العقائد الإسلامية(14)
من أسمائه تعالي الشكور
من أسماء الله تعالي الحسني اسم الشكور, قال تعالي إن الله غفور شكور),الشوري:23], وقال عز وجلوالله شكور حليم),التغابن:17], وهو من الشكر الذي يعني: تصور النعمة وإظهارها, ويضاده الكفر, وهو: نسيان النعمة وسترها, ويدل أصله علي الزيادة, يقال: شكير الشجرة, لما نبت في أصلها من القضبان الصغار, وشكرت الأرض إذا كثر نباتها.
كما أن الشكور مبالغة من الشاكر, وقد ورد في الكتاب العزيز أنه اسم لله تعالي أيضا, وذلك في موضعين, منهما قوله تعاليفإن الله شاكر عليم),البقرة:158].
ومعناه في حق الله تعالي: أنه سبحانه المثني علي المصطفين من عباده, أو الذي يعطي الثواب الجزيل علي العمل القليل; فيقبل اليسير من الطاعات, ويعطي الكثير من الدرجات.
ويجب علي العبد أن يعتقد أنه لا شكور وكذلك لا شاكر في الحقيقة إلا الله تعالي; فهو الذي يعطيه مع استغنائه سبحانه عنه, ولأن زياداته في المجازاة غير محصورة ولا محدودة,فإن نعيم الجنة لا آخر له, والعجب من الغافلين أنهم ينكرونه مع افتقارهم إليه!
وقد تحقق باسم الله تعالي الشكور الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه حتي وصفهم الله تعالي بهذا الاسم الكريم; حيث قال تعالي عن نبيه نوح عليه السلامإنه كان عبدا شكورا), الإسراء:3], وقال في حق خليله إبراهيم عليه السلامشاكرا لأنعمه),النحل:121].
والشكر علي ثلاث صور, قد ذكرها السري السقطي( ت:251 ه)في قوله: الشكر علي ثلاثة أوجه: شكر اللسان,وشكر البدن,وشكر القلب,فشكر القلب: أن تعلم أن النعم كلها من الله عز وجل,وشكر البدن: أن لا تستعمل جارحة من جوارحك إلا في طاعته بعد أن عافاك الله,وشكر اللسان: دوام الحمد عليه(شعب الإيمان312/6).
والإنسان بين حالين لا ثالث لهما; فهو إما شاكرا لربه ذاكر لنعمائه عليه, وإما كافرا بربه غافلا عن عطاياه له, قال تعاليإنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا), الإنسان:3], وصنف الشاكرين في الناس قليل, قال تعالوقليل من عبادي الشكور),سبأ:13], وقال تعالي في مواضع كثيرةولكن أكثر الناس لا يشكرون).
لذا يجب علي العبد أن يجتهد في طاعة ربه سبحانه, وفي شكره تعالي علي ما أنعم عليه من نعم كثيرة منهمرة لا تحصي, قال تعاليوإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها(,النحل:18], فإذا فعل ذلك كان مقتديا بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم متحققا بسنته; فعن المغيرة بن شعبة,أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي حتي انتفخت قدماه,فقيل له: أتكلف هذا؟وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر,فقال: أفلا أكون عبدا شكورا(متفق عليه).
ولقد وعد الله عباده بجزيل العطاء إذا ما شكروه علي نعمائه في مواطن كثيرة, منها, قوله تعاليوسنجزي الشاكرين(,آل عمران:145], وقوله تعاليوإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم(,إبراهيم:7], كما أوعد من يكفر بنعمته ولم يشكره عليها بعذاب شديد, حيث ختم تعالي الآية السابقة بقوله تعاليولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
والمرء إذا أراد أن يتخلق بهذا الاسم الكريم عليه أن يشكر كل من أسدي إليه معروفا ويحمد صنيعه ويكافئه علي قدر طاقته, خاصة الوالدين بعد الله تعالي, حيث هما وصية الله تعالي للإنسان في قوله تعاليأن اشكر لي ولوالديك إلي المصير(,لقمان:14], وكذلك يشكر من الناس من أسدي إليه معروفا, فعن ابن عمر,قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:من استعاذكم بالله فأعيذوه,ومن سألكم بالله فأعطوه,ومن دعاكم فأجيبوه,ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه,فإن لم تجدوا ما تكافئونه,فادعوا الله له حتي تروا أن قد كافأتموه(صحيح ابن حبان/3408), وقال صلي الله عليه وسلم: من لم يشكر القليل,لم يشكر الكثير,ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله,والتحدث بنعمة الله شكر, وتركه كفر,والجماعة رحمة(شعب الإيمان/8698).
ومن سنة السلف الصالح أن يكون الشكر من جنس النعمة, وفي ذلك يقول أبو عبدالله عمرو المكي: رأيت العلماء بهذا الشأن يرتبون الشكر في أحوال العبادة, فيلزمون كلأه لحال شكرا من جنس حالهم,ولا أعرف له معني إلا أن الذي يجب علي الشاكر أن يشكر الله من جنس النعمة ماكانت,فإن كانت نعمة من جهة الدنيا بذل لله منها شكرا عليها,وإن كانت من جهة الدين عمل لله زيادة في ذلك العمل شكرا لله علي إنعامه عليه بذلك(شعب الإيمان/4248). رزقنا الله نعمة الأمن والألفة وشكرهما ليزيد لنا فيهما, ويغير بهما أحوالنا علي الوجه الذي يرضيه.
من مقالات د. علي جمعة
من أسمائه تعالي الشكور
من أسماء الله تعالي الحسني اسم الشكور, قال تعالي إن الله غفور شكور),الشوري:23], وقال عز وجلوالله شكور حليم),التغابن:17], وهو من الشكر الذي يعني: تصور النعمة وإظهارها, ويضاده الكفر, وهو: نسيان النعمة وسترها, ويدل أصله علي الزيادة, يقال: شكير الشجرة, لما نبت في أصلها من القضبان الصغار, وشكرت الأرض إذا كثر نباتها.
كما أن الشكور مبالغة من الشاكر, وقد ورد في الكتاب العزيز أنه اسم لله تعالي أيضا, وذلك في موضعين, منهما قوله تعاليفإن الله شاكر عليم),البقرة:158].
ومعناه في حق الله تعالي: أنه سبحانه المثني علي المصطفين من عباده, أو الذي يعطي الثواب الجزيل علي العمل القليل; فيقبل اليسير من الطاعات, ويعطي الكثير من الدرجات.
ويجب علي العبد أن يعتقد أنه لا شكور وكذلك لا شاكر في الحقيقة إلا الله تعالي; فهو الذي يعطيه مع استغنائه سبحانه عنه, ولأن زياداته في المجازاة غير محصورة ولا محدودة,فإن نعيم الجنة لا آخر له, والعجب من الغافلين أنهم ينكرونه مع افتقارهم إليه!
وقد تحقق باسم الله تعالي الشكور الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه حتي وصفهم الله تعالي بهذا الاسم الكريم; حيث قال تعالي عن نبيه نوح عليه السلامإنه كان عبدا شكورا), الإسراء:3], وقال في حق خليله إبراهيم عليه السلامشاكرا لأنعمه),النحل:121].
والشكر علي ثلاث صور, قد ذكرها السري السقطي( ت:251 ه)في قوله: الشكر علي ثلاثة أوجه: شكر اللسان,وشكر البدن,وشكر القلب,فشكر القلب: أن تعلم أن النعم كلها من الله عز وجل,وشكر البدن: أن لا تستعمل جارحة من جوارحك إلا في طاعته بعد أن عافاك الله,وشكر اللسان: دوام الحمد عليه(شعب الإيمان312/6).
والإنسان بين حالين لا ثالث لهما; فهو إما شاكرا لربه ذاكر لنعمائه عليه, وإما كافرا بربه غافلا عن عطاياه له, قال تعاليإنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا), الإنسان:3], وصنف الشاكرين في الناس قليل, قال تعالوقليل من عبادي الشكور),سبأ:13], وقال تعالي في مواضع كثيرةولكن أكثر الناس لا يشكرون).
لذا يجب علي العبد أن يجتهد في طاعة ربه سبحانه, وفي شكره تعالي علي ما أنعم عليه من نعم كثيرة منهمرة لا تحصي, قال تعاليوإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها(,النحل:18], فإذا فعل ذلك كان مقتديا بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم متحققا بسنته; فعن المغيرة بن شعبة,أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي حتي انتفخت قدماه,فقيل له: أتكلف هذا؟وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر,فقال: أفلا أكون عبدا شكورا(متفق عليه).
ولقد وعد الله عباده بجزيل العطاء إذا ما شكروه علي نعمائه في مواطن كثيرة, منها, قوله تعاليوسنجزي الشاكرين(,آل عمران:145], وقوله تعاليوإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم(,إبراهيم:7], كما أوعد من يكفر بنعمته ولم يشكره عليها بعذاب شديد, حيث ختم تعالي الآية السابقة بقوله تعاليولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
والمرء إذا أراد أن يتخلق بهذا الاسم الكريم عليه أن يشكر كل من أسدي إليه معروفا ويحمد صنيعه ويكافئه علي قدر طاقته, خاصة الوالدين بعد الله تعالي, حيث هما وصية الله تعالي للإنسان في قوله تعاليأن اشكر لي ولوالديك إلي المصير(,لقمان:14], وكذلك يشكر من الناس من أسدي إليه معروفا, فعن ابن عمر,قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:من استعاذكم بالله فأعيذوه,ومن سألكم بالله فأعطوه,ومن دعاكم فأجيبوه,ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه,فإن لم تجدوا ما تكافئونه,فادعوا الله له حتي تروا أن قد كافأتموه(صحيح ابن حبان/3408), وقال صلي الله عليه وسلم: من لم يشكر القليل,لم يشكر الكثير,ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله,والتحدث بنعمة الله شكر, وتركه كفر,والجماعة رحمة(شعب الإيمان/8698).
ومن سنة السلف الصالح أن يكون الشكر من جنس النعمة, وفي ذلك يقول أبو عبدالله عمرو المكي: رأيت العلماء بهذا الشأن يرتبون الشكر في أحوال العبادة, فيلزمون كلأه لحال شكرا من جنس حالهم,ولا أعرف له معني إلا أن الذي يجب علي الشاكر أن يشكر الله من جنس النعمة ماكانت,فإن كانت نعمة من جهة الدنيا بذل لله منها شكرا عليها,وإن كانت من جهة الدين عمل لله زيادة في ذلك العمل شكرا لله علي إنعامه عليه بذلك(شعب الإيمان/4248). رزقنا الله نعمة الأمن والألفة وشكرهما ليزيد لنا فيهما, ويغير بهما أحوالنا علي الوجه الذي يرضيه.
من مقالات د. علي جمعة
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر