سيدة نساء العالمين
فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
نسبها :
هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، تكنى بأم أبيها، وتلقب بالزهراء.
حياتها :
وكانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم على الراجح من أقوال أهل السير، وكانت أحبهن إليه.
وكان مولدها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة رضي الله عنها بنحو خمس سنين، وقد تزوجها علي بن أبي طالب في أوائل المحرم سنة اثنتين من الهجرة وقد انقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة رضي الله عنها.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، فضحكت.
س: أعلم أن السيدة فاطمة ابنة الرسول عليه وآله الصلاة والسلام هي من سيدات نساء الجنة ، فلم اختص الله فاطمة دون باقي بنات الرسول الكريم بهذه المكانة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أما لماذا تكون فاطمة أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر أهل العلم لذلك أسبابا استندوا فيها إلى جملة من الأحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: فاطمة مضغة مني، فمن أبغضها أبغضني. رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا فاطمة رضي الله عنها: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله:
فمن أغضبها أغضبني استدل به السهلي على أن من سبها فإنه يكفر، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها، وقد سوى بين غضبها وغضبه، ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر.
ثم قال ابن حجر: وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال رحمه الله: ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا، ثم ذكر في موضع قبل هذا أن أقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله صلى الله عليه وسلم: إنها سيدة نساء العالمين إلا مريم، وأنها رزئت بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من بناته، فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها. اهـ.
والله أعلم.
ولا يتسع المقام لذكر فضائلها ومناقبها وسيرتها الزكية الطاهرة، ويكفي أنها بنت رسول الله وبضعة منه وسيدة نساء العالمين وأم سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ويمكن للسائل الرجوع إلى المزيد من ترجمتها في الإصابة لابن حجر، وسير أعلام النبلاء للذهبي ،
وفاتها :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد توفيت فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيها بستة أشهر.
قال ابن الأثير في (أسد الغابة): هذا أصح ما قيل. ا.هـ
وقال الذهبي في (السير): وعاشت أربعاً أو خمساً وعشرين سنة، وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعاً وعشرين سنة، والأول أصح. ا.هـ
وقد روى ابن سعد في (الطبقات): أنها غسلت نفسها قبل أن تموت، ووصت أن لا يغسلها أحد لئلا ينكشف جسدها، وأن علياً دفنها دون غُسل، قال الذهبي عن هذا الكلام في (السير): هذا منكر. ا.هـ
وقال ابن الأثير في (أسد الغابة): والصحيح أن علياً وأسماء غسًّلاها. ا.هـ
ويروي الإمام الذهبي قصة وفاتها في (السير) عن أم جعفر : أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يُصنع بالنساء، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها. قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنَتْها، ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله، إذا مت فغسليني أنت وعليّ، ولا يدخلن أحد عليً. ا.هـ
قال الذهبي : قال ابن عبد البر : هي أول من غُطى نعشها في الإسلام على تلك الصفة. ا.هـ
والله أعلم.
كما علينا أن نحذر مما يثيره بعض أهل البدعة من شبه وسيرة مغلوطة في حياة هذه السيدة الكريمة، مثل ما هو مبين في الفتاوى
التالية :
هل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها كانت لا تحيض كما يدعي الروافض؟
الإجابــة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا: بعض الأحاديث في فضل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأما ما ذكر في السؤال فيذكره بعض أصاحب السير، وقد ذكر المناوي في كتابه اتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل والكناني في تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة - ذكرا -
أن ما روي في ذلك أما موضوع أو شديد الضعف.
فمن ذلك حديث: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث. قال الكتاني رواه الخطيب وقال ليس بثابت وفيه غير واحد من المجهولين.
ومنها حديث أسماء بنت عميس قالت يا رسول الله: إني لم أر لفاطمة دما في حيض ولا نفاس فقال أما علمت أن ابنتي طاهرة. قال الكتاني أورده المحب الطبري في ذخائر العقبي وهو باطل فإنه من رواية داود بن سليمان الغازي، وقال المناوي إن الحديثين المذكورين موضوعان كما جزم به ابن الجوزي، وأقره على ذلك جمع منهم الجلال السيوطي.
فالحاصل أن ما ورد في ذلك باطل لا يجوز روايته إلا مع بيان بطلانه.
والله أعلم.
س : هل صحيح ان فاطمة بنت محمد رضي الله عنها حدث بينها وبين الخليفة ابي بكر خلاف بشأن طلبها ميراثها الذي تركة النبي صلى الله عليه وسلم فرفض ذلك ابي بكر وطلبت انها اذا ماتت لايصلي عليها ابو بكر وعمر افيدونا وجزاكم الله خير ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم في حق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو احترامهم وتبجيلهم والترضي عنهم، وحمل الخلاف الذي وقع بينهم على أجمل المحامل وأحسن المقاصد. يقول الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه على صحيح مسلم : لكنا مأمورين بحسن الظن بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ونفي كل رذيلة عنهم، وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها.
وقد سبق بيان الخلاف الذي حدث بين فاطمة وأبي بكر رضي الله عنهما في الجواب التالي: فليراجع.
س: تقول بعض الطوائف من المسلمين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم, قد ألمح بأن الخلافة بعده هي للإمام علي رضي الله عنه. و بعد وفاة المصطفى تولى الخلافة أبو بكر وعمر( رضي الله عنهما) ولكن الإمام علي لم يكن راضيا عن ذلك لأنه كان يعتقد بأن الخلافة يجب أن تبقى في آل بيت رسول الله. فهل صحيح أن عليا عليه السلام رفض مبايعة أبي بكر رضي الله عنه. وإن كان تأ خر في مبايعته , فما هو سبب ذلك؟ ولكم منا جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن ما أشيع ويعتقد من بعض الطوائف من أن النبي صلى الله عليه وسلم ألمح إلى أن الخلافة من بعده هي لعلي رضي الله عنه، أو أوصى بها له لهو محض اختراع وتلفيق.
إذ إن الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم من الدين الذي يجب أن لا يحيد عنه أحد من المسلمين، فالحيدان عنه إنما هو اتهام للمسلمين كافة وطعن في إيمان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعهم.
فكيف يقبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ترك هذه الوصية ويقود مباشرة تعطيلها، ثم كيف يقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالسكوت عن هذه الوصية مدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم. ولئن ذكر بعضهم أنه بايع في الظاهر. فمتى كان علي رضى الله عنه والصحابة أجمعين يظهرون غير ما يبطنون وقد عرف منه ومن بقية الصحابة ما عرف من الشجاعة والقوة في الحق.
وقد صدر من النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه فقد ارتضاه النبي صلى الله عليه وسلم إماماً للمسلمين في مرض موته ولئن ارتضاه إماماً لهم في الصلاة التي هي عمود الدين ففي ذلك إشارة إلى ارتضائه إماماً لهم في الخلافة التي هي سياسة الدولة بالدين.
وأما ما أشيع عن رفض علي رضي الله عنه مبايعة الخليفة الراشد أبي بكر رضي الله عنه فهو محض افتراء وكذب، فما كان علي ليفارق جماعة المسلمين و الذي عرف بالإيمان ودعا إلى وحدة القلوب وأحس بأخوة الإسلام منذ نعومة أظافره، وقد حدثت فترة كان علي رضي الله عنه فيها معتزلا في البيت بسبب مرض فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شغل بتمريضها حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم بايع علي رضي الله عنه أبا بكر ولعل مبعث اللبس هوما حدث بين فاطمة وعلي وأبي بكرم وذلك أن فاطمة رضي الله عنها قد جاءت مع العباس رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يطلبان ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر وفدك فقال لها أبو بكر رضي الله عنه:
"أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه إلا صنعته"
فحدثت جفوة بعد ذلك بين علي وأبي بكر رضي الله عنهما. فلما توفيت فاطمة رضي الله عنها اجتمع عدد من بني هاشم عند علي رضى الله عنه وأرسلوا إلى أبي بكر ليأتيهم فجاءهم، فقام علي رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أما بعد فإنه لم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكاراً لفضلك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم به علينا ثم ذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقه ولم يزل علي يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر.
فلما سكت علي تشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فوالله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصلهم من قرابتي وإني والله ما آلو بكم في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم على الخير ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث ما تركناه صدقة وإنما يأكل آل محمد في هذا المال" (يعني من بيت المال من غير الزكاة) وإني والله لا أذكر صنعة فيه إلا صنعته إن شاء الله. ثم قال علي رضي الله عنه:
"موعدك للبيعة العشية فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس ثم عذر علياً ببعض ما اعتذر به ثم قام علي فعظم حق أبي بكر وذكر فضله وسابقته ثم مضى فبايعه وأقبل الناس على علي فقالوا : أصبت وأحسنت، وقد ثبت أن أصل هذه القصة في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها. والاعتذار كان عن الجفوة وعدم التردد على دار أبي بكر رضي الله عنه. والله أعلم.
وأما أمرها أن لا يصلي عليها أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، ولا أن يتوليا دفنها، فهذا محض كذب وافتراء، ولا نعلمه مثبتاً في كتاب من كتب أهل السنة المعتبرة، وعلى السائل الكريم أن يراجع كتب الشروح التي تعرضت لذكر هذه القصة، وحملها على محملها الحسن، ومن تلك الشروح كتاب فتح الباري 6/202.
وشرح مسلم للنووي 12/74
.
والله أعلم.
ما مدى صحة قصة إحراق بيت فاطمة الزهراء وإسقاط جنينها ؟ وخصوصاً وإن هذه الحادثة قد ذكرت في كثير من المصادر ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يذكر من أن الصحابة أحرقوا بيت فاطمة رضي الله عنها، وأسقطوا جنينها، كذب ظاهر، وإفك بين ألقاه الشيطان على عقول بعض المرضى الحاقدين على الإسلام وأهله، المبغضين للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته في الحقيقة.
فإن الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم طعن في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واتهام له بالفشل والإخفاق في دعوته وأنه قضى سنوات بعثته عاجزاً عن اصطفاء جماعة مؤمنة مستقيمة من حوله، وأنه اختار لصحبته الفساق والفجار والخونة. وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون كذلك، وحاشا أصحابه أن يتصفوا بشيء من ذلك، كيف وقد زكاهم الله تعالى ومدحهم وأثنى عليهم.
وقد بعث فيهم صلى الله عليه وسلم ليربيهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وقد كان ذلك والحمد لله.
والصحابة لم يكن أحب إليهم من رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن آل بيته القريبين منه، وهكذا كل مسلم محب لنبيه صلى الله عليه وسلم لا يقبل أن يُمس أحد من ذريته الطاهرة بأدنى أذى.
فكيف يتصور أن تنقلب الألوف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا من حوله في حجة الوداع يتقاتلون على أخذ شعره، وشرب فضلة مائه، فكيف تنقلب هذه الألوف أسوداً ضارية معتدية، تنال من أحب الناس إليه، فاطمة رضي الله عنها،
وهل هذا يستقيم إلا عند أصحاب العقول المظلمة والنفوس المريضة التي لا تعقل ولا تفهم ولا تدرك.
كيف يتصور عاقل أن يحدث مثل هذا الحدث المنكر المفزع، ثم لا يهب الرجال والنساء والشبان والصبيان لنصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأين بنو عبد المطلب، وأين بنو هاشم وأين المهاجرون وأين الأنصار، وأين المسلمون من حولهم.؟!
إن بطلان هذا الإفك يٌدرك ببدائه العقول، ولا يحتاج إلى بحث ولا استنباط، ولا يقدم على هذه الفرية إلا رجل حاقد مارق يرى كفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخيانتهم ونفاقهم. وهذا يعني بطلان ما جمعوه من القرآن والسنة، أي بطلان الدين الذي جاء عن طريقهم. ولهذا فطن السلف إلى هذا الأمر وقالوا: إن من طعن في الصحابة فهو زنديق يتوصل بذلك إلى الطعن في الدين كله.
ثم ليعلم أن هذا الإفك المفترى يتضمن أبلغ الطعن في علي رضي الله عنه، وأولاده الشجعان الأقوياء. فأي منطق يبرر سكوت الرجل الشجاع القوي عن حماية عرضه وصيانة حريمه، وهو يرى هدم بيته، وقتل جنينه؟ !
وإذا كان من قتل دون عرضه فهو شهيد، فأي ذل وعار وخور يمكن أن يوصف به رجل مقاتل يرى انتهاك عرضه، والاعتداء على زوجه ثم لا يحرك ساكناً؟!! أمَا إنها ليست زوجه فحسب، ولكنها ابنة أحب الناس إليه .. تركها أمانة عنده.
فاللهم عفوك وغفرانك، وحمداً لك على نعمة العقل بعد نعمة الإسلام، ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يردهم إلى رشدهم وصوابهم.
والله أعلم.
هل صحيح ان السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها اغتسلت وكفنت نفسها قبل ان تتوفى ومتى وكيف توفيت ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد توفيت فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها وأرضاها في السنة الحادية عشرة بعد أبيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وقيل غير ذلك، وهي أول أهل بيته لحوقا به، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فقالت عائشة فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارك فضحكت؟ فقالت: سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
وما نقل في صفة وفاتها لا يصح، وهو ما رواه أحمد في مسنده عن أبي رافع عن أمه سلمى قالت: "اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرضها، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت: وخرج عليٌ لبعض حاجته، فقالت: يا أمّه اسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه أعطني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم قالت يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدها، ثم قالت: يا أمه إني مقبوضة الآن إني مقبوضة الآن، وقد تطهرت، فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها، قالت: فجاء علي فأخبرته".
قال الزيلعي في نصب الراية: واعلم أن الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وفي العلل المتناهية... وقال: هذا حديث لا يصح.
وضعفه ابن حزم في المحلى وقال ابن كثير: غريب جدا.
وقد روى الشافعي والدار قطني وأبو نعيم والبيهقي وحسنه ابن حجر والشوكاني، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه، قال الشوكاني: ولم يقع من سائر الصحابة إنكار على علي وأسماء، فكان إجماعا. اهـ
وأما إنكار ابن مسعود فلا يصح، وعلى هذا جمهور أهل العلم، وذهب الحنفية في الأصح و أحمد في رواية إلى عدم جواز ذلك لانقطاع الزوجية، والأول أصح، لأن الصحابة أفهم لدين الله عز وجل من غيرهم، وهذا الأثر الذي فيه وصية فاطمة يبطل ما قبله، فتعين الأخذ به.
والله أعلم.
هل يجوز أن يقول الشخص للسادة-أولاد الحسن والحسين- أنهم أولاد دابة النبي؟، وهل يتعدى هذا من كونه استهزاء بهم إلى أنه سب للصحابية فاطمة أمهم بوصفها دابة؟ علما بأن هذه المقولة قد انتشرت بين الناس وأصبحت شيئا طبيعيا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يحترم آل النبي صلى الله عليه وسلم ويحبهم وينصرهم ويكرمهم. قال الله تعالى: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى {الشورى: 23}.
وقال الشافعي رحمه الله تعالى :
يا آل بيت رسول الله حبكم ****فرض على الناس في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم****من لم يصل عليكم لا صلاة له
وأولى من ينبغي أن يحترم ويقدر منهم هو سيدة نساء العالمين فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال لها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الصحيحين: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين. وقال فيها كما في صحيح مسلم: إنما فاطمة بضعة مني. فعلى المسلمين أن يحترموها ويقدروها وأن لا يذكروها إلا بأحسن ذكر وأن لا يصفوها إلا بأحسن وصف؛ مع عدم الغلو في شأنها وشأن أبنائها، فالحسنة وسط بين الإفراط والتفريط.
والله أعلم.
( المصدر : عدة فتاوي في موقع إسلام ويب )
أتمنى من الله تعالى أن أكون قدمت سيرة مختصرة عن سيدة نساء العالمين من منظور أهل السنة والجماعة وأن أكون ساهمت ولو في جزء قليل من إيضاح أهم ما ألحقه بعض الطوائف بسيرتها العطرة
رحم الله سيدة نساء العالمين وغفر لها ورضي عنها وصلى الله على والدها محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
نسبها :
هي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، تكنى بأم أبيها، وتلقب بالزهراء.
حياتها :
وكانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم على الراجح من أقوال أهل السير، وكانت أحبهن إليه.
وكان مولدها قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو سنة أو أكثر، وهي أسن من عائشة رضي الله عنها بنحو خمس سنين، وقد تزوجها علي بن أبي طالب في أوائل المحرم سنة اثنتين من الهجرة وقد انقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة رضي الله عنها.
وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، فضحكت.
س: أعلم أن السيدة فاطمة ابنة الرسول عليه وآله الصلاة والسلام هي من سيدات نساء الجنة ، فلم اختص الله فاطمة دون باقي بنات الرسول الكريم بهذه المكانة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أما لماذا تكون فاطمة أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر أهل العلم لذلك أسبابا استندوا فيها إلى جملة من الأحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: فاطمة مضغة مني، فمن أبغضها أبغضني. رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا فاطمة رضي الله عنها: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قوله:
فمن أغضبها أغضبني استدل به السهلي على أن من سبها فإنه يكفر، وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها، وقد سوى بين غضبها وغضبه، ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر.
ثم قال ابن حجر: وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال رحمه الله: ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا، ثم ذكر في موضع قبل هذا أن أقوى ما يستدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن ما ذكر من قوله صلى الله عليه وسلم: إنها سيدة نساء العالمين إلا مريم، وأنها رزئت بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من بناته، فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات هو في حياتها فكان في صحيفتها. اهـ.
والله أعلم.
ولا يتسع المقام لذكر فضائلها ومناقبها وسيرتها الزكية الطاهرة، ويكفي أنها بنت رسول الله وبضعة منه وسيدة نساء العالمين وأم سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ويمكن للسائل الرجوع إلى المزيد من ترجمتها في الإصابة لابن حجر، وسير أعلام النبلاء للذهبي ،
وفاتها :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد توفيت فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيها بستة أشهر.
قال ابن الأثير في (أسد الغابة): هذا أصح ما قيل. ا.هـ
وقال الذهبي في (السير): وعاشت أربعاً أو خمساً وعشرين سنة، وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعاً وعشرين سنة، والأول أصح. ا.هـ
وقد روى ابن سعد في (الطبقات): أنها غسلت نفسها قبل أن تموت، ووصت أن لا يغسلها أحد لئلا ينكشف جسدها، وأن علياً دفنها دون غُسل، قال الذهبي عن هذا الكلام في (السير): هذا منكر. ا.هـ
وقال ابن الأثير في (أسد الغابة): والصحيح أن علياً وأسماء غسًّلاها. ا.هـ
ويروي الإمام الذهبي قصة وفاتها في (السير) عن أم جعفر : أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يُصنع بالنساء، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها. قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنَتْها، ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله، إذا مت فغسليني أنت وعليّ، ولا يدخلن أحد عليً. ا.هـ
قال الذهبي : قال ابن عبد البر : هي أول من غُطى نعشها في الإسلام على تلك الصفة. ا.هـ
والله أعلم.
كما علينا أن نحذر مما يثيره بعض أهل البدعة من شبه وسيرة مغلوطة في حياة هذه السيدة الكريمة، مثل ما هو مبين في الفتاوى
التالية :
هل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها كانت لا تحيض كما يدعي الروافض؟
الإجابــة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا: بعض الأحاديث في فضل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأما ما ذكر في السؤال فيذكره بعض أصاحب السير، وقد ذكر المناوي في كتابه اتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل والكناني في تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة - ذكرا -
أن ما روي في ذلك أما موضوع أو شديد الضعف.
فمن ذلك حديث: ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث. قال الكتاني رواه الخطيب وقال ليس بثابت وفيه غير واحد من المجهولين.
ومنها حديث أسماء بنت عميس قالت يا رسول الله: إني لم أر لفاطمة دما في حيض ولا نفاس فقال أما علمت أن ابنتي طاهرة. قال الكتاني أورده المحب الطبري في ذخائر العقبي وهو باطل فإنه من رواية داود بن سليمان الغازي، وقال المناوي إن الحديثين المذكورين موضوعان كما جزم به ابن الجوزي، وأقره على ذلك جمع منهم الجلال السيوطي.
فالحاصل أن ما ورد في ذلك باطل لا يجوز روايته إلا مع بيان بطلانه.
والله أعلم.
س : هل صحيح ان فاطمة بنت محمد رضي الله عنها حدث بينها وبين الخليفة ابي بكر خلاف بشأن طلبها ميراثها الذي تركة النبي صلى الله عليه وسلم فرفض ذلك ابي بكر وطلبت انها اذا ماتت لايصلي عليها ابو بكر وعمر افيدونا وجزاكم الله خير ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم في حق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو احترامهم وتبجيلهم والترضي عنهم، وحمل الخلاف الذي وقع بينهم على أجمل المحامل وأحسن المقاصد. يقول الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرحه على صحيح مسلم : لكنا مأمورين بحسن الظن بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ونفي كل رذيلة عنهم، وإذا انسدت طرق تأويلها نسبنا الكذب إلى رواتها.
وقد سبق بيان الخلاف الذي حدث بين فاطمة وأبي بكر رضي الله عنهما في الجواب التالي: فليراجع.
س: تقول بعض الطوائف من المسلمين بأن الرسول صلى الله عليه وسلم, قد ألمح بأن الخلافة بعده هي للإمام علي رضي الله عنه. و بعد وفاة المصطفى تولى الخلافة أبو بكر وعمر( رضي الله عنهما) ولكن الإمام علي لم يكن راضيا عن ذلك لأنه كان يعتقد بأن الخلافة يجب أن تبقى في آل بيت رسول الله. فهل صحيح أن عليا عليه السلام رفض مبايعة أبي بكر رضي الله عنه. وإن كان تأ خر في مبايعته , فما هو سبب ذلك؟ ولكم منا جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن ما أشيع ويعتقد من بعض الطوائف من أن النبي صلى الله عليه وسلم ألمح إلى أن الخلافة من بعده هي لعلي رضي الله عنه، أو أوصى بها له لهو محض اختراع وتلفيق.
إذ إن الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم من الدين الذي يجب أن لا يحيد عنه أحد من المسلمين، فالحيدان عنه إنما هو اتهام للمسلمين كافة وطعن في إيمان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعهم.
فكيف يقبل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ترك هذه الوصية ويقود مباشرة تعطيلها، ثم كيف يقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالسكوت عن هذه الوصية مدة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم. ولئن ذكر بعضهم أنه بايع في الظاهر. فمتى كان علي رضى الله عنه والصحابة أجمعين يظهرون غير ما يبطنون وقد عرف منه ومن بقية الصحابة ما عرف من الشجاعة والقوة في الحق.
وقد صدر من النبي صلى الله عليه وسلم ما يشير إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه فقد ارتضاه النبي صلى الله عليه وسلم إماماً للمسلمين في مرض موته ولئن ارتضاه إماماً لهم في الصلاة التي هي عمود الدين ففي ذلك إشارة إلى ارتضائه إماماً لهم في الخلافة التي هي سياسة الدولة بالدين.
وأما ما أشيع عن رفض علي رضي الله عنه مبايعة الخليفة الراشد أبي بكر رضي الله عنه فهو محض افتراء وكذب، فما كان علي ليفارق جماعة المسلمين و الذي عرف بالإيمان ودعا إلى وحدة القلوب وأحس بأخوة الإسلام منذ نعومة أظافره، وقد حدثت فترة كان علي رضي الله عنه فيها معتزلا في البيت بسبب مرض فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شغل بتمريضها حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم بايع علي رضي الله عنه أبا بكر ولعل مبعث اللبس هوما حدث بين فاطمة وعلي وأبي بكرم وذلك أن فاطمة رضي الله عنها قد جاءت مع العباس رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يطلبان ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر وفدك فقال لها أبو بكر رضي الله عنه:
"أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه إلا صنعته"
فحدثت جفوة بعد ذلك بين علي وأبي بكر رضي الله عنهما. فلما توفيت فاطمة رضي الله عنها اجتمع عدد من بني هاشم عند علي رضى الله عنه وأرسلوا إلى أبي بكر ليأتيهم فجاءهم، فقام علي رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أما بعد فإنه لم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكاراً لفضلك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله إليك ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا فاستبددتم به علينا ثم ذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقه ولم يزل علي يذكر ذلك حتى بكى أبو بكر.
فلما سكت علي تشهد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فوالله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصلهم من قرابتي وإني والله ما آلو بكم في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم على الخير ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث ما تركناه صدقة وإنما يأكل آل محمد في هذا المال" (يعني من بيت المال من غير الزكاة) وإني والله لا أذكر صنعة فيه إلا صنعته إن شاء الله. ثم قال علي رضي الله عنه:
"موعدك للبيعة العشية فلما صلى أبو بكر الظهر أقبل على الناس ثم عذر علياً ببعض ما اعتذر به ثم قام علي فعظم حق أبي بكر وذكر فضله وسابقته ثم مضى فبايعه وأقبل الناس على علي فقالوا : أصبت وأحسنت، وقد ثبت أن أصل هذه القصة في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها. والاعتذار كان عن الجفوة وعدم التردد على دار أبي بكر رضي الله عنه. والله أعلم.
وأما أمرها أن لا يصلي عليها أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، ولا أن يتوليا دفنها، فهذا محض كذب وافتراء، ولا نعلمه مثبتاً في كتاب من كتب أهل السنة المعتبرة، وعلى السائل الكريم أن يراجع كتب الشروح التي تعرضت لذكر هذه القصة، وحملها على محملها الحسن، ومن تلك الشروح كتاب فتح الباري 6/202.
وشرح مسلم للنووي 12/74
.
والله أعلم.
ما مدى صحة قصة إحراق بيت فاطمة الزهراء وإسقاط جنينها ؟ وخصوصاً وإن هذه الحادثة قد ذكرت في كثير من المصادر ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يذكر من أن الصحابة أحرقوا بيت فاطمة رضي الله عنها، وأسقطوا جنينها، كذب ظاهر، وإفك بين ألقاه الشيطان على عقول بعض المرضى الحاقدين على الإسلام وأهله، المبغضين للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته في الحقيقة.
فإن الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم طعن في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واتهام له بالفشل والإخفاق في دعوته وأنه قضى سنوات بعثته عاجزاً عن اصطفاء جماعة مؤمنة مستقيمة من حوله، وأنه اختار لصحبته الفساق والفجار والخونة. وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يكون كذلك، وحاشا أصحابه أن يتصفوا بشيء من ذلك، كيف وقد زكاهم الله تعالى ومدحهم وأثنى عليهم.
وقد بعث فيهم صلى الله عليه وسلم ليربيهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وقد كان ذلك والحمد لله.
والصحابة لم يكن أحب إليهم من رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن آل بيته القريبين منه، وهكذا كل مسلم محب لنبيه صلى الله عليه وسلم لا يقبل أن يُمس أحد من ذريته الطاهرة بأدنى أذى.
فكيف يتصور أن تنقلب الألوف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا من حوله في حجة الوداع يتقاتلون على أخذ شعره، وشرب فضلة مائه، فكيف تنقلب هذه الألوف أسوداً ضارية معتدية، تنال من أحب الناس إليه، فاطمة رضي الله عنها،
وهل هذا يستقيم إلا عند أصحاب العقول المظلمة والنفوس المريضة التي لا تعقل ولا تفهم ولا تدرك.
كيف يتصور عاقل أن يحدث مثل هذا الحدث المنكر المفزع، ثم لا يهب الرجال والنساء والشبان والصبيان لنصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأين بنو عبد المطلب، وأين بنو هاشم وأين المهاجرون وأين الأنصار، وأين المسلمون من حولهم.؟!
إن بطلان هذا الإفك يٌدرك ببدائه العقول، ولا يحتاج إلى بحث ولا استنباط، ولا يقدم على هذه الفرية إلا رجل حاقد مارق يرى كفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخيانتهم ونفاقهم. وهذا يعني بطلان ما جمعوه من القرآن والسنة، أي بطلان الدين الذي جاء عن طريقهم. ولهذا فطن السلف إلى هذا الأمر وقالوا: إن من طعن في الصحابة فهو زنديق يتوصل بذلك إلى الطعن في الدين كله.
ثم ليعلم أن هذا الإفك المفترى يتضمن أبلغ الطعن في علي رضي الله عنه، وأولاده الشجعان الأقوياء. فأي منطق يبرر سكوت الرجل الشجاع القوي عن حماية عرضه وصيانة حريمه، وهو يرى هدم بيته، وقتل جنينه؟ !
وإذا كان من قتل دون عرضه فهو شهيد، فأي ذل وعار وخور يمكن أن يوصف به رجل مقاتل يرى انتهاك عرضه، والاعتداء على زوجه ثم لا يحرك ساكناً؟!! أمَا إنها ليست زوجه فحسب، ولكنها ابنة أحب الناس إليه .. تركها أمانة عنده.
فاللهم عفوك وغفرانك، وحمداً لك على نعمة العقل بعد نعمة الإسلام، ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يردهم إلى رشدهم وصوابهم.
والله أعلم.
هل صحيح ان السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها اغتسلت وكفنت نفسها قبل ان تتوفى ومتى وكيف توفيت ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد توفيت فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها وأرضاها في السنة الحادية عشرة بعد أبيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وقيل غير ذلك، وهي أول أهل بيته لحوقا به، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فقالت عائشة فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارك فضحكت؟ فقالت: سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
وما نقل في صفة وفاتها لا يصح، وهو ما رواه أحمد في مسنده عن أبي رافع عن أمه سلمى قالت: "اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرضها، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت: وخرج عليٌ لبعض حاجته، فقالت: يا أمّه اسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه أعطني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم قالت يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدها، ثم قالت: يا أمه إني مقبوضة الآن إني مقبوضة الآن، وقد تطهرت، فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها، قالت: فجاء علي فأخبرته".
قال الزيلعي في نصب الراية: واعلم أن الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وفي العلل المتناهية... وقال: هذا حديث لا يصح.
وضعفه ابن حزم في المحلى وقال ابن كثير: غريب جدا.
وقد روى الشافعي والدار قطني وأبو نعيم والبيهقي وحسنه ابن حجر والشوكاني، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه، قال الشوكاني: ولم يقع من سائر الصحابة إنكار على علي وأسماء، فكان إجماعا. اهـ
وأما إنكار ابن مسعود فلا يصح، وعلى هذا جمهور أهل العلم، وذهب الحنفية في الأصح و أحمد في رواية إلى عدم جواز ذلك لانقطاع الزوجية، والأول أصح، لأن الصحابة أفهم لدين الله عز وجل من غيرهم، وهذا الأثر الذي فيه وصية فاطمة يبطل ما قبله، فتعين الأخذ به.
والله أعلم.
هل يجوز أن يقول الشخص للسادة-أولاد الحسن والحسين- أنهم أولاد دابة النبي؟، وهل يتعدى هذا من كونه استهزاء بهم إلى أنه سب للصحابية فاطمة أمهم بوصفها دابة؟ علما بأن هذه المقولة قد انتشرت بين الناس وأصبحت شيئا طبيعيا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يحترم آل النبي صلى الله عليه وسلم ويحبهم وينصرهم ويكرمهم. قال الله تعالى: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى {الشورى: 23}.
وقال الشافعي رحمه الله تعالى :
يا آل بيت رسول الله حبكم ****فرض على الناس في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم****من لم يصل عليكم لا صلاة له
وأولى من ينبغي أن يحترم ويقدر منهم هو سيدة نساء العالمين فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال لها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الصحيحين: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين. وقال فيها كما في صحيح مسلم: إنما فاطمة بضعة مني. فعلى المسلمين أن يحترموها ويقدروها وأن لا يذكروها إلا بأحسن ذكر وأن لا يصفوها إلا بأحسن وصف؛ مع عدم الغلو في شأنها وشأن أبنائها، فالحسنة وسط بين الإفراط والتفريط.
والله أعلم.
( المصدر : عدة فتاوي في موقع إسلام ويب )
أتمنى من الله تعالى أن أكون قدمت سيرة مختصرة عن سيدة نساء العالمين من منظور أهل السنة والجماعة وأن أكون ساهمت ولو في جزء قليل من إيضاح أهم ما ألحقه بعض الطوائف بسيرتها العطرة
رحم الله سيدة نساء العالمين وغفر لها ورضي عنها وصلى الله على والدها محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر