لا تغضب من نقد الآخرين

أغلب البشر لا يرحبون بتوجيه نقد إليهم وقد يستقبلونه بحساسية شديدة لأن النقد
وتحديدا السلبى يحمل فى مضمونه الوقوع فى خطأ أو الاتصاف بعيب ما أو انتقاص الأهمية وأغلبنا طبعا يرفض الاتصاف بتلك الصفات.. ولكن النقد يكون لصديق قريب من حقك أن تعاتبه أو تنتقد تصرفاته ماعدا ذلك يكون النقد لما يؤثر علينا سواء فى عملنا أو فى شىء نملكه كالمسكن مثلا، فليس من المنطق أن ننتقد الآخرين لمجرد أننا لدينا ملاحظة على تصرفاتهم.. ولكى نتعامل بحكمة مع النقد علينا أن نفرق بين كيفية توجيه النقد للآخرين وكيف نتلقى النقد ونتعامل معه.

أولا: كيف ننتقد الآخرين؟
إذا كنا نرفض النقد السلبى فعلينا أذن مراعاة عدة أمور حين نوجه نقدنا للغير:
_ الحرص على مراعاة خصوصية الغير فلا نوجه النقد لأحد أمام أى شخص آخر.
_ التحديد فى توجيه النقد، بمعنى الإشارة إلى الأمر الذى نراه سلبيا ولا نجعل النقد عاما.

_ الحرص على ألا يكون النقد شخصيا وإنما يتعلق بالسلوك فقط وليس بأشخاص.
_ للتخفيف من واقع النقد وحتى يتقبله الغير يمكن البدء بنوع من المجاملة المناسبة
كأن تقول: "أنت دائما هادئ الطبع لكنك كنت عصبيا بعض الشىء اليوم".

ثانيا: كيف نستقبل النقد ونتعامل معه؟
كما ننتقد البعض أحيانا فلابد وأننا سنتعرض له نحن أيضا وعلينا هنا التحلى بالتصرف اللائق:

_ فى حالة التعرض لنقد مقبول يجب التصرف بشكل إيجابى بمعنى إبداء الاتفاق والعمل على تغيير السلوك محل النقد.
_ فى حالة التعرض لنقد غير مقبول به بعض التعدى يجب توضيح رفض هذا النوع من النقد بصورة غير مباشرة بمعنى إبداء عدم الرضى مع تأجيل الحديث فى الأمر كى لا نقع فى الخطأ بسبب التوتر ونندم على رد فعلنا.
_ فى حالة التعرض للنقد بشكل سيئ أو فى حضور أشخاص آخرين فيجب النظر بعين ثاقبة محذرة لهذا الشخص مع طلب تأجيل الحوار بشكل صارم لحين الانفراد.
_ أما فى حالة التعرض لنقد غير واضح ولم يكن هدفه واضحا يجب أن يكون الرد بسيط وواضح: "أنا سعيد بسماع وجهة نظرك لكنى أحتاج لبعض الوقت للتفكير وتشكيل وجهة نظرى".