مشاكل المرئ

عمرى 20 سنة، وأعانى من حموضة وأدخن وجربت أدوية كثيرة دون جدوى فما العلاج؟

يجيب الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس:

الحموضة كلمة شائعة تعنى وجود حرقان خلف الصدر نتيجة لارتجاع الحمض أو سوائل المعدة من المعدة إلى أسفل المرىء، وينتج هذا الارتجاع بسبب الانبساط التلقائى لعضلة المرىء السفلية بدون مرور أكل أو سوائل من الفم، ويزداد حدوث هذا الارتجاع فى وجود فتق فى الحجاب الحاجز أو وجود ضعف فى عضلات جسم المرىء، وينتج أحيانا عن هذا الارتجاع التهابات بأسفل المرىء، ومن المعروف أن التدخين يزيد من ارتجاع المرىء ويزيد من التحور الموجود فى أسفل المرىء الذى من الممكن أن ينقلب إلى أورام، وهناك نوعان أساسيان لارتجاع المرىء.. نوع يصاحب بالتهابات وتقرحات فى الغشاء المخاطى المبطن لأسفل المرىء وهذا النوع يستجيب للعلاج فى أغلب الأحيان، ونوع آخر يكون غير مصاحب بالتهابات وتقرحات واضحة فى أسفل المرىء.. وهذا هو النوع الذى يحتاج إلى علاج مكثف وبجرعات عالية من مثبطات مضخة البرتون الذى يسبب إفراز حمض الهيدروليك.. وهذا النوع الثانى غير المصاحب بالتهابات واضحة بأسفل المرىء بالمناظير التقليدية ينقسم إلى نوعين هو الآخر ويجب على استشارى الجهاز الهضمى أن يفرق بينهما لأن العلاج سيكون مختلفا فى النوعين.. النوع الأول يكون مصاحبا بحموضة غير عادية يتعرض لها أسفل المرىء لأكثر من 66 دقيقة يوميا، ويتم تشخيص هذا النوع بقياس درجة الحموضة أسفل المرىء، وقد ثبت حديثا أن المناظير الحديثة المكبرة والتى بها خاصية الطيف الضوئى تساعد كثيرا فى التشخيص، ويستجيب هؤلاء المرضى للعلاجات المكثفة بمثبطات مضخات البرتون.. أما النوع الثانى لا يكون مصاحبا بتغيرات غير عادية فى درجة الحموضة لأسفل المرىء.. ولا يوجد أيضا أى تغييرات فى شبكة الشعيرات الدموية لأسفل المرىء، ويعتبر هذا النوع من حرقة الفؤاد وظيفيا وليس عضويا وناتجا عن حساسية المرىء لدرجة الحموضة العادية ويعالج هذا النوع بمضادات الاكتئاب الحديثة التى تعالج فرط حساسية المرىء.
وفى النهاية يجب على مرضى ارتجاع المرىء أن يعلموا جيدا أن هذا المرض مرض مزمن ويحتاج إلى علاج لفترات طويلة مع متابعة مع الطبيب المختص.