آثار تعليم القرآن على واقع المجتمع =بحث مختصر
ومنها إيجاد اعتناء بالذات وأبناء المسلمين وبناتهم عن طريق إيجاد معلمي القران الكريم للطلاب في الحلق وفي البيوت
ومنها حفظ المجتمع من كيد السحرة والمشعوذين فالبيت الذي تقرا فيه البقرة لا تتمكن من البطلة والسحرة فأي نعمة أن يتلى القران الكريم مراجعة وحفظا وفي صدور حفاظه رجالا ونساء وأطفالا
ومنها تمكن السمع والطاعة والانقياد لله عز وجل وللعلماء من جراء تعلم الخضوع الاختياري لله حفظا لكتابه الكريم ولولاة الأمر وتحقيق العبودية بالسمع والطاعة
ومن ذلك الانشغال عن محبطات العمل من الغيبة والنميمة ومشاهدة ما لا يحل من الأشياء التي ترى أو سماع المحرمات جراء الانشغال بحفظ ومراجعة وتحفيظ القران الكريم
ومنها العناية أكثر بحفظ الأوقات من الضياع جراء العناية بالمراجعة لكتاب الله
ومنها الحرص على إمامة المسلمين في الصلوات المفروضة حيث لا تتعطل بيوت الله من أئمة متقنين لكتاب الله حيث أن حفظ حياة المسلمين وتفردهم مرهون بحفظ كتاب الله في الأمة في صدورهم
ومنها إيجاد رقاة بكتاب الله ليقطعوا الطريق على من يمتهن السحر والشعوذة لعلاج الناس
ومن آثار تعليم القران الكريم على المجتمع :
ارتباط الناس بخالقهم ورازقهم وتحقق العبودية والتأله لله وحده لا شريك له
فلا نجد من يتجرد لتعلم القران أو تعليمه وهو صادق النية إلا واهتدى لنبذ الشرك والبدع وأهلهما
والبعد عن المعاصي ومراقبة الله .
ومن ذلك كثرة الأذكياء جراء الاعتناء بكتاب الله فهو من الهدى والذين اهتدوا يزدادون هدى من الله
ومن ذلك حصول القدرة على التفرقة بين الحق والباطل فيهب الله لمتعلم القران الكريم فرقانا
وللقران الكريم منزلة عليا لدى المسلمين فهو ناسخ لكل ما سبقه من الكتب وآخرها وفيه بيان وفصل ما بينهم وبين غيرهم من الملل من أخذ به نجا ومن أهمله خسر وخاب
وقد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الفرق بين الأئمة المهديين والأئمة المضلين
فقال : (في قوله تعالى : { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله } الآيتين من سورة آل عمران
إذا عرفت أن سبب نزولها قول أهل الكتاب : نحن مسلمون نعبد الله إلا إن كنت تريد أن نعبدك ، عرفت أنها من أوضح ما في القرآن من تقرير الإخلاص ، والبراءة من الشرك ، ومن أعظم ما يبين لك طريق الأئمة المهديين من الأئمة المضلين ، وذلك أن الله وصف أئمة الهدى بالنفي والإثبات ، فنفى عنهم أن يأمروا أتباعهم بالشرك بهم ، أو بالشرك بالملائكة والأنبياء وهم أصلح المخلوقات ، وأثبت أنهم يأمرون أتباعهم أن يصيروا ربانيين ، فإذا كان من أنزله الله بهذه المنزلة لا يتصور أن يأمر أتباعه بالشرك به ولا بغيره من الأنبياء والملائكة ، فغيرهم أظهر وأظهر .
وإذا كان الأمر الذي يأمرهم به كونهم ربانيين تبين طريقة الأنبياء وأتباعهم من طريقة أئمة الضلال وأتباعهم ، ومعرفة الإخلاص والشرك ،ومعرفة أئمة الهدى وأئمة الضلال أفضل ما حصَّل المؤمن ، لكن فيه من البيان قول اليهود : إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت النصارى عيسى ، وقول النصارى : تريد ذلك أي إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت اليهود عزيراً ! إن عبادة غير الله من أنكر المنكرات ببديهة العقل ، ولكن الهوى يعمي ويصم . ) انتهى من كلام الشيخ رحمه الله
وللمتأمل أن يتبين الفضيلة في إتباع منهج القران الكريم
وممن أثر القران الكريم على حياتهم واثر أثرا إيجابيا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
قال الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي في (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية): انبهر أهل دمشق من فرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه. واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق، وقال: سمعت في البلاد بصبي يقال له: أحمد بن تيمية، وأنه سريع الحفظ، وقد جئت قاصداً، لعلي أراه، فقال له خياط: هذه طريق كتّابه، وهو إلى الآن ما جاء. فاقعد عندنا، الساعة يجيء يعبر علينا ذاهباً إلى الكتّاب (مدرسة صغيرة لتحفيظ القرآن). فجلس الشيخ الحلبي قليلاً، فمر صبيان، فقال الخياط: هذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير: هو أحمد بن تيمية. فناداه الشيخ. فجاء إليه. فتناول الشيخ اللوح منه، فنظر فيه ثم قال له: امسح يا ولدي هذا، حتى أملي عليك شيئاً تكتبه، ففعل، فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر، أو ثلاثة عشر حديثاً، وقال له: اقرأ هذا، فلم يزد على أن تأمله مرة بعد كتابته إياه. ثم دفعه إليه، وقال: اسمعه عليّ، فقرأه عليه عرضا كأحسن ما أنت سامع. فقال له: يا ولدي، امسح هذا، ففعل. فأملى عليه عدة أسانيد انتخبها، ثم قال: اقرأ هذا، فنظر فيه، كما فعل أول مرة. ثم أسمعه إياه كالأول. فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش الصبي ليكونن له شأن عظيم. فإن هذا لم يُرَ مثله.
وهذا مما يبين عظم أثر القران الكريم على عقول الناشئة اثرا عظيما وحفظا متقنا وبروزا حميدا
وفي تعبده قال الحافظ البزار رحمه الله في مناقبه : (قال في بيان عبادته وورعه:
قال أما تعبده رضي الله عنه فإنه قل أن سمع بمثله، لأنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه، حتى إنه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له من أهل ولا من مال. وكان في ليلة متفرداً عن الناس كلهم، خالياً بربه عز وجل، ضارعاً، مواظباً على تلاوة القرآن العظيم. مكرّراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية. وكان إذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنّها قبل إتيانه إليهم. وكان إذا أحرم بالصلاة يكاد يخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام. فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميد يمنة ويسرة. وكان إذا قرأ يمد قراءته مداًّ كما صحّ في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من أكمل ما ورد في صلاة الفرض. وكان يخف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة، ويجهر بالتسمية الأولى حتى يسمع كل من حضر. فإذا فرغ من الصلاة أثنى على الله عز وجل هو من حضر بما ورد من قوله [اللهم أنت السلام.. الحديث]. ثم يقبل على الجماعة، ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذ. ثم يسبّح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين، ويختم المائة بالتهليل. كما أورد، وكذا الجماعة، ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد.
وكان غالب دعائه (اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وأمكر لنا ولا تمكر علينا، وأهدنا ويسّر الهدى لنا، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك راغبين، لك مخبتين، إليك راهبين، لك مطاويع. ربنا تقبل توباتنا، وأغسل حوباتنا، وثبت حججنا، واهد قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا) يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يشرع في الذكر. وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر. فلا يزال في الذكر يسمع نفسه، وربما يسمع ذكره من الروحانية، مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء. هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس وتزول، وقت النهي عن الصلاة.
يتبع
أثر تعليم القران الكريم على واقع المجتمع
إعداد
طارق بن عبد الله الفياض
في حديثنا الموجز عن أهمية العناية بالقران الكريم كمنهج حياة متكامل يؤثر في المجتمع وتظهر آثاره
وقد سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن هذا
في كتاب التفسير من مجموع المؤلفات :
سئل رحمه الله عن معنى هذه الآية : { قال رب لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً } الآية .
فأجاب : اعلم رحمك الله أن الله سبحانه عالم بكل شيء يعلم ما يقع على خلقه ، وأنزل هذا الكتاب المبارك الذي جعله تبياناً لكل شيء وتفصيلا لكل شيء ، وجعله هدى لأهل القرن الثاني عشر ، ومن بعدهم ، كما جعله هدى لأهل القرن الأول ومن بعدهم .
ومن أعظم البيان الذي فيه بيان جواب الحجج الصحيحة ، والجواب عما يعارضها ، وبيان الحجج الفاسدة ، ونفيها فلا إله إلا الله ماذا حُرمه المعرضون عن كتاب الله من الهدى والعلم ، ولكن لا معطي لما منع الله ) انتهى المطلوب من كلامه رحمه الله
وفي ضوء قول الله تعالى :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )4(
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 5 )
وهي آيات واضحة الدلالة من سورة البقرة
فقوله تعالى :
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ
ففي هذه الآيات أهمية بث رسالة التوحيد وتحديد أساليب العمل
لجعل الأثر القرآني على المجتمع وفق خطط متفق عليها ومدروسة جيدا ومخطط لها سابقا
مع وضع أساليب ممكنه لقياس هذا الأثر وفق أسس البحث العلمي المتفق عليها وطرح التوصيات المهمة مع تحديث الأساليب وفق ما يجد من نتائج بعد تطبيق أساليب القياس والتقويم المعتبرة لهذا الأثر
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله : ( وأنه هدى لجميع مصالح الدارين ... لأنه في نفسه هدى لجميع الناس . فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا . ولم يقبلوا هدى الله، فقامت عليهم به الحجة ،ولم ينتفعوا به لشقائهم .
وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر ، لحصول الهداية ، وهو التقوى التي حقيقتها : اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فاهتدوا به وانتفعوا غاية الانتفاع (1)
وقد ذم الله من لم يهتد بالقران ويجعله مصدر هداية له
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : (وقول الله عز وجل : { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً } الآيتين وقوله تعالى : { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } الآية . وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بماء يدعى : خما فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : "أما بعد : أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" ( وفي لفظ ) : "أحدهما كتاب الله هو حبل الله من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة" رواه مسلم) من كتاب التفسير من مجموع مؤلفات الشيخ رحمه الله .
السؤال المهم :
كيف يؤثر تعليم الفرد على المجتمع للعلوم مطلقا ، والقران الكريم خصوصا ،مع مثال مناسب يفيد لقياس الأثر؟
ولنضرب على ذلك مثال عام لتدريس العلوم الدينية:
تعليم مادة التوحيد :
__________
(1) . تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، طبع دار المدني بجدة ( 1/31-32)
ففي المدارس بشكل فردي تطور ليؤثر على :
من يدرس التوحيد للطلاب ولو ممن له نهج يتفق أو يختلف عن نهج أهل التوحيد
من نبذ الشرك وعبادة الأولياء والتفكير بأنها لا تضر ولا تنفع .
ويتضمن التأثير أيضا على من يدرسها من الطلاب في حياتهم العامة .
وأيضا حياة أهلهم في البيوت مما يكون تصحيحا مباشرا أوغير مباشر لدراسة منهج التوحيد
ولا ننكر وجود سلبيات لأسباب مختلفة بحسب الظروف المختلفة .
تعليم القران الكريم :
لتعليم القران الكريم في حياة الفرد والمجتمع آثار تتعلق بالمعتقد والتعبد والسلوك مع نفسه ومع غيره مما يعود على الإنسان ككل والعالم بانضباط التلقي والأداء في حياة الإنسان المتعامل مع كتاب الله ومع من يتعامل مع المتعلم لكتاب الله
حيث يوجد دستور متكامل يؤثر في حياته ويعين غيره على فهمه
ومن شذ عن هذه القاعدة فلعيب فيه وطريقة تلقيه لا عيب طريقة القران الكريم الذي يكون مع الحالة السوية منهاجا للأسوياء أما الأشقياء فلن ينتفعوا به ولن يؤثر فيهم لكن حكمه فيهم منضبط لا يتغير مهما تغيروا
مثال على تأثيره في المعتقد :
قال جل وعلا : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
كل ما غاب عنهم مما يستلزم أن يؤمنوا به ويسلموا ويصدقوا
ومنها معرفة أن هناك أمورا يستحيل على المرء معرفتها كونها غيبا محضا فلا يتعب نفسه في البحث عنها ومع ذلك لم يحجر القرآن الكريم التأمل والتفكر في الكون .
ومنها مما يجدر التركيز عليه قسمة الأرزاق وانقسام الناس إلى غني وفقير وإلى صحيح ومريض
وفي النساء من يرزقها الله زوجا ومن تفقد زوجا بطلاق أو وفاة أو خلع أو من لا ترزق بزوج أصلا
فهو قدر بخيره وشره ولا يجب الجزم بمغيب انه هو ما في الغيب لكن بعد بذل السبب يوقن بوجود مانع لا يقدر على دفعه
وقوله عز وجل :
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
يتبع :
المصدر الموسوعة الشاملة
ومما يجدر ذكره أن تعليم القران الكريم يحقق الكثير من الأمن والاستقرار في المجتمع فانتظام وقت الفرد في تعلم القران حفظا ومراجعة يزيد من الإيمان في الفرد الذي يتعلم القران الكريم فيكون أكثر خشية لله تعالى وخوفا منه وبعدا عن الحرام من الغش والتدليس والحقد والبغض والكيد للناس مع طهارة الجوف والفرج واللسان ويعين الفرد المسلم لينتظم في عمل الخير لخدمة المجتمع المسلمإعداد
طارق بن عبد الله الفياض
في حديثنا الموجز عن أهمية العناية بالقران الكريم كمنهج حياة متكامل يؤثر في المجتمع وتظهر آثاره
وقد سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن هذا
في كتاب التفسير من مجموع المؤلفات :
سئل رحمه الله عن معنى هذه الآية : { قال رب لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً } الآية .
فأجاب : اعلم رحمك الله أن الله سبحانه عالم بكل شيء يعلم ما يقع على خلقه ، وأنزل هذا الكتاب المبارك الذي جعله تبياناً لكل شيء وتفصيلا لكل شيء ، وجعله هدى لأهل القرن الثاني عشر ، ومن بعدهم ، كما جعله هدى لأهل القرن الأول ومن بعدهم .
ومن أعظم البيان الذي فيه بيان جواب الحجج الصحيحة ، والجواب عما يعارضها ، وبيان الحجج الفاسدة ، ونفيها فلا إله إلا الله ماذا حُرمه المعرضون عن كتاب الله من الهدى والعلم ، ولكن لا معطي لما منع الله ) انتهى المطلوب من كلامه رحمه الله
وفي ضوء قول الله تعالى :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )4(
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 5 )
وهي آيات واضحة الدلالة من سورة البقرة
فقوله تعالى :
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ
ففي هذه الآيات أهمية بث رسالة التوحيد وتحديد أساليب العمل
لجعل الأثر القرآني على المجتمع وفق خطط متفق عليها ومدروسة جيدا ومخطط لها سابقا
مع وضع أساليب ممكنه لقياس هذا الأثر وفق أسس البحث العلمي المتفق عليها وطرح التوصيات المهمة مع تحديث الأساليب وفق ما يجد من نتائج بعد تطبيق أساليب القياس والتقويم المعتبرة لهذا الأثر
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله : ( وأنه هدى لجميع مصالح الدارين ... لأنه في نفسه هدى لجميع الناس . فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا . ولم يقبلوا هدى الله، فقامت عليهم به الحجة ،ولم ينتفعوا به لشقائهم .
وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر ، لحصول الهداية ، وهو التقوى التي حقيقتها : اتخاذ ما يقي سخط الله وعذابه ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فاهتدوا به وانتفعوا غاية الانتفاع (1)
وقد ذم الله من لم يهتد بالقران ويجعله مصدر هداية له
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : (وقول الله عز وجل : { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً } الآيتين وقوله تعالى : { ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } الآية . وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بماء يدعى : خما فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : "أما بعد : أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" ( وفي لفظ ) : "أحدهما كتاب الله هو حبل الله من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة" رواه مسلم) من كتاب التفسير من مجموع مؤلفات الشيخ رحمه الله .
السؤال المهم :
كيف يؤثر تعليم الفرد على المجتمع للعلوم مطلقا ، والقران الكريم خصوصا ،مع مثال مناسب يفيد لقياس الأثر؟
ولنضرب على ذلك مثال عام لتدريس العلوم الدينية:
تعليم مادة التوحيد :
__________
(1) . تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، طبع دار المدني بجدة ( 1/31-32)
ففي المدارس بشكل فردي تطور ليؤثر على :
من يدرس التوحيد للطلاب ولو ممن له نهج يتفق أو يختلف عن نهج أهل التوحيد
من نبذ الشرك وعبادة الأولياء والتفكير بأنها لا تضر ولا تنفع .
ويتضمن التأثير أيضا على من يدرسها من الطلاب في حياتهم العامة .
وأيضا حياة أهلهم في البيوت مما يكون تصحيحا مباشرا أوغير مباشر لدراسة منهج التوحيد
ولا ننكر وجود سلبيات لأسباب مختلفة بحسب الظروف المختلفة .
تعليم القران الكريم :
لتعليم القران الكريم في حياة الفرد والمجتمع آثار تتعلق بالمعتقد والتعبد والسلوك مع نفسه ومع غيره مما يعود على الإنسان ككل والعالم بانضباط التلقي والأداء في حياة الإنسان المتعامل مع كتاب الله ومع من يتعامل مع المتعلم لكتاب الله
حيث يوجد دستور متكامل يؤثر في حياته ويعين غيره على فهمه
ومن شذ عن هذه القاعدة فلعيب فيه وطريقة تلقيه لا عيب طريقة القران الكريم الذي يكون مع الحالة السوية منهاجا للأسوياء أما الأشقياء فلن ينتفعوا به ولن يؤثر فيهم لكن حكمه فيهم منضبط لا يتغير مهما تغيروا
مثال على تأثيره في المعتقد :
قال جل وعلا : الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
كل ما غاب عنهم مما يستلزم أن يؤمنوا به ويسلموا ويصدقوا
ومنها معرفة أن هناك أمورا يستحيل على المرء معرفتها كونها غيبا محضا فلا يتعب نفسه في البحث عنها ومع ذلك لم يحجر القرآن الكريم التأمل والتفكر في الكون .
ومنها مما يجدر التركيز عليه قسمة الأرزاق وانقسام الناس إلى غني وفقير وإلى صحيح ومريض
وفي النساء من يرزقها الله زوجا ومن تفقد زوجا بطلاق أو وفاة أو خلع أو من لا ترزق بزوج أصلا
فهو قدر بخيره وشره ولا يجب الجزم بمغيب انه هو ما في الغيب لكن بعد بذل السبب يوقن بوجود مانع لا يقدر على دفعه
وقوله عز وجل :
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
يتبع :
المصدر الموسوعة الشاملة
ومنها إيجاد اعتناء بالذات وأبناء المسلمين وبناتهم عن طريق إيجاد معلمي القران الكريم للطلاب في الحلق وفي البيوت
ومنها حفظ المجتمع من كيد السحرة والمشعوذين فالبيت الذي تقرا فيه البقرة لا تتمكن من البطلة والسحرة فأي نعمة أن يتلى القران الكريم مراجعة وحفظا وفي صدور حفاظه رجالا ونساء وأطفالا
ومنها تمكن السمع والطاعة والانقياد لله عز وجل وللعلماء من جراء تعلم الخضوع الاختياري لله حفظا لكتابه الكريم ولولاة الأمر وتحقيق العبودية بالسمع والطاعة
ومن ذلك الانشغال عن محبطات العمل من الغيبة والنميمة ومشاهدة ما لا يحل من الأشياء التي ترى أو سماع المحرمات جراء الانشغال بحفظ ومراجعة وتحفيظ القران الكريم
ومنها العناية أكثر بحفظ الأوقات من الضياع جراء العناية بالمراجعة لكتاب الله
ومنها الحرص على إمامة المسلمين في الصلوات المفروضة حيث لا تتعطل بيوت الله من أئمة متقنين لكتاب الله حيث أن حفظ حياة المسلمين وتفردهم مرهون بحفظ كتاب الله في الأمة في صدورهم
ومنها إيجاد رقاة بكتاب الله ليقطعوا الطريق على من يمتهن السحر والشعوذة لعلاج الناس
ومن آثار تعليم القران الكريم على المجتمع :
ارتباط الناس بخالقهم ورازقهم وتحقق العبودية والتأله لله وحده لا شريك له
فلا نجد من يتجرد لتعلم القران أو تعليمه وهو صادق النية إلا واهتدى لنبذ الشرك والبدع وأهلهما
والبعد عن المعاصي ومراقبة الله .
ومن ذلك كثرة الأذكياء جراء الاعتناء بكتاب الله فهو من الهدى والذين اهتدوا يزدادون هدى من الله
ومن ذلك حصول القدرة على التفرقة بين الحق والباطل فيهب الله لمتعلم القران الكريم فرقانا
وللقران الكريم منزلة عليا لدى المسلمين فهو ناسخ لكل ما سبقه من الكتب وآخرها وفيه بيان وفصل ما بينهم وبين غيرهم من الملل من أخذ به نجا ومن أهمله خسر وخاب
وقد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الفرق بين الأئمة المهديين والأئمة المضلين
فقال : (في قوله تعالى : { ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله } الآيتين من سورة آل عمران
إذا عرفت أن سبب نزولها قول أهل الكتاب : نحن مسلمون نعبد الله إلا إن كنت تريد أن نعبدك ، عرفت أنها من أوضح ما في القرآن من تقرير الإخلاص ، والبراءة من الشرك ، ومن أعظم ما يبين لك طريق الأئمة المهديين من الأئمة المضلين ، وذلك أن الله وصف أئمة الهدى بالنفي والإثبات ، فنفى عنهم أن يأمروا أتباعهم بالشرك بهم ، أو بالشرك بالملائكة والأنبياء وهم أصلح المخلوقات ، وأثبت أنهم يأمرون أتباعهم أن يصيروا ربانيين ، فإذا كان من أنزله الله بهذه المنزلة لا يتصور أن يأمر أتباعه بالشرك به ولا بغيره من الأنبياء والملائكة ، فغيرهم أظهر وأظهر .
وإذا كان الأمر الذي يأمرهم به كونهم ربانيين تبين طريقة الأنبياء وأتباعهم من طريقة أئمة الضلال وأتباعهم ، ومعرفة الإخلاص والشرك ،ومعرفة أئمة الهدى وأئمة الضلال أفضل ما حصَّل المؤمن ، لكن فيه من البيان قول اليهود : إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت النصارى عيسى ، وقول النصارى : تريد ذلك أي إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت اليهود عزيراً ! إن عبادة غير الله من أنكر المنكرات ببديهة العقل ، ولكن الهوى يعمي ويصم . ) انتهى من كلام الشيخ رحمه الله
وللمتأمل أن يتبين الفضيلة في إتباع منهج القران الكريم
وممن أثر القران الكريم على حياتهم واثر أثرا إيجابيا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
قال الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي في (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية): انبهر أهل دمشق من فرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه. واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق، وقال: سمعت في البلاد بصبي يقال له: أحمد بن تيمية، وأنه سريع الحفظ، وقد جئت قاصداً، لعلي أراه، فقال له خياط: هذه طريق كتّابه، وهو إلى الآن ما جاء. فاقعد عندنا، الساعة يجيء يعبر علينا ذاهباً إلى الكتّاب (مدرسة صغيرة لتحفيظ القرآن). فجلس الشيخ الحلبي قليلاً، فمر صبيان، فقال الخياط: هذاك الصبي الذي معه اللوح الكبير: هو أحمد بن تيمية. فناداه الشيخ. فجاء إليه. فتناول الشيخ اللوح منه، فنظر فيه ثم قال له: امسح يا ولدي هذا، حتى أملي عليك شيئاً تكتبه، ففعل، فأملى عليه من متون الأحاديث أحد عشر، أو ثلاثة عشر حديثاً، وقال له: اقرأ هذا، فلم يزد على أن تأمله مرة بعد كتابته إياه. ثم دفعه إليه، وقال: اسمعه عليّ، فقرأه عليه عرضا كأحسن ما أنت سامع. فقال له: يا ولدي، امسح هذا، ففعل. فأملى عليه عدة أسانيد انتخبها، ثم قال: اقرأ هذا، فنظر فيه، كما فعل أول مرة. ثم أسمعه إياه كالأول. فقام الشيخ وهو يقول: إن عاش الصبي ليكونن له شأن عظيم. فإن هذا لم يُرَ مثله.
وهذا مما يبين عظم أثر القران الكريم على عقول الناشئة اثرا عظيما وحفظا متقنا وبروزا حميدا
وفي تعبده قال الحافظ البزار رحمه الله في مناقبه : (قال في بيان عبادته وورعه:
قال أما تعبده رضي الله عنه فإنه قل أن سمع بمثله، لأنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه، حتى إنه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له من أهل ولا من مال. وكان في ليلة متفرداً عن الناس كلهم، خالياً بربه عز وجل، ضارعاً، مواظباً على تلاوة القرآن العظيم. مكرّراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية. وكان إذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر يأتي بسنّها قبل إتيانه إليهم. وكان إذا أحرم بالصلاة يكاد يخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام. فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميد يمنة ويسرة. وكان إذا قرأ يمد قراءته مداًّ كما صحّ في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من أكمل ما ورد في صلاة الفرض. وكان يخف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة، ويجهر بالتسمية الأولى حتى يسمع كل من حضر. فإذا فرغ من الصلاة أثنى على الله عز وجل هو من حضر بما ورد من قوله [اللهم أنت السلام.. الحديث]. ثم يقبل على الجماعة، ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذ. ثم يسبّح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين، ويختم المائة بالتهليل. كما أورد، وكذا الجماعة، ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد.
وكان غالب دعائه (اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وأمكر لنا ولا تمكر علينا، وأهدنا ويسّر الهدى لنا، اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك راغبين، لك مخبتين، إليك راهبين، لك مطاويع. ربنا تقبل توباتنا، وأغسل حوباتنا، وثبت حججنا، واهد قلوبنا، واسلل سخيمة صدورنا) يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يشرع في الذكر. وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر. فلا يزال في الذكر يسمع نفسه، وربما يسمع ذكره من الروحانية، مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء. هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس وتزول، وقت النهي عن الصلاة.
يتبع
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيراً من الليل. وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه. وكنت أسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ. فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها، ويقطع ذلك الوقت كله، أعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها. ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها. فبان لي، والله أعلم، أن قصده بذلك أن يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء: هل يستحب تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس؟ فرأى رضي الله عنه أن في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعاً بين القولين، وتحصيلاً للفضيلتين. وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته.) انتهى من كلامه رحمه الله تعالى
وهذا ماتيسر جمعه على عجالة نسال الله الإعانة
ونسأل الله أن يرزقنا العلم والعمل بكتابه الكريم والله أعلم
مراجع مهمة للاستزادة :
الحلقات القرآنية دراسة منهجية شاملة ... تأليف عبد المعطي طليمات
تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان ..
طبع درا لمدني بجدة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي
زاد المسير في علم التفسير .. طبع المكتب الإسلامي ببيروت .. لأبن الجوزي
تفسير ابن كثير طبع دار المعرفة
الآداب الشرعية لأبن مفلح
رياض الصالحين وشروحه كدليل الفالحين ونزهة المتقين وشرح شيخنا الشيخ ابن عثيمين
انتهى البحث نفع الله به
وهذا ماتيسر جمعه على عجالة نسال الله الإعانة
ونسأل الله أن يرزقنا العلم والعمل بكتابه الكريم والله أعلم
مراجع مهمة للاستزادة :
الحلقات القرآنية دراسة منهجية شاملة ... تأليف عبد المعطي طليمات
تيسير الكريم الرحمان في تفسير كلام المنان ..
طبع درا لمدني بجدة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي
زاد المسير في علم التفسير .. طبع المكتب الإسلامي ببيروت .. لأبن الجوزي
تفسير ابن كثير طبع دار المعرفة
الآداب الشرعية لأبن مفلح
رياض الصالحين وشروحه كدليل الفالحين ونزهة المتقين وشرح شيخنا الشيخ ابن عثيمين
انتهى البحث نفع الله به
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر