مكارم الاخلاق

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين,, اما بعد:
فان كل مكارم الاخلاق صفات حميدة، يتميز بها المرء المسلم عن غيره اذا ما تخلق بها، فهي توصله الى رضوان الله -جل وعلا- ولذلك وصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى؛(وانك لعلى خلق عظيم) , وقد بينت ام المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت؛(كان خلقه القرآن)،
يقول الشيخ العلامة/ عبدالرحمن بن سعدي- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- (كان للنبي صلى الله عليه وسلم من مكارم الاخلاق اكملها واجلها، وهو في كل خصلة منها في الذروة العليا، فكان سهلاً ليناً، قريباً من الناس، مجيباً لدعوة من دعاه، قاضياً لحاجة من استقضاه، جابراً لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائباً، واذا اراد اصحابه منه امراً، وافقهم عليه، وتابعهم فيه اذا لم يكن فيه محذور، وان عزم على امر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم، ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليساً، الا اتم عشرته وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، لا يطوي عنه بِشرَه، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن اليه غاية الاحسان، ويحتمله غاية الاحتمال)،

نعم؛ ما أحوجنا الى مثل هذه الاخلاق الطيبة التي كان يتصف بها النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما أحوجنا اليها في امرنا ونهينا، وفي تعاملنا مع ابنائنا وبناتنا، مع جيراننا، مع اقاربنا، مع كل الناس من عرفنا ومن لم نعرف، ما احوجنا لها نحن من نلتزم منهج السلف كي نقنع المسلمين اننا على حق وان دعوتنا دعوة الحق،

يجب ان نكون دعاة الى الخير، دعاة الى هذا الدين باتصافنا بالاخلاق الحميدة،

اخي الحبيب كن خلوقاً، واقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح- رضوان الله عليهم- وعلمائنا الاجلاء تفز برضوان الله ورب الكعبة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم(ان من خياركم احسنكم اخلاقا)ً ،

اخي الحبيب ابتعد عن الاخلاق السيئة، والصفات الذميمة، فانها توردك المهالك، اياك اياك ورفاق السوء، فانهم شر وفتنة، عليك بالرفاق الصالحين,

اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين,

منقول للفائدة