السيرة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير
حجة الوداع
اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم اربع عمر ، كلهن في ذي القعدة إلا عمرته التي مع حجته ، وقد تهيأ الرسول صلى الله عليه وسلم
للحج بعد انقطاع دام تسع سنين ، وقد اجتهد المسلمون في مكة والمدينة على الخروج مع الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى الحج للعمل مثل مايعمل ، فصلى الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة اربعا ثم صلى العصر بذي الحليفة قاصرا صلاة العصر وبات فيها .
ثم طاف الرسول صلى الله عليه وسلم بنسائه ثم اصبح محرما ، وبعد ذلك انطلق هو واصحابه من المدينه الى المسجد الحرام
قبيل وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام اهل بالتوحيد [ لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك ] ، واهل الناس بعد ذلك مثلما اهل الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وزاد عبدالله بن عمر رضي الله عنه لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك ، لبيك والرغباء إليك والعمل ، واثناء التلبية والإهلال
جاء جبريل عليه السلام فقال يارسول الله إن الله يأمرك ان تأمر اصحابك ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية والاهلال .
وعند وصول الرسول صلى الله عليه وسلم باب المسجد الحرام اناخ راحلته ، ثم دخل المسجد قبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء ،
وقبله الرسول صلى الله عليه وسلم فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبل الحجر فقال : والذي نفسي بيده
إنك لحجر لاتضر ولاتنفع ولولا إذ لم أرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك ، فصلى الرسول صلى الله عليه وسلم وراء مقام ابراهيم وقرأ بالركعة الأولى سورة الكافرون والركعة الثانية سورة الإخلاص
ثم رجع إلى الركن اليماني فاستلمه .
بعد ذلك خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصفا والمروة فلما اقترب منه :[ إن الصفا المروة من شعائر الله ] ، فاستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم القبلة فوحد الله تعالى وكبره
وبعد ذلك سعى إلى المروه وحث اصحابه على السعي .
فلما كان يوم من التروية : امر النبي صلى الله عليه وسلم من احل ان يحرم اذا توجه إلى منى فاهلوا من الابطح
ثم توجهوا إلى منى وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر،
ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ثم سار من منى إلى عرفات فكان يهل المهل منهم فلا ينكر عليه ، ويكبر المكبر منهم فلا ينكر عليه .
حتى اذا زاغت الشمس اتى بطن الوادي فخطب الناس ، وقال : إن دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ماقلت انا والنبيون من قبلي : لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير .
فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى المزدلفه ، فنزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم اقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم اقيمت العشاء فصلى .
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء حتى اتى المشعر الحرام فاستقبل القبله فدعاه وكبره وهلله ووحده .
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير سيرا لينا كسيره بالامس حتى اتى على وادي محسر فدفع فيه حتى
استوت به الارض ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجميرة الكبرى ، وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس يوم النحر بمنى على ناقته واضع رجليه في الغرز ، يتطاول يسمع الناس فقال بأعلى صوته ألا تسمعون .
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى منى فمكث بها ليالي ايام التشريق ، يرمي الجمرة اذا زالت الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات ،يكبر مع كل حصاة ويقف عند الاولى والثانيه فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثه ولا يقف عندها .
وودع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، وقال : هذا يوم الحج الأكبر ، فقالوا هذه حجة الوداع .، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة من الثنية السفلى ، وكان قد دخلها من الثنيه العليا وحمل من ماء زمزم .
مرضه ووفاته
وألقى خير الأنام عليه افضل الصلاة والسلام ، عصى الترحال بعد قدومه من بيت الله الحرام ، ليلقى في اخر
الليالي والأيام ، سكرات الموت وكربات الحمام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة ايام
فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ، وكان جبريل يأتيه كل عام مرة اما العام الذي قبض فيه فقد
أتاه مرتين ، لذا لما نزلت الآية : [ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ] المائدة : 3 ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض لأصحابه بدنو اجله المحتم اذا جلس ذات يوم على
المنبر فقال : إن عبدا خيره الله بين ان يؤتيه زهرة الدنيا ، وبين ماعنده ، فاختار ماعنده .
ولم يقتصر وداع الرسول صلى الله عليه وسلم على الأحياء بل شمل وداعه على الأموات أيضا ، فقد جاء جبريل
عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له ان ربك يأمرك ان تأتي اهل البقيع فاستغفر لهم .
فاشتد المرض على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحزن الصحابة حزنا شديدا وان الرسول صلى الله عليه وسلم
قد علم بأن هذا المرض سيلحقه بخالقه ، واخبر الصحابة واهل بيته بذلك ، فحزن الصحابة عند سماع الأمر ، وبكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فبعد ذلك امر الرسول صلى الله عليه وسلم ابا بكر بالصلاة بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها إن أبا بكر رجل
أسيف إذا قرأ غلبه البكاء ،
وانه متى يقم مقامك لايسمع الناس فلو امرت عمر ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس ، وقالت عائشة فراجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك مرتين او ثلاثة
وماحملني على كثرة مراجعته إلا انه لم يقع في قلبي ان يحب الناس بعده رجلا قام مقامه ابدا ، ولا كنت أرى انه
لن يقوم احد مقامه إلا تشاءم الناس به ، فأردت ان يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابي بكر .
وقبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعث اسامة بن زيد رضي الله عنه امير للجيش فطعن الناس في امارته ،
واوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث : اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، واجيزوا الوفد بنحو ماكنت اجزيهم
وسكت عن الثالثه او قال عبدالله فنسيتها ، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد فقد قال : لعنة الله على اليهود والنصارى ،
اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ، وعند اجتماع نساء النبي صلى الله عليه وسلم حوله ، جاءت فاطمة رضي الله عنها
تمشي كأن مشيتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : مرحبا يابنتي واجلسها عن يمينه
فبكت فاطمه على مرض ابيها وعلمها بوفاته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلب حزنها فرحا عندما اخبرها بأنها اول اهل بيته إلحاقا به ،
وقال لها ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين فضحكت لذلك وفرحت ، ولقد استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم نسائه في ان يموت في حجرة عائشة فأذن له بذلك .
ولما فاضت الروح الزكية من جسد خير البرية صلى الله عليه وسلم استأذن عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة
رضي الله عنهما عائشة رضي الله عنها فأذنت لهم وجذبت إليه الحجاب .
وعندما علم عمر رضي الله عنه بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سحب سيفه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يفني الله عز وجل المنافقين
ثم اقبل ابو بكر رضي الله عنه فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مغطى بثوب حبره ،
فرفعت عائشه رضي الله عنها الحجاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنظر ابو بكر رضي الله عنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال إنا لله وإنا إليه راجعون مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبه
ثم انكب عليه فقبله فبكى ثم خرج ابو بكر رضي الله عنه من المسجد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب
الناس ويتكلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن ربه ارسل إليه كما ارسل إلى موسى ، فقال ابو بكر
من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت ، وقرأ من القرآن
[ إنك ميت وإنهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ] وقال الله تعالى [ وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ]
وقال عمر بن الخطاب إنها لفي كتاب الله تعالى ماشعرت انها في كتاب الله تعالى فبكى الصحابة وحزنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم
وعندما أرادوا غسله اختلفوا منهم من قال نجرده كما نجرد موتانا من اللباس ومنهم من قال نغسله وعليه ثيابه
فلما اختلفوا القى الله عليهم النوم ، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لايدرون من هو ان غسلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه ،
فغسلوه وعليه قميصه ، وكفن في ثلاثة اثواب يمانيه بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ودفن بعد ذلك في مسجده .
وتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام ، في السنة الحادية عشرة للهجره وهو ابن ثلاثة وستين سنه وليس في رأسه
ولحيته عشرون شعرة بيضاء ،
وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونه عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير ، مات وماترك دينار ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ،
إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وارضا جعلها لابن السبيل صدقة
من كتاب المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير
حجة الوداع
اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم اربع عمر ، كلهن في ذي القعدة إلا عمرته التي مع حجته ، وقد تهيأ الرسول صلى الله عليه وسلم
للحج بعد انقطاع دام تسع سنين ، وقد اجتهد المسلمون في مكة والمدينة على الخروج مع الرسول صلى الله عليه وسلم
إلى الحج للعمل مثل مايعمل ، فصلى الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة اربعا ثم صلى العصر بذي الحليفة قاصرا صلاة العصر وبات فيها .
ثم طاف الرسول صلى الله عليه وسلم بنسائه ثم اصبح محرما ، وبعد ذلك انطلق هو واصحابه من المدينه الى المسجد الحرام
قبيل وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام اهل بالتوحيد [ لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك ] ، واهل الناس بعد ذلك مثلما اهل الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وزاد عبدالله بن عمر رضي الله عنه لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك ، لبيك والرغباء إليك والعمل ، واثناء التلبية والإهلال
جاء جبريل عليه السلام فقال يارسول الله إن الله يأمرك ان تأمر اصحابك ان يرفعوا اصواتهم بالتلبية والاهلال .
وعند وصول الرسول صلى الله عليه وسلم باب المسجد الحرام اناخ راحلته ، ثم دخل المسجد قبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء ،
وقبله الرسول صلى الله عليه وسلم فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبل الحجر فقال : والذي نفسي بيده
إنك لحجر لاتضر ولاتنفع ولولا إذ لم أرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقبلك لما قبلتك ، فصلى الرسول صلى الله عليه وسلم وراء مقام ابراهيم وقرأ بالركعة الأولى سورة الكافرون والركعة الثانية سورة الإخلاص
ثم رجع إلى الركن اليماني فاستلمه .
بعد ذلك خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصفا والمروة فلما اقترب منه :[ إن الصفا المروة من شعائر الله ] ، فاستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم القبلة فوحد الله تعالى وكبره
وبعد ذلك سعى إلى المروه وحث اصحابه على السعي .
فلما كان يوم من التروية : امر النبي صلى الله عليه وسلم من احل ان يحرم اذا توجه إلى منى فاهلوا من الابطح
ثم توجهوا إلى منى وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر،
ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس ثم سار من منى إلى عرفات فكان يهل المهل منهم فلا ينكر عليه ، ويكبر المكبر منهم فلا ينكر عليه .
حتى اذا زاغت الشمس اتى بطن الوادي فخطب الناس ، وقال : إن دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا في بلدكم هذا .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ماقلت انا والنبيون من قبلي : لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير .
فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى المزدلفه ، فنزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم اقيمت الصلاة فصلى المغرب ، ثم اقيمت العشاء فصلى .
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء حتى اتى المشعر الحرام فاستقبل القبله فدعاه وكبره وهلله ووحده .
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير سيرا لينا كسيره بالامس حتى اتى على وادي محسر فدفع فيه حتى
استوت به الارض ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجميرة الكبرى ، وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم الناس يوم النحر بمنى على ناقته واضع رجليه في الغرز ، يتطاول يسمع الناس فقال بأعلى صوته ألا تسمعون .
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى منى فمكث بها ليالي ايام التشريق ، يرمي الجمرة اذا زالت الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات ،يكبر مع كل حصاة ويقف عند الاولى والثانيه فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثه ولا يقف عندها .
وودع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ، وقال : هذا يوم الحج الأكبر ، فقالوا هذه حجة الوداع .، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة من الثنية السفلى ، وكان قد دخلها من الثنيه العليا وحمل من ماء زمزم .
مرضه ووفاته
وألقى خير الأنام عليه افضل الصلاة والسلام ، عصى الترحال بعد قدومه من بيت الله الحرام ، ليلقى في اخر
الليالي والأيام ، سكرات الموت وكربات الحمام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة ايام
فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ، وكان جبريل يأتيه كل عام مرة اما العام الذي قبض فيه فقد
أتاه مرتين ، لذا لما نزلت الآية : [ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ] المائدة : 3 ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض لأصحابه بدنو اجله المحتم اذا جلس ذات يوم على
المنبر فقال : إن عبدا خيره الله بين ان يؤتيه زهرة الدنيا ، وبين ماعنده ، فاختار ماعنده .
ولم يقتصر وداع الرسول صلى الله عليه وسلم على الأحياء بل شمل وداعه على الأموات أيضا ، فقد جاء جبريل
عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له ان ربك يأمرك ان تأتي اهل البقيع فاستغفر لهم .
فاشتد المرض على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحزن الصحابة حزنا شديدا وان الرسول صلى الله عليه وسلم
قد علم بأن هذا المرض سيلحقه بخالقه ، واخبر الصحابة واهل بيته بذلك ، فحزن الصحابة عند سماع الأمر ، وبكوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فبعد ذلك امر الرسول صلى الله عليه وسلم ابا بكر بالصلاة بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها إن أبا بكر رجل
أسيف إذا قرأ غلبه البكاء ،
وانه متى يقم مقامك لايسمع الناس فلو امرت عمر ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم مروا ابا بكر فليصلي بالناس ، وقالت عائشة فراجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك مرتين او ثلاثة
وماحملني على كثرة مراجعته إلا انه لم يقع في قلبي ان يحب الناس بعده رجلا قام مقامه ابدا ، ولا كنت أرى انه
لن يقوم احد مقامه إلا تشاءم الناس به ، فأردت ان يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابي بكر .
وقبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعث اسامة بن زيد رضي الله عنه امير للجيش فطعن الناس في امارته ،
واوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث : اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، واجيزوا الوفد بنحو ماكنت اجزيهم
وسكت عن الثالثه او قال عبدالله فنسيتها ، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد فقد قال : لعنة الله على اليهود والنصارى ،
اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ، وعند اجتماع نساء النبي صلى الله عليه وسلم حوله ، جاءت فاطمة رضي الله عنها
تمشي كأن مشيتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : مرحبا يابنتي واجلسها عن يمينه
فبكت فاطمه على مرض ابيها وعلمها بوفاته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلب حزنها فرحا عندما اخبرها بأنها اول اهل بيته إلحاقا به ،
وقال لها ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين فضحكت لذلك وفرحت ، ولقد استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم نسائه في ان يموت في حجرة عائشة فأذن له بذلك .
ولما فاضت الروح الزكية من جسد خير البرية صلى الله عليه وسلم استأذن عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة
رضي الله عنهما عائشة رضي الله عنها فأذنت لهم وجذبت إليه الحجاب .
وعندما علم عمر رضي الله عنه بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سحب سيفه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يفني الله عز وجل المنافقين
ثم اقبل ابو بكر رضي الله عنه فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مغطى بثوب حبره ،
فرفعت عائشه رضي الله عنها الحجاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنظر ابو بكر رضي الله عنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال إنا لله وإنا إليه راجعون مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبه
ثم انكب عليه فقبله فبكى ثم خرج ابو بكر رضي الله عنه من المسجد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب
الناس ويتكلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكن ربه ارسل إليه كما ارسل إلى موسى ، فقال ابو بكر
من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت ، وقرأ من القرآن
[ إنك ميت وإنهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ] وقال الله تعالى [ وما محمد إلا رسول قد خلت
من قبله الرسل افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ]
وقال عمر بن الخطاب إنها لفي كتاب الله تعالى ماشعرت انها في كتاب الله تعالى فبكى الصحابة وحزنوا على الرسول صلى الله عليه وسلم
وعندما أرادوا غسله اختلفوا منهم من قال نجرده كما نجرد موتانا من اللباس ومنهم من قال نغسله وعليه ثيابه
فلما اختلفوا القى الله عليهم النوم ، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لايدرون من هو ان غسلوا الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه ،
فغسلوه وعليه قميصه ، وكفن في ثلاثة اثواب يمانيه بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ودفن بعد ذلك في مسجده .
وتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام ، في السنة الحادية عشرة للهجره وهو ابن ثلاثة وستين سنه وليس في رأسه
ولحيته عشرون شعرة بيضاء ،
وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونه عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير ، مات وماترك دينار ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ،
إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وارضا جعلها لابن السبيل صدقة
» المهندسين خ
» المهندسين خ
» تليفونات برنامج صبايا الخير بقناة النهار
» طلب مساعده عاجل
» اغاثه
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل
» موضوع مهم جدا وأرجو ألا تغفلوا عنه وأرجو ابتواصل