دكتور جمال شعبان يكتب: المضادات الحيوية سلاح ذو حدين
صورة أرشيفية
تعتبر المضادات الحيوية عقاقير مهمة، فهى كثيرا ما تعيد الصحة، بل وتنقذ الأرواح أيضا، ولكن، ومثل كل العقاقير، قد تكون لها آثار جانبية خطيرة وغير مرغوب فيها، قد لا يظهر بعضها حتى يكون آلاف المرضى قد تناولوها.وقد كانت هذه هى الحالة مع فئة مهمة من المضادات الحيوية المعروفة باسم «الفلوروكينولونات» (fluoroquinolones)، وأشهرها هى «سيبرو» (Cipro) «سيبروفلوكساسين» (ciprofloxacin) و«ليفاكوين» (Levaquin) «ليفوفلوكساسين» (levofloxacin) — و«أفيلوكس» (Avelox) — «موكسيفلوكساسين» (moxifloxacin).
وفى عام 2010، كان «ليفاكوين» المضاد الحيوى الأعلى مبيعا فى الولايات المتحدة، ولكنه مع نهاية العام الماضى أصبح محورا لما يزيد على 2000 دعوى قضائية من مرضى تعرضوا لارتكاسات حادة بعد تناوله.
ومن أسباب هذه المشكلة أن «الفلوروكينولونات» غالبا ما توصف بشكل غير ملائم، فبدلا من قصر استعمالها على حالات العدوى البكتيرية الخطيرة التى ربما تهدد الحياة مثل الالتهاب الرئوى المكتسب من المستشفيات، فإن هذه المضادات الحيوية توصف كثيرا فى حالات التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الشعب الهوائية وآلام الأذن وغيرها من العلل التى يمكن أن تشفى من تلقاء نفسها أو يمكن علاجها باستخدام عقاقير أقل قوة أو وسائل علاجية بعيدة عن العقاقير — أو العلل التى تنجم عن الفيروسات، التى لا تتأثر بالمضادات الحيوية.
وتنص الإرشادات التى وضعتها «الجمعية الأميركية لأمراض الصدر» على ضرورة عدم استعمال عقاقير «الفلوروكينولونات»كعلاج أول للالتهاب الرئوى المكتسب من المجتمع المحيط، وتوصى بتجربة عقاقير «دوكسيسايكلين»(doxycycline) أو «ماكروليد» (macrolide) أولا. لكن بالش لم يكن على علم بهذا، أو ربما يكون قد حارب بقوة أكبر كى يحصل على مضاد حيوى مختلف.
أما عن التأثيرات ضارة فمن الممكن أن تحدث الارتكاسات العكسية لعقاقير«الفلوروكينولونات» فى أى جزء تقريبا من أجزاء الجسم، وبالإضافة إلى الآثار العرضية غير المرغوب فيها التى تصيب الجهاز العضلى الهيكلى أو الجهاز البصرى أو الجهاز الكلوى، فإن هذه العقاقير يمكن فى حالات نادرة أن تحدث أضرارا خطيرة بالجهاز العصبى المركزى، حيث تسبب «ضباب الدماغ» والاكتئاب والهلاوس وارتكاسات ذهانية، والقلب والكبد والبشرة (مثل الطفح الجلدى المؤلم والمشوه للشكل الخارجى والتسمم الضوئى)، والجهاز الهضمى (الغثيان والإسهال) والسمع، وتمثيل السكر فى الدم.
كما أن زيادة استعمال هذه العقاقير القوية يعتبر أيضا من أسباب زيادة الإصابة بنوعين شديدى الخطورة من العدوى التى يصعب علاجها وهما: «العنقوديات الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية» (antibiotic - resistant Staphylococcus aureus)، المعروفة اختصارا باسم «MRSA»، والاسهال الحاد الناتج عن بكتيريا «المطثية العسيرة» (Clostridium difficile).وقد توصلت إحدى الدراسات إلى أن عقاقير «الفلوروكينولونات» هى المسئولة عن 55 فى المائة من حالات الإصابة بعدوى «المطثية العسيرة» فى أحد المستشفيات الواقعة فى مدينة كيبيك الكندية.
وتلزم «إدارة الأغذية والأدوية» الأميركية الشركات المنتجة بوضع تحذير داخل مربع أسود على عقاقير «الفلوروكينولونات» يبين للأطباء أنها ترتبط بالتهاب وتمزق الأربطة، كما أصبح فى الآونة الأخيرة يبين قدرة هذه العقاقير على إعاقة النشاط العصبى العضلى.. إلا أن المستهلكين لا يرون هذه التحذيرات المميزة، ونادرا ما يخبر الأطباء الذين يصفونها مرضاهم بالمخاطر، حيث يؤكد بالش أنه لم يعلم أبدا بوجود هذه التحذيرات الموضوعة داخل مربع أسود.
غياب الدراسات الطويلة
* ولا أحد يعلم معدل تكرار حدوث الارتكاسات العكسية الخطيرة، وهناك اعتقاد بأن النظام الذى وضعته «إدارة الأغذية والأدوية» للإبلاغ عن الآثار الجانبية لا يرصد سوى 10 فى المائة منها، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنه على عكس حالات الانفصال الشبكى التى لا يتم ربطها سوى بالاستعمال الحالى أو القريب جدا لعقاقير «الفلوروكينولونات»، فإن الآثار العكسية لهذه العقاقير على أجهزة الجسم الأخرى يمكن أن تظهر بعد أسابيع أو أشهر من نهاية العلاج، وفى هذه الحالة فإن الأعراض التى تظهر على المرضى قد لا يتم ربطها بالعلاج السابق بعقاقير «الفلوروكينولونات».
ولم يتم إجراء أى دراسات طويلة الأجل بين المستخدمين السابقين لهذه المضادات الحيوية، وقد تم الربط بين ظهور أعراض شبيهة بمرض «الألم الليفى العضلى المتعدد» (Fibromyalgia) وعقاقير «الفلوروكينولونات»، ويقول بعض الخبراء إن بعض حالات الإصابة بهذا المرض قد تنتج عن العلاج بأحد هذه العقاقير.
وقد تم سحب 6 من عقاقير «الفلوروكينولونات» من السوق بسبب وجود مخاطر غير مبررة بحدوث آثار عكسية، أما العقاقير التى ما زالت موجودة فى الأسواق لا يختلف أحد على أهميتها، عندما تستخدم بالشكل السليم. غير أن الأطباء فى «مراكز مكافحة الأمراض الوقاية» أعربوا عن قلقهم من أن عقاقير«الفلوروكينولونات» يتم وصفها كثيرا جدا بلا ضرورة باعتبارها علاجا «يناسب الجميع»دون مراعاة لمدى مناسبتها لمختلف المرضى.
ويحذر الخبراء من إعطاء هذه العقاقير لمرضى معينين ممن لديهم مخاطر أعلى من المتوسط بحدوث ارتكاسات شديدة — وهم الأطفال دون سن 18 عاما والبالغون فوق سن 60 عاما والأمهات الحوامل والمرضعات— إلا إذا لم يكن هناك بديل فعال، كما أن خطر حدوث آثار عكسية يكون أعلى لدى من يعانون أمراض الكبد ومن يأخذون الكورتيزون أو مضادات الالتهاب غير السترويدية.
وصف المضادات الحيوية
* وعندما يتم وصف مضاد حيوى، فمن الحكمة أن يسأل المريض عن طبيعة هذا العقار وما إذا كان ضروريا أم لا، والآثار الجانبية التى ينبغى التنبه إليها، وما إذا كانت هناك بدائل فعالة، ومتى يتوقع شفاء الحالة التى تم تشخيصها، ومتى ينبغى الاتصال بالطبيب إذا حدث أمر غير متوقع أو بدا أن الشفاء قد تأخر. وفى الوقت ذاته، عندما يتم وصف مضاد حيوى بشكل مناسب، فمن المهم إلى أقصى حد تناول الوصفة بالكامل حسب التوجيهات، وعدم التوقف عن العلاج بمجرد أن يبدأ المريض فى الشعور بتحسن.
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر