تعطيل الطريق بلطجة لا ثورة
جمال عبدالناصر
نشر بالأهرام
كثُرتْ في أيامنا هذه حوادث تعطيل الطرق ممن يدعون الثورة، زاعمين بذلك أنهم يرجون الإصلاح.
أي ثورة هذه التي تعطل مصالح الناس، وتحول بينهم وبين قضاء حوائجهم، إنها البلطجة العلنية من لدن لا خلاق لهم، فأن يعطل شريط القطار أو المترو أو الشرايين المرورية الرئيسية فتلك هي البلطجة عينها.
لا بد لنا جميعاً حكومة وشعبا أن نتصدى لمثل هؤلاء لأن تركهم هكذا فيه تخريب للوطن وتعطيل وعرقلة لحركة الإنتاج، ولا ينبغي ان ننتظر أن ينزل علينا الحل من السماء بل لا بد من التحرك، لأن ديننا الكريم يأمرنا بدفع هذا الفساد، فالقاعدة الشرعية تقول "لا ضرر ولا ضرار" فما يتسبب في تعطيل مصلحة الناس فهذا ضرر ينبغي أن يزال، وللأسف البعض يتخيل أن الإسلام صلاة وطقوس تؤدى في المساجد فقط، وهذا خطأ كبير فالإسلام منهج حياة شامل، لا بد أن يطبق عمليا في شتى مناحي الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ترك شاردة ولا ورادة إلا علمنا إياها، ففي هذه الأيام ومع وجود الانفلات الأمني الذي ابتليت به بلادنا نرى في طرقاتنا عجبًا، الناس تسير بسيارتهم وكأنهم قد ألغوا عقولهم تماما، وقد جافاهم النظام واحترام حق الغير، مع أنهم لو رفعوا أعينهم إلى السماء ورأوا كيف تسير أسراب الطير في السماء؛ لوجدوا أن كل سرب يسر منظما وبضوابط، تلك هي الطيور فما بالنا نحن البشر، الذين كرمنا الله تعالى وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، فقال سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70].
لقد حذّر النبي الكريم من الجلوس في الطرقات فقال: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ" [الآداب للبيهقي: 1/110].
بل لقد جعل النبي الكريم إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، ففي الحديث: "الإيمانُ بضع وسبعون باباً فأدناه إماطةُ الأذى عن الطريق وأرفعُها قولُ: لا إله إلا الله".
فما أحوجنا أن نستشعر هذا الخلق العالي ونحن نسير في طرقاتنا، ولا داعي للسير العشوائي غير المحسوب وغير المنظم، ولا بد من احترامنا لأنفسنا واحترامنا لغيرنا ممن يشاركوننا السير في الطرقات، خاصة مع بداية الدراسة وما تسببه من زحام في الطرقات.
ولا بد أن نعلم أن من أزال الأذى عن طريق الناس جزاؤه عظيم عند الله عز وجل فعَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَتْ شَجَرَةٌ فِي طَرِيقِ النَّاسِ كَانَتْ تُؤْذِيهِمْ فَأَتَى رَجُلٌ فَعَزَلَهَا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ".
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: "مَنْ زَحْزَحَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا يُؤْذِيهِمْ، كَتَبَ اللَّهُ له بِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
نجن بحاجة إلى أن نطبق هذه الأخلاق فهي قبل أن تكون حضارة فهي دين أمرنا به ربنا تبارك وتعالى الذي بعث رسوله الكريم ليتمم مكارم الأخلاق.
جمال عبدالناصر
نشر بالأهرام
كثُرتْ في أيامنا هذه حوادث تعطيل الطرق ممن يدعون الثورة، زاعمين بذلك أنهم يرجون الإصلاح.
أي ثورة هذه التي تعطل مصالح الناس، وتحول بينهم وبين قضاء حوائجهم، إنها البلطجة العلنية من لدن لا خلاق لهم، فأن يعطل شريط القطار أو المترو أو الشرايين المرورية الرئيسية فتلك هي البلطجة عينها.
لا بد لنا جميعاً حكومة وشعبا أن نتصدى لمثل هؤلاء لأن تركهم هكذا فيه تخريب للوطن وتعطيل وعرقلة لحركة الإنتاج، ولا ينبغي ان ننتظر أن ينزل علينا الحل من السماء بل لا بد من التحرك، لأن ديننا الكريم يأمرنا بدفع هذا الفساد، فالقاعدة الشرعية تقول "لا ضرر ولا ضرار" فما يتسبب في تعطيل مصلحة الناس فهذا ضرر ينبغي أن يزال، وللأسف البعض يتخيل أن الإسلام صلاة وطقوس تؤدى في المساجد فقط، وهذا خطأ كبير فالإسلام منهج حياة شامل، لا بد أن يطبق عمليا في شتى مناحي الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم ما ترك شاردة ولا ورادة إلا علمنا إياها، ففي هذه الأيام ومع وجود الانفلات الأمني الذي ابتليت به بلادنا نرى في طرقاتنا عجبًا، الناس تسير بسيارتهم وكأنهم قد ألغوا عقولهم تماما، وقد جافاهم النظام واحترام حق الغير، مع أنهم لو رفعوا أعينهم إلى السماء ورأوا كيف تسير أسراب الطير في السماء؛ لوجدوا أن كل سرب يسر منظما وبضوابط، تلك هي الطيور فما بالنا نحن البشر، الذين كرمنا الله تعالى وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، فقال سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70].
لقد حذّر النبي الكريم من الجلوس في الطرقات فقال: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ" [الآداب للبيهقي: 1/110].
بل لقد جعل النبي الكريم إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، ففي الحديث: "الإيمانُ بضع وسبعون باباً فأدناه إماطةُ الأذى عن الطريق وأرفعُها قولُ: لا إله إلا الله".
فما أحوجنا أن نستشعر هذا الخلق العالي ونحن نسير في طرقاتنا، ولا داعي للسير العشوائي غير المحسوب وغير المنظم، ولا بد من احترامنا لأنفسنا واحترامنا لغيرنا ممن يشاركوننا السير في الطرقات، خاصة مع بداية الدراسة وما تسببه من زحام في الطرقات.
ولا بد أن نعلم أن من أزال الأذى عن طريق الناس جزاؤه عظيم عند الله عز وجل فعَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "كَانَتْ شَجَرَةٌ فِي طَرِيقِ النَّاسِ كَانَتْ تُؤْذِيهِمْ فَأَتَى رَجُلٌ فَعَزَلَهَا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَقَلَّبُ فِي ظِلِّهَا فِي الْجَنَّةِ".
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: "مَنْ زَحْزَحَ عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا يُؤْذِيهِمْ، كَتَبَ اللَّهُ له بِهِ حَسَنَةً، وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
نجن بحاجة إلى أن نطبق هذه الأخلاق فهي قبل أن تكون حضارة فهي دين أمرنا به ربنا تبارك وتعالى الذي بعث رسوله الكريم ليتمم مكارم الأخلاق.
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر