طائرة تكشف الألغام .. بأيدي طلبة هندسة السويس

فريق من الشباب ضرب بعرض الحائط جميع العقبات التي صادفتهم في بداية حياتهم وتصدوا لها في سبيل الوصول لهدفهم المنشود الواقع، انهم مدحت ابوطالب، محمد مسعد، محمود جامع، محمد حافظ، عادل المنياوي، عمرو رشاد، احمد عوض، حسام الدين عصام "24 عاماً" خريجو قسم الكترونيات واتصالات بكلية الهندسة بجامعة قناة السويس ببورسعيد.

مجموعة كانت نقطة انطلاقها فكرة غير تقليدية هي مشروع تخرجهم "طائرة مراقبة" بصناعة مصرية لتكن محور ابحاثهم، بدا الامر سهلا للغاية في بداية اعداد الخطوط العريضة للمشروع فهي مجرد وحدة تحكم ارضية ووحدة طيران لانهم اعتادوا علي تصنيع تلك التكنولوجيا بايدهم علي مدار أربع سنوات في معملهم المتواضع بمحل قديم في بورفؤاد.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" تلك المقولة تنطبق علي حالتهم مع عدم توفر الخامات المطلوبة لتصنيع تلك التكنولوجيا وعدم تعاون المتخصصين عند بدء تنفيذ الخطوات الاولي والاستهزاء بقدراتهم العلمية، وعلي الرغم من ذلك لم يتملكهم الاحباط ولم ينتقص من همتهم، لم يقفوا مكتوفي الايدي مما زادهم ذلك اصرارا وتحدياً علي تنفيذ فكرتهم "الطموحة".

لم يقف امامهم اي عائق يحول دون تحقيق حلمهم بخروجه الي النور حتي التكلفة المرتفعة التي تكبدها اعضاء الفريق وصلت لحوالي 30 الف جنيه مابين خامات مستوردة من امريكا والمانيا واستراليا مهدرة في التجربة والتنفيذ.

اطلقوا علي مشروعهم مسمي "Phoenix" اي اسطورة طائر الفينيق الذي يشفي بدموعه جراح الاخرين واقتبسوا الاسم ليتمكنوا من حل مشاكل الناس من خلال مشروع " الاسطورة " وهو عبارة عن طائرة متعددة الاستخدامات يمكن التحكم بها عن بعد تتميز بمدي مرتفع 300 متر.

وعن استخدامات الطائرة يقول مدحت ابو طالب احد اعضاء الفريق انه يمكن استخدامه في كشف الالغام وفي قياس درجات الحرارة فوق المداخن او انابيب نقل البترول او في متابعة المجرمين او في المطافي او في التغطية الاعلامية لاحتوائها علي مجسات حرارة و ضغط بالاضافة الي كاميرا تصوير حي فهي تعتبر الطائرة الاولي من نوعها رباعية المراوح يتم التحكم فيها بشكل رقمي بالكامل وهذا ما يجعلها مختلفة عن نظيرتها الامريكية ذات التحكم اليدوي والتي تجعلها في حاجة دائمة الي محترفين مما يسبب نسبة من الخطأ بغض النظر عن تكلفته المرتفعة والتي تتراوح الي 3000 دولار علي العكس اذا تم تصنيع الجهاز في مصر تكلفته تصل الي 1500 جنيه فقط.

يضيف مدحت ابو طالب انه للاسف لا يوجد اي اهتمام بتنفيذ تكنولوجيا التحكم الرقمي عن بعد الخاص بطائرة حرة في مصر وهذا ما يصعب الامر في تطوير تلك التكنولوجيا ، كما واجهتنا صعوبة كبيرة في انهاء اجراءات التخليص الجمركي للخامات المستوردة من الخارج لمدة ثلاثة شهور والتي اهدرت كثيراً من الوقت المخصص للمشروع.

علي الرغم من عدم اقتناع الكثير بجدية الفكرة وتنفيذها إلا أنه في النهاية حاز مشروعهم علي اعجاب الكثير منهم بالإضافة الي فوزه بالمركز الثاني في مسابقة صنع في الوطن العربي وكذلك في مسابقة صنع في مصر والتي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا