منهج الإسلام فى رعاية اليتيم
فى هذه الأيام يحتفل الناس بيوم اليتيم، وهذه عادة طيبة، وإن كان اليتيم فى منظور الإسلام يحتاج إلى الاحتفال به كل يوم وليس يومًا أو أسبوعا فى العام؛ لأن اليتيم يعيش فى هذه الدنيا واقعًا مُرًّا..يعيش عيشة الحرمان، وقسوة جوع البطن وجوع الوجدان إلى الحب والحنان وعاطفة الأبوة والأمومة... يعيش قسوة الخوف إذا طرق باب بيته طارق بشدة، فمن يحميه بعد الله...؟!.اليتيم شخص ضعيف فَقَدَ مصدر الأمن والحنان والحماية.. فقد نظرة الرحمة الحانية من أبيه أو أمه.. فقد أباه فى البيت والنادى والشارع وفى المسجد.. وفى المدرسة.. إنه حقًّا مسكين ذلكم اليتيم..
جاء الإسلام ليرعى اليتيم ويؤسس حقوقه قبل العالم بأربعة عشر قرنًا، ويحث الناس على كفالته، ورعايته عاطفيًّا ووجدانيًّا، حتى ينشأ سويًّا ومحبًا للخير... وقد عظَّم اللهُ شأنه، وجعل له مكانة كبيرة فى الإسلام... ومن تكريم الله له أنه حينما يبكى يهتز لبكائه عرش الرحمن... ويقول الله حينها: (مَن الذى أبكى هذا الغلام الذى غيبت أباه فى التراب). وجعل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) خير بيت فى المسلمين؛ بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت فى بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه.. وهكذا فإن خير البيوت بعد بيوت الله هى البيوت التى فيها يتامى يُحسن إليهم... وجعل الله علاج قسوة القلب وأمراض القلوب، فى المسح على رأس اليتيم، وإطعام المسكين.. وقرر الخالق العظيم لليتيم حق الحياة، وحق النسب إلى أبيه لا إلى غيره، (ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ...) وقرر له حق الرضاعة، وحق النفقة، وحق الولاية على الحضانة والنفس والمال، وحق الرحمة..وجاءت الرؤية القرآنية لتؤكد أن كفالة اليتيم ورعايته وصيانته والقيام على أموره من أعظم أبواب الخير والبر والرحمة، يقول تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى...)، ويقول: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...)
ولقد قاسمت السنةُ الشريفةُ (القولية والفعلية) القرآنَ الكريمَ فى الدعوة إلى الإحسان إلى اليتيم، وإحاطته بالرعاية والعناية بأساليب متنوعة، تحفز النفوس، وتُهيّج عناصرَ الخيرِ فى قلوب المسلمين للنهوض بدورهم نحو اليتيم.. يقول (صلى الله عليه وسلم): (أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا -وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)فى إشارة وبشارة منه أن كافل اليتيم سيكون ملاصقًا له (صلى الله عليه وسلم) فى الجنة، فكما أن الأصبعين (السبابة والوسطى) متلاصقان جدًا أكثر من غيرهما، فإن مُكرِم اليتيم سيكون ملاصقًا للنبى عليه الصلاة والسلام فى الجنة..
وكفالة اليتيم نوعان: إما أن يضمّه الكافل لأسرته، وإما أن ينفق عليه وهو مع أمه أو فى دور الأيتام، والنوع الثانى أدنى منزلة.. والكفالة الحقيقية هى التى تُشعر اليتيمَ بأنه يعيش حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه وبين أقرانه ممن ليسوا أيتامًا.
ومن هنا أناشد المسئولين والعلماء والأثرياء والتجار.. وغيرهم لإنشاء صندوق ضخم لتلقى الأموال والأوقاف لرعاية اليتيم، على أن تستثمر أموال الصندوق المقترح فى مشروعات كبرى، يعود جزء من ريعها على كفالة اليتيم، وجزء يكون فى صورة شهادات استثمار لليتامى تنمو معهم مع مرور الزمن؛ لتكون فى المستقبل ثمنًا لمشروع ينشئه أو ثمنا لشقته، وجزء ينشأ به مشروعات يعملون فيها مستقبلا، وجزء ينشأ به وحدات سكنية لليتامى -يتم تأجيرها مؤقتًا لتنمية صندوق رعاية اليتيم- لتكون لهم عند زواجهم.. وهذا المقترح ليس مستحيلا، فبلادنا تعج بالخير والعطاء، وستظل.. ولا شك أن ذلك يحتاج إلى إنشاء قاعدة بيانات عن كل اليتامى وأحوالهم فى بلادنا..إلخ. إننى من هنا أناشد العلماء الكبار، وأصحاب الفكر والخبرة فى مثل هذه المشروعات، لتنفيذ هذه المبادرة، برعاية وسائل الإعلام... وحينها سوف ترون مجتمعنا العطَّاء المعطاء الأصيل
الباحث – المدير التنفيذى لرابطة الجامعات الإسلامية
منقول
فى هذه الأيام يحتفل الناس بيوم اليتيم، وهذه عادة طيبة، وإن كان اليتيم فى منظور الإسلام يحتاج إلى الاحتفال به كل يوم وليس يومًا أو أسبوعا فى العام؛ لأن اليتيم يعيش فى هذه الدنيا واقعًا مُرًّا..يعيش عيشة الحرمان، وقسوة جوع البطن وجوع الوجدان إلى الحب والحنان وعاطفة الأبوة والأمومة... يعيش قسوة الخوف إذا طرق باب بيته طارق بشدة، فمن يحميه بعد الله...؟!.اليتيم شخص ضعيف فَقَدَ مصدر الأمن والحنان والحماية.. فقد نظرة الرحمة الحانية من أبيه أو أمه.. فقد أباه فى البيت والنادى والشارع وفى المسجد.. وفى المدرسة.. إنه حقًّا مسكين ذلكم اليتيم..
جاء الإسلام ليرعى اليتيم ويؤسس حقوقه قبل العالم بأربعة عشر قرنًا، ويحث الناس على كفالته، ورعايته عاطفيًّا ووجدانيًّا، حتى ينشأ سويًّا ومحبًا للخير... وقد عظَّم اللهُ شأنه، وجعل له مكانة كبيرة فى الإسلام... ومن تكريم الله له أنه حينما يبكى يهتز لبكائه عرش الرحمن... ويقول الله حينها: (مَن الذى أبكى هذا الغلام الذى غيبت أباه فى التراب). وجعل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) خير بيت فى المسلمين؛ بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت فى بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه.. وهكذا فإن خير البيوت بعد بيوت الله هى البيوت التى فيها يتامى يُحسن إليهم... وجعل الله علاج قسوة القلب وأمراض القلوب، فى المسح على رأس اليتيم، وإطعام المسكين.. وقرر الخالق العظيم لليتيم حق الحياة، وحق النسب إلى أبيه لا إلى غيره، (ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ...) وقرر له حق الرضاعة، وحق النفقة، وحق الولاية على الحضانة والنفس والمال، وحق الرحمة..وجاءت الرؤية القرآنية لتؤكد أن كفالة اليتيم ورعايته وصيانته والقيام على أموره من أعظم أبواب الخير والبر والرحمة، يقول تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى...)، ويقول: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...)
ولقد قاسمت السنةُ الشريفةُ (القولية والفعلية) القرآنَ الكريمَ فى الدعوة إلى الإحسان إلى اليتيم، وإحاطته بالرعاية والعناية بأساليب متنوعة، تحفز النفوس، وتُهيّج عناصرَ الخيرِ فى قلوب المسلمين للنهوض بدورهم نحو اليتيم.. يقول (صلى الله عليه وسلم): (أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا -وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)فى إشارة وبشارة منه أن كافل اليتيم سيكون ملاصقًا له (صلى الله عليه وسلم) فى الجنة، فكما أن الأصبعين (السبابة والوسطى) متلاصقان جدًا أكثر من غيرهما، فإن مُكرِم اليتيم سيكون ملاصقًا للنبى عليه الصلاة والسلام فى الجنة..
وكفالة اليتيم نوعان: إما أن يضمّه الكافل لأسرته، وإما أن ينفق عليه وهو مع أمه أو فى دور الأيتام، والنوع الثانى أدنى منزلة.. والكفالة الحقيقية هى التى تُشعر اليتيمَ بأنه يعيش حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه وبين أقرانه ممن ليسوا أيتامًا.
ومن هنا أناشد المسئولين والعلماء والأثرياء والتجار.. وغيرهم لإنشاء صندوق ضخم لتلقى الأموال والأوقاف لرعاية اليتيم، على أن تستثمر أموال الصندوق المقترح فى مشروعات كبرى، يعود جزء من ريعها على كفالة اليتيم، وجزء يكون فى صورة شهادات استثمار لليتامى تنمو معهم مع مرور الزمن؛ لتكون فى المستقبل ثمنًا لمشروع ينشئه أو ثمنا لشقته، وجزء ينشأ به مشروعات يعملون فيها مستقبلا، وجزء ينشأ به وحدات سكنية لليتامى -يتم تأجيرها مؤقتًا لتنمية صندوق رعاية اليتيم- لتكون لهم عند زواجهم.. وهذا المقترح ليس مستحيلا، فبلادنا تعج بالخير والعطاء، وستظل.. ولا شك أن ذلك يحتاج إلى إنشاء قاعدة بيانات عن كل اليتامى وأحوالهم فى بلادنا..إلخ. إننى من هنا أناشد العلماء الكبار، وأصحاب الفكر والخبرة فى مثل هذه المشروعات، لتنفيذ هذه المبادرة، برعاية وسائل الإعلام... وحينها سوف ترون مجتمعنا العطَّاء المعطاء الأصيل
الباحث – المدير التنفيذى لرابطة الجامعات الإسلامية
منقول
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر