العفو عند المقدرة
العفو هو الصفح عن الذنوب وترك مجازاة المسيء وقال أبو حامد الغزالي: أن يستحق حقا فيسقطه ويبري عنه من قصاص أو غرامه، وهو غير الحلم وكظم الغيظ.
والعفو، من أسماء الله تعالى ومعناه كثير العفو.. قال ابن جرير في قوله تعالى: “إن الله كان عفواً غفوراً” إن الله لم يزل عفوا عن ذنوب عباده وترك العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به.
وقد ورد هذا الاسم في القرآن خمس مرات، ومن آثار الإيمان به:
أن الله سبحانه هو العفو الذي له العفو الشامل ولاسيما إذا أتى العباد بما يوجب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة، فالله يقبل التوبة ويعفو عن السيئات. ولولا كمال عفوه وسعة حلمه سبحانه ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدب ولا عين تطرف “ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى”.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس أحد أو ليس شيء أصبر على أذى سمعه من الله إنهم ليدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم”.
وقال ابن القيم:
وهو العفو فعفوه وسع الورى
لولاه غارت الأرض بالسكان
أنه تعالى عفو غفور مع قدرته على خلقه وقهره لهم وقد نبه خلقه إلى ذلك: “إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً” أي فاعفوا أنتم أيضا عن الناس، كما أن الله يعفو عنكم ويغفر لكم.
وقد حث الله تعالى عباده على العفو والصفح وقبول الأعذار فمن ذلك: “وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم”.. وقد خاطب الله نبيه بذلك وحثه على قبول العفو فقال: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”.
ومدح بذلك عباده المؤمنين “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”.
نبل وسماحة
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر: العفو عند المقدرة من الفضائل الكريمة التي تدل على نبل صاحبها وسماحته، وعلى أصالة معدنه وطيب سجاياه، وهذا الخلق الكريم لا يبدأ من فراغ وإنما ينبع من القلوب الطاهرة النقية التي جبلت على الكرم والإحسان، ولنا في الرسول صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة في هذا المضمار، فبعد أن فتح الله عليه مكة وأصبح الذين آذوه بالأمس واضطهدوه ومكروا به وأخرجوه، أصبحوا في قبضة يده، وفي وسعه وقدرته، أن ينزل بهم من العقاب ما يشاء إلا أنه واجههم بنفسه السمحة وبعفوه الشامل، فقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وبالعفو والإحسان، يتحول الكاره إلى محب، والعدو إلى صديق، فكما أن للعفو أثره في نفس من يعفو حيث يعينه على التقوى، وعلى راحة الضمير، وسكينة النفس فإن له كذلك أثراً بالغاً فيمن يعفو الإنسان عنه، إنه يستشعر خطأه، وإساءته، ويرى كيف قوبل خطؤه بالعفو والإحسان فيثوب إلى الرشد والصواب، وتنطفئ من داخله الكراهية وتذوب النزعة العدوانية ولا يملك إلا أن يكون مع أخيه كأنه ولي حميم، قال الله تعالى: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم”.
مواقف خالدة
لقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في العفو والتسامح، فتحول أمام إنسانياته الكريمة العدو إلى محب، روى ابن هشام أن فضالة بن عمير الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضالة؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء كنت أذكر الله، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله أحب إليّ منه.
هكذا يكون أثر العفو وحب الخير، في إصلاح النفس الإنسانية وتقويمها وبنائها وفيما رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيات ويرفع الدرجات؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك، وتصل من قطفك”.
ومن أروع مواقف العفو لرسول الله صلى الله عليه وسلم موقفه مع هذا الأعرابي الكافر الذي دنا منه وهو نائم ورفع السيف فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل: من يمنعك؟ فقال: يمنعني الله منك فارتعد الأعرابي وسقط السيف منه، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم السيف وقال: ومن يمنعك منى؟ فقال: كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: لا ولكن أعاهدك على ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم وخلى سبيله فأتى أصحابه وقال: “جئتكم من عند خير الناس”.
من روائع الدين الحنيف
والعفو، من أسماء الله تعالى ومعناه كثير العفو.. قال ابن جرير في قوله تعالى: “إن الله كان عفواً غفوراً” إن الله لم يزل عفوا عن ذنوب عباده وترك العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به.
وقد ورد هذا الاسم في القرآن خمس مرات، ومن آثار الإيمان به:
أن الله سبحانه هو العفو الذي له العفو الشامل ولاسيما إذا أتى العباد بما يوجب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة، فالله يقبل التوبة ويعفو عن السيئات. ولولا كمال عفوه وسعة حلمه سبحانه ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدب ولا عين تطرف “ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى”.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس أحد أو ليس شيء أصبر على أذى سمعه من الله إنهم ليدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم”.
وقال ابن القيم:
وهو العفو فعفوه وسع الورى
لولاه غارت الأرض بالسكان
أنه تعالى عفو غفور مع قدرته على خلقه وقهره لهم وقد نبه خلقه إلى ذلك: “إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً” أي فاعفوا أنتم أيضا عن الناس، كما أن الله يعفو عنكم ويغفر لكم.
وقد حث الله تعالى عباده على العفو والصفح وقبول الأعذار فمن ذلك: “وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم”.. وقد خاطب الله نبيه بذلك وحثه على قبول العفو فقال: “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”.
ومدح بذلك عباده المؤمنين “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”.
نبل وسماحة
يقول الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر: العفو عند المقدرة من الفضائل الكريمة التي تدل على نبل صاحبها وسماحته، وعلى أصالة معدنه وطيب سجاياه، وهذا الخلق الكريم لا يبدأ من فراغ وإنما ينبع من القلوب الطاهرة النقية التي جبلت على الكرم والإحسان، ولنا في الرسول صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة في هذا المضمار، فبعد أن فتح الله عليه مكة وأصبح الذين آذوه بالأمس واضطهدوه ومكروا به وأخرجوه، أصبحوا في قبضة يده، وفي وسعه وقدرته، أن ينزل بهم من العقاب ما يشاء إلا أنه واجههم بنفسه السمحة وبعفوه الشامل، فقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وبالعفو والإحسان، يتحول الكاره إلى محب، والعدو إلى صديق، فكما أن للعفو أثره في نفس من يعفو حيث يعينه على التقوى، وعلى راحة الضمير، وسكينة النفس فإن له كذلك أثراً بالغاً فيمن يعفو الإنسان عنه، إنه يستشعر خطأه، وإساءته، ويرى كيف قوبل خطؤه بالعفو والإحسان فيثوب إلى الرشد والصواب، وتنطفئ من داخله الكراهية وتذوب النزعة العدوانية ولا يملك إلا أن يكون مع أخيه كأنه ولي حميم، قال الله تعالى: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم”.
مواقف خالدة
لقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في العفو والتسامح، فتحول أمام إنسانياته الكريمة العدو إلى محب، روى ابن هشام أن فضالة بن عمير الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضالة؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟ قال: لا شيء كنت أذكر الله، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله أحب إليّ منه.
هكذا يكون أثر العفو وحب الخير، في إصلاح النفس الإنسانية وتقويمها وبنائها وفيما رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيات ويرفع الدرجات؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك، وتصل من قطفك”.
ومن أروع مواقف العفو لرسول الله صلى الله عليه وسلم موقفه مع هذا الأعرابي الكافر الذي دنا منه وهو نائم ورفع السيف فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل: من يمنعك؟ فقال: يمنعني الله منك فارتعد الأعرابي وسقط السيف منه، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم السيف وقال: ومن يمنعك منى؟ فقال: كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: لا ولكن أعاهدك على ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم وخلى سبيله فأتى أصحابه وقال: “جئتكم من عند خير الناس”.
من روائع الدين الحنيف
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر