أحاديث منتقاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي هذي المشاركة الأولى لي وهي أحاديث منتقاه لشيخنا الفاضل صالح المغامسي
وقد قسمتها لأكثر من مشاركة لطولها
اتمنى الفائدة
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من أقتفى أثره وأتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
سنعمد إلى آيات ثم نأخذ حديثاً نجمع ما بين القرآن والسنة . قال الله جل وعلا وهو أصدق القائلين : [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]
هذه فاتحة سورة فاطر , وقد مر معنا في دروس مضت طبعاً هنا وفي غيرها , العلم واحد , أن خمس سور استفتحهن الله جل وعلا بحمده, خمس سور في القرآن أستفتح الله تلك السور بحمده فما تلك السور؟
الحضور :
الفاتحة الأنعام الكهف فاطر وقبلها سبأ
الشيخ صالح :إذاً خمس سور في القرآن افتتحهن الله جل وعلا بحمده وهي الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر
قال الله في فاطر : [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] الألف واللام في قول الله جل وعلا [الْحَمْدُ] أنت طالب علم الآن , تعني الاستغراق , والمعنى جميع المحامد , أولها وأخرها ظاهرها وباطنها لمن ؟
لله
اللام الجاره نحوياً في قوله سبحانه : [الْحَمْدُ لِلَّهِ ] هذه اللام جاره ,كعمل نحوي , أما كمعنى فهذه لام الاستحقاق , ماذا يصبح معنى الآية ؟
يصبح معنى الآية أن الله جل وعلا مستحقاً كل الاستحقاق لجميع ماذا؟
لجميع المحامد
يصبح معنى الآية أن الله جل وعلا مستحقاً كل الاستحقاق لجميع المحامد
فللام في قوله جل ذكره : [الْحَمْدُ] لام ماذا ؟
الاستحقاق , ولها قرينان , يعني تأتي للاستحقاق , وتأتي لغير الاستحقاق
تأتي للاختصاص وتأتي للملك .
تأتي لماذا؟
تأتي للاختصاص وتأتي للملك .
فلو جاء إنسان الآن ووجد هذا المقوس , المحراب , وسأل الشيخ قال لمن هذا المكان ؟
نفرض أنه من البادية لا يعرف هذه الأمور , نفرض جدلاً , فتقول أنت المحراب للإمام , ثم سأل عن هذا الكرسي ,لو فرضنا عرف المحراب ما سأل عنه , رأى كرسياً ليس له عهداً بأن في المساجد كراسي , فقال لمن هذا الكرسي ؟
فأنت تقول الكرسي للشيخ , أو للمدرس ,.
اللام هنا لماذا ؟
لا ليست للاستحقاق ,
وليست للملكية , لماذا؟
للاختصاص .
لأن الشيخ لا يملك هذا الكرسي , واضح ..
إذاً كم لام ؟
ثلاثة أنواع , كلها تجر , تاتي للاستحقاق , وتأتي للاختصاص , وتأتي للملك, الله جل وعلا يقول : [اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ] اللام هنا في (له) هي لام ماذا ؟
هي لام الملك , ومثله قوله جل وعلا [لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ] هذه هي لام الملك .
وقلنا : [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] اللام هنا لام الاستحقاق .
أما فاطر : فهو أسم فاعل من فطر بمعنى خلق على غير اقتداء , على غير تقليد لأحد يعنى خلق لأول مرة , يعني خلق على غير خلق قد سبق , على غير إقتداء , ففاطر تجمع كم معنى ؟
معنيين , المعنى الأول : الخلق .
المعنى الثاني : الخلق على غير مثال سبق , أي خلق ابتداء .
يروى عن حبر القرآن : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما , أنه جاءه أعرابيان يختصمان في بئر , فقال أحدهما : أنا فطرتها , أي أنا ابتدأت حفرها , قال بن عباس فلم أكن أعلم أن فاطر بمعنى خلق وابتداء إلا من هذا الإعرابي .
هذا يدل على شيء مهم في القضية إذا صحت الرواية عن بن عباس , لما جاءه أعرابيان فختصما عنده في بئر ,
فقال أحدهما أنا فطرتها , أي أنا ابتدأت حفرها قبل غيري , على غير مثال سبق , ففهم ابن عباس أن فاطر بمعنى
خالق على غير مثال سبق , هذا الآن جلي واضح , لكن ما الخفي في المسألة ؟
على أن كلمة فاطر غير ذائعة عندهم , يعني هذا حبر القرآن وعربي فصيح قرشي , محال أنه ابن عباس ما يعرف معنى كلمة فاطر ,لكن معنى .., على أن دلت القصة على أن الكلمة لم تكن دارجة , ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن القرآن أول ما نزل بها , فالأعرابي أخذها من أين ؟
من القرآن , قيل أن الأعرابي أخذها من القرآن .
لكن أي كان المعنى فالقصة تدل على أن كلمة فاطر كما قال أخوكم ليست دارجة , وإلا لو كانت دارجة لما جهلها بن عباس .
[الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً]
رسلاً بين من ومن ؟
بين الله ورسله , أي بين أنبيائه .
[جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ] ... يا أصحابي أجنحة
ثم قال :
[مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ]
ثم قال جل ذكره [يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء]
بعض العلماء قيد , قال يزيد بالخلق ما يشاء بمعنى الملوحة في الوجه السعة في العينين , وهذا التقييد لا داعي له , بل إن الآية متصلة بما قبلها أولى , لأن الله قال [مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ] , هذه تسمى عند النحويين عدول ,
تسمى ماذا ؟
عدول , مثنى معدولة عن ماذا؟
عن أثنين, فقالوا هذا عدول .
الآية تدل على الملائكة بصورة أولية , ويؤيدها أحاديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه و له كم جناح؟
ستمائة جناح [يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] .
هذه الوقفة الأولى , أخذنا فاتحة سورة فاطر .
الأمر الثاني: لغوي , بس أمر عليه سريعاً قال الله : [وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ] [وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ] وقال في الفرقان [وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا] وهنا في فاطر قال [وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ] والذي أريد أن أقف عليه هنا أن الله قال : [هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ] [وَهَذَا مِلْحٌ] لماذا لم يقل ربنا ولا ملزم على الله , لماذا لم يقل مالح ؟
ما الفرق بين مالح وملح ؟
الله نعت البحر بأنه ملح , ما قال مالح , في كل القرآن , ما فيه بالقرآن أنه بحر مالح , يسميه ملح .
الماء إذا كان الملوحة فيه متأصلة يسمى ماء ملح مثل البحر .
أما الماء الذي هو عذب وألقيت فيه ملحاً يسمى مالح .
نعيد : الماء الذي أصله ملوحة كالبحر من أول خلقه يسمى ملح , يقال ماء ملح , هذا تعبير وطئه , هذا تعبير القرآن , [وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ].
وأما إذا وضعنا نحن فيه الملح وكان في الأصل أنه عذب نقول : هذا ماء مالح .
قال الله في أخر السورة : [وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ ] أما المعنى واضح , أن الله أخر الناس إلى أجل مسمى , ولا أريد أن أقف عند الشيء الواضح , لكن هذه وقفة لغوية تقودك إلى مسألة إيمانية عظيمة ,يوجد أيها المبارك حرفان , ( لو ) و ( لولا ) ,
ما هما ؟
لو ولولا
وفقه المسألة عند أي إنسان , يكون تفاعله قلبياً وخشوعاً وخضوعاً مع أي مسألة إذا كان يفهمها , أما إذا كان لا يفهمها لا يمكن أن يتفاعل معها , إلا في حالة واحدة , أن يكون كلام الله فقط , يسمعه العجم فيبكون دون أن يعرفوا معناه , لأنه كلام الله , أما كلامنا نحن كلام البشر بعضنا في بعض إذ ما فهمته لا يمكن أن تتفاعل معه , واضح
أما كلام الله لا يمكن أن يقاس على كلام البشر , فنقول الحرفان ( لو ) و ( لولا ) .
حرف ( لو) حرف امتناع لامتناع, أصل عليها
وحرف ( لولا ) حرف امتناع لوجود , هذه الصعوبة سنتجاوزها بالأمثلة ثم نقودك إيمانياً
معنى حرف امتناع من امتناع: أي لم يتحقق شيء , لم يتحقق الجواب لعدم تحقق الشرط ’ أنت تعد أخاك لتزوره ثم حصل
هذا المطر حال بينك وبين الزيارة , فنقول هذا حرف امتناع لوجود , أرضها قضية المطر .
تقول له إذا مر علي محمد بالسيارة أو إذا ملكت سيارة أو اشتريت سيارة توفرت لدي سيارة سا أزورك فلم تتوفر لديك سيارة , هل ستزور أخاك , فلو سألك لما لم تزرني , ستقول له لو وجدت سيارة لزرتك , من الذي امتنع , الجواب ما هو ؟
الزيارة , لامتناع الشرط , أين الشرط ؟
وجود السيارة – واضح-
أما ( لولا ) حرف امتناع من لوجود , إنسان واقف في المطر ثم منّ الله عليه برجل يحمله , فيقول يعني بعد الله لولا أن مر علي زيدٌ لتبلل ثيابي , هل وقع التبلل؟
لم يقع لوجود ماذا؟
مرور زيد , هذا كله صناعة نحوية , لكن الصناعة النحوية آلة لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أهل الجنة أدخلكم الله الجنة إذا قعدوا فيها يرون أماكنهم في النار التي نجاهم الله منها , وأهل النار إذا مكثوا في النار عياذاً بالله يرون مقاعدهم من الجنة التي حرموها .
الآن نأتي بـ( لو ) ونأتي بـ( لولا )
ماذا يقول أهل الجنة ؟
{ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } هؤلاء المباركون جعلني الله وإياكم منهم وقعت عليهم الرحمة و الهداية , وجود الرحمة والهداية منعهم من دخول النار .
هذا معنى حرف امتناع لماذا؟
لوجود , ما الذي أمتنع ؟
دخول النار , ما الذي وجد ؟
الهداية والرحمة ممن ؟
من الله – واضح-
أما أهل النار فيرون مقاعدهم من الجنة , فإذا رأوا مقاعدهم من الجنة , هل وقعت لأهل النار هداية خاصة ورحمة من الله , قطعاً لا .
عندما يروا أماكنهم في الجنة لم يصلوا إليها , فما الذي أمتنع ؟
وصولهم للجنة , بناء على امتناع ماذا ؟
الهداية والرحمة قال الله عنهم { لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ما قال لولا ,
{ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } فأمتنع أن يكون تقياً من أهل الجنة , لامتناع ماذا ؟
لامتناع الهداية من الله تبارك وتعالى , لهذا يعرف العاقل أنه لا شيء يطلب أعظم من رحمة الله جل وعلا , وما الهداية إلا شيء من رحمة الله تبارك وتعالى – واضح الآن الفرق بين ( لو ) و ( لولا ) .
(لو ) حرف امتناع لامتناع
( لولا ) حرف امتناع لوجود .
ما الذي يقوله أهل الجنة لو أو لولا ؟
لولا.
وما الذي يقوله أهل النار؟ لو أعاذنا الله وإياكم من عذاب أهل النار
الآية التي بعدها قال الله في فاتحة سورة ص { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } هناك قاعدة عند العلماء , إذا قالوا مثلاً في تفسير قول الله تعالى { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } أو قول الله { وَالْعَصْرِ } أو قول الله { وَالضُّحَى } أو قول الله { وَالنَّازِعَاتِ } أو قول ربنا { وَالْفَجْرِ } يقولون والله جل وعلا يقسم بما شاء من مخلوقاته , وليس للعبد أن يقسم إلا بالله , وهذا حق .
هل مناسب أن يأتي مفسر فيقول هذه العبارة عند قول الله جل وعلا { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } هذا قسم !
{ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } قسم !
لأن القرآن ليس مخلوق , القرآن كلام الله صفة من صفاته , هنا ماذا نقول ؟ ولله أن يقسم بما شاء من ماذا ؟
من مخلوقاته وأن كانت العبارة صحيحة , لكن يرادها هنا يوهم أن القرآن مخلوق , والقرآن منزل غير مخلوق – واضح-
أين جواب القسم؟
هذا ماسوف نبدأ به في المشاركة القادمة
وأعتذر على الإطالة
أحبتي هذي المشاركة الأولى لي وهي أحاديث منتقاه لشيخنا الفاضل صالح المغامسي
وقد قسمتها لأكثر من مشاركة لطولها
اتمنى الفائدة
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من أقتفى أثره وأتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
سنعمد إلى آيات ثم نأخذ حديثاً نجمع ما بين القرآن والسنة . قال الله جل وعلا وهو أصدق القائلين : [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]
هذه فاتحة سورة فاطر , وقد مر معنا في دروس مضت طبعاً هنا وفي غيرها , العلم واحد , أن خمس سور استفتحهن الله جل وعلا بحمده, خمس سور في القرآن أستفتح الله تلك السور بحمده فما تلك السور؟
الحضور :
الفاتحة الأنعام الكهف فاطر وقبلها سبأ
الشيخ صالح :إذاً خمس سور في القرآن افتتحهن الله جل وعلا بحمده وهي الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر
قال الله في فاطر : [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] الألف واللام في قول الله جل وعلا [الْحَمْدُ] أنت طالب علم الآن , تعني الاستغراق , والمعنى جميع المحامد , أولها وأخرها ظاهرها وباطنها لمن ؟
لله
اللام الجاره نحوياً في قوله سبحانه : [الْحَمْدُ لِلَّهِ ] هذه اللام جاره ,كعمل نحوي , أما كمعنى فهذه لام الاستحقاق , ماذا يصبح معنى الآية ؟
يصبح معنى الآية أن الله جل وعلا مستحقاً كل الاستحقاق لجميع ماذا؟
لجميع المحامد
يصبح معنى الآية أن الله جل وعلا مستحقاً كل الاستحقاق لجميع المحامد
فللام في قوله جل ذكره : [الْحَمْدُ] لام ماذا ؟
الاستحقاق , ولها قرينان , يعني تأتي للاستحقاق , وتأتي لغير الاستحقاق
تأتي للاختصاص وتأتي للملك .
تأتي لماذا؟
تأتي للاختصاص وتأتي للملك .
فلو جاء إنسان الآن ووجد هذا المقوس , المحراب , وسأل الشيخ قال لمن هذا المكان ؟
نفرض أنه من البادية لا يعرف هذه الأمور , نفرض جدلاً , فتقول أنت المحراب للإمام , ثم سأل عن هذا الكرسي ,لو فرضنا عرف المحراب ما سأل عنه , رأى كرسياً ليس له عهداً بأن في المساجد كراسي , فقال لمن هذا الكرسي ؟
فأنت تقول الكرسي للشيخ , أو للمدرس ,.
اللام هنا لماذا ؟
لا ليست للاستحقاق ,
وليست للملكية , لماذا؟
للاختصاص .
لأن الشيخ لا يملك هذا الكرسي , واضح ..
إذاً كم لام ؟
ثلاثة أنواع , كلها تجر , تاتي للاستحقاق , وتأتي للاختصاص , وتأتي للملك, الله جل وعلا يقول : [اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ] اللام هنا في (له) هي لام ماذا ؟
هي لام الملك , ومثله قوله جل وعلا [لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ] هذه هي لام الملك .
وقلنا : [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ] اللام هنا لام الاستحقاق .
أما فاطر : فهو أسم فاعل من فطر بمعنى خلق على غير اقتداء , على غير تقليد لأحد يعنى خلق لأول مرة , يعني خلق على غير خلق قد سبق , على غير إقتداء , ففاطر تجمع كم معنى ؟
معنيين , المعنى الأول : الخلق .
المعنى الثاني : الخلق على غير مثال سبق , أي خلق ابتداء .
يروى عن حبر القرآن : ابن عباس رضي الله تعالى عنهما , أنه جاءه أعرابيان يختصمان في بئر , فقال أحدهما : أنا فطرتها , أي أنا ابتدأت حفرها , قال بن عباس فلم أكن أعلم أن فاطر بمعنى خلق وابتداء إلا من هذا الإعرابي .
هذا يدل على شيء مهم في القضية إذا صحت الرواية عن بن عباس , لما جاءه أعرابيان فختصما عنده في بئر ,
فقال أحدهما أنا فطرتها , أي أنا ابتدأت حفرها قبل غيري , على غير مثال سبق , ففهم ابن عباس أن فاطر بمعنى
خالق على غير مثال سبق , هذا الآن جلي واضح , لكن ما الخفي في المسألة ؟
على أن كلمة فاطر غير ذائعة عندهم , يعني هذا حبر القرآن وعربي فصيح قرشي , محال أنه ابن عباس ما يعرف معنى كلمة فاطر ,لكن معنى .., على أن دلت القصة على أن الكلمة لم تكن دارجة , ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن القرآن أول ما نزل بها , فالأعرابي أخذها من أين ؟
من القرآن , قيل أن الأعرابي أخذها من القرآن .
لكن أي كان المعنى فالقصة تدل على أن كلمة فاطر كما قال أخوكم ليست دارجة , وإلا لو كانت دارجة لما جهلها بن عباس .
[الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً]
رسلاً بين من ومن ؟
بين الله ورسله , أي بين أنبيائه .
[جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ] ... يا أصحابي أجنحة
ثم قال :
[مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ ]
ثم قال جل ذكره [يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء]
بعض العلماء قيد , قال يزيد بالخلق ما يشاء بمعنى الملوحة في الوجه السعة في العينين , وهذا التقييد لا داعي له , بل إن الآية متصلة بما قبلها أولى , لأن الله قال [مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ] , هذه تسمى عند النحويين عدول ,
تسمى ماذا ؟
عدول , مثنى معدولة عن ماذا؟
عن أثنين, فقالوا هذا عدول .
الآية تدل على الملائكة بصورة أولية , ويؤيدها أحاديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه و له كم جناح؟
ستمائة جناح [يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] .
هذه الوقفة الأولى , أخذنا فاتحة سورة فاطر .
الأمر الثاني: لغوي , بس أمر عليه سريعاً قال الله : [وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ] [وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ] وقال في الفرقان [وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا] وهنا في فاطر قال [وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ] والذي أريد أن أقف عليه هنا أن الله قال : [هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ] [وَهَذَا مِلْحٌ] لماذا لم يقل ربنا ولا ملزم على الله , لماذا لم يقل مالح ؟
ما الفرق بين مالح وملح ؟
الله نعت البحر بأنه ملح , ما قال مالح , في كل القرآن , ما فيه بالقرآن أنه بحر مالح , يسميه ملح .
الماء إذا كان الملوحة فيه متأصلة يسمى ماء ملح مثل البحر .
أما الماء الذي هو عذب وألقيت فيه ملحاً يسمى مالح .
نعيد : الماء الذي أصله ملوحة كالبحر من أول خلقه يسمى ملح , يقال ماء ملح , هذا تعبير وطئه , هذا تعبير القرآن , [وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ].
وأما إذا وضعنا نحن فيه الملح وكان في الأصل أنه عذب نقول : هذا ماء مالح .
قال الله في أخر السورة : [وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ ] أما المعنى واضح , أن الله أخر الناس إلى أجل مسمى , ولا أريد أن أقف عند الشيء الواضح , لكن هذه وقفة لغوية تقودك إلى مسألة إيمانية عظيمة ,يوجد أيها المبارك حرفان , ( لو ) و ( لولا ) ,
ما هما ؟
لو ولولا
وفقه المسألة عند أي إنسان , يكون تفاعله قلبياً وخشوعاً وخضوعاً مع أي مسألة إذا كان يفهمها , أما إذا كان لا يفهمها لا يمكن أن يتفاعل معها , إلا في حالة واحدة , أن يكون كلام الله فقط , يسمعه العجم فيبكون دون أن يعرفوا معناه , لأنه كلام الله , أما كلامنا نحن كلام البشر بعضنا في بعض إذ ما فهمته لا يمكن أن تتفاعل معه , واضح
أما كلام الله لا يمكن أن يقاس على كلام البشر , فنقول الحرفان ( لو ) و ( لولا ) .
حرف ( لو) حرف امتناع لامتناع, أصل عليها
وحرف ( لولا ) حرف امتناع لوجود , هذه الصعوبة سنتجاوزها بالأمثلة ثم نقودك إيمانياً
معنى حرف امتناع من امتناع: أي لم يتحقق شيء , لم يتحقق الجواب لعدم تحقق الشرط ’ أنت تعد أخاك لتزوره ثم حصل
هذا المطر حال بينك وبين الزيارة , فنقول هذا حرف امتناع لوجود , أرضها قضية المطر .
تقول له إذا مر علي محمد بالسيارة أو إذا ملكت سيارة أو اشتريت سيارة توفرت لدي سيارة سا أزورك فلم تتوفر لديك سيارة , هل ستزور أخاك , فلو سألك لما لم تزرني , ستقول له لو وجدت سيارة لزرتك , من الذي امتنع , الجواب ما هو ؟
الزيارة , لامتناع الشرط , أين الشرط ؟
وجود السيارة – واضح-
أما ( لولا ) حرف امتناع من لوجود , إنسان واقف في المطر ثم منّ الله عليه برجل يحمله , فيقول يعني بعد الله لولا أن مر علي زيدٌ لتبلل ثيابي , هل وقع التبلل؟
لم يقع لوجود ماذا؟
مرور زيد , هذا كله صناعة نحوية , لكن الصناعة النحوية آلة لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أهل الجنة أدخلكم الله الجنة إذا قعدوا فيها يرون أماكنهم في النار التي نجاهم الله منها , وأهل النار إذا مكثوا في النار عياذاً بالله يرون مقاعدهم من الجنة التي حرموها .
الآن نأتي بـ( لو ) ونأتي بـ( لولا )
ماذا يقول أهل الجنة ؟
{ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } هؤلاء المباركون جعلني الله وإياكم منهم وقعت عليهم الرحمة و الهداية , وجود الرحمة والهداية منعهم من دخول النار .
هذا معنى حرف امتناع لماذا؟
لوجود , ما الذي أمتنع ؟
دخول النار , ما الذي وجد ؟
الهداية والرحمة ممن ؟
من الله – واضح-
أما أهل النار فيرون مقاعدهم من الجنة , فإذا رأوا مقاعدهم من الجنة , هل وقعت لأهل النار هداية خاصة ورحمة من الله , قطعاً لا .
عندما يروا أماكنهم في الجنة لم يصلوا إليها , فما الذي أمتنع ؟
وصولهم للجنة , بناء على امتناع ماذا ؟
الهداية والرحمة قال الله عنهم { لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ما قال لولا ,
{ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } فأمتنع أن يكون تقياً من أهل الجنة , لامتناع ماذا ؟
لامتناع الهداية من الله تبارك وتعالى , لهذا يعرف العاقل أنه لا شيء يطلب أعظم من رحمة الله جل وعلا , وما الهداية إلا شيء من رحمة الله تبارك وتعالى – واضح الآن الفرق بين ( لو ) و ( لولا ) .
(لو ) حرف امتناع لامتناع
( لولا ) حرف امتناع لوجود .
ما الذي يقوله أهل الجنة لو أو لولا ؟
لولا.
وما الذي يقوله أهل النار؟ لو أعاذنا الله وإياكم من عذاب أهل النار
الآية التي بعدها قال الله في فاتحة سورة ص { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } هناك قاعدة عند العلماء , إذا قالوا مثلاً في تفسير قول الله تعالى { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا } أو قول الله { وَالْعَصْرِ } أو قول الله { وَالضُّحَى } أو قول الله { وَالنَّازِعَاتِ } أو قول ربنا { وَالْفَجْرِ } يقولون والله جل وعلا يقسم بما شاء من مخلوقاته , وليس للعبد أن يقسم إلا بالله , وهذا حق .
هل مناسب أن يأتي مفسر فيقول هذه العبارة عند قول الله جل وعلا { ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } هذا قسم !
{ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } قسم !
لأن القرآن ليس مخلوق , القرآن كلام الله صفة من صفاته , هنا ماذا نقول ؟ ولله أن يقسم بما شاء من ماذا ؟
من مخلوقاته وأن كانت العبارة صحيحة , لكن يرادها هنا يوهم أن القرآن مخلوق , والقرآن منزل غير مخلوق – واضح-
أين جواب القسم؟
هذا ماسوف نبدأ به في المشاركة القادمة
وأعتذر على الإطالة
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر