حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة ...
حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة
لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان
محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلام على آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما .
أما بعد : فإن من محاسن شريعة الله تعالى مراعاة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه ، من غير غلو ولا تقصير ،
والحقوق التي سوف نتناولها بالبحث على وجه الإختصار :
الحق الأول : حق الله تعالى
هذا الحق هو احق الحقوق واوجبها وأعظمها ، لانه حق الله تعالى الخالق العظيم ، حق الله تعالى اذا اوجدك
من العدم ولم تكن شيئا مذكورا ، حق الله الذي رباك بالنعم ، وفإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك ، فإن
حقه عليك أعظم الحقوق ، لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك ، انه لا يريد منك رزقا ولا طعاما قال تعالى :[ لا نسألك رزقاَ نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ] ( طه : 132 ) .
وإنما يريد منك شيئا واحد مصلحته عائدة إليك ، يريد ان تعبده وحده لا شريك له ، يريدك ان تكون له عبدا
خاضعا ، متذللا له ، ممتثلا لأمره ، مجتنبا لنهيه ، مصدقا بخبره ، لانك ترا نعمه عليك سابغه تترى ، أفلا تستحي ان تبدل هذه النعم كفراَ !
فلو كان لاحد من الناس عليك فضل لاستحييت ان تبارزه بالمعصيه وتجاهره بالمخالفة ، فكيف بربك الذي كل
فضل عليك فهو من فضله ، وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته ، قال تعالى : [ وما بكم من نعمة فمن الله
ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ] النحل : 53 ،
وهذه الحقوق لم يجعل الله تعالى فيها مشقة على عباده ،
خمس صلوات في اليوم واليلة يكفر الله بهن الخطايا ويرفع بهن الدرجات ، والزكاة التي هي جزء صغير من
مالك تدفع في حاجة المسلمين للفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم من اهل الزكاة ، وصيام شهر واحد
في السنة ومن لا يستطيع الصيام لعجز دائم يطعم مسكيناَ عن كل يوم ، حج بيت الحرام مرة واحدة للمستطيع ،
هذه هي اصول حق الله تعالى وما عداها فإنما يجب لعارض كالجهاد في سبيل الله .
الحق الثاني : حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذ الحق هو أعظم حقوق المخلوقين ، فلا حق لمخلوق اعظم من حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال
تعالى :[ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ] الفتح : 8-9 ،
ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم : توقيره واحترامه ، وتعظيمه التعظيم اللائق به من غير غلو به
ولا تقصير ، ومن حقوقه أيضاَ تصديقه فيما أخبر من الامورالماضية والمستقبلية ، وامتثال مابه امر واجتناب
ماعنه نهى وزجر ، ومن حقوقه أيضاَ : الدفاع عن شريعته وهديه بما يستطيع الإنسان من قوة بحسب ماتتطلبه الحال من السلاح
ولا يمكن لأي مؤمن ان يسمع من يهاجم شريعة النبي صلى الله عليه وسلم او شخصه الكريم ويسكت على ذلك مع قدرته على الدفاع .
الحق الثالث : حقوق الوالدين
لا ينكر احد فضل الوالدين على اولادهما ، فالوالد سبب وجود الولد ، ولهم عليه حق كبير ، فقد ربياه صغيرا ،
وتعبا من اجله ، وحملته امه في بطنها تسعة شهور ، كما قال تعالى : [ حملته امه وهنا على وهن ] لقمان : 14
إن حق الوالدين عليك ان تبرهما وذلك بالإحسان إليهما قولا وفعلا بالمال والبدن ، تمتثل امرهما في غير
معصية الله تعالى ، وفي غير مافيه ضرر عليك ، تلين لهما القول ، وتبسط لهما الوجه ، وتخدمهما على الوجه
اللائق بهما ، ولا تتضجر منهما عند الكبر والمرض والضعف ، ولا تستثقل ذلك منهما .
ولقد جعل الله تعالى مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة عالية حيث جعل حقها بعد حقه المتضمن لحقه وحق رسوله
قال تعالى :[ واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ] النساء : 36 .
الحق الرابع : حق الأولاد
حقوق الاولاد كثيرة من اهمها : التربية وهي تنمية الدين والاخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في اهله ومسؤول عن رعيته ] ،
فالأولاد أمانة في عن الوالدين وهما مسؤولان عنهم يوم القيامة ، ولقد استهان كثير من الوالدين بهذا الحق
فأضاعوا أولادهم نسوهم كان لامسؤوليه لهم عليهم ، لا يسالون اين ذهبوا ومتى جاؤوا .
ومن حقوق الاولاد : ان ينفق عليهم بالمعروف من غير اسراف ولا تقصير ، لان ذلك من واجب اولاده عليه
وكيف يمنعهم المال في حياته ويبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهرا بعد مماته ؟
ومن حقوق الأولاد : ان لا يفضل احدا منهم على احد في العطايا والهبات،فلا يعطي بعض الاولاد شيئا ويحرم
الآخرين منه فإن ذلك من الجور والظلم وإن الله لايحب الظالمين .
ومتى قام الوالد بما يجب عليه للولد من التربية والنفقة فإنه حري ان يوفق الولد للقيام ببر والده ، ومراعاة
حقوقه ، ومتى فرط الوالد بما يجب عليه من ذلك كان جديرا بالعقوبة بان ينكر الولد حقه ويبتلى بعقوبة جزاء وفاقا ، وكما تدين تدان .
الحق الخامس : حقوق الأقارب
للقريب الذي يتصل بك من القرابة كالأخ والعم والخال واولادهم ، وكل من ينتمي إليك بصلة فله حق هذه القرابة بحسب قربه ، فيجب على كل قريب ان يصل قريبه بالمعروف .
وقد كثرت النصوص في الحث على صلة الرحم ، ومن الناس من يصل اقاربه اذا وصلوه ويقطعهم اذا قطعوه
وهذا في الحقيقة ليس مواصل بل مكافئ ، اماالواصل هو الذي يصل قرابته لله تعالى لا يبالي سواء وصلوه ام لا .
كم في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي اذا قطع رحمه وصلها ] .
الحق السادس : حق الزوجين
للزواج آثار هامة ومقتضيات كبيرة ، فهو رابطة بين الزوج وزوجته ، يلزم كل واحد منهما بحقوق
فيجب على الزوجين : ان يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف ، وان يبذل الحق الواجب له ، بكل سماحة وسهولة ، من غير تكره لبذله او مماطلة ، قال تعالى :[ وعاشروهن بالمعروف ] النساء : 19 .
من حقوق الزوجة على زوجها : ان يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن وتوابع ذلك ،
وان يعدل بينها وبين جارتها ( الزوجة الثانية ) ان كان له زوجة ثانية ، فإن الميل إلى احداهما كبيرة من الكبائر .
واما ما لا يمكنه ان يعدل فيه كالمحبة وراحة النفس فإنه لا اثم عليه فيه لان هذا بغير استطاعته ، واذا فضل
احداهما على الأخرة في المبيت برضاها فلا بأس .
اما حقوق الزوج على زوجته فهي أعظم من حقوقها عليه ، والرجل قوام على لمرأة يقوم بمصالحها وتأديبها وتوجيهها ،
ومن حقوق الزوج على زوجته ان تطيعه في غير معصية الله تعالى وان تحفظه في سره وفي ماله ، ومن حقوقه عليها ايضاَ : ان لا تعمل عملا
يضيع عليه كمال الاستمتاع حتى لو كان ذلك تطوعا بعبادة ، وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم رضا الزوج عن زوجته من اسباب دخولها الجنة .
الحق السابع : حقوق الولاة والرعية
الولاة هم الذين يتولون امور المسلمين ، سواء كانت الولاية عامة كالرئيس الأعلى في الدولة ، ام خاصة
كالرئيس على إدارة معينة او عمل معين ، وكل هؤلاء لهم حق يجب القيام به ،
فحقوق الرعية على الولاة : ان يقوموا بالامانه التي حملهم الله اياها ،والزمهم القيام بها من النصح للرعية
والسير بها على النهج القويم .
واما حقوق الولاة على الرعية : فهي النصح لهم فيما يتولاه الانسان من امورهم ، وتذكيرهم اذا غفلوا ،
والدعاء لهم اذا مالوا عن الحق وامتثال امرهم في غير معصية الله ، لان في ذلك قوام الأمر وانتظامه .
ومن حقوق الولاة على الرعيه : مساعدة الرعية لولاتهم في مهماتهم بحيث يكونون عونا لهم على تنفيذ الأمر .
الحق الثامن : حق الجيران
الجار هو القريب منك في المنزل ، وله حق كبير عليك ، فإن كان قريب منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق،
حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام ، وان كان مسلما وليس بقريب فله حقان وان كان غير مسلم وليس قريب فله حق واحد
من حقوق الجار على جاره : ان يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ خير الجيران عند الله خيرهم لجاره ]
ومن الإحسان إلى الجار تقديم الهدايا إليه في المناسبات ، فإن الهديه تجلب الموده وتزيل العداوة .
ومن حقوق الجار على جاره : ان يكف عنه الاذى القولي والفعلي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قالوا من يارسول الله ؟ قال : الذي لايأمن جاره بوائقه ].
الحق التاسع : حقوق المسلمين عموما
وهذه الحقوق كثيرة فمنها ماثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :[حق المسلم على المسلم ست
اذا لقيته فسلم عليه ، واذا دعاك فأجبه ، واذا استنصحك فانصحه ، واذا عطس فحمد الله فشتمه ، واذا مرض
فعده ، واذا مات فاتبعه ] .
الحق العاشر : حق غير المسلمين
غير المسلمين يشمل جميع الكافرين وهم اصناف اربعة : حربيون ، ومستأمنون ، ومعاهدون ، وذميون
فأما الحربيون : فليس لهم علينا حق من رعاية اوحماية
واما المستأمنون : فلهم علينا حق الحماية في كل وقت والمكان المحددين لتأمينهم
واما المعاهدون : فلهم علينا الوفاء بعهدهم إلى المدة التي جرى الإتفاق عليها بيننا وبينهم ماداموا مستقيمين لنا على العهد الذي لم ينقصو شيئا
واما الذميون : فهم اكثر هؤلاء الأصناف حقوقا فيما لهم وعليهم ، ذلك لانهم يعيشون في بلاد المسلمين ،
وتحت حمايتهم ورعايتهم بالجزية التي يبذلونها .
والحمدلله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين
لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان
محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلام على آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما .
أما بعد : فإن من محاسن شريعة الله تعالى مراعاة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه ، من غير غلو ولا تقصير ،
والحقوق التي سوف نتناولها بالبحث على وجه الإختصار :
الحق الأول : حق الله تعالى
هذا الحق هو احق الحقوق واوجبها وأعظمها ، لانه حق الله تعالى الخالق العظيم ، حق الله تعالى اذا اوجدك
من العدم ولم تكن شيئا مذكورا ، حق الله الذي رباك بالنعم ، وفإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك ، فإن
حقه عليك أعظم الحقوق ، لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك ، انه لا يريد منك رزقا ولا طعاما قال تعالى :[ لا نسألك رزقاَ نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ] ( طه : 132 ) .
وإنما يريد منك شيئا واحد مصلحته عائدة إليك ، يريد ان تعبده وحده لا شريك له ، يريدك ان تكون له عبدا
خاضعا ، متذللا له ، ممتثلا لأمره ، مجتنبا لنهيه ، مصدقا بخبره ، لانك ترا نعمه عليك سابغه تترى ، أفلا تستحي ان تبدل هذه النعم كفراَ !
فلو كان لاحد من الناس عليك فضل لاستحييت ان تبارزه بالمعصيه وتجاهره بالمخالفة ، فكيف بربك الذي كل
فضل عليك فهو من فضله ، وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته ، قال تعالى : [ وما بكم من نعمة فمن الله
ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ] النحل : 53 ،
وهذه الحقوق لم يجعل الله تعالى فيها مشقة على عباده ،
خمس صلوات في اليوم واليلة يكفر الله بهن الخطايا ويرفع بهن الدرجات ، والزكاة التي هي جزء صغير من
مالك تدفع في حاجة المسلمين للفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم من اهل الزكاة ، وصيام شهر واحد
في السنة ومن لا يستطيع الصيام لعجز دائم يطعم مسكيناَ عن كل يوم ، حج بيت الحرام مرة واحدة للمستطيع ،
هذه هي اصول حق الله تعالى وما عداها فإنما يجب لعارض كالجهاد في سبيل الله .
الحق الثاني : حق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذ الحق هو أعظم حقوق المخلوقين ، فلا حق لمخلوق اعظم من حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال
تعالى :[ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ] الفتح : 8-9 ،
ومن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم : توقيره واحترامه ، وتعظيمه التعظيم اللائق به من غير غلو به
ولا تقصير ، ومن حقوقه أيضاَ تصديقه فيما أخبر من الامورالماضية والمستقبلية ، وامتثال مابه امر واجتناب
ماعنه نهى وزجر ، ومن حقوقه أيضاَ : الدفاع عن شريعته وهديه بما يستطيع الإنسان من قوة بحسب ماتتطلبه الحال من السلاح
ولا يمكن لأي مؤمن ان يسمع من يهاجم شريعة النبي صلى الله عليه وسلم او شخصه الكريم ويسكت على ذلك مع قدرته على الدفاع .
الحق الثالث : حقوق الوالدين
لا ينكر احد فضل الوالدين على اولادهما ، فالوالد سبب وجود الولد ، ولهم عليه حق كبير ، فقد ربياه صغيرا ،
وتعبا من اجله ، وحملته امه في بطنها تسعة شهور ، كما قال تعالى : [ حملته امه وهنا على وهن ] لقمان : 14
إن حق الوالدين عليك ان تبرهما وذلك بالإحسان إليهما قولا وفعلا بالمال والبدن ، تمتثل امرهما في غير
معصية الله تعالى ، وفي غير مافيه ضرر عليك ، تلين لهما القول ، وتبسط لهما الوجه ، وتخدمهما على الوجه
اللائق بهما ، ولا تتضجر منهما عند الكبر والمرض والضعف ، ولا تستثقل ذلك منهما .
ولقد جعل الله تعالى مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة عالية حيث جعل حقها بعد حقه المتضمن لحقه وحق رسوله
قال تعالى :[ واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ] النساء : 36 .
الحق الرابع : حق الأولاد
حقوق الاولاد كثيرة من اهمها : التربية وهي تنمية الدين والاخلاق في نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في اهله ومسؤول عن رعيته ] ،
فالأولاد أمانة في عن الوالدين وهما مسؤولان عنهم يوم القيامة ، ولقد استهان كثير من الوالدين بهذا الحق
فأضاعوا أولادهم نسوهم كان لامسؤوليه لهم عليهم ، لا يسالون اين ذهبوا ومتى جاؤوا .
ومن حقوق الاولاد : ان ينفق عليهم بالمعروف من غير اسراف ولا تقصير ، لان ذلك من واجب اولاده عليه
وكيف يمنعهم المال في حياته ويبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهرا بعد مماته ؟
ومن حقوق الأولاد : ان لا يفضل احدا منهم على احد في العطايا والهبات،فلا يعطي بعض الاولاد شيئا ويحرم
الآخرين منه فإن ذلك من الجور والظلم وإن الله لايحب الظالمين .
ومتى قام الوالد بما يجب عليه للولد من التربية والنفقة فإنه حري ان يوفق الولد للقيام ببر والده ، ومراعاة
حقوقه ، ومتى فرط الوالد بما يجب عليه من ذلك كان جديرا بالعقوبة بان ينكر الولد حقه ويبتلى بعقوبة جزاء وفاقا ، وكما تدين تدان .
الحق الخامس : حقوق الأقارب
للقريب الذي يتصل بك من القرابة كالأخ والعم والخال واولادهم ، وكل من ينتمي إليك بصلة فله حق هذه القرابة بحسب قربه ، فيجب على كل قريب ان يصل قريبه بالمعروف .
وقد كثرت النصوص في الحث على صلة الرحم ، ومن الناس من يصل اقاربه اذا وصلوه ويقطعهم اذا قطعوه
وهذا في الحقيقة ليس مواصل بل مكافئ ، اماالواصل هو الذي يصل قرابته لله تعالى لا يبالي سواء وصلوه ام لا .
كم في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي اذا قطع رحمه وصلها ] .
الحق السادس : حق الزوجين
للزواج آثار هامة ومقتضيات كبيرة ، فهو رابطة بين الزوج وزوجته ، يلزم كل واحد منهما بحقوق
فيجب على الزوجين : ان يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف ، وان يبذل الحق الواجب له ، بكل سماحة وسهولة ، من غير تكره لبذله او مماطلة ، قال تعالى :[ وعاشروهن بالمعروف ] النساء : 19 .
من حقوق الزوجة على زوجها : ان يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن وتوابع ذلك ،
وان يعدل بينها وبين جارتها ( الزوجة الثانية ) ان كان له زوجة ثانية ، فإن الميل إلى احداهما كبيرة من الكبائر .
واما ما لا يمكنه ان يعدل فيه كالمحبة وراحة النفس فإنه لا اثم عليه فيه لان هذا بغير استطاعته ، واذا فضل
احداهما على الأخرة في المبيت برضاها فلا بأس .
اما حقوق الزوج على زوجته فهي أعظم من حقوقها عليه ، والرجل قوام على لمرأة يقوم بمصالحها وتأديبها وتوجيهها ،
ومن حقوق الزوج على زوجته ان تطيعه في غير معصية الله تعالى وان تحفظه في سره وفي ماله ، ومن حقوقه عليها ايضاَ : ان لا تعمل عملا
يضيع عليه كمال الاستمتاع حتى لو كان ذلك تطوعا بعبادة ، وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم رضا الزوج عن زوجته من اسباب دخولها الجنة .
الحق السابع : حقوق الولاة والرعية
الولاة هم الذين يتولون امور المسلمين ، سواء كانت الولاية عامة كالرئيس الأعلى في الدولة ، ام خاصة
كالرئيس على إدارة معينة او عمل معين ، وكل هؤلاء لهم حق يجب القيام به ،
فحقوق الرعية على الولاة : ان يقوموا بالامانه التي حملهم الله اياها ،والزمهم القيام بها من النصح للرعية
والسير بها على النهج القويم .
واما حقوق الولاة على الرعية : فهي النصح لهم فيما يتولاه الانسان من امورهم ، وتذكيرهم اذا غفلوا ،
والدعاء لهم اذا مالوا عن الحق وامتثال امرهم في غير معصية الله ، لان في ذلك قوام الأمر وانتظامه .
ومن حقوق الولاة على الرعيه : مساعدة الرعية لولاتهم في مهماتهم بحيث يكونون عونا لهم على تنفيذ الأمر .
الحق الثامن : حق الجيران
الجار هو القريب منك في المنزل ، وله حق كبير عليك ، فإن كان قريب منك في النسب وهو مسلم فله ثلاثة حقوق،
حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام ، وان كان مسلما وليس بقريب فله حقان وان كان غير مسلم وليس قريب فله حق واحد
من حقوق الجار على جاره : ان يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ خير الجيران عند الله خيرهم لجاره ]
ومن الإحسان إلى الجار تقديم الهدايا إليه في المناسبات ، فإن الهديه تجلب الموده وتزيل العداوة .
ومن حقوق الجار على جاره : ان يكف عنه الاذى القولي والفعلي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، قالوا من يارسول الله ؟ قال : الذي لايأمن جاره بوائقه ].
الحق التاسع : حقوق المسلمين عموما
وهذه الحقوق كثيرة فمنها ماثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :[حق المسلم على المسلم ست
اذا لقيته فسلم عليه ، واذا دعاك فأجبه ، واذا استنصحك فانصحه ، واذا عطس فحمد الله فشتمه ، واذا مرض
فعده ، واذا مات فاتبعه ] .
الحق العاشر : حق غير المسلمين
غير المسلمين يشمل جميع الكافرين وهم اصناف اربعة : حربيون ، ومستأمنون ، ومعاهدون ، وذميون
فأما الحربيون : فليس لهم علينا حق من رعاية اوحماية
واما المستأمنون : فلهم علينا حق الحماية في كل وقت والمكان المحددين لتأمينهم
واما المعاهدون : فلهم علينا الوفاء بعهدهم إلى المدة التي جرى الإتفاق عليها بيننا وبينهم ماداموا مستقيمين لنا على العهد الذي لم ينقصو شيئا
واما الذميون : فهم اكثر هؤلاء الأصناف حقوقا فيما لهم وعليهم ، ذلك لانهم يعيشون في بلاد المسلمين ،
وتحت حمايتهم ورعايتهم بالجزية التي يبذلونها .
والحمدلله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر