نشوز الزوج أو الزوجة كيف عالجته الشريعة الإسلامية؟

نشوز الزوج أو الزوجة كيف عالجته الشريعة الإسلامية؟


ما هو نشوز الزوج؟ وهل يختلف ذلك النشوز في تعريفه وأحكامه وعلاجه عن نشوز الزوجة؟ وكيف؟ هذه التساؤلات تدور في أذهان الكثير من الزوجات وتبحث عن الإجابة . التي نتعرف عليها من د. محمود عاشور وكيل جامعة ا لازهر سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية الذي أجاب: الشريعة الإسلامية كرمت المرأة اذ فرضت لها مكافأة عن أمر تقتضيه الفطرة ونظام المعيشة, وهو أن يكون زوجها قيما عليها فجعل هذا الأمر من قبيل الأمور التي يتعارف عليها الناس بالعقود من أجل المصلحة, فإذا تخلف الرجل عن هذا التكليف وهجر أسرته وبيته دون الإنفاق عليهم فهو بذلك فقد أساسا من أسس القوامة حيث قال الله تعالي(وبما أنفقوا من أموالهم) وبالتالي فهو يوصف بالنشوز والعصيان في هذه الحالة, والنشوز حالة من النفور تعتري الزوج أو الزوجة, وقد وضع القرآن علاجا متدرجا لنشوز الزوجة مخاطبا به العقل والعاطفة وذلك في قوله جل شأنه(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) كما وضع علاجا لنشوز الزوج ونفوره وهجره بيته وزوجته وذلك في قوله تعالي( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير, وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)النساء.128 أما عن كيفية تعامل المرأة مع الزوج الناشز فيقول د. عاشور: علي المرأة أن تتحلي بالحلم والصبرعلي زوجها وبحسن الخلق والتقوي ليهديه الله ويلهمه سبيل الرشاد والتقي, أما إذا فشلت الزوجة في علاج نشوز زوجها بهذا الطريق السلمي, واستمر في نشوزه فعليها بتحكيم حكم من أهله وحكم من أهلها وهي ما تسمي بمرحلة الشقاق, وإذا فشلت هذه المرحلة أيضا عليها برفع الأمر الي القضاء لطلب التفريق للضرر لأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام, ولقوله عز وجل(ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا) وقوله تعالي( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن).
النشوز في قانون
الأحوال الشخصية
ويؤكد المحامي نشأت جلال عثمان أن النشوز اصطلاح شرعي ورد في القرآن الكريم وفي الشريعة الإسلامية وهو في الوقت ذاته اصطلاح قانوني, لأن أحكام الشريعة الإسلامية هي المطبقة في مجال الأحوال الشخصية ولذلك تعتبر بمثابة قانون, وعرف النشوزبأنه نفور أحد الزوجين من الآخر ويترتب عليه أحكام شرعية بالنسبة للزوجين, فتجبر الزوجة علي طاعة زوجها فإذا رفضت تعتبر ناشزا وتسقط حقوقها تجاه الزوج أثناء بقاء العلاقة الزوجية فلا يكون لها الحق في النفقة وإذا طلقت بسبب النشوز فتسقط بقية حقوقها. أما بالنسبة للزوج الناشز فالحكم هنا هو محاولة الإصلاح بينهما وتهدئة نفسه لعل هذا الإصلاح يعبر هذا النفور وإذا استنفدت كل محاولات الإصلاح بين الزوجين يتم الطلاق. وفي هذه الحالة فهو يطلقها ويعطيها حقوقها كاملة التي يرتبها لها الشرع.