دنيا وآخرة .. لولا الآخرة لما كانت الدنيا تحتمل
بقلم دكتور فتحى مرعى
نشر بالأهرام
أقول هذا وأعلم أن كثيرا ممن لايؤمنون بالآخرة يحتملون الدنيا, لا بل ويتشبثون بها حتي الثمالة( قد يكون عدم الإيمان بالآخرة ظاهرا أو مستترا) ولعل هذا التشبث يفسر موقفهم, من أن الدنيا بالنسبة لهم هي كل شيء. هم لا وقت عندهم للتفكير في المصير..الدنيا وما فيها تملأ عليهم حواسهم جميعا, وتشغلهم عن أي شيء آخر.. ولكنهم يدفعون الثمن متأخرا.. حينما تتقدم اعمارهم, وتذوي صحتهم, ويلوح في الأفق هاجس النهاية, إذ يعانون من الاكتئاب ومن اعتلال المزاج, لأن الموت يعني بالنسبة لهم نهاية كل شيء تعلقوا به, وليس هناك عندهم مايخفف هذا الشعور أو يعادله.
بينما الأمر بالنسبة للمؤمن جد مختلف.. فالدنيا بالنسبة له مجرد ممر إلي الآخرة, ولذلك فالموت لايعني النهاية.. وهو يجاهد في دنياه لكي يكون مصيره في الآخرة هو الجنة وليس النار.. وهذا يشغله ويرسم له خطواته في الحياة التي تصل به إلي رضا الله عنه, لأنه موقن بأنه ملاقيه وسيقف بين يديه للحساب, وهو يحسب سلوكياته ويقيمها من أجل أن تثقل موازينه يوم القيامة, فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( المؤمنون102).
هذه الذهنية تجعل المؤمن يحتمل مايلاقيه في الدنيا من متاعب ومشاكل وتضحيات, فيصبر عليها, لأنه يعلم يقينا أن الصبر علي البأساء والضراء واحتسابهما عند ربه سيدخله الجنة والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون( البقرة177)
وقلما تجد المؤمن صادق الإيمان يائسا أو عابسا أو مكتئبا, مهما صادفه من معوقات مثل المرض أو العجز أو محدودية الدخل.. إلخ. لأنه يعلم أن كل المعوقات في الدنيا لن تحرمه من دخول الجنة التي إن ظفر بها, وكأنه لم يمر بها أو يعاني منها قط.. كل هذا أصبح في خبر كان كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور( آل عمران185).. هذا هو الفوز العظيم الذي يدوم ما دامت السماوات والأرض وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ( هود108)
فما الذين يضيرني إن سارت الأمور بي في الدنيا علي غير ما أحب, أو كان حظي قليل حسب التعبير الدارج, إن ظفرت بالجنة وخلدت في نعيمها إلي ماشاء الله.. حتي لو كانت حياتي في الدنيا كلها تعاسة(!)
المؤمن الحق يسعي في الدنيا سعيا من أجل آخرته, راجيا أن يشكر الله سعيه ويدخله الجنة, ومن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا( الإسراء19)
الدنيا متاعها غرور.. أي لاقيمة له, وهو متاع محدود خلال أعمارنا المحدودة, وليس بعدها إلا الآخرة: إما الجنة ونعيمها أو جهنم ونارها وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.
بقلم دكتور فتحى مرعى
نشر بالأهرام
أقول هذا وأعلم أن كثيرا ممن لايؤمنون بالآخرة يحتملون الدنيا, لا بل ويتشبثون بها حتي الثمالة( قد يكون عدم الإيمان بالآخرة ظاهرا أو مستترا) ولعل هذا التشبث يفسر موقفهم, من أن الدنيا بالنسبة لهم هي كل شيء. هم لا وقت عندهم للتفكير في المصير..الدنيا وما فيها تملأ عليهم حواسهم جميعا, وتشغلهم عن أي شيء آخر.. ولكنهم يدفعون الثمن متأخرا.. حينما تتقدم اعمارهم, وتذوي صحتهم, ويلوح في الأفق هاجس النهاية, إذ يعانون من الاكتئاب ومن اعتلال المزاج, لأن الموت يعني بالنسبة لهم نهاية كل شيء تعلقوا به, وليس هناك عندهم مايخفف هذا الشعور أو يعادله.
بينما الأمر بالنسبة للمؤمن جد مختلف.. فالدنيا بالنسبة له مجرد ممر إلي الآخرة, ولذلك فالموت لايعني النهاية.. وهو يجاهد في دنياه لكي يكون مصيره في الآخرة هو الجنة وليس النار.. وهذا يشغله ويرسم له خطواته في الحياة التي تصل به إلي رضا الله عنه, لأنه موقن بأنه ملاقيه وسيقف بين يديه للحساب, وهو يحسب سلوكياته ويقيمها من أجل أن تثقل موازينه يوم القيامة, فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( المؤمنون102).
هذه الذهنية تجعل المؤمن يحتمل مايلاقيه في الدنيا من متاعب ومشاكل وتضحيات, فيصبر عليها, لأنه يعلم يقينا أن الصبر علي البأساء والضراء واحتسابهما عند ربه سيدخله الجنة والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون( البقرة177)
وقلما تجد المؤمن صادق الإيمان يائسا أو عابسا أو مكتئبا, مهما صادفه من معوقات مثل المرض أو العجز أو محدودية الدخل.. إلخ. لأنه يعلم أن كل المعوقات في الدنيا لن تحرمه من دخول الجنة التي إن ظفر بها, وكأنه لم يمر بها أو يعاني منها قط.. كل هذا أصبح في خبر كان كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور( آل عمران185).. هذا هو الفوز العظيم الذي يدوم ما دامت السماوات والأرض وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ماشاء ربك عطاء غير مجذوذ( هود108)
فما الذين يضيرني إن سارت الأمور بي في الدنيا علي غير ما أحب, أو كان حظي قليل حسب التعبير الدارج, إن ظفرت بالجنة وخلدت في نعيمها إلي ماشاء الله.. حتي لو كانت حياتي في الدنيا كلها تعاسة(!)
المؤمن الحق يسعي في الدنيا سعيا من أجل آخرته, راجيا أن يشكر الله سعيه ويدخله الجنة, ومن أراد الآخرة وسعي لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا( الإسراء19)
الدنيا متاعها غرور.. أي لاقيمة له, وهو متاع محدود خلال أعمارنا المحدودة, وليس بعدها إلا الآخرة: إما الجنة ونعيمها أو جهنم ونارها وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور.
9/13/2019, 11:30 من طرف Sanae
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:18 من طرف زائر
» المهندسين خ
7/1/2015, 04:13 من طرف زائر
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
6/27/2015, 09:30 من طرف زائر
» طلب مساعده عاجل
6/21/2015, 14:28 من طرف fatim fatima
» اغاثه
6/17/2015, 10:03 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:59 من طرف زائر
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
6/17/2015, 09:56 من طرف زائر