يونس بن متىّ عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاه والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ...
" مقدمه "
يقول الله تبارك وتعالى (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ)) يوسف :3
وقوله تعالى "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ "
فقد عني القرآن الكريم عنايه فائقة بقصص الأنبياء وحدد في أكثر من موضع من الكتاب الكريم أهداف هذا القصص ،حيث يقول سبحانه ( وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود : 130
ومن بين هذه القصص أتحدث الآن عن قصه نبي الله يونس بن متى عليه السلام .. سيرته .. وأمر السفينه .. والحوت .. ورأفه ورحمه الله بعباده .. وفضل يونس عليه السلام ..
راجيه من المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ..
يونس بن متى عليه السلام " ذوالنون "
كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله تبارك وتعالى إلى أهل " نينوى " من الموصل بالعراق , فدعاهم إلى الله وحده وقد بذل لهم النصح وبلغهم رساله ربه وأخذ يرشدهم إلى الخير، ويذكرهم بيوم القيامة، ويخوفهم من النار، ويحببهم إلى الجنة، ويأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده.
وظل ذو النون -يونس عليه السلام- ينصح قومه فكذبوه وأحس منهم الكفر وطال عليه ذلك فغضب منهم وتهددهم بعقوبه من الله عز وجل تحل بهم إن لم يؤمنو به ..فلم يؤمن منهم أحد, وبدأت أمارات العذاب تظهر في جوهم فظن يونس عليه السلام أنه قد أدى ما عليه من أعباء الرساله مادام أنه قد أوضح لقومه الطريق المستقيم وحذرهم من أسباب سخط الله وغضبه ..
فخرج يونس عليه السلام واتجه نحو البحر .. فلما خرج قذف الله في قلوب قومه التوبه والانابه وآمنو بالله .. فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب .. ولم يعلم بذلك يونس عليه السلام فركب سفينه مشحونه .. ولم يتردد أهل السفينه في اركابه عليه السلام لما علاه من الوقار والبهاء .
غير ان البحر هاج واضطربت السفينه وثقلت بما فيها وكادو يغرقون , فاضطر ركاب السفينه الى تخفيف حمولتها من الركاب فعملو قرعه ليلقو في البحر من تقع عليه القرعه , فلما اقترعوا وقعت القرعه على نبي الله يونس عليه السلام " فكان من المدحضين " أي ممن وقعت عليهم السهام, فألقي في البحر وهو في كربه وغمه وهمه الذي فارق عليه قومه , فهيأ الله عز وجل له حوتاً فابتلعه وأمره الله تعالى أن لا يأكل له لحماً ولا يهشم له عظماً وإنما صار بطن الحوت كالسجن المؤقت في الظلمات -ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل .
وقد اختلفو في مقدار لبثه في بطنه .. فقيل التقمه ضحى ولفظه عشيه وقال قتاده مكث فيه ثلاثا وقال الصادق سبعه أيام وقيل مكث في جوفه اربعين يوما والله أعلم كم مقدار مالبث فيه .
فصرخ يونس ينادي ربه متوسلا إليه بكلمه التوحيد التي من أجلها خلق الله الأنس والجن وقد نزه الله عز وجل من كل نقص واعتذر الى الله عز وجل من فراره من قومه فقال : (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)..
فاستجاب الله له ونجاه من الغم , يقول الله تعالى :" فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " الصافات 143 : 144 ,
قيل معناه: فلولا انه سبح الله هنالك وتاب ورجع اليه للبث هنالك الى يوم القيامه .. وقيل معناه " فلولا انه كان " أي من قبل أخذ الحوت له " من المسبحين " أي المطيعين المصلين الذاكرين الله كثيراً .. والله اعلم .
فلما قال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .. استجاب الله له فأسرع الحوت إلى شاطئي البحر وقذف يونس عليه السلام في العراء وهو مريض من شدة ما أصابه من الكرب والهم والغم .. وأنبت الله تعالى عليه شجرة من يقطين ويقال أنه القرع ,
وفي إنبات القرع عليه حكم جمة منها أن ورقه في غايه النعومه وأنه كثير وظليل ولايقربه ذباب ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً وبقشرة وببذره أيضا وفيه نفع كثير وتقويه للدماغ والبدن وغير ذلك .
وقد رد الله ليونس كامل صحته وأخبره بأن قومه آمنوا لما رأو عذاب الله متجهاً اليهم وأن الله قبل منهم ايمانهم وكشف عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا , وأمره الله تعالى بالرجوع إليهم والاستمرار في توجيههم الى صراط الله المستقيم , فرجع اليهم يونس عليه السلام وكانوا أكثر من مائه ألف أو يزيدون كما في قوله تعالى :" وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون " وهذا ليس للشك في عدد المرسل إليهم بل هي للإضراب بمعنى بل .. فقد أثبت مائه ألف فاستقر هذا العدد الكثير في نفوس السامعين , ثم ذكر أنهم يزيدون على ذلك , فيكون زياده في تعظيم عدد المرسل إليهم وهو أبلغ من قول القائل : أرسل إلى أكثر من مائة ألف وأجمل وأفصح وفي هذا تثبيت لفؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم .
فضل يونس عليه السلام
لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"
خاتمة
نسأل الله أن وفقنا في ذكر قصه نبي الله يونس عليه السلام فإن أصبنا فمن الله وان اخطأنا فمن أنفسنا والشيطان
جميع قصص القرآن الكريم مليئه بالمواعظ والفوائد ولعلي استخلص بعضها من سيرة هذا النبي الكريم
1-لما خرج نبي الله يونس عليه السلام آمن قومه بالله وتابو لما رأو العذاب وفي هذا فائده جليه في أن المصائب والعقوبات قد تكون في طريقها إلى أقوام فيستغفرو ربهم فيصرف عنهم السوء والمكروه وتدفع عنهم النقم والمصائب يقول الله تعالى " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " وقوله تعالى " مايفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم "
2-قوله تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " فمن يعرف الله في الرخاء يعرفه في الشدة , فلو لم يكن من قبل أخذ الحوت له من المسبحين والذاكرين الله كثيرا للبث في بطنه الى يوم يبعثون ويشهد لهذا مارواه الإمام أحمد عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له " ياغلام اني معلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشده " فلا ينبغي إذا أن نيأس من رحمه الله مهما ارتكبنا من معاصي , فهكذا المؤمنون لايقنطون من رحمه الله فقد علموا أن الله غافرالذنب قابل التوب وأن رحمه الله وسعت كل شيء , فاستغفر يونس وهلل ووحد وأخلص الدعاء والله يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء .
3-قوله تعالى " فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين "
في هذا المقام يبدأ الله عز وجل بأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى قومه مهما كان منهم وأنه لاينبغي أن ينفذ صبره كما نفذ صبر أخيه يونس عليه السلام , وينبغي علينا نحن أن نعلم أن المصائب والابتلاءات اذا صبر عليها العبد واحتسب ورجع الى ربه واناب فإنه يخرج منها وقد غفرت ذنوبه ورفعت درجته .
4- في قصه يونس عليه السلام وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها إذا هو صبر واحتسب ودعى وأناب اذ يقول تعالى " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين "
بعض هذه الفوائد استقيتها من بعض الخطب .. نسأل الله أن نكون من المكثرين من الدعاء والتسبيح والتهليل ونسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطئنا وعمدنا وكل ذلك عندنا , اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا انت المقدم وأنت المؤخر وانت على كل شي قدير ..
المراجع :
1 – قصص الأنبياء للإمام أبي الفداء اسماعيل ابن كثير .
2- قصص الأنبياء القصص الحق لعبدالقادر شيبة الحمد
الحمدلله والصلاه والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ...
" مقدمه "
يقول الله تبارك وتعالى (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ)) يوسف :3
وقوله تعالى "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ "
فقد عني القرآن الكريم عنايه فائقة بقصص الأنبياء وحدد في أكثر من موضع من الكتاب الكريم أهداف هذا القصص ،حيث يقول سبحانه ( وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) هود : 130
ومن بين هذه القصص أتحدث الآن عن قصه نبي الله يونس بن متى عليه السلام .. سيرته .. وأمر السفينه .. والحوت .. ورأفه ورحمه الله بعباده .. وفضل يونس عليه السلام ..
راجيه من المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ..
يونس بن متى عليه السلام " ذوالنون "
كان يونس بن متى نبيا كريما أرسله الله تبارك وتعالى إلى أهل " نينوى " من الموصل بالعراق , فدعاهم إلى الله وحده وقد بذل لهم النصح وبلغهم رساله ربه وأخذ يرشدهم إلى الخير، ويذكرهم بيوم القيامة، ويخوفهم من النار، ويحببهم إلى الجنة، ويأمرهم بالمعروف، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده.
وظل ذو النون -يونس عليه السلام- ينصح قومه فكذبوه وأحس منهم الكفر وطال عليه ذلك فغضب منهم وتهددهم بعقوبه من الله عز وجل تحل بهم إن لم يؤمنو به ..فلم يؤمن منهم أحد, وبدأت أمارات العذاب تظهر في جوهم فظن يونس عليه السلام أنه قد أدى ما عليه من أعباء الرساله مادام أنه قد أوضح لقومه الطريق المستقيم وحذرهم من أسباب سخط الله وغضبه ..
فخرج يونس عليه السلام واتجه نحو البحر .. فلما خرج قذف الله في قلوب قومه التوبه والانابه وآمنو بالله .. فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب .. ولم يعلم بذلك يونس عليه السلام فركب سفينه مشحونه .. ولم يتردد أهل السفينه في اركابه عليه السلام لما علاه من الوقار والبهاء .
غير ان البحر هاج واضطربت السفينه وثقلت بما فيها وكادو يغرقون , فاضطر ركاب السفينه الى تخفيف حمولتها من الركاب فعملو قرعه ليلقو في البحر من تقع عليه القرعه , فلما اقترعوا وقعت القرعه على نبي الله يونس عليه السلام " فكان من المدحضين " أي ممن وقعت عليهم السهام, فألقي في البحر وهو في كربه وغمه وهمه الذي فارق عليه قومه , فهيأ الله عز وجل له حوتاً فابتلعه وأمره الله تعالى أن لا يأكل له لحماً ولا يهشم له عظماً وإنما صار بطن الحوت كالسجن المؤقت في الظلمات -ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل .
وقد اختلفو في مقدار لبثه في بطنه .. فقيل التقمه ضحى ولفظه عشيه وقال قتاده مكث فيه ثلاثا وقال الصادق سبعه أيام وقيل مكث في جوفه اربعين يوما والله أعلم كم مقدار مالبث فيه .
فصرخ يونس ينادي ربه متوسلا إليه بكلمه التوحيد التي من أجلها خلق الله الأنس والجن وقد نزه الله عز وجل من كل نقص واعتذر الى الله عز وجل من فراره من قومه فقال : (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)..
فاستجاب الله له ونجاه من الغم , يقول الله تعالى :" فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " الصافات 143 : 144 ,
قيل معناه: فلولا انه سبح الله هنالك وتاب ورجع اليه للبث هنالك الى يوم القيامه .. وقيل معناه " فلولا انه كان " أي من قبل أخذ الحوت له " من المسبحين " أي المطيعين المصلين الذاكرين الله كثيراً .. والله اعلم .
فلما قال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .. استجاب الله له فأسرع الحوت إلى شاطئي البحر وقذف يونس عليه السلام في العراء وهو مريض من شدة ما أصابه من الكرب والهم والغم .. وأنبت الله تعالى عليه شجرة من يقطين ويقال أنه القرع ,
وفي إنبات القرع عليه حكم جمة منها أن ورقه في غايه النعومه وأنه كثير وظليل ولايقربه ذباب ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً وبقشرة وببذره أيضا وفيه نفع كثير وتقويه للدماغ والبدن وغير ذلك .
وقد رد الله ليونس كامل صحته وأخبره بأن قومه آمنوا لما رأو عذاب الله متجهاً اليهم وأن الله قبل منهم ايمانهم وكشف عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا , وأمره الله تعالى بالرجوع إليهم والاستمرار في توجيههم الى صراط الله المستقيم , فرجع اليهم يونس عليه السلام وكانوا أكثر من مائه ألف أو يزيدون كما في قوله تعالى :" وأرسلناه إلى مائه ألف أو يزيدون " وهذا ليس للشك في عدد المرسل إليهم بل هي للإضراب بمعنى بل .. فقد أثبت مائه ألف فاستقر هذا العدد الكثير في نفوس السامعين , ثم ذكر أنهم يزيدون على ذلك , فيكون زياده في تعظيم عدد المرسل إليهم وهو أبلغ من قول القائل : أرسل إلى أكثر من مائة ألف وأجمل وأفصح وفي هذا تثبيت لفؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم .
فضل يونس عليه السلام
لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"
خاتمة
نسأل الله أن وفقنا في ذكر قصه نبي الله يونس عليه السلام فإن أصبنا فمن الله وان اخطأنا فمن أنفسنا والشيطان
جميع قصص القرآن الكريم مليئه بالمواعظ والفوائد ولعلي استخلص بعضها من سيرة هذا النبي الكريم
1-لما خرج نبي الله يونس عليه السلام آمن قومه بالله وتابو لما رأو العذاب وفي هذا فائده جليه في أن المصائب والعقوبات قد تكون في طريقها إلى أقوام فيستغفرو ربهم فيصرف عنهم السوء والمكروه وتدفع عنهم النقم والمصائب يقول الله تعالى " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " وقوله تعالى " مايفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم "
2-قوله تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " فمن يعرف الله في الرخاء يعرفه في الشدة , فلو لم يكن من قبل أخذ الحوت له من المسبحين والذاكرين الله كثيرا للبث في بطنه الى يوم يبعثون ويشهد لهذا مارواه الإمام أحمد عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له " ياغلام اني معلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشده " فلا ينبغي إذا أن نيأس من رحمه الله مهما ارتكبنا من معاصي , فهكذا المؤمنون لايقنطون من رحمه الله فقد علموا أن الله غافرالذنب قابل التوب وأن رحمه الله وسعت كل شيء , فاستغفر يونس وهلل ووحد وأخلص الدعاء والله يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء .
3-قوله تعالى " فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم لولا ان تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين "
في هذا المقام يبدأ الله عز وجل بأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى قومه مهما كان منهم وأنه لاينبغي أن ينفذ صبره كما نفذ صبر أخيه يونس عليه السلام , وينبغي علينا نحن أن نعلم أن المصائب والابتلاءات اذا صبر عليها العبد واحتسب ورجع الى ربه واناب فإنه يخرج منها وقد غفرت ذنوبه ورفعت درجته .
4- في قصه يونس عليه السلام وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها إذا هو صبر واحتسب ودعى وأناب اذ يقول تعالى " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين "
بعض هذه الفوائد استقيتها من بعض الخطب .. نسأل الله أن نكون من المكثرين من الدعاء والتسبيح والتهليل ونسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطئنا وعمدنا وكل ذلك عندنا , اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا انت المقدم وأنت المؤخر وانت على كل شي قدير ..
المراجع :
1 – قصص الأنبياء للإمام أبي الفداء اسماعيل ابن كثير .
2- قصص الأنبياء القصص الحق لعبدالقادر شيبة الحمد
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر