مقدم البرنامج عمرو الليثي
أهلاً بكم من جديد وبيشرفني النهاردة فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسان
أهلاً بفضيلتك وسعداء جداً بهذا اللقاء
الشيخ محمد :أهلاً وسهلا أستاذ عمرو وأنا أسعد أسأل الله لك مزيداً من التوفيق والسداد
عمرو :الله يخليك
عايز أبدأ بالأحداث الجارية كيف ترى الأحداث الجارية النهاردة وكيف تُقيّم أداء حكومة الدكتور عصام شرف؟
الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ولتكن البداية من هذه السنة الكونية الثابتة في الرد على هذا السؤال لأن كثيراً من أحبابنا وأولادنا يتصور أن التغيير يجب أن يتم في يوم وليلة وهذا مخالف لسنة كونية ثابتة من سنن الله التي أودعها الكون آلا وهي سُنة التدرج فالله جل جلاله القادر على أن يقول للشيء كن فيكون خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فلا ينبغي على الإطلاق أن نُحمل المجلس الأعلى وأن نُحمل الحكومة فوق طاقتها لا يستطيع منصف عاقل أن يتهم الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف سدده الله وأيده ولا أن يتهم المجلس الأعلى بأنه متقاعس .
البعض يتصور أن تباطؤ ما ، لكن هذا من وجهة نظري أنا ومن وجهة نظر فلان أو علان قد لا يستطيع الواحد منا أن يُنجز كل مهام بيته وكل متطلبات أولاده في الوقت الذي يريده أولاده أو يُريده بيته .
فليس من العقل ولا من الحكمة الآن أن نحمل هذه الجهات الحكومية أو المجلس الأعلى فوق طاقته إلى الحد الذي تُشلّ فيه الحركة تماماً وإنما يجب أن نترك فرصة للحكومة وللمجلس الأعلى لتبدأ عملية الإنتاج ولتبدأ عملية الاقتصاد لأن البلد يتعرض الآن فعلاً لحالة خطيرةٍ خطيرة .
وليس من الدين ولا من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن نظل هكذا موجودين في الشوارع مُعتصمين أمام الشركات والمصانع دون أن تبدأ عملية الإنتاج من جديد لننهض ببلدنا ولتمر مصر من هذه الأزمة الحقيقية ولن يكون ذلك بالتنظير ولا بالتهويل وإنما بالصدق والتجرد والعمل وأسأل الله سُبحانه وتعالى أن يفرج الكرب.
عمرو الليثي : يمكن الكلام دا كلام عقلاني جداً لكن لما بتيجي حضرتك تقعد مع أصحاب المظاهرات الفئوية وتقعد مع إخواننا الثوار في التحرير تكتشف أنهم يتكلموا بمنطق محترم جداً المظاهرات الفئوية ما زالت تُطالب بحقوق بقالها 30 سنة لم تحصل عليها الثوار في التحرير لهم مطالب لم تتحقق بعد من محاكمات وغيره فبالتأكيد كل واحد من هذه الأطراف اللي سيادتك بتخاطبهم عنده وجهةً نظر أيضاً مقنعة حيال موقفه اللي هو بيقوم بيه دلوقتي؟
الشيخ محمد : ذكرت قبل ذلك أن هذه المطالبات حق ولكن صبرنا طيلة هذه السنوات ومصر الآن ليست في وضع عادي وإنما هي في أزمة حقيقية.
فالشرفاء والأوفياء هم الذين يعطون مصر الآن في وقت أزمتها لا يُطالبونها في وقت أزمتها حتى تستقر الأمور وتنتهي هذه الأزمة ، ولذلك أنا طالبت المسئولين في هذه الشركات وفي هذه المصانع من أصحاب الطلبات الفئوية والشخصية وهي طلبات من حقهم أن يرفعوها وأن يُطالب بها لأنهم يشعرون بالظلم سنوات طويلة مضت ونحن لا نُنكر عليهم ، لكن أنا فقط أطالب المسئولين عن هذه المصانع وعن هذه الشركات أن يخرج المسئول منهم لاحتضان هؤلاء وللحديث معهم بصدق ومصداقية أرجوا أن تكون مرحلة ما يُعرف بالإتيكيت الفكري أو دبلوماسية الحوار قد انتهت إلى الأبد.
اخرج واصدق مع الخلق واعلم أن الصدق هو طريق النجاة الأوحد ، فلنصدق ولنُبين لهم ولَنعِدْ هؤلاء وعوداً صادقة في حدود قدراتنا وإمكانياتنا في الظرف الراهن ، لأنني لا أريد أن نقع في كذب جديد ولو من غير قصد ومن غير عمد.
فقد أخرج أنا كمسئول وأعِد هذه الفئات بوعود محددة في وقت محدد وأنا أعلم يقيناً أثناء وعدي أنني لن أتمكن من الوفاء بهذه الوعود فأقع في كذب جديد وربما أثير هؤلاء مرة أخرى بما لا نريده نحن جميعاً.
فأنا لا أنكر أبداً هذه المطالب لكن أنا فقط أقول : فلنراعي الوقت ونراعي الظرف ولنتريث قليلاً ولنعلم أن التغيير قادم وقد هبت ريحه بفضل الله جل وعلا لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أن هؤلاء يبذلون أقصى ما في وسعهم لكن حجم الفساد وحجم الطلبات كبيرة جداً.
عمرو الليثي : هل قلق فضلتك التصادم اللي وقع مؤخراً بين بعض الشباب وما بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟
الشيخ محمد : أة نعم أنا أرى أن هذه حالة من الفوضى التي لا ينبغي على الإطلاق أن تتضخم وان تزداد لأن خطرها عظيم على بلدنا والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإخواننا وأبنائنا في الجيش قاموا برسالة وبدور رائع جداً وبدور أمين وأنا مقدر تماماً لأولادنا وشبابنا من شباب الثورة الذين يريدون أن يتغير كل شيء في أقصر وقت ممكن لكن هذا ليس معناه أن نخون الجيش أو أن نخون المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأن تخوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمره خطير جداً وأنا أتصور أن هنالك أطرافاً بل خارجية تُريد لهذه الوقيعة أن تشتعل نيرانُها وأنت تعلم أن حدود مصر من أكثر من جهة خارجية مهددة ، يعني من ناحية إسرائيل اسرائيل ضربت في السودان الحدود مع لبيا جُل تقريباً حدود مصر من ثلاث جهات مهددة فعلاً ، فلا ينبغي على الإطلاق أن تطول مدة مكث الجيش في الشوارع والطرقات وإنما يجب أن تتحول هذه الأمانة والمسئولية العظيمة إلى السلطة المسئولة أو إلى الجهات المسئولة في أقرب وقت ممكن ليرجع الجيش إلى ثكناته وإلى وظيفته الحقيقية لأن الجيش ليس من وظيفته أن يكون في الشوارع لحماية أمن الشوارع .
ويلتقط عمرو الحديث من الشيخ يقول: مفترض أنه بيحمي الحدود بتاعتنا وله هدف آخر في الأمن القومي.
وعاد لسؤال شيخنا من جديد:
يمكن الكلام مع حضرتك في السياسة بيخليني أسألك هل زاد اهتمام فضيلتك بالسياسة بعد الثورة 25 يناير؟
يُجيب فضيلته : لا أُنكر ذلك لا أستحيي أن أقول بأن الحديث في السياسة المدة الماضية كان من المحرمات وكان أمراً مُجَرماً بالنسبة للإسلاميين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم ، لكن لا أنكر بفضل الله تبارك وتعالى أن مصر الآن تتنفس شذى جديد جداً وعبيراً جديداً آلا وهو عبير الحرية لكنِ أرجوا الله عز وجل أن تكون الحرية التي من الله عز وجل بها علينا وهي نعمة عظيمة حرية مسئولة منضبطة وليست حرية متفلتة أن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافاً دون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي بعد ذلك آمنا مطمئناً ويُصبح الناس ويُمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يُمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً على أنه لا يمكن أبدا في ظلالها أن يُرفع البناء أوأن تدور عملية الإنتاج وعجلة الإنتاج ،
فلابد أن تكون هذه النعمة التي انعم بها الله علينا نعمة منضبطة بالضوابط الشرعية والضوابط العقلية أيضاً حتى لا تتفلت ونجني ثماراً مُرةً أشد مرارةً من الحنظل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ .
عمرو الليثي: ما المطلوب فضيلة الشيخ؟
يرد حماه الله ورعاه : المطلوب أن يعيى كل فرد في مصر الحبيبة أن عليه واجباً وأن عليه دوراً كما يُطالب بحقوقه فليؤدي واجبه ابتداء.
التغيير الحقيقي لن يكون بالتنظير الساهم وإنما التغيير الحقيقي يجب أن يكون من أعماقنا حيث يوجد كل فرد فينا فأنا أتصور أن المرحلة الأولى على الطريق الذي نسير عليه وبدأ بهذه الثورة الخطوة الأولى هي التطهير التطهير للأفكار التطهير من المعتقدات التطهير للأيدلوجيات التطهير بكل ما تحمله الكلمة من معنى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}لن يتغير الواقع بتعديل دستوري وأنا لا أقلل من شأن التعديل هذا منطق السذج هذه خطوة رائعة على الطريق لكن التعديل الدستوري وحده لا يكفي إلا إذا حول أبناء هذا الشعب الذكي العبقري هذه المودة وهذه القيم الجميلة وهذه الروح الجديدة في حياتهم كلها إلى واقع عملي كل مسلم في تخصصه الطبيب والمهندس والإعلامي والطالب والسيدة كل مسلم كل مصري حتى ولو لم يكن من غير المسلمين في تخصصه.
يبقى التطهير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}نُطهر ألسنتنا من الكذب من الغيبة من النميمة من شهادة الزور من الإشاعات المدمرة من التشكيك الذي نراه الآن بصورة قاتلة ، فالشعب يشكك في الشعب والشعب يريد إسقاط الشعب ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم نطهر أيدينا من الرشاوى من الكذب من الظلم لابد أن يبدأ التطهير حيث وجد في كل فرد فينا ثم تأتي بعد ذلك مرحلة إعداد الكوادر المتخصصة في كل منحى من مناحي الحياة المؤسسة الإعلامية التعليمية الاقتصادية العسكرية الدينية لابد أن نُقدم الكوادر المتخصصة القادرة على تحويل هذا المنهج الذي خرج شبابنا وأبنائنا من أجل المطالبة بتحقيقه لابد أن يُنتقل من مرحلة التنظير والتأصيل البديع إلى الواقع لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نجني ثمرة بهذا التهويل أو بهذا التهوين وإنما بتحويل هذه الأمنيات إلى واقع { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنيَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}
عمرو الليثي: يمكن حديثنا عن الثورة يخليني أسال حضرتك هل أنت كنت من أول المؤيدين للثورة؟
الشيخ محمد: في الأول لا لأكون صادقاً بفضل الله جل وعلا أنا لا أجامل مخلوقاً على حساب ديني أبداً مهما كانت النتائج .
اليوم الأول كنت أظن أن الأمر عادياً. اليوم الثاني ، اليوم الثالث .
لكن حين شاهدنا ما شاهدناه يوم الجمعة تحركت ، وعرفت أننا أمام موقف جديد وخرجت بنفسي أحد عشر يوماً بل كنت استشعر بشيء من الخجل بل وصدقني إن قلت لك بشيء من الخيانة إن مر عليّ يوم وأنا في بيتي وشبابنا وأولادنا وأحبابنا في ميدان التحرير وفي غير من الميادين العامة وشدت على أيديهم وأنا معهم أكثر من مرة وكنت أسدد وأضبط الأقوال على قدر استطاعتي لأني كنت أرى أنه لا يمكن على الإطلاق أن نُغير الظلم إلا بالعدل ، ولا يُمكن أن نُغير الباطل إلا بالحق .
أما أن نُغير الظلم بظلم وأن نغير الباطل بالباطل فلا هذا مخالف لسنن الله تبارك وتعالى وربما نتعرض لما تعرض له أولئك المفسدون والظالمون.
عمرو : إيمانك بالثورة جاء نتيجة تأكدك من أنها تسير في إطار النجاح ولا لأنك كنت ترى أن النظام السابق كان نظاماً فاسداً يجب أن يتغير؟
الشيخ محمد : لا من رؤيتي أنها كانت تسير في إطار المطالبة بالحق والعدل وهذا مقصد من أعظم مقاصد الشرع ، المطالبة برفع الظلم وتحقيق العدل مقصد من أهم مقاصد الشرع .
فأنا مؤمن جداً بأن الله تعالى وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه يقول : ( إن الله تعالى يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ، ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة) هذه عبارة تُكتب بالذهب إن الله تعالى يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ، ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة فربنا جل وتعالى يمهل لكنه لا يُهمل ذكرت لما انتهت دولة البراكمة بعد ملك دام سنوات طويلة وسُجن خالد المبرمك مع والده في زنزانة واحدة فقال له ولده : يا أبتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة فقال له يا بُني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله .
فالله جل وعلا يُمهل لكنه لا يُهمل ، والله يغار ، يغار للمستضعفين ويغار للمقهورين وللمظلومين وللمعذبين {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} . وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري [إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته] وقرء الآيات التي ذكرتها آنفاً.
فأنا تحركت من منطلق اعتقادي وإيماني بأنهم يُطالبون بطلبات عادلة وبطلبات من حق هذا الشعب الأبي الذكي الذي ظُلم سنوات طويلة جداً أن ينعم بها .
عمرو : الحقيقة كان في دائماً رأي بيقول إن النظام السابق كان يُدعم التيار السلفي لضرب تيار الإخوان المسلمين وكان يتمثل هذا الدعم في السماح بإنشاء قنوات تلفزيونية تتبع الفكر السلفي وفضيلتك كان لك أيضاً بعض هذه القنوات التلفزيونية ردك إيه على هذه المقولة أو هذا الرأي؟
الشيخ محمد : أنا أرى أن في هذا القول من الظلم ما فيه ، فأصحاب التيارات الإسلامية كانوا من أول من تعرض للأذى .
لقد أغلقت قناة الرحمة وهذا أعظم دليل .
لقد مُنعت ومُنع كثير من إخواننا من التحرك للدعوة مع أننا ما تحركنا إلا بالحكمة والرحمة.
بفضل الله تبارك وتعالى من يسمع ما نؤصله من سنوات يعلم ما نقول .
لكن لا أخفيك .. كانت هنالك أحداث تجعل الإنسان ينفجر من أعماقه ومن داخله ، يعني أنا بعد قضية سجن أبو غريب لو تذكرت في العراق خطبت جمعة في القاهرة في مسجد العزيز بالله بعنوان (أزمة أمة) ومن يومها لم أرتقي منبراً في القاهرة إلا بعد الثورة .
فالقول بأن النظام كان يُدعم القنوات الإسلامية وعلى رأسها أصحاب المنهج السلفي هذا ظلم بشع فيه ما فيه من الإجحاف .
لكن بفضل الله تبارك وتعالى تحرك أصحاب التيارات الإسلامية كان تحركاً تلقائياً لا يملي عليهم النظام أن يقولوا كذا أو لا يقولوا كذا وأنا أقول هذا حقاً وصدقاً.
لكن هذا لا يمنع ولا استحيى أيضاً أن أعلنه هذا لا يمنع من أنه كان لا يتحرك واحد فينا مهما كان وزنه ومهما كان قدره إلا بموافقة أمنية .
بل لك أن تعلم أنني كنت لا أستطيع السفر خارج مصر إلا بعد موافقة أمنية على هذا السفر.
هذا لا نستحيى من إعلانه على الإطلاق .
فأي دليل يقول بأنه كان مرضياً على أصحاب هذه التيارات الإسلامية؟.
عمرو : خلينا نرجع إلى فكرة التيار السلفي الشيخ محمد حسان سلفي يعني إيه سلفي؟
أولاً حضرتك سلفي؟
الشيخ محمد : أنا مسلم وأشُرف بالانتماء إلى هذا المنهج السلفي ، فالسلفية ليست جماعة ، والسلفية ليست حزباً ، وإنما السلفية منهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.
هذا هو المنهج السلفي هذا المنهج ظُلِمَ من كثير من أتباعه ومن كثير من أعدائه لأن بعض المنتسبين إلى هذا المنهج الرباني الذي ينبغي عليه أن أن يكون كل مسلم .
من الذي يُعيب عليّ قولي تعالوا بنا لنفهم القرءان والسنة بفهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الذين قال الله في حقهم {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} والمراد بالمؤمنين بالاتفاق أصحب النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي يُزكيهم بقوله كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود : [خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم] ؛ ويقول عبدالله بن مسعود من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه فعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.
لكن هل معنى ذلك أنني أتحجر وأتوقف الآن في القرن الحادي والعشرين عند أي نازلة من النوازل التي تمر بها بلادنا أو أمتنا لأرجع إلى الوراء لأفتش عن هذه النازلة الجديدة عن قول لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي في هذه النازلة ؟ هذا لا يقول به عالم ولا يقول به عاقل بل يبقى باب الاجتهاد مفتوحاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليجتهد علماؤنا من أهل الاجتهاد ممن توافرت لهم أدوات الاجتهاد في كل نازلة من النوازل.
هذا هو المنهج المنضبط بعدل وإنصاف واتزان ، فلا يُعيب على مسلم على وجه الأرض إن قلت له تعال معي لنرجع لكتاب ربنا وسنة نبينا لنفهم القرآن والسنة بفهم أصحاب النبي الذي يقول فيهم عبد الله بن مسعود ما من آية من كتاب الله نزلت إلا وأنا أعلم متى نزلت وأين نزلت وفيما نزلت .
أيعقل بعد ذلك أن أضع رأسي أنا برأس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا لا يليق أبداًَ.
إذن السلفية ليس من حق أي أحد على الإطلاق أن يقف على بوابتها لُيدخل من شاء وليخرج منها من شاء ، هذا ليس من حق بشر على وجه الأرض مهما علا كعبه ، ثم ليس من العدل إن أخطأ رجل ينتسب إلى المنهج السلفي كمحمد حسان او غيره أن يُحاسب المنهج بخطأ محمد أو بخطأ غيره .
يقاطعه عمرو: أنت ترى أن هناك أخطاء قد وقعت ؟
يرد الشيخ حفظه الله : وأقر بها
عمرو : زي إيه؟
الشيخ محمد : أخطاء كثيرة.
عمرو : عددها لي أنا عايز أسمعها من حضرتك .
يرد الشيخ : أبشع هذه الأخطاء
يُقاطعه عمرو : يعني إيه الأخطاء التي نُسبت للسلفية والسلفية منها براء؟
الشيخ محمد : هذه الأخطاء المترددة والمنتشرة منها على سبيل المثال : هذه الوحشية في إنكار المنكر وتغييره ، قطع الأذن ، حرق وجوه النساء اللائي لم ينتقبن ، حرق وهدم الأضرحة ، تهديد السياح بالقتل في أي مكان في مصر إلى غير ذلك.
أنا أقول لك وقد بينت وأكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن المنتسبين للمنهج السلفي برءاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب لأنه ليس من أصول المنهج السلفي ولا من أدبياته على الإطلاق
عمرو : إقامة الحد كيف تراها مثلاً؟من قطع أذن المسيحي في قنا تطبيقاً للحدود هل هذا صحيح ولا يتم إبطال القانون وتفعيل الحد الإسلامي يعني كيف نستطيع أن
نقوم هذه الأفكار خصوصاً أنها في الأخر يقال أنها منسوبة إلى سلفيين؟
الشيخ محمد : أولاً هي بفضل الله تبارك وتعالى وإن ردت بعض الإعلاميين وأنا لا أريد أن أسميَ هذا الأمر ونسبهُ إلى سلفيين فقد
أكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن السلفيين لا علاقة لهم بهذا الحادث ثم أي كان فاعل هذا الأمر فهو مخطئ لأنه ليس من الحكمة إطلاقاً أن نُسقط مكانة الدولة أو أن نُسقط
هيبة الدولة ، ليس من حق أي أحد ولا من صالح أي جماعة بعينها ولا من صالح أي فرد في هذا البلد أن تسقط مكانة الدولة وأن تسقط هيبة الدولة وأن يتحرك كل واحد يُريد
أن يُحقق شيئاً بيده يُحققه هذا خلل سيتحول مجتمعنا المسلم إلى فوضى وتتحول بلدنا إلى مجازر وإلى حروب أهلية حقيقية وستسيل الدماء بِركةٍ في الشوارع والطرقات ، ثم من
أصول المنهج السلفي ومن أدبياته أن تغيير المنكر مهما كان حجمه يُعد مُنكراً إن كانت المفسدة المترتبة على تغيير هذا المنكر اكبر من المنكر الأصلي .
يقول ابن القيم لله دره (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يُحبه الله ورسوله فإن
كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى في مكة أكبر المنكرات ولم يستطع تغييرها
، بل لما فتح الله عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم على هدم البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريش حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام ).
إذن تغيير المنكر له ضوابط وليس من حق أي أحد ولا من حق أي جماعة أن تتحرك بنفسها لتُغير المنكر لتُلغيى هيبة ومكانة الدولة وإلا لتحول مجتمعنا المسلم إلى فوضى.
عمرو: موقف فضيلتك إيه من هدم الأضرحة واحنا شوفنا في الفترة اللي فاتت حصل محاولات بل
محاولات ناجحة لهدم بعض الأضرحة في بعض محافظات مصر وصلت إلى أن هناك توجه من بعض السلفيين لهدم أضاريح سيدنا الحسين وستنا السيدة نفسية والسيدة زينب؟
الشيخ محمد : نعم هذا كذب وغير صحيح وهذه حرب إعلامية منظمة أرادوا ابتداء أن يُشعلوا نار الفتنة الطائفية بين المسلمين وبين الأقباط ولكنَّ الله سلم .
وهم يريدون الآن أن يشعلوا نار الفتنة بين السلفية والصوفية وإن شاء الله تعالى ستُخمد نار هذه الفتنة وهي في طريقها فعلا الآن إلى الزوال .
يريدون في المرحلة الثالثة أن يُشعلوا نار فتنة قذرة جداً بين الشعب وبين الجيش وإن شاء الله سيُسلم الله عز وجل هذا البلد لأن مصر مكتوب في التوراة من قصد مصر بسوء قصمه الله فكل من يُريد السوء بهذا البلد سيُهلكه ربنا تبارك وتعالى .
وأنا أعجب كيف لهؤلاء الذين يُخططون الآن في إشعال نار الفتنة في هذا البلد على اختلاف أطياف أهلها واتجاهاتهم كيف لم يستفيدوا الدرس ولم يروُ العبرة ممن أخذهم الله
تبارك وتعالى أخذ عزيز مقتدر بعد سنوات طويلة من الظلم والتمكن والفساد والاستبداد .
فأنا أؤكد لك أننا بُرءاء من يتبعون المنهج السلفي برءاء من حرق الأضرحة وقد أكدت التحقيقات ذلك ، هذا الضريح الأخير الذي حُرق أنا اتصلت بنفسي بإخواننا ورد علىّ
أحد إخواننا الأفاضل وهو عضو في لجنة الفتوى وواعظ في القرية نفسها وأقسم لي بالله أنه لا علاقة للسلفيين ولا للإخوان المسلمين بحرق هذا الضريح إنما ألقيت عليه زجاجة
مولوتوف والمسلمون يصلون صلاة الفجر وأقسم الإمام بالله أنه لم يوجد في هذا الوقت صاحب لحية واحد ، فهذا أمر يُراد لإشعال نار الفتنة بين الصوفية وبين السلفية.
وأنا أقول لقد عاش الصوفيون وقد عاش السلفيون قروناً طويلة بفضل الله تبارك وتعالى ولم يحدث بينهم أي تصادم حتى نسمع من يقول نسلح الصوفيين ونسمع من يقول نسلح السلفيين وتتحول البلد إلى فوضى.
يقاطعه عمرو قائلاً : لكن فكر السلفي أيضاً بيرفض وجود الأضرحة . مظبوط؟
الشيخ محمد : بلا شك نحن لا نُحلل الحرام أبداً ، ولا نُحرم الحلال لكن لا ينبغي على الإطلاق أن ينطلق أي واحد من أتباع هذا المنهج السلفي ليفعل ما شاء بلا ضوابط شرعية .
يعني هذا التغيير له ضوابط وضع الإسلام له مجموعة من الشروط ومن الضوابط .
هل تعلم أنني لو كنت قادراً على أن أغير منكر أيً كان حجمه بكلمة رقيقة يحرم عليّ أن أغير هذا المنكر بكلمة بذيئة أو فاحشة فما ظنك إن كان هذا المنكر سيتغير بالكلمة
الرقيقة المهذبة إن تحركت أنا لأغيره بيدي بما يترتب على هذا التغيير ما هو أفسد من المنكر ، نعم نحن ندعو الناس بفضل الله تبارك وتعالى ومعنا كثير من الصوفيين الحقيقيين .
ندعوا الناس إلى توحيد الله تبارك وتعالى .
ندعوا الناس إلى إفراد الله بالسؤال والطلب والاستغاثة بالعبادة.
ندعو الناس إلى الطواف حول بيت الله تبارك وتعالى وحده لا أعلم عالم من علماء الصوفية لأننا نُدين لله تبارك وتعالى بأن الناس في الصوفية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
ـ قسم يحكم على الصوفيين بأنهم غلاه وضالون ومبتدعون وخارجون عن السنة.
ـ وقسم مقابل لهذا يحكم على الصوفيين جميعاً بأنهم أفضل وأكمل خلق الله بعد الرسل والأنبياء وكلا طرفي الأمور ذميم .
القول الوسط وهذا ما يؤكده شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد رقم 11 صفحة 18 لمن أراد من إخواننا الصوفيين أو السلفيين أن يُراجعوا هذا التأصيل البديع الذي أؤصله
وهذا إمام من أئمة المنهج السلفي يقول :
ـوالقول الوسط : أن الصوفيين منهم أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ومنهم .. انظر إلى هذا العدل
ومنهم السابق المقرب ، ومنهم المقتصد ، ومنهم الظالم لنفسه العاصي لربه .
وأتصور أن هذه الأقسام تنطبق على كل المسلمين مهما كانت انتماءاتهم وأطيافهم فمنا جميعاً السابق المقرب ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه كما قال ربنا تبارك وتعالى بل ومن
الصحابة رضي الله عنهم السابق المقرب والمقتصد والظالم لنفسه هكذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها فهذا هو العدل والإنصاف .
فأنا لا أرى على الإطلاق يعني صداما ولا أرى خلافا إلا في الحدود
يقاطعه عمرو : هل هذا يا فضيلة الشيخ رأي جميع السلفيين يعني رأي سيادتك دا هل دا يُعمم على الجميع ولا هناك أيضاً تفاوت في الآراء في هذا الإطار؟
الشيخ محمد : في تفاوت وقد ذكرت نظرة الناس الآن الصوفيين فقد يندرج في قسم الأول من السلفيين من يندرج ، وقد يندرج
في القسم الثاني من يندرج بعيداً عن السلفيين ، وقد يوجد القول الوسط وهو قول كثير من الأئمة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأنني أؤكد لحضرتك أن لفظة
الصوفية لم تُستعمل في القرون الثلاثة الأولى على الإطلاق ، وإنما استعملت بعد ذلك وستعجب إذا علمت أنه قد استعمل هذا اللفظ كثير من الأئمة الكبار كما يقول شيخ
الإسلام ابن تيمية كالإمام أحمد ابن حنبل وسفيان الثوري والحسن البصري إلى غير ذلك من كبار أئمة السلف وهذه اللفظة بدأت في البصرة أو أول استعمال لها كان في
البصرة وأول خروج للصوفية كان في البصرة لأن أهل البصرة كانوا يتسمون بالزهد والعبادة والخوف.
فأنا لا أتصور أن سلفي يُنكر على لا وشاحة في الاصطلاحات ينكر على إخوانهم من الصوفيين إذا كانوا يجتهدون في الطاعة والزهد والعبادة والأخلاق الكريمة لكنهم مع
إخوانهم من الصوفيين سينكرون أن يكون الذبح لغير الله وأن يكون التوسل لغير الله وأن تكون الاستعانة والاستغاثة بغير الله .
هذا لا يقبله أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
وكبار أئمة الصوفية كالإمام الجنيد وسهل بن عبد الله التستري والإمام أبي اسماعيل الهروي وغيرهم يقولون بأن كل الطرق إلى الله مسدودة إلا من طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا وصول إلى الله إلا بطريق الكتاب والسنة
عمرو : اسمح لي نطلع فاصل ونعود
الشيخ محمد : تفضل
عمرو : أهلاً بكم من جديد احنا بنناقش فضيلة الشيخ العالم
الجليل محمد حسان بعض النقاط الخلافية التي يراها البعض .
ويمكن الفترة اللي فاتت وعقب ثورة 25 يناير ظهرت الحركة
السلفية بشكل واضح على الساحة الدينية والساحة السياسية
وفي نفس الوقت تصاعدت نوع من المشاعر المقلقة لدى
( إخواننا ) المسيحيين في مصر وخوفهم من الحركة السلفية ،
والبعض قالك نحن نفكر الآن في السفر للخارج وترك مصر مش
عارفين إذا السلفيين وصلوا إلى سدة الحكم في مصر احنا
حنعيش إزاي .
كيف نُطمئن (إخواننا) المسيحيين أن السلفيين لا يبغون شيئاً من
(إخوانهم) المسيحيين ؟
الشيخ محمد : بل المنهج السلفي وأنا حريص على هذا المسمى
حتى لا أُحمل هذا المنهج أخطاء بعض المنتسبين إليه .
المنهج السلفي صمام أمان لأنه يؤصل هذا الحق الكبير للأقباط
في مصر وأم مصر ليست ملكاً للمسلمين فقط وإنما هي ملك
للأقباط وللمسلمين وقد صرحنا بذلك مراراً وتكراراً وليس من
حق أي أحد أن يقول لفلان اجلس ولفلان اخرج .
أبداً
نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أوصانا بأهل مصر خيراً كما في
صحيح مسلم من حديث أبي ذر قال : [إنكم ستفتحون مصر وهي
أرض يسمى فيها القراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها].
وأنت تعلم أن أهلها كانوا الأقباط
يرد عمرو : صحيح.
يكمل فضيلته : [فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة
ورحما].
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود عن جماعة
من أصحاب النبي بسند صحيح . [آلا من ظلم معاهداً أو انتقصه
حقً أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا
حجيجه يوم القيامة].
وهم يعيشون من أيام الفتح الإسلامي في ظلال هذا الإسلام العظيم
القرآن والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم في أمن وأمان.
بل أؤكد لك أن الإمام ابن حزم ذكر في مراتب الإجماع وأنت تعلم
أن مراتب الإجماع في الأمة قليلة وأن مسائل الإجماع قليلة تقف
على مجلدات ضخمة خلافية وعلى مسائل قليلة من مسائل
الإجماع .
أجمعت الأمة على وجوب حماية أهل الذمة وهي كلمة رائعة جداً ،
البعض قد لا يُحسن فهمها
ويتصور أن انتقاص ما قد يُصيبهم بسبب هذه اللفظة لكنه المراد
أنهم أهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من الذي يستطيع أن يقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم
ليُحاجه رسول الله يوم القيامة .
فهذه منقبة
الشاهد
أن الإمام ابن حزم يقول أن حماية أهل الذمة من أي اعتداء
خارجي واجبة على المسلمين .
فالأقباط في مصر أؤكد لهم أنهم ليسُ في حاجة أبداً للإستقواء
بالخارج الأمريكي والأوروبي وإنما حمايتهم واجبة علينا نحن
المسلمين وهم الذي بالفعل حموُ كنائسهم وقد اتضحت الصورة
أن كل الأحداث التي وقعت قبل ذلك كانت بعيدة كل البعد عن
المسلمين أيً كانت انتماءاتهم وأطيافهم .
فكما حمى المسلمون النصارى كنائسهم وممتلكاتهم وأموالهم في
أحداث الثورة .
وكذلك النصارى وقفوا إلى جوار المسلمين في ميدان التحرير ولم
تحدث حالة اعتداء واحدة
يقاطعه عمرو: وكانوا يحموهم وهم بيصلوا
يرد الشيخ : نعم ويكمل فضيلته نعم ولم تحدث حالة اعتداء واحدة
وهذا من أعظم الأدلة على أن ما نسمعه إنما هو دخيل على
منهجنا وعلى معتقدنا.
عمرو: لكن هناك بعض شيوخ السلفية يا فضيلة الشيخ قالوا
يجب عليهم دفع الجزية مثلا.
الشيخ محمد : بكل أسف ثق تماماً أن هذه الأخطاء إن دلت فإنما
تدل على عدم تحقيق وبصيرة .
ودلالة أي نص نوعان أي نص دلالته نوعان :
ـ دلالة حقيقية.
ـ ودلالة إضافية.
الدلالة الحقيقية : هي التابعة لقصد المتكلم .
والدلالة الإضافية : هي التابعة للسامع ولا شك أنها ستختلف
باختلاف القريحة والفهم إلى غير ذلك.
فالشاهد أن الجزية وهذه أقولها باعتزاز وفخر.
هذا المسمى القديم إن شئت تسألني عن مسماه في العصر الحديث
في القرن الحادي والعشرين .
أقول لك الضريبة التي تُدفع في مقابل الحماية.
فكانت صورة الجزية انها كانت تدفع من غير المسلمين الذين
يعيشون كمواطنين في الدولة الإسلامية في مقابل أن تتولى
الدولة حمايتهم من أي اعتداء خارجي.
وأود أن أُبشرك بهذا الموقف الرائع الرائق
لما فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح بلاد الشام
وفرضوا عليهم الجزية في مقابل حمايتهم من أي عدوان خارجي
، وسمع أبي عبيدة ان الروم تستعد بجحافل جرارة للانقضاض
على المسلمين ، فما كان من أبي عبيدة الأمين إلا أن يرد الجزية
كلها على أهل الشام وأن يعتذر لهم على عدم قدرته على حمايتهم
، فخرج الكثيرون منهم عن بكرة أبيهم بين يدي أبي عبيدة
يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وقالوا لعدلكم أحب إلينا من أهل الروم وهم كانوا على نفس
الديانة.
فإذن بفضل الله تبارك وتعالى الصورة فقط أسيء فهمها .
عمرو : بس احنا الضريبة عندنا الجميع بيدفعها وفي مساواة
وفي مواطنة ومافيش فرق بين الطرفين ، أنا بشتغل وعلى
ضريبة بدفع الضريبة فتفسير الجزية أو الضريبة الذي يدفعها
المسيحي في مصر هي الجزية اعتقد تفسير ممكن يعمل حالة
بلبلة عند الناس .
الشيخ محمد : هذا توصيفها من الناحية الشرعية
لكن أنا أسأل الآن ومن الذي يدفع الجزية ؟
انا اسأل الآن من يدفع الجزية؟
يُجيبه عمرو : ماهو ما فيش حد بيدفع لكن هو الخوف النهاردة
لدى الإخوة المسيحيين عندما يصل السلفيين وعندهم انطباع بأن
هناك هدف سياسي أصبح هناك مقصد سياسي وراء التيار
السلفي للوصول إلى الحكم الوصول إلى البرلمان وإلى مجلس
الشعب عندما يصلون حيفرضوا الجزية عليهم مثلاً . كيف
تردون على ذلك؟
الشيخ محمد : أنا أؤكد أنه حتى لو دخل بعض أتباع المنهج
السلفي إلى معترك السياسة فستبقى الدعوة قائمة لا علاقة لها
أبداً بالعمل السياسي .
أؤكد لك هذا ..
ستبقى الدعوة مستقلة منفردة بعيدة عن العمل السياسي لأن
العمل السياسي له أخطائه الكثير والمتكررة بل والكبيرة ، ونحن
لا نريد أبداً أن يُلصق أي خطأ في أي أخ من الناحية السياسية
بهذا المنهج الدعوي المبارك الذي ينبني على الكتاب والسنة بفهم
سلف الأمة .
لكن أؤكد بفضل الله تبارك وتعالى أن الاجتهادات تختلف باختلاف
الزمان والمكان ولابد إذا مكن الله تبارك وتعالى للمسلمين أن
يكونوا على بصيرة بحقوق غير المسلمين الذين ما ظُلِموا أبداً ..
ما هُضمت حقوقهم أبداً في أي مرحلة في مراحل التاريخ كله ولا
يزال صفحات التاريخ مفتوحة فليأتني قبطي أو نصراني في
مصر
أو في أي مكان في الآخر أُجحف وظُلم بالمنهج أؤكد بالمنهج .
لكن قد يقع ظلم مني مثلاً أومن أي مسلم ينتسب فليس من العدل
أن أحاكم هذا المنهج الرباني والنبوي الذي أنزله ربنا تبارك
وتعالى لمجرد خطأ أو سوء فهم يقع فيه أحد المنتسبين إلى هذا
المنهج.
عمرو : خليني أسأل مثلاً اختيار الوظائف تراها كيف تتم اختيار
الوظائف المرجعية تبقى إيه ؟ مرجعية دينية أن الوظيفة دي مثلاً
الاختيار فيها الأولوية للمسلم والمسيحي ولا للكفاءة في تقدير
الشيخ محمد حسان.
الشيخ محمد : في تقديري وهذا تأصيل شرعي يعني ليس اجتهاداً
فردياً مني
أن أي وظيفة سواء كانت ولاية عامة كولاية الحكم أو ولاية
خاصة يعني كأي وظيفة من الوظائف العامة لابد من أن يتوفر
لها ركنان و شرطان :
الأول : الأمانة . والثاني القوة.
والأمانة في كل وظيفة بحسبها .
والقوة في كل وظيفة بحسبها .
يعني إن سألتني عن القوة في المجال الإعلامي .
أقول لك القوة ليست قوة العضلات وليست قوة البدن.
وإنما القوة قوة العقل وقوة الفهم وقوة الإدراك وقوة القدرة على
المحاورة بأدب الحوار وأصول الحوار .
إن سألتني عن القوة في الجانب الدعوي .
أقول لك الداعي إلى الله الحكيم البصير الذي ينظر إلى مآلات
الأقوال والأفعال.
إن قلت لي عن القوة في قيادة الجيوش وسألتني عن قائد يتقدم
لقيادة الجيش وفيه قوة وفيه دهاء وفيه ذكاء وفيه قدرة على
إدارة المعارك وإدارة الحروب ولكن فيه فسق وفيه فجور وهنالك
قائد آخر فيه أمانة وفيه علم وفيه عبادة لكنه ضعيف لا يُحسن
الإدارة .
سأقول لك فلنقدم القائد الأول الذي يقدر على إدارة الحرب مع
فسقه وفجوره لأن قوته للأمة وفجوره على نفسه.
عمرو : إذن فضيلتك بترفض التمييز أو الاختيار بناءاً على الدين؟
الشيخ : في الولايات الخاصة نعم .
أما الولاية العامة أقولها لله تبارك وتعالى
اتفق فقهاءنا على أنه يُقدم في الدولة المسلمة للولاية العامة
المسلم الذكر لا أستحيى من تأصيل هذا لأن هذا اتفاق فقهاء .
يقول صلى الله عليه وآله وسلم : [لن يُفلح قوم ولّوْ أمرهم
امرأة]. هذا كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
بعض الناس
يُقاطعه عمرو : يعني انت ترفض فكرة ترشح بعض السيدات
الفضليات لمنصب رئاسة الجمهورية؟
الشيخ محمد : نعم
عمرو : ترفضه؟
الشيخ : أي نعم هذا اتفاق الفقهاء وليس رأيي وكذلك أرى أنه لا
يتقدم لبلد مسلم لولاية العامة غير مسلم .
ثم هذا البلد أليست المادة الثانية تقول بأن دينه هو الإسلام
وليست المادة الثانية تنص على أن الشريعة هي المصدر
الرئيسي للتشريع؟
فلا حرج على الإطلاق أن تُحكم البلد كلها وفق هذا الدستور ووفق
هذه المادة .
ولا ينبغي على الإطلاق أن يُحاسب المسلمون وأن يُتهم بالتطرف
والحدود
يُقاطعه عمرو : في عندنا مثلاً وزيرات وبرضوا أثبتوا كفاءة
عندنا قاضيات.
الشيخ محمد : ما هذا الإشكال ، الإشكال حين أؤصل هذا يتصور
البعض أننا نتهم المرأة وأننا نُقلل من عقلها وأننا نُقلل من
إمكانياتها
على الإطلاق .
المرأة خلقها الله تبارك وتعالى بطبيعة لا يختلف عليها عاقلان
على وجه الأرض ، لها طبيعة فسيولوجية مختلفة لا يُقلل هذا من
قدرها بل المرأة المسلمة أو غير المسلمة عندها من القدرات في
بعض الاتجاهات ما لا يستطيع الرجل نفسه أن يقوم بدورها فيه
عمرو : عفوا فضيلتك لكن احنا عندنا قاضيات النهاردة بيحكموا
في قضايا جنائية وقضايا مدنية بيحكموا بين الناس ، إذا تولت
القضاء فليس لها أن تتولى رئاسة الجمهورية؟
الشيخ محمد : هذا ما أعرفه من كلام فقهائنا أنه لا يجوز للمرأة
المسلمة كما أنه لا يجوز لها أن تتقدم لـ...
يقاطعه عمرو : اسمح لي انا بسأل بالصوت الآخر اللي مش
موجود معانا .
الشيخ محمد : جميل . كما لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتقدم
لإمامة الصلاة بالرجال فلا يجوز لها أن تتقدم لإمامة العامة .
أما الولاية الخاصة فللعلماء فيها قولان وللفقهاء قولان قولاً
بالجواز وقولاً بعدم الجواز
ولا حرج في أن تتقدم المرأة للولايات الخاصة أياً كان حجمها
وأياً كان نوعها .
أما الولاية العامة فسنظل مع نبينا صلى الله عليه وسلم مهما كان
حجم الضغوط وحجم الاتهامات.
عمرو : دي الولاية الخاصة مقصود بها إيه؟
الشيخ محمد : أي وظيفة أخرى غير الولاية العامة غير الرئاسة
والحُكم
أهلاً بكم من جديد وبيشرفني النهاردة فضيلة العالم الجليل الشيخ محمد حسان
أهلاً بفضيلتك وسعداء جداً بهذا اللقاء
الشيخ محمد :أهلاً وسهلا أستاذ عمرو وأنا أسعد أسأل الله لك مزيداً من التوفيق والسداد
عمرو :الله يخليك
عايز أبدأ بالأحداث الجارية كيف ترى الأحداث الجارية النهاردة وكيف تُقيّم أداء حكومة الدكتور عصام شرف؟
الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ولتكن البداية من هذه السنة الكونية الثابتة في الرد على هذا السؤال لأن كثيراً من أحبابنا وأولادنا يتصور أن التغيير يجب أن يتم في يوم وليلة وهذا مخالف لسنة كونية ثابتة من سنن الله التي أودعها الكون آلا وهي سُنة التدرج فالله جل جلاله القادر على أن يقول للشيء كن فيكون خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فلا ينبغي على الإطلاق أن نُحمل المجلس الأعلى وأن نُحمل الحكومة فوق طاقتها لا يستطيع منصف عاقل أن يتهم الحكومة برئاسة الدكتور عصام شرف سدده الله وأيده ولا أن يتهم المجلس الأعلى بأنه متقاعس .
البعض يتصور أن تباطؤ ما ، لكن هذا من وجهة نظري أنا ومن وجهة نظر فلان أو علان قد لا يستطيع الواحد منا أن يُنجز كل مهام بيته وكل متطلبات أولاده في الوقت الذي يريده أولاده أو يُريده بيته .
فليس من العقل ولا من الحكمة الآن أن نحمل هذه الجهات الحكومية أو المجلس الأعلى فوق طاقته إلى الحد الذي تُشلّ فيه الحركة تماماً وإنما يجب أن نترك فرصة للحكومة وللمجلس الأعلى لتبدأ عملية الإنتاج ولتبدأ عملية الاقتصاد لأن البلد يتعرض الآن فعلاً لحالة خطيرةٍ خطيرة .
وليس من الدين ولا من العقل ولا من الحكمة ولا من المنطق أن نظل هكذا موجودين في الشوارع مُعتصمين أمام الشركات والمصانع دون أن تبدأ عملية الإنتاج من جديد لننهض ببلدنا ولتمر مصر من هذه الأزمة الحقيقية ولن يكون ذلك بالتنظير ولا بالتهويل وإنما بالصدق والتجرد والعمل وأسأل الله سُبحانه وتعالى أن يفرج الكرب.
عمرو الليثي : يمكن الكلام دا كلام عقلاني جداً لكن لما بتيجي حضرتك تقعد مع أصحاب المظاهرات الفئوية وتقعد مع إخواننا الثوار في التحرير تكتشف أنهم يتكلموا بمنطق محترم جداً المظاهرات الفئوية ما زالت تُطالب بحقوق بقالها 30 سنة لم تحصل عليها الثوار في التحرير لهم مطالب لم تتحقق بعد من محاكمات وغيره فبالتأكيد كل واحد من هذه الأطراف اللي سيادتك بتخاطبهم عنده وجهةً نظر أيضاً مقنعة حيال موقفه اللي هو بيقوم بيه دلوقتي؟
الشيخ محمد : ذكرت قبل ذلك أن هذه المطالبات حق ولكن صبرنا طيلة هذه السنوات ومصر الآن ليست في وضع عادي وإنما هي في أزمة حقيقية.
فالشرفاء والأوفياء هم الذين يعطون مصر الآن في وقت أزمتها لا يُطالبونها في وقت أزمتها حتى تستقر الأمور وتنتهي هذه الأزمة ، ولذلك أنا طالبت المسئولين في هذه الشركات وفي هذه المصانع من أصحاب الطلبات الفئوية والشخصية وهي طلبات من حقهم أن يرفعوها وأن يُطالب بها لأنهم يشعرون بالظلم سنوات طويلة مضت ونحن لا نُنكر عليهم ، لكن أنا فقط أطالب المسئولين عن هذه المصانع وعن هذه الشركات أن يخرج المسئول منهم لاحتضان هؤلاء وللحديث معهم بصدق ومصداقية أرجوا أن تكون مرحلة ما يُعرف بالإتيكيت الفكري أو دبلوماسية الحوار قد انتهت إلى الأبد.
اخرج واصدق مع الخلق واعلم أن الصدق هو طريق النجاة الأوحد ، فلنصدق ولنُبين لهم ولَنعِدْ هؤلاء وعوداً صادقة في حدود قدراتنا وإمكانياتنا في الظرف الراهن ، لأنني لا أريد أن نقع في كذب جديد ولو من غير قصد ومن غير عمد.
فقد أخرج أنا كمسئول وأعِد هذه الفئات بوعود محددة في وقت محدد وأنا أعلم يقيناً أثناء وعدي أنني لن أتمكن من الوفاء بهذه الوعود فأقع في كذب جديد وربما أثير هؤلاء مرة أخرى بما لا نريده نحن جميعاً.
فأنا لا أنكر أبداً هذه المطالب لكن أنا فقط أقول : فلنراعي الوقت ونراعي الظرف ولنتريث قليلاً ولنعلم أن التغيير قادم وقد هبت ريحه بفضل الله جل وعلا لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت في الوقت الذي نعلم فيه جميعاً أن هؤلاء يبذلون أقصى ما في وسعهم لكن حجم الفساد وحجم الطلبات كبيرة جداً.
عمرو الليثي : هل قلق فضلتك التصادم اللي وقع مؤخراً بين بعض الشباب وما بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة؟
الشيخ محمد : أة نعم أنا أرى أن هذه حالة من الفوضى التي لا ينبغي على الإطلاق أن تتضخم وان تزداد لأن خطرها عظيم على بلدنا والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإخواننا وأبنائنا في الجيش قاموا برسالة وبدور رائع جداً وبدور أمين وأنا مقدر تماماً لأولادنا وشبابنا من شباب الثورة الذين يريدون أن يتغير كل شيء في أقصر وقت ممكن لكن هذا ليس معناه أن نخون الجيش أو أن نخون المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأن تخوين المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمره خطير جداً وأنا أتصور أن هنالك أطرافاً بل خارجية تُريد لهذه الوقيعة أن تشتعل نيرانُها وأنت تعلم أن حدود مصر من أكثر من جهة خارجية مهددة ، يعني من ناحية إسرائيل اسرائيل ضربت في السودان الحدود مع لبيا جُل تقريباً حدود مصر من ثلاث جهات مهددة فعلاً ، فلا ينبغي على الإطلاق أن تطول مدة مكث الجيش في الشوارع والطرقات وإنما يجب أن تتحول هذه الأمانة والمسئولية العظيمة إلى السلطة المسئولة أو إلى الجهات المسئولة في أقرب وقت ممكن ليرجع الجيش إلى ثكناته وإلى وظيفته الحقيقية لأن الجيش ليس من وظيفته أن يكون في الشوارع لحماية أمن الشوارع .
ويلتقط عمرو الحديث من الشيخ يقول: مفترض أنه بيحمي الحدود بتاعتنا وله هدف آخر في الأمن القومي.
وعاد لسؤال شيخنا من جديد:
يمكن الكلام مع حضرتك في السياسة بيخليني أسألك هل زاد اهتمام فضيلتك بالسياسة بعد الثورة 25 يناير؟
يُجيب فضيلته : لا أُنكر ذلك لا أستحيي أن أقول بأن الحديث في السياسة المدة الماضية كان من المحرمات وكان أمراً مُجَرماً بالنسبة للإسلاميين على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم ، لكن لا أنكر بفضل الله تبارك وتعالى أن مصر الآن تتنفس شذى جديد جداً وعبيراً جديداً آلا وهو عبير الحرية لكنِ أرجوا الله عز وجل أن تكون الحرية التي من الله عز وجل بها علينا وهي نعمة عظيمة حرية مسئولة منضبطة وليست حرية متفلتة أن ترك الألسنة تُلقي التهم جزافاً دون بينة أو دليل يترك المجال فسيحاً لكل من شاء أن يقول ما شاء في أي وقت شاء ثم يمضي بعد ذلك آمنا مطمئناً ويُصبح الناس ويُمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يُمكن أن تُطاق بحال من الأحوال فضلاً على أنه لا يمكن أبدا في ظلالها أن يُرفع البناء أوأن تدور عملية الإنتاج وعجلة الإنتاج ،
فلابد أن تكون هذه النعمة التي انعم بها الله علينا نعمة منضبطة بالضوابط الشرعية والضوابط العقلية أيضاً حتى لا تتفلت ونجني ثماراً مُرةً أشد مرارةً من الحنظل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ .
عمرو الليثي: ما المطلوب فضيلة الشيخ؟
يرد حماه الله ورعاه : المطلوب أن يعيى كل فرد في مصر الحبيبة أن عليه واجباً وأن عليه دوراً كما يُطالب بحقوقه فليؤدي واجبه ابتداء.
التغيير الحقيقي لن يكون بالتنظير الساهم وإنما التغيير الحقيقي يجب أن يكون من أعماقنا حيث يوجد كل فرد فينا فأنا أتصور أن المرحلة الأولى على الطريق الذي نسير عليه وبدأ بهذه الثورة الخطوة الأولى هي التطهير التطهير للأفكار التطهير من المعتقدات التطهير للأيدلوجيات التطهير بكل ما تحمله الكلمة من معنى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}لن يتغير الواقع بتعديل دستوري وأنا لا أقلل من شأن التعديل هذا منطق السذج هذه خطوة رائعة على الطريق لكن التعديل الدستوري وحده لا يكفي إلا إذا حول أبناء هذا الشعب الذكي العبقري هذه المودة وهذه القيم الجميلة وهذه الروح الجديدة في حياتهم كلها إلى واقع عملي كل مسلم في تخصصه الطبيب والمهندس والإعلامي والطالب والسيدة كل مسلم كل مصري حتى ولو لم يكن من غير المسلمين في تخصصه.
يبقى التطهير {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}نُطهر ألسنتنا من الكذب من الغيبة من النميمة من شهادة الزور من الإشاعات المدمرة من التشكيك الذي نراه الآن بصورة قاتلة ، فالشعب يشكك في الشعب والشعب يريد إسقاط الشعب ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم نطهر أيدينا من الرشاوى من الكذب من الظلم لابد أن يبدأ التطهير حيث وجد في كل فرد فينا ثم تأتي بعد ذلك مرحلة إعداد الكوادر المتخصصة في كل منحى من مناحي الحياة المؤسسة الإعلامية التعليمية الاقتصادية العسكرية الدينية لابد أن نُقدم الكوادر المتخصصة القادرة على تحويل هذا المنهج الذي خرج شبابنا وأبنائنا من أجل المطالبة بتحقيقه لابد أن يُنتقل من مرحلة التنظير والتأصيل البديع إلى الواقع لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نجني ثمرة بهذا التهويل أو بهذا التهوين وإنما بتحويل هذه الأمنيات إلى واقع { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنيَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}
عمرو الليثي: يمكن حديثنا عن الثورة يخليني أسال حضرتك هل أنت كنت من أول المؤيدين للثورة؟
الشيخ محمد: في الأول لا لأكون صادقاً بفضل الله جل وعلا أنا لا أجامل مخلوقاً على حساب ديني أبداً مهما كانت النتائج .
اليوم الأول كنت أظن أن الأمر عادياً. اليوم الثاني ، اليوم الثالث .
لكن حين شاهدنا ما شاهدناه يوم الجمعة تحركت ، وعرفت أننا أمام موقف جديد وخرجت بنفسي أحد عشر يوماً بل كنت استشعر بشيء من الخجل بل وصدقني إن قلت لك بشيء من الخيانة إن مر عليّ يوم وأنا في بيتي وشبابنا وأولادنا وأحبابنا في ميدان التحرير وفي غير من الميادين العامة وشدت على أيديهم وأنا معهم أكثر من مرة وكنت أسدد وأضبط الأقوال على قدر استطاعتي لأني كنت أرى أنه لا يمكن على الإطلاق أن نُغير الظلم إلا بالعدل ، ولا يُمكن أن نُغير الباطل إلا بالحق .
أما أن نُغير الظلم بظلم وأن نغير الباطل بالباطل فلا هذا مخالف لسنن الله تبارك وتعالى وربما نتعرض لما تعرض له أولئك المفسدون والظالمون.
عمرو : إيمانك بالثورة جاء نتيجة تأكدك من أنها تسير في إطار النجاح ولا لأنك كنت ترى أن النظام السابق كان نظاماً فاسداً يجب أن يتغير؟
الشيخ محمد : لا من رؤيتي أنها كانت تسير في إطار المطالبة بالحق والعدل وهذا مقصد من أعظم مقاصد الشرع ، المطالبة برفع الظلم وتحقيق العدل مقصد من أهم مقاصد الشرع .
فأنا مؤمن جداً بأن الله تعالى وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه يقول : ( إن الله تعالى يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ، ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة) هذه عبارة تُكتب بالذهب إن الله تعالى يُقيم دولة العدل وإن كانت كافرة ، ولا يُقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة فربنا جل وتعالى يمهل لكنه لا يُهمل ذكرت لما انتهت دولة البراكمة بعد ملك دام سنوات طويلة وسُجن خالد المبرمك مع والده في زنزانة واحدة فقال له ولده : يا أبتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة فقال له يا بُني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله .
فالله جل وعلا يُمهل لكنه لا يُهمل ، والله يغار ، يغار للمستضعفين ويغار للمقهورين وللمظلومين وللمعذبين {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} . وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري [إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته] وقرء الآيات التي ذكرتها آنفاً.
فأنا تحركت من منطلق اعتقادي وإيماني بأنهم يُطالبون بطلبات عادلة وبطلبات من حق هذا الشعب الأبي الذكي الذي ظُلم سنوات طويلة جداً أن ينعم بها .
عمرو : الحقيقة كان في دائماً رأي بيقول إن النظام السابق كان يُدعم التيار السلفي لضرب تيار الإخوان المسلمين وكان يتمثل هذا الدعم في السماح بإنشاء قنوات تلفزيونية تتبع الفكر السلفي وفضيلتك كان لك أيضاً بعض هذه القنوات التلفزيونية ردك إيه على هذه المقولة أو هذا الرأي؟
الشيخ محمد : أنا أرى أن في هذا القول من الظلم ما فيه ، فأصحاب التيارات الإسلامية كانوا من أول من تعرض للأذى .
لقد أغلقت قناة الرحمة وهذا أعظم دليل .
لقد مُنعت ومُنع كثير من إخواننا من التحرك للدعوة مع أننا ما تحركنا إلا بالحكمة والرحمة.
بفضل الله تبارك وتعالى من يسمع ما نؤصله من سنوات يعلم ما نقول .
لكن لا أخفيك .. كانت هنالك أحداث تجعل الإنسان ينفجر من أعماقه ومن داخله ، يعني أنا بعد قضية سجن أبو غريب لو تذكرت في العراق خطبت جمعة في القاهرة في مسجد العزيز بالله بعنوان (أزمة أمة) ومن يومها لم أرتقي منبراً في القاهرة إلا بعد الثورة .
فالقول بأن النظام كان يُدعم القنوات الإسلامية وعلى رأسها أصحاب المنهج السلفي هذا ظلم بشع فيه ما فيه من الإجحاف .
لكن بفضل الله تبارك وتعالى تحرك أصحاب التيارات الإسلامية كان تحركاً تلقائياً لا يملي عليهم النظام أن يقولوا كذا أو لا يقولوا كذا وأنا أقول هذا حقاً وصدقاً.
لكن هذا لا يمنع ولا استحيى أيضاً أن أعلنه هذا لا يمنع من أنه كان لا يتحرك واحد فينا مهما كان وزنه ومهما كان قدره إلا بموافقة أمنية .
بل لك أن تعلم أنني كنت لا أستطيع السفر خارج مصر إلا بعد موافقة أمنية على هذا السفر.
هذا لا نستحيى من إعلانه على الإطلاق .
فأي دليل يقول بأنه كان مرضياً على أصحاب هذه التيارات الإسلامية؟.
عمرو : خلينا نرجع إلى فكرة التيار السلفي الشيخ محمد حسان سلفي يعني إيه سلفي؟
أولاً حضرتك سلفي؟
الشيخ محمد : أنا مسلم وأشُرف بالانتماء إلى هذا المنهج السلفي ، فالسلفية ليست جماعة ، والسلفية ليست حزباً ، وإنما السلفية منهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.
هذا هو المنهج السلفي هذا المنهج ظُلِمَ من كثير من أتباعه ومن كثير من أعدائه لأن بعض المنتسبين إلى هذا المنهج الرباني الذي ينبغي عليه أن أن يكون كل مسلم .
من الذي يُعيب عليّ قولي تعالوا بنا لنفهم القرءان والسنة بفهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الذين قال الله في حقهم {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} والمراد بالمؤمنين بالاتفاق أصحب النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي يُزكيهم بقوله كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود : [خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم] ؛ ويقول عبدالله بن مسعود من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه فعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.
لكن هل معنى ذلك أنني أتحجر وأتوقف الآن في القرن الحادي والعشرين عند أي نازلة من النوازل التي تمر بها بلادنا أو أمتنا لأرجع إلى الوراء لأفتش عن هذه النازلة الجديدة عن قول لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي في هذه النازلة ؟ هذا لا يقول به عالم ولا يقول به عاقل بل يبقى باب الاجتهاد مفتوحاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليجتهد علماؤنا من أهل الاجتهاد ممن توافرت لهم أدوات الاجتهاد في كل نازلة من النوازل.
هذا هو المنهج المنضبط بعدل وإنصاف واتزان ، فلا يُعيب على مسلم على وجه الأرض إن قلت له تعال معي لنرجع لكتاب ربنا وسنة نبينا لنفهم القرآن والسنة بفهم أصحاب النبي الذي يقول فيهم عبد الله بن مسعود ما من آية من كتاب الله نزلت إلا وأنا أعلم متى نزلت وأين نزلت وفيما نزلت .
أيعقل بعد ذلك أن أضع رأسي أنا برأس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه هذا لا يليق أبداًَ.
إذن السلفية ليس من حق أي أحد على الإطلاق أن يقف على بوابتها لُيدخل من شاء وليخرج منها من شاء ، هذا ليس من حق بشر على وجه الأرض مهما علا كعبه ، ثم ليس من العدل إن أخطأ رجل ينتسب إلى المنهج السلفي كمحمد حسان او غيره أن يُحاسب المنهج بخطأ محمد أو بخطأ غيره .
يقاطعه عمرو: أنت ترى أن هناك أخطاء قد وقعت ؟
يرد الشيخ حفظه الله : وأقر بها
عمرو : زي إيه؟
الشيخ محمد : أخطاء كثيرة.
عمرو : عددها لي أنا عايز أسمعها من حضرتك .
يرد الشيخ : أبشع هذه الأخطاء
يُقاطعه عمرو : يعني إيه الأخطاء التي نُسبت للسلفية والسلفية منها براء؟
الشيخ محمد : هذه الأخطاء المترددة والمنتشرة منها على سبيل المثال : هذه الوحشية في إنكار المنكر وتغييره ، قطع الأذن ، حرق وجوه النساء اللائي لم ينتقبن ، حرق وهدم الأضرحة ، تهديد السياح بالقتل في أي مكان في مصر إلى غير ذلك.
أنا أقول لك وقد بينت وأكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن المنتسبين للمنهج السلفي برءاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب لأنه ليس من أصول المنهج السلفي ولا من أدبياته على الإطلاق
عمرو : إقامة الحد كيف تراها مثلاً؟من قطع أذن المسيحي في قنا تطبيقاً للحدود هل هذا صحيح ولا يتم إبطال القانون وتفعيل الحد الإسلامي يعني كيف نستطيع أن
نقوم هذه الأفكار خصوصاً أنها في الأخر يقال أنها منسوبة إلى سلفيين؟
الشيخ محمد : أولاً هي بفضل الله تبارك وتعالى وإن ردت بعض الإعلاميين وأنا لا أريد أن أسميَ هذا الأمر ونسبهُ إلى سلفيين فقد
أكدت التحقيقات الأولية للنيابة أن السلفيين لا علاقة لهم بهذا الحادث ثم أي كان فاعل هذا الأمر فهو مخطئ لأنه ليس من الحكمة إطلاقاً أن نُسقط مكانة الدولة أو أن نُسقط
هيبة الدولة ، ليس من حق أي أحد ولا من صالح أي جماعة بعينها ولا من صالح أي فرد في هذا البلد أن تسقط مكانة الدولة وأن تسقط هيبة الدولة وأن يتحرك كل واحد يُريد
أن يُحقق شيئاً بيده يُحققه هذا خلل سيتحول مجتمعنا المسلم إلى فوضى وتتحول بلدنا إلى مجازر وإلى حروب أهلية حقيقية وستسيل الدماء بِركةٍ في الشوارع والطرقات ، ثم من
أصول المنهج السلفي ومن أدبياته أن تغيير المنكر مهما كان حجمه يُعد مُنكراً إن كانت المفسدة المترتبة على تغيير هذا المنكر اكبر من المنكر الأصلي .
يقول ابن القيم لله دره (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمته إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يُحبه الله ورسوله فإن
كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى في مكة أكبر المنكرات ولم يستطع تغييرها
، بل لما فتح الله عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم على هدم البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريش حديثة عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام ).
إذن تغيير المنكر له ضوابط وليس من حق أي أحد ولا من حق أي جماعة أن تتحرك بنفسها لتُغير المنكر لتُلغيى هيبة ومكانة الدولة وإلا لتحول مجتمعنا المسلم إلى فوضى.
عمرو: موقف فضيلتك إيه من هدم الأضرحة واحنا شوفنا في الفترة اللي فاتت حصل محاولات بل
محاولات ناجحة لهدم بعض الأضرحة في بعض محافظات مصر وصلت إلى أن هناك توجه من بعض السلفيين لهدم أضاريح سيدنا الحسين وستنا السيدة نفسية والسيدة زينب؟
الشيخ محمد : نعم هذا كذب وغير صحيح وهذه حرب إعلامية منظمة أرادوا ابتداء أن يُشعلوا نار الفتنة الطائفية بين المسلمين وبين الأقباط ولكنَّ الله سلم .
وهم يريدون الآن أن يشعلوا نار الفتنة بين السلفية والصوفية وإن شاء الله تعالى ستُخمد نار هذه الفتنة وهي في طريقها فعلا الآن إلى الزوال .
يريدون في المرحلة الثالثة أن يُشعلوا نار فتنة قذرة جداً بين الشعب وبين الجيش وإن شاء الله سيُسلم الله عز وجل هذا البلد لأن مصر مكتوب في التوراة من قصد مصر بسوء قصمه الله فكل من يُريد السوء بهذا البلد سيُهلكه ربنا تبارك وتعالى .
وأنا أعجب كيف لهؤلاء الذين يُخططون الآن في إشعال نار الفتنة في هذا البلد على اختلاف أطياف أهلها واتجاهاتهم كيف لم يستفيدوا الدرس ولم يروُ العبرة ممن أخذهم الله
تبارك وتعالى أخذ عزيز مقتدر بعد سنوات طويلة من الظلم والتمكن والفساد والاستبداد .
فأنا أؤكد لك أننا بُرءاء من يتبعون المنهج السلفي برءاء من حرق الأضرحة وقد أكدت التحقيقات ذلك ، هذا الضريح الأخير الذي حُرق أنا اتصلت بنفسي بإخواننا ورد علىّ
أحد إخواننا الأفاضل وهو عضو في لجنة الفتوى وواعظ في القرية نفسها وأقسم لي بالله أنه لا علاقة للسلفيين ولا للإخوان المسلمين بحرق هذا الضريح إنما ألقيت عليه زجاجة
مولوتوف والمسلمون يصلون صلاة الفجر وأقسم الإمام بالله أنه لم يوجد في هذا الوقت صاحب لحية واحد ، فهذا أمر يُراد لإشعال نار الفتنة بين الصوفية وبين السلفية.
وأنا أقول لقد عاش الصوفيون وقد عاش السلفيون قروناً طويلة بفضل الله تبارك وتعالى ولم يحدث بينهم أي تصادم حتى نسمع من يقول نسلح الصوفيين ونسمع من يقول نسلح السلفيين وتتحول البلد إلى فوضى.
يقاطعه عمرو قائلاً : لكن فكر السلفي أيضاً بيرفض وجود الأضرحة . مظبوط؟
الشيخ محمد : بلا شك نحن لا نُحلل الحرام أبداً ، ولا نُحرم الحلال لكن لا ينبغي على الإطلاق أن ينطلق أي واحد من أتباع هذا المنهج السلفي ليفعل ما شاء بلا ضوابط شرعية .
يعني هذا التغيير له ضوابط وضع الإسلام له مجموعة من الشروط ومن الضوابط .
هل تعلم أنني لو كنت قادراً على أن أغير منكر أيً كان حجمه بكلمة رقيقة يحرم عليّ أن أغير هذا المنكر بكلمة بذيئة أو فاحشة فما ظنك إن كان هذا المنكر سيتغير بالكلمة
الرقيقة المهذبة إن تحركت أنا لأغيره بيدي بما يترتب على هذا التغيير ما هو أفسد من المنكر ، نعم نحن ندعو الناس بفضل الله تبارك وتعالى ومعنا كثير من الصوفيين الحقيقيين .
ندعوا الناس إلى توحيد الله تبارك وتعالى .
ندعوا الناس إلى إفراد الله بالسؤال والطلب والاستغاثة بالعبادة.
ندعو الناس إلى الطواف حول بيت الله تبارك وتعالى وحده لا أعلم عالم من علماء الصوفية لأننا نُدين لله تبارك وتعالى بأن الناس في الصوفية ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
ـ قسم يحكم على الصوفيين بأنهم غلاه وضالون ومبتدعون وخارجون عن السنة.
ـ وقسم مقابل لهذا يحكم على الصوفيين جميعاً بأنهم أفضل وأكمل خلق الله بعد الرسل والأنبياء وكلا طرفي الأمور ذميم .
القول الوسط وهذا ما يؤكده شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد رقم 11 صفحة 18 لمن أراد من إخواننا الصوفيين أو السلفيين أن يُراجعوا هذا التأصيل البديع الذي أؤصله
وهذا إمام من أئمة المنهج السلفي يقول :
ـوالقول الوسط : أن الصوفيين منهم أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ومنهم .. انظر إلى هذا العدل
ومنهم السابق المقرب ، ومنهم المقتصد ، ومنهم الظالم لنفسه العاصي لربه .
وأتصور أن هذه الأقسام تنطبق على كل المسلمين مهما كانت انتماءاتهم وأطيافهم فمنا جميعاً السابق المقرب ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه كما قال ربنا تبارك وتعالى بل ومن
الصحابة رضي الله عنهم السابق المقرب والمقتصد والظالم لنفسه هكذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها فهذا هو العدل والإنصاف .
فأنا لا أرى على الإطلاق يعني صداما ولا أرى خلافا إلا في الحدود
يقاطعه عمرو : هل هذا يا فضيلة الشيخ رأي جميع السلفيين يعني رأي سيادتك دا هل دا يُعمم على الجميع ولا هناك أيضاً تفاوت في الآراء في هذا الإطار؟
الشيخ محمد : في تفاوت وقد ذكرت نظرة الناس الآن الصوفيين فقد يندرج في قسم الأول من السلفيين من يندرج ، وقد يندرج
في القسم الثاني من يندرج بعيداً عن السلفيين ، وقد يوجد القول الوسط وهو قول كثير من الأئمة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأنني أؤكد لحضرتك أن لفظة
الصوفية لم تُستعمل في القرون الثلاثة الأولى على الإطلاق ، وإنما استعملت بعد ذلك وستعجب إذا علمت أنه قد استعمل هذا اللفظ كثير من الأئمة الكبار كما يقول شيخ
الإسلام ابن تيمية كالإمام أحمد ابن حنبل وسفيان الثوري والحسن البصري إلى غير ذلك من كبار أئمة السلف وهذه اللفظة بدأت في البصرة أو أول استعمال لها كان في
البصرة وأول خروج للصوفية كان في البصرة لأن أهل البصرة كانوا يتسمون بالزهد والعبادة والخوف.
فأنا لا أتصور أن سلفي يُنكر على لا وشاحة في الاصطلاحات ينكر على إخوانهم من الصوفيين إذا كانوا يجتهدون في الطاعة والزهد والعبادة والأخلاق الكريمة لكنهم مع
إخوانهم من الصوفيين سينكرون أن يكون الذبح لغير الله وأن يكون التوسل لغير الله وأن تكون الاستعانة والاستغاثة بغير الله .
هذا لا يقبله أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
وكبار أئمة الصوفية كالإمام الجنيد وسهل بن عبد الله التستري والإمام أبي اسماعيل الهروي وغيرهم يقولون بأن كل الطرق إلى الله مسدودة إلا من طريق النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا وصول إلى الله إلا بطريق الكتاب والسنة
عمرو : اسمح لي نطلع فاصل ونعود
الشيخ محمد : تفضل
عمرو : أهلاً بكم من جديد احنا بنناقش فضيلة الشيخ العالم
الجليل محمد حسان بعض النقاط الخلافية التي يراها البعض .
ويمكن الفترة اللي فاتت وعقب ثورة 25 يناير ظهرت الحركة
السلفية بشكل واضح على الساحة الدينية والساحة السياسية
وفي نفس الوقت تصاعدت نوع من المشاعر المقلقة لدى
( إخواننا ) المسيحيين في مصر وخوفهم من الحركة السلفية ،
والبعض قالك نحن نفكر الآن في السفر للخارج وترك مصر مش
عارفين إذا السلفيين وصلوا إلى سدة الحكم في مصر احنا
حنعيش إزاي .
كيف نُطمئن (إخواننا) المسيحيين أن السلفيين لا يبغون شيئاً من
(إخوانهم) المسيحيين ؟
الشيخ محمد : بل المنهج السلفي وأنا حريص على هذا المسمى
حتى لا أُحمل هذا المنهج أخطاء بعض المنتسبين إليه .
المنهج السلفي صمام أمان لأنه يؤصل هذا الحق الكبير للأقباط
في مصر وأم مصر ليست ملكاً للمسلمين فقط وإنما هي ملك
للأقباط وللمسلمين وقد صرحنا بذلك مراراً وتكراراً وليس من
حق أي أحد أن يقول لفلان اجلس ولفلان اخرج .
أبداً
نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أوصانا بأهل مصر خيراً كما في
صحيح مسلم من حديث أبي ذر قال : [إنكم ستفتحون مصر وهي
أرض يسمى فيها القراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها].
وأنت تعلم أن أهلها كانوا الأقباط
يرد عمرو : صحيح.
يكمل فضيلته : [فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة
ورحما].
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود عن جماعة
من أصحاب النبي بسند صحيح . [آلا من ظلم معاهداً أو انتقصه
حقً أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا
حجيجه يوم القيامة].
وهم يعيشون من أيام الفتح الإسلامي في ظلال هذا الإسلام العظيم
القرآن والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم في أمن وأمان.
بل أؤكد لك أن الإمام ابن حزم ذكر في مراتب الإجماع وأنت تعلم
أن مراتب الإجماع في الأمة قليلة وأن مسائل الإجماع قليلة تقف
على مجلدات ضخمة خلافية وعلى مسائل قليلة من مسائل
الإجماع .
أجمعت الأمة على وجوب حماية أهل الذمة وهي كلمة رائعة جداً ،
البعض قد لا يُحسن فهمها
ويتصور أن انتقاص ما قد يُصيبهم بسبب هذه اللفظة لكنه المراد
أنهم أهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من الذي يستطيع أن يقف أمام الرسول صلى الله عليه وسلم
ليُحاجه رسول الله يوم القيامة .
فهذه منقبة
الشاهد
أن الإمام ابن حزم يقول أن حماية أهل الذمة من أي اعتداء
خارجي واجبة على المسلمين .
فالأقباط في مصر أؤكد لهم أنهم ليسُ في حاجة أبداً للإستقواء
بالخارج الأمريكي والأوروبي وإنما حمايتهم واجبة علينا نحن
المسلمين وهم الذي بالفعل حموُ كنائسهم وقد اتضحت الصورة
أن كل الأحداث التي وقعت قبل ذلك كانت بعيدة كل البعد عن
المسلمين أيً كانت انتماءاتهم وأطيافهم .
فكما حمى المسلمون النصارى كنائسهم وممتلكاتهم وأموالهم في
أحداث الثورة .
وكذلك النصارى وقفوا إلى جوار المسلمين في ميدان التحرير ولم
تحدث حالة اعتداء واحدة
يقاطعه عمرو: وكانوا يحموهم وهم بيصلوا
يرد الشيخ : نعم ويكمل فضيلته نعم ولم تحدث حالة اعتداء واحدة
وهذا من أعظم الأدلة على أن ما نسمعه إنما هو دخيل على
منهجنا وعلى معتقدنا.
عمرو: لكن هناك بعض شيوخ السلفية يا فضيلة الشيخ قالوا
يجب عليهم دفع الجزية مثلا.
الشيخ محمد : بكل أسف ثق تماماً أن هذه الأخطاء إن دلت فإنما
تدل على عدم تحقيق وبصيرة .
ودلالة أي نص نوعان أي نص دلالته نوعان :
ـ دلالة حقيقية.
ـ ودلالة إضافية.
الدلالة الحقيقية : هي التابعة لقصد المتكلم .
والدلالة الإضافية : هي التابعة للسامع ولا شك أنها ستختلف
باختلاف القريحة والفهم إلى غير ذلك.
فالشاهد أن الجزية وهذه أقولها باعتزاز وفخر.
هذا المسمى القديم إن شئت تسألني عن مسماه في العصر الحديث
في القرن الحادي والعشرين .
أقول لك الضريبة التي تُدفع في مقابل الحماية.
فكانت صورة الجزية انها كانت تدفع من غير المسلمين الذين
يعيشون كمواطنين في الدولة الإسلامية في مقابل أن تتولى
الدولة حمايتهم من أي اعتداء خارجي.
وأود أن أُبشرك بهذا الموقف الرائع الرائق
لما فتح المسلمون بقيادة أبي عبيدة بن الجراح بلاد الشام
وفرضوا عليهم الجزية في مقابل حمايتهم من أي عدوان خارجي
، وسمع أبي عبيدة ان الروم تستعد بجحافل جرارة للانقضاض
على المسلمين ، فما كان من أبي عبيدة الأمين إلا أن يرد الجزية
كلها على أهل الشام وأن يعتذر لهم على عدم قدرته على حمايتهم
، فخرج الكثيرون منهم عن بكرة أبيهم بين يدي أبي عبيدة
يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وقالوا لعدلكم أحب إلينا من أهل الروم وهم كانوا على نفس
الديانة.
فإذن بفضل الله تبارك وتعالى الصورة فقط أسيء فهمها .
عمرو : بس احنا الضريبة عندنا الجميع بيدفعها وفي مساواة
وفي مواطنة ومافيش فرق بين الطرفين ، أنا بشتغل وعلى
ضريبة بدفع الضريبة فتفسير الجزية أو الضريبة الذي يدفعها
المسيحي في مصر هي الجزية اعتقد تفسير ممكن يعمل حالة
بلبلة عند الناس .
الشيخ محمد : هذا توصيفها من الناحية الشرعية
لكن أنا أسأل الآن ومن الذي يدفع الجزية ؟
انا اسأل الآن من يدفع الجزية؟
يُجيبه عمرو : ماهو ما فيش حد بيدفع لكن هو الخوف النهاردة
لدى الإخوة المسيحيين عندما يصل السلفيين وعندهم انطباع بأن
هناك هدف سياسي أصبح هناك مقصد سياسي وراء التيار
السلفي للوصول إلى الحكم الوصول إلى البرلمان وإلى مجلس
الشعب عندما يصلون حيفرضوا الجزية عليهم مثلاً . كيف
تردون على ذلك؟
الشيخ محمد : أنا أؤكد أنه حتى لو دخل بعض أتباع المنهج
السلفي إلى معترك السياسة فستبقى الدعوة قائمة لا علاقة لها
أبداً بالعمل السياسي .
أؤكد لك هذا ..
ستبقى الدعوة مستقلة منفردة بعيدة عن العمل السياسي لأن
العمل السياسي له أخطائه الكثير والمتكررة بل والكبيرة ، ونحن
لا نريد أبداً أن يُلصق أي خطأ في أي أخ من الناحية السياسية
بهذا المنهج الدعوي المبارك الذي ينبني على الكتاب والسنة بفهم
سلف الأمة .
لكن أؤكد بفضل الله تبارك وتعالى أن الاجتهادات تختلف باختلاف
الزمان والمكان ولابد إذا مكن الله تبارك وتعالى للمسلمين أن
يكونوا على بصيرة بحقوق غير المسلمين الذين ما ظُلِموا أبداً ..
ما هُضمت حقوقهم أبداً في أي مرحلة في مراحل التاريخ كله ولا
يزال صفحات التاريخ مفتوحة فليأتني قبطي أو نصراني في
مصر
أو في أي مكان في الآخر أُجحف وظُلم بالمنهج أؤكد بالمنهج .
لكن قد يقع ظلم مني مثلاً أومن أي مسلم ينتسب فليس من العدل
أن أحاكم هذا المنهج الرباني والنبوي الذي أنزله ربنا تبارك
وتعالى لمجرد خطأ أو سوء فهم يقع فيه أحد المنتسبين إلى هذا
المنهج.
عمرو : خليني أسأل مثلاً اختيار الوظائف تراها كيف تتم اختيار
الوظائف المرجعية تبقى إيه ؟ مرجعية دينية أن الوظيفة دي مثلاً
الاختيار فيها الأولوية للمسلم والمسيحي ولا للكفاءة في تقدير
الشيخ محمد حسان.
الشيخ محمد : في تقديري وهذا تأصيل شرعي يعني ليس اجتهاداً
فردياً مني
أن أي وظيفة سواء كانت ولاية عامة كولاية الحكم أو ولاية
خاصة يعني كأي وظيفة من الوظائف العامة لابد من أن يتوفر
لها ركنان و شرطان :
الأول : الأمانة . والثاني القوة.
والأمانة في كل وظيفة بحسبها .
والقوة في كل وظيفة بحسبها .
يعني إن سألتني عن القوة في المجال الإعلامي .
أقول لك القوة ليست قوة العضلات وليست قوة البدن.
وإنما القوة قوة العقل وقوة الفهم وقوة الإدراك وقوة القدرة على
المحاورة بأدب الحوار وأصول الحوار .
إن سألتني عن القوة في الجانب الدعوي .
أقول لك الداعي إلى الله الحكيم البصير الذي ينظر إلى مآلات
الأقوال والأفعال.
إن قلت لي عن القوة في قيادة الجيوش وسألتني عن قائد يتقدم
لقيادة الجيش وفيه قوة وفيه دهاء وفيه ذكاء وفيه قدرة على
إدارة المعارك وإدارة الحروب ولكن فيه فسق وفيه فجور وهنالك
قائد آخر فيه أمانة وفيه علم وفيه عبادة لكنه ضعيف لا يُحسن
الإدارة .
سأقول لك فلنقدم القائد الأول الذي يقدر على إدارة الحرب مع
فسقه وفجوره لأن قوته للأمة وفجوره على نفسه.
عمرو : إذن فضيلتك بترفض التمييز أو الاختيار بناءاً على الدين؟
الشيخ : في الولايات الخاصة نعم .
أما الولاية العامة أقولها لله تبارك وتعالى
اتفق فقهاءنا على أنه يُقدم في الدولة المسلمة للولاية العامة
المسلم الذكر لا أستحيى من تأصيل هذا لأن هذا اتفاق فقهاء .
يقول صلى الله عليه وآله وسلم : [لن يُفلح قوم ولّوْ أمرهم
امرأة]. هذا كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
بعض الناس
يُقاطعه عمرو : يعني انت ترفض فكرة ترشح بعض السيدات
الفضليات لمنصب رئاسة الجمهورية؟
الشيخ محمد : نعم
عمرو : ترفضه؟
الشيخ : أي نعم هذا اتفاق الفقهاء وليس رأيي وكذلك أرى أنه لا
يتقدم لبلد مسلم لولاية العامة غير مسلم .
ثم هذا البلد أليست المادة الثانية تقول بأن دينه هو الإسلام
وليست المادة الثانية تنص على أن الشريعة هي المصدر
الرئيسي للتشريع؟
فلا حرج على الإطلاق أن تُحكم البلد كلها وفق هذا الدستور ووفق
هذه المادة .
ولا ينبغي على الإطلاق أن يُحاسب المسلمون وأن يُتهم بالتطرف
والحدود
يُقاطعه عمرو : في عندنا مثلاً وزيرات وبرضوا أثبتوا كفاءة
عندنا قاضيات.
الشيخ محمد : ما هذا الإشكال ، الإشكال حين أؤصل هذا يتصور
البعض أننا نتهم المرأة وأننا نُقلل من عقلها وأننا نُقلل من
إمكانياتها
على الإطلاق .
المرأة خلقها الله تبارك وتعالى بطبيعة لا يختلف عليها عاقلان
على وجه الأرض ، لها طبيعة فسيولوجية مختلفة لا يُقلل هذا من
قدرها بل المرأة المسلمة أو غير المسلمة عندها من القدرات في
بعض الاتجاهات ما لا يستطيع الرجل نفسه أن يقوم بدورها فيه
عمرو : عفوا فضيلتك لكن احنا عندنا قاضيات النهاردة بيحكموا
في قضايا جنائية وقضايا مدنية بيحكموا بين الناس ، إذا تولت
القضاء فليس لها أن تتولى رئاسة الجمهورية؟
الشيخ محمد : هذا ما أعرفه من كلام فقهائنا أنه لا يجوز للمرأة
المسلمة كما أنه لا يجوز لها أن تتقدم لـ...
يقاطعه عمرو : اسمح لي انا بسأل بالصوت الآخر اللي مش
موجود معانا .
الشيخ محمد : جميل . كما لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتقدم
لإمامة الصلاة بالرجال فلا يجوز لها أن تتقدم لإمامة العامة .
أما الولاية الخاصة فللعلماء فيها قولان وللفقهاء قولان قولاً
بالجواز وقولاً بعدم الجواز
ولا حرج في أن تتقدم المرأة للولايات الخاصة أياً كان حجمها
وأياً كان نوعها .
أما الولاية العامة فسنظل مع نبينا صلى الله عليه وسلم مهما كان
حجم الضغوط وحجم الاتهامات.
عمرو : دي الولاية الخاصة مقصود بها إيه؟
الشيخ محمد : أي وظيفة أخرى غير الولاية العامة غير الرئاسة
والحُكم
عدل سابقا من قبل سالمان المالكى في 4/17/2011, 12:44 عدل 1 مرات
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر