الإعتراف بالخطأ وهل يكفي الإعتذار
*********************************************************
عندما يتحول الخطأ إلى ممارسة قديمة تتوارثه الأجيال، جيل بعد جيل فإن المخطئ سوف يفقد القدرة على تشخيص خطأه ويصبح من الصعوبة بمكان ان يكون قادرا على التمييز بينه وبين نقيضه الصحيح، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما سيجري التعاطي مع ذلك الخطأ من خلال الاعتقاد والوثوق فتفتعل الأعذار والمبررات وتتحول إلى وسيلة لإضفاء المشروعية عليه ثم ليتحول بعد ذلك إلى فكرة مقدسة تترافق معها الطقوس والمراسيم للتدليل على قدسيتها ومشروعيتها ومكانتها المهمة في أولويات المخطئ وطريقة رؤيته وتفكيره.
وفي ضوء ذلك يمكننا القول أن الكثير من الأخطاء تحولت إلى معتقدات وتقاليد شائعة على الرغم من انها لا تعدو عن كونها أخطاء كما ان هناك الكثير من هذه المعتقدات اتخذت كقاعدة لتكوين الرؤى والمواقف من قبل من يعتقدون بها فضلا عن اعتمادها أي هذه الأخطاء كأدوات للطعن في المعتقدات والأفكار الصحيحة والسليمة ولعل مثل هذه المواجهة بين المتناقضات تمثل المرحلة الأخطر في ظاهرة الزيغ والانحراف حيث يصار إلى شرعنة الخطأ وتقديسه واتخاذه منطلقا لتشكيل مفردات الوعي وتكييفه مع بيئة الضلال والمتاه، يقول تعالى:
(واذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباءهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون).
فنلاحظ ان الحجة المعتمدة لتبرير التعاطي مع الخطأ واضفاء الشرعية والقدسية عليه هو انه تحول إلى ميراث يرثه الآباء للأبناء ولذا فإن هذه الطريقة في تكريس الخطأ والاستمرار عليه يمكن ان تكون المبرر للنظر إلى الانحراف بمنظار الاستقامة والتعامل مع الضلال من منطلق الوهم والاعتقاد الخاطئ بهداه وصوابيته غير ان مثل هذه الحجة لا يمكن لها ان تصمد امام الواقع والمنطق خاصة اذا عرفنا ان الإنسان مهما تكن صفته النسبية والاجتماعية فهو معرض إلى الخطأ وان كونه جدا أو أبا لا يمكن ان يستثنيه من أحكام هذه القاعدة (فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) ولذا نجد ان الآية ترد على أصحاب هذه الحجة بالقول: (اولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون).
غير ان طريقة الاقتفاء والمحاكاة هذه ربما لن تقتصر على رابطة الأبوة التقليدية بمعنى ان يكون الأب على علاقة نسبية مع الإبن فقد يكون هذا الأب معلما أو مؤلفا أو مفكرا غير انه يأخذ ذات الدور الذي مر علينا في الآية المباركة على صعيد شرعنة الخطأ وإضفاء المقبولية والجاذبية عليه حتى يشيع ويتخذ من قبل الكثير من الضالين مبدأ وعقيدة يفقدهم القدرة على تحليله ورؤيته وبالتالي اكتشاف جوانب الخطأ من الصواب فيه.. ولذا نجد ان العالم يزخر بالعشرات من المذاهب والتيارات والمعتقدات فضلا عن التقاليد والاعراف والعادات في الوقت الذي تؤكد عوامل التناقض بينها وفقدان المنطقية والمصداقية لدى بعضها ان ذلك البعض على خطأ وان المعتقدين به على ضلال وإن مواجهتهم بضلالهم هدى الحق والحقيقة يعني عدوانا سافرا على الوعي الإنساني ومستقبل البشرية ومصادرة حقها في الاستدلال على اختيار الافضل لمصيرها.. ويشير الخطاب القرآني الكريم إلى فئة من فئات المجتمع تحرص على قوقعة الرؤية العقلانية واعتقال الوعي داخل أسوار من المثبطات والانحرافات ويشخص هذه الفئة بصفتها الملازمة لها وهي صفة (الترف) فالمترفون هم المعنيون بالإبقاء على الأوضاع السائدة والحفاظ على ظواهرها وإفرازاتها بدعوى انها مقدسة لا يجوز المساس بها والتطاول عليها كونها تم توارثها بين الأبناء والآباء في الوقت الذي نجد ان الهدف الحقيقي وراء موقفهم يكمن وراء اندفاعهم في مواجهة عملية الاصلاح والتغيير كونها ستعيد صياغة معادلة الواقع وستدفع بمصالحهم إلى مراتب متأخرة تفقدهم الكثير من هذه المصالح والمكاسب وعلى ذلك فهم المعنيون دائما بتكريس الظواهر الخاطئة والإبقاء على الممارسات الفوضوية والعبثية في نفس الوقت الذي يطلقون فيه الإدانات والإتهامات الفارغة من أجل تشويه صورة الحقيقة ولخلط المزيد من الأوراق والحقائق.. يقول تعالى:
(وكذلك ما أرسلنا قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون* قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليهم آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون* فأنتقمنا منهم فأنظر كيف كان عاقبة المكذبين) سورة الزخرف 23/ 25.
وهكذا يبدو إصرار المخطئين على اخطائهم وهو يكرس من حالة الصراع بين الحق والباطل ويقحم الإنسانية في دائرة الجدال والخلاف والحقد والضغينة ويدفعها إلى المزيد من الاقتتال والحروب انتصارا لباطلهم وإسرافا في غيهم وضلالهم على الرغم من معرفتهم وجهة الحق وإقرارهم في سريرتهم بمبدأ الحق الذي ينادي به المحقون ويصرح به المصلحون.. غير ان المضلين والمنتفعين لا يعدمون مبررا يتوسلون به لتبرير إصرارهم على ممارساتهم المضللة والإيغال في أدوارهم المحرفة ومن هنا فهم لا يجدون صعوبة في إختلاق الإتهامات والافتراءات وإلقائها على عواهنها هادفين من وراء ذلك تبادل الأدوار وخلط المفاهيم والمواقف يقول تعالى: (قالوا جئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين* وقال فرعون أئتوني بكل ساحر عليم) يونس 78/ 79.
ومن هنا فإن عملية الإقناع والهداية وإيجاد الرضى والمقبولية في نفوس هؤلاء تبدو وهي مستحيلة فهم مستمرون في أداء أدوارهم الهادفة إلى إشاعة باطلهم وإظهاره بمظهر الحق آملين ان يعمموا هذه العملية حتى لا تستثني دعاة الحق ذاتهم فيجري استقطابهم إلى دائرة الباطل والضلال وإخراجهم من دائرة الهدى والحق التي هم فيها.. قال عز من قائل: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير).
مانشيت: ان العالم يزخر بالعشرات من المذاهب والتيارات والمعتقدات فضلا عن التقاليد والاعراف والعادات في الوقت الذي تؤكد عوامل التناقض بينها وفقدان المنطقية والمصداقية لدى بعضها ان ذلك البعض على خطأ وان المعتقدين به على ضلال وإن مواجهتهم بضلالهم هدى الحق والحقيقة يعني عدوانا سافرا على الوعي الإنساني ومستقبل البشرية ومصادرة حقها في الاستدلال على اختيار الافضل لمصيرها.
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر علينا مواقف كثيرة من خلالها نقع في أخطاء بحقنا أو بحق الآخرين..
قد تقع عن قصد أو من غير قصد في حياتنا اليومية ..
مهما اختلفت النوايا يتبادر للذهن عدة تساؤلات..
ما العمل عندما نخطيء أو يخطيء الآخرين في حقنا ؟؟
وماهي ردة الفعل لحظتها ؟؟
هل نبادر في الإعتذار!!
هل نعترف بالخطأ !!
هل نلتمس العذر لمن أخطأ علينا !!
أسئلة تحتاج لإجابات ولكن تختلف من موقف لآخر ومن شخص لآخر..
بعض المواقف لا تحتاج لإعتذار صريح بل تودد وحسن تعامل بعدها تتصافى النفوس..
وأخرى تتطلب اعتذار صريح والبعض الآخر غير مباشر كتقديم هدية بسيطة دون التلفظ بالإعتذار..
ومنها ماينجلي بمجرد توضيح وجهة نظر قد يكون بنظري ليس بخطأ وفي نظر هذا الشخص خطأ..
لكن كيف نعتذر وهل الإعتذار يختلف من شخص لآخر ؟؟
في اعتقادي لا يختلف فالخطأ خطأ والإعتذار يكون للجميع.. لكن تختلف طريقة واسلوب الإعتذار على حسب العمر ، وصلة المعتذر من المعتذر منه.. فهناك اعتذار من صغير ومن الوالدين والأصدقاء والأساتذه والناس عامه..
فمثلاً الاعتذار من شخص يجهل شخصيتك يختلف عن الاعتذار لأعز الصديقات..
اعتقد ان الأخير اسهل بكثير ...
بعد الإعتذار هل من الممكن الإعتراف بالخطأ ؟؟
البعض يعتبر الإعتراف بالخطأ اهانة لذاته وإهدار لكرامته أو ماء وجهه..
ومن المستحيل اعترافه بالخطأ ..
الإعتراف بالخطأ يعتبر فضيلة وكلنا نعلم أن الجميع يقع بالخطأ ولسنا معصومين منه والكمال لله وحده سبحانه وبالإعتراف بالخطأ ترتاح النفس والضمير كما قال الرسول صلى الله عليه وآله:
(كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابين) .
والاعتذار يزيد من قوة شخصيتك ويرفع كرامتك وقدرك عند الآخرين ويحفظ على الأقل تقدير ماء الوجه ..
في المقابل قد تحصل لنا مواقف بأن يخطيء عليك شخص عزيز ، وقد تكون من حسن نية أو ساءت العلاقة نتيجة سوء تفاهم..
ولم يبادر الآخر بتقديم الإعتذار منك أو حتى تبرير الموقف و ماعلينا سوى إلتماس العذر له حتى ترجع العلاقة لسابق عهدها وهذا ماحثنا عليه الله سبحانه وتعالى في قوله جل وعلا:
((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع باللتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))
صدق الله العلي العظيم..
أثر الخطأ على النفس وهل ممكن أن نتقبل العذر؟؟
إذا أخطأ شخص عليك مهما كانت علاقتك به يبقى لها أثر بالنفس اذا كان هذا الخطأ جارح ولكن مع الإعتذار الصادق قد تنجلي مع الزمن ولكن بعد المعاتبة واظهار ما خفي بالنفس..
الجميع يعرف أن المعاتبه لا تأتي إلا من غالي ، ولكن الإكثار منها قد يسبب تنفير للنفوس ...
وأخيرا:
سؤالي للجميع:
عندما تُخطيء في حق نفسك أو حق الأخرين.. ماذا تفعل ؟!؟؟
ولو إعتذر لك من أخطأ في حقك وهو يعني هذا الإعتذار فهل تغفر له زلته و تسامحه؟؟؟
تمر علينا مواقف كثيرة من خلالها نقع في أخطاء بحقنا أو بحق الآخرين..
قد تقع عن قصد أو من غير قصد في حياتنا اليومية ..
مهما اختلفت النوايا يتبادر للذهن عدة تساؤلات..
ما العمل عندما نخطيء أو يخطيء الآخرين في حقنا ؟؟
وماهي ردة الفعل لحظتها ؟؟
هل نبادر في الإعتذار!!
هل نعترف بالخطأ !!
هل نلتمس العذر لمن أخطأ علينا !!
أسئلة تحتاج لإجابات ولكن تختلف من موقف لآخر ومن شخص لآخر..
بعض المواقف لا تحتاج لإعتذار صريح بل تودد وحسن تعامل بعدها تتصافى النفوس..
وأخرى تتطلب اعتذار صريح والبعض الآخر غير مباشر كتقديم هدية بسيطة دون التلفظ بالإعتذار..
ومنها ماينجلي بمجرد توضيح وجهة نظر قد يكون بنظري ليس بخطأ وفي نظر هذا الشخص خطأ..
لكن كيف نعتذر وهل الإعتذار يختلف من شخص لآخر ؟؟
في اعتقادي لا يختلف فالخطأ خطأ والإعتذار يكون للجميع.. لكن تختلف طريقة واسلوب الإعتذار على حسب العمر ، وصلة المعتذر من المعتذر منه.. فهناك اعتذار من صغير ومن الوالدين والأصدقاء والأساتذه والناس عامه..
فمثلاً الاعتذار من شخص يجهل شخصيتك يختلف عن الاعتذار لأعز الصديقات..
اعتقد ان الأخير اسهل بكثير ...
بعد الإعتذار هل من الممكن الإعتراف بالخطأ ؟؟
البعض يعتبر الإعتراف بالخطأ اهانة لذاته وإهدار لكرامته أو ماء وجهه..
ومن المستحيل اعترافه بالخطأ ..
الإعتراف بالخطأ يعتبر فضيلة وكلنا نعلم أن الجميع يقع بالخطأ ولسنا معصومين منه والكمال لله وحده سبحانه وبالإعتراف بالخطأ ترتاح النفس والضمير كما قال الرسول صلى الله عليه وآله:
(كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابين) .
والاعتذار يزيد من قوة شخصيتك ويرفع كرامتك وقدرك عند الآخرين ويحفظ على الأقل تقدير ماء الوجه ..
في المقابل قد تحصل لنا مواقف بأن يخطيء عليك شخص عزيز ، وقد تكون من حسن نية أو ساءت العلاقة نتيجة سوء تفاهم..
ولم يبادر الآخر بتقديم الإعتذار منك أو حتى تبرير الموقف و ماعلينا سوى إلتماس العذر له حتى ترجع العلاقة لسابق عهدها وهذا ماحثنا عليه الله سبحانه وتعالى في قوله جل وعلا:
((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع باللتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))
صدق الله العلي العظيم..
أثر الخطأ على النفس وهل ممكن أن نتقبل العذر؟؟
إذا أخطأ شخص عليك مهما كانت علاقتك به يبقى لها أثر بالنفس اذا كان هذا الخطأ جارح ولكن مع الإعتذار الصادق قد تنجلي مع الزمن ولكن بعد المعاتبة واظهار ما خفي بالنفس..
الجميع يعرف أن المعاتبه لا تأتي إلا من غالي ، ولكن الإكثار منها قد يسبب تنفير للنفوس ...
وأخيرا:
سؤالي للجميع:
عندما تُخطيء في حق نفسك أو حق الأخرين.. ماذا تفعل ؟!؟؟
ولو إعتذر لك من أخطأ في حقك وهو يعني هذا الإعتذار فهل تغفر له زلته و تسامحه؟؟؟
*********************************************************
عندما يتحول الخطأ إلى ممارسة قديمة تتوارثه الأجيال، جيل بعد جيل فإن المخطئ سوف يفقد القدرة على تشخيص خطأه ويصبح من الصعوبة بمكان ان يكون قادرا على التمييز بينه وبين نقيضه الصحيح، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما سيجري التعاطي مع ذلك الخطأ من خلال الاعتقاد والوثوق فتفتعل الأعذار والمبررات وتتحول إلى وسيلة لإضفاء المشروعية عليه ثم ليتحول بعد ذلك إلى فكرة مقدسة تترافق معها الطقوس والمراسيم للتدليل على قدسيتها ومشروعيتها ومكانتها المهمة في أولويات المخطئ وطريقة رؤيته وتفكيره.
وفي ضوء ذلك يمكننا القول أن الكثير من الأخطاء تحولت إلى معتقدات وتقاليد شائعة على الرغم من انها لا تعدو عن كونها أخطاء كما ان هناك الكثير من هذه المعتقدات اتخذت كقاعدة لتكوين الرؤى والمواقف من قبل من يعتقدون بها فضلا عن اعتمادها أي هذه الأخطاء كأدوات للطعن في المعتقدات والأفكار الصحيحة والسليمة ولعل مثل هذه المواجهة بين المتناقضات تمثل المرحلة الأخطر في ظاهرة الزيغ والانحراف حيث يصار إلى شرعنة الخطأ وتقديسه واتخاذه منطلقا لتشكيل مفردات الوعي وتكييفه مع بيئة الضلال والمتاه، يقول تعالى:
(واذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباءهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون).
فنلاحظ ان الحجة المعتمدة لتبرير التعاطي مع الخطأ واضفاء الشرعية والقدسية عليه هو انه تحول إلى ميراث يرثه الآباء للأبناء ولذا فإن هذه الطريقة في تكريس الخطأ والاستمرار عليه يمكن ان تكون المبرر للنظر إلى الانحراف بمنظار الاستقامة والتعامل مع الضلال من منطلق الوهم والاعتقاد الخاطئ بهداه وصوابيته غير ان مثل هذه الحجة لا يمكن لها ان تصمد امام الواقع والمنطق خاصة اذا عرفنا ان الإنسان مهما تكن صفته النسبية والاجتماعية فهو معرض إلى الخطأ وان كونه جدا أو أبا لا يمكن ان يستثنيه من أحكام هذه القاعدة (فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) ولذا نجد ان الآية ترد على أصحاب هذه الحجة بالقول: (اولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون).
غير ان طريقة الاقتفاء والمحاكاة هذه ربما لن تقتصر على رابطة الأبوة التقليدية بمعنى ان يكون الأب على علاقة نسبية مع الإبن فقد يكون هذا الأب معلما أو مؤلفا أو مفكرا غير انه يأخذ ذات الدور الذي مر علينا في الآية المباركة على صعيد شرعنة الخطأ وإضفاء المقبولية والجاذبية عليه حتى يشيع ويتخذ من قبل الكثير من الضالين مبدأ وعقيدة يفقدهم القدرة على تحليله ورؤيته وبالتالي اكتشاف جوانب الخطأ من الصواب فيه.. ولذا نجد ان العالم يزخر بالعشرات من المذاهب والتيارات والمعتقدات فضلا عن التقاليد والاعراف والعادات في الوقت الذي تؤكد عوامل التناقض بينها وفقدان المنطقية والمصداقية لدى بعضها ان ذلك البعض على خطأ وان المعتقدين به على ضلال وإن مواجهتهم بضلالهم هدى الحق والحقيقة يعني عدوانا سافرا على الوعي الإنساني ومستقبل البشرية ومصادرة حقها في الاستدلال على اختيار الافضل لمصيرها.. ويشير الخطاب القرآني الكريم إلى فئة من فئات المجتمع تحرص على قوقعة الرؤية العقلانية واعتقال الوعي داخل أسوار من المثبطات والانحرافات ويشخص هذه الفئة بصفتها الملازمة لها وهي صفة (الترف) فالمترفون هم المعنيون بالإبقاء على الأوضاع السائدة والحفاظ على ظواهرها وإفرازاتها بدعوى انها مقدسة لا يجوز المساس بها والتطاول عليها كونها تم توارثها بين الأبناء والآباء في الوقت الذي نجد ان الهدف الحقيقي وراء موقفهم يكمن وراء اندفاعهم في مواجهة عملية الاصلاح والتغيير كونها ستعيد صياغة معادلة الواقع وستدفع بمصالحهم إلى مراتب متأخرة تفقدهم الكثير من هذه المصالح والمكاسب وعلى ذلك فهم المعنيون دائما بتكريس الظواهر الخاطئة والإبقاء على الممارسات الفوضوية والعبثية في نفس الوقت الذي يطلقون فيه الإدانات والإتهامات الفارغة من أجل تشويه صورة الحقيقة ولخلط المزيد من الأوراق والحقائق.. يقول تعالى:
(وكذلك ما أرسلنا قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون* قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليهم آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون* فأنتقمنا منهم فأنظر كيف كان عاقبة المكذبين) سورة الزخرف 23/ 25.
وهكذا يبدو إصرار المخطئين على اخطائهم وهو يكرس من حالة الصراع بين الحق والباطل ويقحم الإنسانية في دائرة الجدال والخلاف والحقد والضغينة ويدفعها إلى المزيد من الاقتتال والحروب انتصارا لباطلهم وإسرافا في غيهم وضلالهم على الرغم من معرفتهم وجهة الحق وإقرارهم في سريرتهم بمبدأ الحق الذي ينادي به المحقون ويصرح به المصلحون.. غير ان المضلين والمنتفعين لا يعدمون مبررا يتوسلون به لتبرير إصرارهم على ممارساتهم المضللة والإيغال في أدوارهم المحرفة ومن هنا فهم لا يجدون صعوبة في إختلاق الإتهامات والافتراءات وإلقائها على عواهنها هادفين من وراء ذلك تبادل الأدوار وخلط المفاهيم والمواقف يقول تعالى: (قالوا جئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين* وقال فرعون أئتوني بكل ساحر عليم) يونس 78/ 79.
ومن هنا فإن عملية الإقناع والهداية وإيجاد الرضى والمقبولية في نفوس هؤلاء تبدو وهي مستحيلة فهم مستمرون في أداء أدوارهم الهادفة إلى إشاعة باطلهم وإظهاره بمظهر الحق آملين ان يعمموا هذه العملية حتى لا تستثني دعاة الحق ذاتهم فيجري استقطابهم إلى دائرة الباطل والضلال وإخراجهم من دائرة الهدى والحق التي هم فيها.. قال عز من قائل: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير).
مانشيت: ان العالم يزخر بالعشرات من المذاهب والتيارات والمعتقدات فضلا عن التقاليد والاعراف والعادات في الوقت الذي تؤكد عوامل التناقض بينها وفقدان المنطقية والمصداقية لدى بعضها ان ذلك البعض على خطأ وان المعتقدين به على ضلال وإن مواجهتهم بضلالهم هدى الحق والحقيقة يعني عدوانا سافرا على الوعي الإنساني ومستقبل البشرية ومصادرة حقها في الاستدلال على اختيار الافضل لمصيرها.
منقول
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر