المحرر أبو علبه قتل 8 إسرائيليين وحكم 813 سنة ويشعر بالفخر

ونفذ خليل أبو علبه (40 عاما) عملية دهس لمجموعة كبيرة من المستوطنين الصهاينة وسط مدينة تل أبيب في فلسطين عام 2001 مما أدى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة العشرات، وإصابة خليل بجروح متوسطة أدت إلى بتر إحدى ساقيه وقضى بالسجون الصهيونية قرابة 11 عاما من اصل ثمانية مؤبدات و21 عاما حكمها الاحتلال عليه.

يقول خليل وهو منهمك في استقبال المئات من المهنئين الذين تجمعوا أمام منزله في حي الشيخ رضوان وسط مدينة غزة: "أعيش أجمل لحظات الفرح والسعادة والفخر بأن المقاومة الفلسطينية أرغمت الاحتلال على الإفراج عني على الرغم من مئات السنوات التي حكمها علي ورفضه المطلق للإفراج عني، إلا انه رضخ أخيرا للمقاومة".

ويضيف خليل وهو يجلس على كرسي نتيجة بتر قدمه: "هو شعور مليء بالفرح ونحن نتنسم الحرية ونخرج من زنازين الاحتلال لنعيش بين أبناء شعبنا ونعود إلى أبنائنا، والشعور الأجمل ونحن نرى الشعب الفلسطيني بمجمله يخرج لاستقبالنا في مشهد لن نتخيل أن نراه يوما في التاريخ"، مستدركا: "ولكن ما ينغص علينا ويحزننا هو بقاء إخوة لنا أعزاء في السجون ما زالوا يعانون قهر السجن والسجان".

وحول موقفه من العملية التي نفذها ضد الاحتلال، عبر أبو علبه عن فخره واعتزازه بما قام به من عمل جهادي وبطولي مشددا على انه غير نادم على هذا العمل بتاتا ويرغب في تكراره لو مكنه الله من ذلك للانتقام من الجرائم الذي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وعن الدافع لتنفيذه هذه العملية قال: "الجرائم اليومية الذي كان وما زال يرتكبها العدو الصهيوني ضد النساء والأطفال والشيوخ دفعني للانتقام لكرامة شعبنا ولو قدر لي الله ومكنني أن أعيد هذا العمل لأجل فلسطين فلن أتوانى لحظة عن ذلك".

وطالب أبو علبه المقاومة الفلسطينية بالعمل على خطف المزيد من الجنود الإسرائيليين للعمل على مبادلتهم بخمسة آلاف أسير متبقين في السجون، مشددا على ضرورة إنهاء الانقسام وتطبيق الوحدة الوطنية بين كافة أبناء الشعب الفلسطيني.

ويصف أبو علبه ظروف الاعتقال حيث يعمل الاحتلال على تعذيب الأسرى نفسيا وجسديا من خلال التعذيب المباشر ومنع الزيارات والتعليم وسوء العناية الطبية، منتقدا تجاهل جميع المنظمات الدولية لانتهاكات الحكومة الإسرائيلية لمواثيق حقوق الإنسان والأسرى.

وأفرجت دولة الاحتلال الثلاثاء الماضي عن 450 أسير فلسطيني و27 أسيرة ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، في حين تنص المرحلة الثانية على الإفراج عن 550 أسير.

زوجة خليل ابو علبة

"مشاعرنا لا توصف فهي مشاعر مليئة بالفرح والعزة بهذا اليوم فنحن نعيش يوم عيد ونصر لنا وللشعب الفلسطيني وللمقاومة الباسلة التي حررت الأسرى" بهذه الكلمات عبرت أم محمد أبو علبه عن مشاعرها بمناسبة الإفراج عن زوجها خليل.

وتضيف أم محمد وبيتها يكاد يمتلئ بنساء الحي المهنئات لها: "منذ اللحظات الأولى لاختطاف الجندي الإسرائيلي شاليط تأملنا بالإفراج عنه ضمن صفقة التبادل ولكن طوال خمس سنوات بقينا ننتظر الخبر الأكيد إلا أن أعلن رسميا عن الصفقة وطبقت ورئينا خليل بيننا، فانا لا اصدق حتى الآن ما يحدث فلم أتخيل أن أشاهده حرا خارج السجون".

وعبرت أم محمد عن أملها أن يعوضهم خروج خليل عن 11 عاما من الحرمان والسجن والعذاب وان يعيد الفرحة إلى منزلهم الذي افتقدها لسنوات طويلة، قائلة: "الحياة سيكون لها طعم أخر بوجود خليل بيننا، كنا نفتقد كل شيء جميل في غيابه والآن اشعر أنني املك كل شيء".

محمد خليل أبو علبة

أما محمد (22عاما) وهو الابن الأكبر لخليل يقول: "عندما اعتقل والدي كنت لم أتجاوز الحادية عشر من عمري افتقدت حنان الأب ومتابعته اليومية وتحملت المسئولية عن المنزل منذ طفولتي بسبب عدم وجود والدي ولكن الآن الأمر مختلف فهو بيننا وسنحاول أن نعوض سويا كل سنوات الحرمان".

رائد خليل أبو علبة

في حين عبر شقيقه رائد (21 عاما) عن سعادته الغامرة بعودة والده الذي افتقد حنانه لأحد عشر عاما، منوها إلى فخره الكبير بما فعله والده وبالمكانة التي أولاه إياها الشعب الفلسطيني خلال الاستقبال الكبير لوالدي الذي نعتبره "بطلا".