرعية ، وهي :
1- الفرق بين تكفير المعين والتكفير المطلق :
اما تكفير المعين : فهو وصف شخص ما لعمل قام به او قول قاله بأنه كافر ، وهذا لايجوز إلا بشروط .
اما التكفير المطلق : فهو اطلاق الكفر على الفعل او القول او الاعتقاد ، وعلى فاعل ذلك على سبيل الاطلاق.
ومن هذا الجنس مايطلقه العلماء والأئمه من تكفير اصحاب البدع ، مثل القدرية والجهمية ، فيتعلق الحكم بالعموم
او بالفعل ، ولا يتعلق بالشخص المعين فلا يحكم بكفره إلا بتحقق شروط وانتفاء موانع .
ومن هذا الجنس اللعن ، فلا يجوز لعن انسان بعينه حتى يعرف بالنص انه ملعون بعينه ، او يموت على الكفر ،
وقد اتفق العلماء على تحريم اللعن ، فإنه في اللغه : الابعاد والطرد ، وفي الشرع : الابعاد من رحمة الله تعالى .
اما اللعن بالوصف فليس حرام ، مثل: لعن الوصلة والمستوصلة ، والواشمة والمستوشمة ، وآكل الربا وموكله ،
والمصورين ، والظالمين والفاسقين ، ولعن من غير منار الأرض ،ومن تولى غير مواليه ، ومن انتسب إلى غير أبيه .
2- شروط تكفير المعين :
الشرط الأول : ان يظهر من قوله او فعله مايدل على المعنى الكفري ، ويلتزمه
الشرط الثاني : قيام الحجة ووضوحها .
3- موانع تكفير المعين :
يدرأ التكفير عن المسلم بمانع من الموانع التي دلت عليها ادلة الكتاب والسنة ، وذكرها العلماء ، وهذه الموانع :
أ- الجهل : جهل المسلم بالحكم الشرعي في الامر الكفري الذي قارفه مما يدفع عنه الكفر ، ومن ادلته :
مارواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث الرجل الذي قال لأبنائه : (إذا انا مت فأحرقوني
ثم اسحقوني ، ثم اذروني في الريح وفي البحر ، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ماعذبه احدا ) قال : ففعلوا ذلك به فقال للأرض : ( ادي مااخذت )
فإذا هو قائم ، فقال له : ( ماحملك على ماصنعت ؟ ) فقال : خشيتك يارب ، فغفر له بذلك .
ولكن العلماء يفرقون بين مايعذر الانسان بجهله وما لا يعذر بجهله ، فأما ماكان معلوما من الدين بالضرورة
كوجوب الصلاة وتحريم الزنا والخمر ، ونحوها فهذا لايعذر الانسان بجهلها ، فمن انكرها فقد كفر ، إلا ان يكون
بعيدا عن الامصار ، يعيش في البوادي مما يدل على انه لم يبلغه العلم ، اويكون حديث عهد بالاسلام .
ب- التأويل : مما يدرأ التكفير عن المعين ، ان يكون متأولا فيما وقع فيه من كفر لشبهة عرضت عليه ، ومن الأدلة الدالة على كون التأويل مانعا للكفر :
ان قدامة بن مظعون رضي الله عنه شهد عليه شهود ان شرب الخمر ، فقال له عمري رضي الله عنه اني حادك
فقال : لو شربت كما يقولون ماكان لكم ان تجلدوني ، فقال عمر : لم ؟!
فقال قدامة : قال الله تعالى :[ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا مااتقوا وآمنوا وعملوا
الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا ] المائدة : 93 قال عمر رضي الله عنه : اخطأت التأويل ، اذا اتقيت الله اجتنبت ماحرم الله عليك .
ج- الإكراه : الإكراه يدرأ التكفير عن المسلم ، فمن ثبت انه كان مكرها على كلمة الكفر او فعل كفري ، يحكم باسلامه .
فمن اكره على قول كفري ، من سب الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم او دينه ، او نحو ذلك ، او فعل
كفري كالسجود لمخلوق او نحوه ، فإنه لايكفر بذلك .
الفصل الثالث
النفاق
أولا : تعريف النفاق :
النفاق لغة : مخالفة الظاهر للباطن ، واصطلاحا : إظهار الإيمان وإبطان الكفر
أقسام النفاق :
القسم الاول : النفاق الاعتقادي : وهو ماكان من طريق اعتقاد الكفر وابطانه ، والتلبس بالاسلام واظهاره ،
مع انه منسلخ منه ومكذب به ،ويسمى هذا النوع بالنفاق الاكبر وصاحبه يكون في الدرك الاسفل من النار .
القسم الثاني : النفاق العملي : وهو يتصل بالاعمال الظاهرة دون الاعتقاد ، وهو خيرمخرج من الملة ،ولكنه مناف لكمال الايمان .
وقد ذكر العلماء ان ماورد في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( آية المنافق ثلاث ،
إذا حدث كذب ، واذا وعد اخلف ، واذا اؤتمن خان ) وهو من قبيل نفاق العمل .
الفصل الرابع
البدعـة
تعريف البدعة :
البدعة لغة : ابتداء الشيء وصنعه ، واصطلاحا : انها ماخالفت الكتاب والسنة واجماع سلف الامة من الاعتقادات والعبادات .
ومنها البدعة شرعا : هي التي احدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل التقرب إلى الله تعالى ولم يكن
قد فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا امر بها ولا اقرها ولا فعلتها الصحابه .
ومن البدع : وضع الحدود ، كالناذر للصيام ، قائما لا يقعد ، ضاحيا لا يستظل .
بيان انواع البدعة
تنقسم البدعة باعتبارات مختلفه إلى اقسام عديدة منها :
التقسيم الاول : تقسيم البدعة بحسب مايترتب عليها من احكام :
وتنقسم البدعة بهذا الاعتبار إلى نوعين :
النوع الاول : البدعة المكفرة :
وهي التي تخرج الانسان من الاسلام ، وهي الفساد في العقيدة في اصل من اصول الدين .
النوع الثاني : البدعة المفسقة :
وهي التي لاتخرج عن الاسلام بل يفسق بها ، وهي تطلق على فساد في العمل مع سلامة في العقيدة .
التقسيم الثاني : البدعة من حيث كونها اضافيه او حقيقية :
وتنقسم إلى نوعين :
النوع الاول : البدعة الحقيقية
وهي التي ليس لها اصل من كتاب الله العزيز ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
النوع الثاني : البدعة الاضافيه :
وهي التي تكون ذات وجهين ، وجه من حيث مشروعيتها في الجمله والثاني من حيث الزمن والكيفية .
التقسيم الثالث : تقسيم البدعة باعتبار كونها اعتقادية او عملية :
وتنقسم إلى قسمين :
القسم الاول : البدعة الاعتقادية :
وهي اعتقاد شيء على خلاف ماعليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ، سواء اكان مع الاعتقاد عمل ام لا .
القسم الثاني : البدعة العملية :
وهي ان يشرع في الدين عبادة لم يشرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
التحذير من البدع
وردت ادلة كثيرة تدل على تحريم البدع والتغليظ على مبتدعها وفاعلها ، ومنها
قول الله تعالى : [ ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ] الشورى :21
الخاتمة
اولا : بعض اصول اهل السنة والجماعة :
1- موقفهم من الصحابه رضي الله عنهم :
الصحابي هو الذي لقي المصطفى صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، وآمن به ومات على الاسلام .
وهذا الاصل ينتظم امورا منها :
اولا : اثبات جميع ماورد في فضلهم من آيات الكتاب الكريم واحاديث الرسول الامين صلى الله عليه وسلم
ثانيا : الصحابة رضوان الله عليهم متفاوتون في الفضل والدرجه .
ثالثا : محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رابعا : الصحابة كلهم عدول .
خامسا : الامساك عما شجر بين الصحابة وعدم الخوض فيه والتتبع لكل تفاصيله .
سادسا : سب الصحابة والتعرض لهم بعيبهم والطعن في عدالتهم حرام بنص الكتاب العزيز والسنة المطهرة .
سابعا : عدم الافراط والتفريط في حب الصحابة رضي الله عنهم .
ومن اصول اهل النسة والجماعة ايضا :
1- وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2- وجوب النصيحة لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم لأئمة المسلمين .
3- الجهاد مع الامام .
4- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
5- وجوب الحب في الله تعالى والبغض في الله تعالى .
ثانيا : وسطية اهل السنة بين الفرق :
الاصل الاول : باب العبادة :
توسط اهل السنة في هذا الباب بين فرق الباطنية الذين تركوا عبادة الله تعالى بالكلية وبين بعض فرق اهل البدع
الذين يعبدون الله تعالى بما لم يشرعه من الاذكار والتوسلات .
الاصل الثاني : باب اسماء الله تعالى وصفاته :
توسط اهل السنه والجماعة في هذا الباب بين المعطله والممثله ، والمعطله منهم من ينكر
الاسماء والصفات كالجهميه ، ومنهم من يثبت الاسماء وينكر الصفات كالمعتزلة ، ومنهم من يثبت بعض
الصفات وينكر اغلبها ، اما الممثلة : يضربون لله تعالى الامثال ويدعون ان صفات الله تعالى تماثل صفات المخلوقين .
الاصل الثالث : باب القضاء والقدر :
توسط اهل السنه في هذا الباب بين القدرية والجبرية ، فالقدرية نفوا القدر فقالوا : ان افعال العباد ومعاصيهم
لم تدخل تحت قضاء الله تعالى وقدره ، اما الجبرية فقد غلوا في اثبات القدر فقالوا : ان العبد مجبور على فعله .
الاصل الثالث : باب الوعد والوعيد :
توسط اهل السنة والجماعة في هذا الباب بين الوعيدية وبين المرجئة ، فالوعيدية يأخذون بنصوص الوعيد
ويهملون نصوص الوعد ومنهم الخوارج الذين يرون الكبيرة من المسلمين كالزاني وشارب الخمر كافر مخلد
في النار ، واما المرجئة : على عكس الوعيدية يأخذون بنصوص الوعد ويهملون نصوص الوعيد ،
فيقولون ان الايمان هو التصديق القلبي ولا يضر مع الايمان معصية .
الاصل الخامس : باب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
توسط اهل السنة والجماعة في هذا الباب بين فريقين متقابلين : فريق غلوا في حق آل البيت كعلي ابن ابي طالب
واولاوده رضي الله عنهم ، فادعوا ان عليا رضي الله عنه معصوم وانه يعلم الغيب ، وانه افضل من ابي بكر
وعمر رضي الله عنهم ، وفي المقابل كانوا يسبون اغلب الصحابة وكذلك كانوا يشتمون امهات المؤمنين .
وفريق جفوا في حق آل البيت ، فقابلوا البدعة ببدعة ، فسبوا آل البيت واغضبوهم وهؤلاء هم النواصب
ومنهم الخوارج ايضا ، الذين كفروا عليا رضي الله عنه وكفروا معاوية بن ابي سفيان .
اما اهل السنة والجماعة فيحبون جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وترضون عنهم ، ويرون انهم افضل
هذه الامه بعد نبيها صلى الله عليه وسلم .
من ثمرات الإيمان بالله تعالى
• محبة الله تعالى
• تعظيم الله تعالى والقيام بأمره واجتناب نواهيه
من ثمرات الايمان بالملائكة
• العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى
• شكره تعالى على عنايته بعباده
• محبة الملائكة على ماقاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الاكمل واستغفارهم للمؤمنين
من ثمرات الايمان بالكتب
• العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه
• ظهور حكمة الله تعالى
• شكر نعمة الله تعالى على ذلك
من ثمرات الايمان بالرسل
• العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه
• شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى
• محبة الرسل عليهم السلام وتوقيرهم
من ثمرات الايمان باليوم الاخر
• الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في الثواب وخوفا من العقاب
• تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا
من ثمرات الايمان بالقضاء والقدر
• الاعتماد على الله تعالى عند فعل الاسباب
• راحة النفس وطمأنينة القلب
• طرد الاعجاب بالنفس
• طرد القلق والضجر
وفي ختام تلخيص هذا الكتاب لايسعنا الا ان نسأل الله تعالى ان يثبتنا على هذه العقيدة وان يحقق لنا ثمراتها
ويزيدنا من فضله ، وان لايزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ، وان يهب لنا من لدنه رحمه انه الوهاب .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
الفصل الثاني
الكفر
المبحث الأول : بيان حقيقة الكفر
الكفر لغة : الستر والتغطية ، والعرب تقول للزارع كافر ، لانه يكفر البذر المبذور في الارض بتراب الارض
التي أثارها ، ومنه قول الله عز وجل [ كمثل غيث اعجب الكفار نباته ] الحديد : 20 ، والكفر في اصطلاح
الشرع هو نقيض الإيمان ، وعدم الإيمان بالله تعالى ، ومذهب أهل السنه والجماعة : كما أن الإيمان قول وعمل
واعتقاد ، كذلك يكون الكفر قول وعمل واعتقاد .
المبحث الثاني : بيان انواع الكفر
أولاَ : اقسامه باعتبار حكمه :
وينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : كفر اكبر مخرج عن الملة وهو مضاد لأصل الإيمان ، وموجب للخلود في النار .
القسم الثاني : كفر اصغر ، وهو يضاد كمال الإيمان الواجب ، وهو موجب لاستحقاق الوعيد ولا يخرج من الدين
وهناك فروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر ، اهمها :
1- الكفر الأكبر يخرج من الملة ويحبط الاعمال ، والكفر الاصغر لايخرج من الملة ، ولا يحبط الاعمال
2- الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار ، والكفر الاصغر اذا دخل صاحبه النار لايخلد فيها .
3- الكفر الأكبر يبيح الدم والمال بخلاف الكفر الأصغر .
4- الكفر الأكبر يوجب العداوة الخالصه بين صاحبه وبين المؤمنين ، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته
واما الكفر الأصغر فإنه لاينمع الموالاة مطلقا .
ثانياَ : اقسامه باعتبار بواعثه واسبابه :
وينقسم إلى خمسة أنواع :
القسم الأول : كفر التكذيب : وهو اعتقاد كذب الرسل عليهم السلام ، وهذا القسم قليل في الكفار .
القسم الثاني : كفر الإباء والإستكبار مع التصديق : مثل كفر ابليس ، فانه لم يجحد امر الله تعالى
ولا قابله بالانكار ، وانما تلقاه بالاباء والاستكبار .
القسم الثالث : كفر الإعراض : فإنه يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يصدقه
ولا يكذبه ، لا يواليه ولا يعاديه .
القسم الرابع : كفر الشك : فإنه لايجزم بصدقه ولا بكذبه ، بل يشك في امره .
القسم الخامس : كفر النفاق : فهو ان يظهر بلسانه الإيمان وينطوي بقلبه على التكذيب ، فهذا هو النفاق الأكبر.
ثالثا : اقسامه باعتبار كونه طارئا ام اصليا :
الكفر باعتبار كونه طارئا ام اصليا ينقسم إلى نوعين :
القسم الأول : الكفر الاصلي : وهو كفر من لم يدخل في دين الاسلام اصلا ، ولم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
القسم الثاني : الكفر الطارئ : وهو كفر من انتسب إلى دين الاسلام ثم ارتد عنه ، والمرتد هو الراجع إلى دينه الاول بعد دخوله في الإسلام .
المبحث الثالث : ضوابط تكفير المعين
الحكم بكفر رجل مسلم هو من الخطورة بمكان ، ولا ينبغي ان يتجاسر عليه المسلم ، وقد عد بعض العلماء
تكفير المسلم من المكفرات المناقضة للإيمان ، فالواجب في هذا الباب هو الحذر الشديد من التسرع في
التكفير ، والعصمة من ذلك بإذن الله تعالى هو باتباع منج اهل السنه والجماعه في هذا الباب ، وقد بين
اهل السنه والجماعه في ذلك ضوابط مستنبطه من النصوص الشرعية ، وهي :
1- الفرق بين تكفير المعين والتكفير المطلق :
اما تكفير المعين : فهو وصف شخص ما لعمل قام به او قول قاله بأنه كافر ، وهذا لايجوز إلا بشروط .
اما التكفير المطلق : فهو اطلاق الكفر على الفعل او القول او الاعتقاد ، وعلى فاعل ذلك على سبيل الاطلاق.
ومن هذا الجنس مايطلقه العلماء والأئمه من تكفير اصحاب البدع ، مثل القدرية والجهمية ، فيتعلق الحكم بالعموم
او بالفعل ، ولا يتعلق بالشخص المعين فلا يحكم بكفره إلا بتحقق شروط وانتفاء موانع .
ومن هذا الجنس اللعن ، فلا يجوز لعن انسان بعينه حتى يعرف بالنص انه ملعون بعينه ، او يموت على الكفر ،
وقد اتفق العلماء على تحريم اللعن ، فإنه في اللغه : الابعاد والطرد ، وفي الشرع : الابعاد من رحمة الله تعالى .
اما اللعن بالوصف فليس حرام ، مثل: لعن الوصلة والمستوصلة ، والواشمة والمستوشمة ، وآكل الربا وموكله ،
والمصورين ، والظالمين والفاسقين ، ولعن من غير منار الأرض ،ومن تولى غير مواليه ، ومن انتسب إلى غير أبيه .
2- شروط تكفير المعين :
الشرط الأول : ان يظهر من قوله او فعله مايدل على المعنى الكفري ، ويلتزمه
الشرط الثاني : قيام الحجة ووضوحها .
3- موانع تكفير المعين :
يدرأ التكفير عن المسلم بمانع من الموانع التي دلت عليها ادلة الكتاب والسنة ، وذكرها العلماء ، وهذه الموانع :
أ- الجهل : جهل المسلم بالحكم الشرعي في الامر الكفري الذي قارفه مما يدفع عنه الكفر ، ومن ادلته :
مارواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث الرجل الذي قال لأبنائه : (إذا انا مت فأحرقوني
ثم اسحقوني ، ثم اذروني في الريح وفي البحر ، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ماعذبه احدا ) قال : ففعلوا ذلك به فقال للأرض : ( ادي مااخذت )
فإذا هو قائم ، فقال له : ( ماحملك على ماصنعت ؟ ) فقال : خشيتك يارب ، فغفر له بذلك .
ولكن العلماء يفرقون بين مايعذر الانسان بجهله وما لا يعذر بجهله ، فأما ماكان معلوما من الدين بالضرورة
كوجوب الصلاة وتحريم الزنا والخمر ، ونحوها فهذا لايعذر الانسان بجهلها ، فمن انكرها فقد كفر ، إلا ان يكون
بعيدا عن الامصار ، يعيش في البوادي مما يدل على انه لم يبلغه العلم ، اويكون حديث عهد بالاسلام .
ب- التأويل : مما يدرأ التكفير عن المعين ، ان يكون متأولا فيما وقع فيه من كفر لشبهة عرضت عليه ، ومن الأدلة الدالة على كون التأويل مانعا للكفر :
ان قدامة بن مظعون رضي الله عنه شهد عليه شهود ان شرب الخمر ، فقال له عمري رضي الله عنه اني حادك
فقال : لو شربت كما يقولون ماكان لكم ان تجلدوني ، فقال عمر : لم ؟!
فقال قدامة : قال الله تعالى :[ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا مااتقوا وآمنوا وعملوا
الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا ] المائدة : 93 قال عمر رضي الله عنه : اخطأت التأويل ، اذا اتقيت الله اجتنبت ماحرم الله عليك .
ج- الإكراه : الإكراه يدرأ التكفير عن المسلم ، فمن ثبت انه كان مكرها على كلمة الكفر او فعل كفري ، يحكم باسلامه .
فمن اكره على قول كفري ، من سب الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم او دينه ، او نحو ذلك ، او فعل
كفري كالسجود لمخلوق او نحوه ، فإنه لايكفر بذلك .
الفصل الثالث
النفاق
أولا : تعريف النفاق :
النفاق لغة : مخالفة الظاهر للباطن ، واصطلاحا : إظهار الإيمان وإبطان الكفر
أقسام النفاق :
القسم الاول : النفاق الاعتقادي : وهو ماكان من طريق اعتقاد الكفر وابطانه ، والتلبس بالاسلام واظهاره ،
مع انه منسلخ منه ومكذب به ،ويسمى هذا النوع بالنفاق الاكبر وصاحبه يكون في الدرك الاسفل من النار .
القسم الثاني : النفاق العملي : وهو يتصل بالاعمال الظاهرة دون الاعتقاد ، وهو خيرمخرج من الملة ،ولكنه مناف لكمال الايمان .
وقد ذكر العلماء ان ماورد في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( آية المنافق ثلاث ،
إذا حدث كذب ، واذا وعد اخلف ، واذا اؤتمن خان ) وهو من قبيل نفاق العمل .
الفصل الرابع
البدعـة
تعريف البدعة :
البدعة لغة : ابتداء الشيء وصنعه ، واصطلاحا : انها ماخالفت الكتاب والسنة واجماع سلف الامة من الاعتقادات والعبادات .
ومنها البدعة شرعا : هي التي احدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل التقرب إلى الله تعالى ولم يكن
قد فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا امر بها ولا اقرها ولا فعلتها الصحابه .
ومن البدع : وضع الحدود ، كالناذر للصيام ، قائما لا يقعد ، ضاحيا لا يستظل .
بيان انواع البدعة
تنقسم البدعة باعتبارات مختلفه إلى اقسام عديدة منها :
التقسيم الاول : تقسيم البدعة بحسب مايترتب عليها من احكام :
وتنقسم البدعة بهذا الاعتبار إلى نوعين :
النوع الاول : البدعة المكفرة :
وهي التي تخرج الانسان من الاسلام ، وهي الفساد في العقيدة في اصل من اصول الدين .
النوع الثاني : البدعة المفسقة :
وهي التي لاتخرج عن الاسلام بل يفسق بها ، وهي تطلق على فساد في العمل مع سلامة في العقيدة .
التقسيم الثاني : البدعة من حيث كونها اضافيه او حقيقية :
وتنقسم إلى نوعين :
النوع الاول : البدعة الحقيقية
وهي التي ليس لها اصل من كتاب الله العزيز ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
النوع الثاني : البدعة الاضافيه :
وهي التي تكون ذات وجهين ، وجه من حيث مشروعيتها في الجمله والثاني من حيث الزمن والكيفية .
التقسيم الثالث : تقسيم البدعة باعتبار كونها اعتقادية او عملية :
وتنقسم إلى قسمين :
القسم الاول : البدعة الاعتقادية :
وهي اعتقاد شيء على خلاف ماعليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ، سواء اكان مع الاعتقاد عمل ام لا .
القسم الثاني : البدعة العملية :
وهي ان يشرع في الدين عبادة لم يشرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
التحذير من البدع
وردت ادلة كثيرة تدل على تحريم البدع والتغليظ على مبتدعها وفاعلها ، ومنها
قول الله تعالى : [ ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ] الشورى :21
الخاتمة
اولا : بعض اصول اهل السنة والجماعة :
1- موقفهم من الصحابه رضي الله عنهم :
الصحابي هو الذي لقي المصطفى صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، وآمن به ومات على الاسلام .
وهذا الاصل ينتظم امورا منها :
اولا : اثبات جميع ماورد في فضلهم من آيات الكتاب الكريم واحاديث الرسول الامين صلى الله عليه وسلم
ثانيا : الصحابة رضوان الله عليهم متفاوتون في الفضل والدرجه .
ثالثا : محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رابعا : الصحابة كلهم عدول .
خامسا : الامساك عما شجر بين الصحابة وعدم الخوض فيه والتتبع لكل تفاصيله .
سادسا : سب الصحابة والتعرض لهم بعيبهم والطعن في عدالتهم حرام بنص الكتاب العزيز والسنة المطهرة .
سابعا : عدم الافراط والتفريط في حب الصحابة رضي الله عنهم .
ومن اصول اهل النسة والجماعة ايضا :
1- وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2- وجوب النصيحة لله تعالى ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم لأئمة المسلمين .
3- الجهاد مع الامام .
4- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
5- وجوب الحب في الله تعالى والبغض في الله تعالى .
ثانيا : وسطية اهل السنة بين الفرق :
الاصل الاول : باب العبادة :
توسط اهل السنة في هذا الباب بين فرق الباطنية الذين تركوا عبادة الله تعالى بالكلية وبين بعض فرق اهل البدع
الذين يعبدون الله تعالى بما لم يشرعه من الاذكار والتوسلات .
الاصل الثاني : باب اسماء الله تعالى وصفاته :
توسط اهل السنه والجماعة في هذا الباب بين المعطله والممثله ، والمعطله منهم من ينكر
الاسماء والصفات كالجهميه ، ومنهم من يثبت الاسماء وينكر الصفات كالمعتزلة ، ومنهم من يثبت بعض
الصفات وينكر اغلبها ، اما الممثلة : يضربون لله تعالى الامثال ويدعون ان صفات الله تعالى تماثل صفات المخلوقين .
الاصل الثالث : باب القضاء والقدر :
توسط اهل السنه في هذا الباب بين القدرية والجبرية ، فالقدرية نفوا القدر فقالوا : ان افعال العباد ومعاصيهم
لم تدخل تحت قضاء الله تعالى وقدره ، اما الجبرية فقد غلوا في اثبات القدر فقالوا : ان العبد مجبور على فعله .
الاصل الثالث : باب الوعد والوعيد :
توسط اهل السنة والجماعة في هذا الباب بين الوعيدية وبين المرجئة ، فالوعيدية يأخذون بنصوص الوعيد
ويهملون نصوص الوعد ومنهم الخوارج الذين يرون الكبيرة من المسلمين كالزاني وشارب الخمر كافر مخلد
في النار ، واما المرجئة : على عكس الوعيدية يأخذون بنصوص الوعد ويهملون نصوص الوعيد ،
فيقولون ان الايمان هو التصديق القلبي ولا يضر مع الايمان معصية .
الاصل الخامس : باب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
توسط اهل السنة والجماعة في هذا الباب بين فريقين متقابلين : فريق غلوا في حق آل البيت كعلي ابن ابي طالب
واولاوده رضي الله عنهم ، فادعوا ان عليا رضي الله عنه معصوم وانه يعلم الغيب ، وانه افضل من ابي بكر
وعمر رضي الله عنهم ، وفي المقابل كانوا يسبون اغلب الصحابة وكذلك كانوا يشتمون امهات المؤمنين .
وفريق جفوا في حق آل البيت ، فقابلوا البدعة ببدعة ، فسبوا آل البيت واغضبوهم وهؤلاء هم النواصب
ومنهم الخوارج ايضا ، الذين كفروا عليا رضي الله عنه وكفروا معاوية بن ابي سفيان .
اما اهل السنة والجماعة فيحبون جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وترضون عنهم ، ويرون انهم افضل
هذه الامه بعد نبيها صلى الله عليه وسلم .
من ثمرات الإيمان بالله تعالى
• محبة الله تعالى
• تعظيم الله تعالى والقيام بأمره واجتناب نواهيه
من ثمرات الايمان بالملائكة
• العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى
• شكره تعالى على عنايته بعباده
• محبة الملائكة على ماقاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الاكمل واستغفارهم للمؤمنين
من ثمرات الايمان بالكتب
• العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه
• ظهور حكمة الله تعالى
• شكر نعمة الله تعالى على ذلك
من ثمرات الايمان بالرسل
• العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه
• شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى
• محبة الرسل عليهم السلام وتوقيرهم
من ثمرات الايمان باليوم الاخر
• الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في الثواب وخوفا من العقاب
• تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا
من ثمرات الايمان بالقضاء والقدر
• الاعتماد على الله تعالى عند فعل الاسباب
• راحة النفس وطمأنينة القلب
• طرد الاعجاب بالنفس
• طرد القلق والضجر
وفي ختام تلخيص هذا الكتاب لايسعنا الا ان نسأل الله تعالى ان يثبتنا على هذه العقيدة وان يحقق لنا ثمراتها
ويزيدنا من فضله ، وان لايزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ، وان يهب لنا من لدنه رحمه انه الوهاب .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله تعالى على نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
» المهندسين خ
» المهندسين خ
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
» طلب مساعده عاجل
» اغاثه
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل